1- الثالوث
إن ديديموس هو فوق كل شيء لاهوتي ثالوثي، وأفضل تعبير عن عقيدته في الثالوث كان التعبير (جوهر واحد وأقانيم ثلاثة..) الذي استخدمه مرة ومرات في محاوراته مع الأريوسيين، ولأن هناك جوهر واحد للثالوث، لذا يخلص ديديموس إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا عمل واحد للأقانيم الثلاثة:
(ولقد ثبت في كل الأشياء أن هناك عمل واحد للآب والابن والروح القدس، وليس هناك إلا عمل واحد إذ ليس إلا جوهر واحد، لان كل ما هو من نفس الجوهر، له بالمثل نفس الأعمال) (1).
ومرة أخرى يثبت وحدة الطبيعة عن طريق وحدة العمل:
(طالما أن هذه (الأقانيم) المتساوية في الجوهر تستحق نفس الكرامة ولها نفس العمل، إذًا لها نفس الطبيعة، ولا تختلف عن بعضها البعض، لا في الألوهية ولا في العمل) (2).
وعلم بان الأقانيم الثلاثة لهم نفس العمل والقدرة والكرامة، ويرى أن هذا قد استعلن بصفة خاصة في معمودية الرب، ونلاحظ في فكره الثالوثي ارتباط وطيد بالقديس أثناسيوس، إذ انه يؤكد على:
وحدة الجوهر- هومواوسيوس Oμοούσιοσ
ووحدة العمل - الانرﭼيا Evέργεια
في الثالوث، وحيث أن الأقانيم الثلاثة متساوية في الجوهر وعملهم واحد، لذلك اللاهوت واحد لا ينقسم، وقد قدم ديديموس العديد من الإثباتات الكتابية في حديثه عن الثالوث، لأنه يعتبر العهدين جبلين عظيمين يزخران بالأشجار المثمرة، والثمار هي الكلمات التي تشهد للثالوث وللتجسد الإلهي (3).
وعندما يتحدث عن العناية الإلهية، يذكر أن الآب والابن والروح القدس يتشاركون فيها بسبب وحدة جوهرهم:
(هؤلاء الذين يتشاركون في نفس العناية لهم نفس المجد ونفس الجوهر) (4).
وبالطبع هذه الوحدة التامة في الطبيعة والإرادة والعمل تفوق الفهم البشري:
(من المستحيل أن نفهم أو ندرك حتى هذه، كيف أن الثالوث له إرادة واحدة، ويتحدث ويهب العطايا ويكون هذا الحديث ومنح العطايا خاصًا بالأقانيم الثلاثة معًا) (5).
ويشرح ذلك أيضًا في كتابه (عن الروح القدس)، إذ يقول: (كل من يتصل بالروح القدس، ففي نفس اللحظة يتقابل مع الآب والابن، وكل من يشترك في مجد الآب، فانه يأخذ هذا المجد من الابن بالروح القدس، وهكذا ثبت في كل شيء أن هناك عمل واحد للآب والابن والروح القدس) (6).
(وفى نهاية الرسالة الثانية، كتب بولس إلى أهل كورنثوس يقول (نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم) (2كو13:13)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومن هذه الكلمات يظهر عمل واحد للثالوث، لان كل من ينال نعمة المسيح ينالها بمشيئة الآب ويعطيه الروح القدس، لا النعمة تُعطى من الله الآب وربنا يسوع المسيح، فالآب لا يعطى نوعًا من النعمة والابن نوعًا آخر، بل يصف القديس بولس هذه النعمة بأنها تُعطى من الآب ومن ربنا يسوع المسيح وتكتمل بشركة الروح القدس) (7).
(عندما ينال الإنسان نعمة الروح القدس، ينالها كعطية من الآب ومن ربنا يسوع المسيح، فبالنعمة الواحدة التي من الآب والابن والمكتملة بعمل الروح القدس، يثبت أن الثالوث له جوهر واحد) (8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-dedimos/trinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/jbg56gf