كان سقوط الأبوين الأولين عند ديديموس هو الخطية الأولى القديمة ρτίααμά άιαλαП التي غسلنا منها السيد المسيح في معموديته في الأردن (1)، وقد ورثها كل أبناء آدم من خلال زواج والديهم، ولهذا لم يتسخ بها السيد المسيح لأنه وُلِد من عذراء. (2)
وفى حديثه عن آثار المعمودية (مفاعيلها وبركاتها) يشير إلى البُعدين السلبي والإيجابي، أي التطهير من الخطية الأولى ونتائجها ومن الخطايا الشخصية، ونوالنا البنوية لله بالتبني:
(الروح القدس -كإله- يجددنا في المعمودية، وهو بإتحاده مع الآب والابن يردنا من حالة التشوه والقباحة، إلى جمالنا الأصلي الأول، وهكذا يملأنا من نعمته حتى لا نعود نعطى مكانًا لأي شيء لا يستحق محبتنا.. أنه يحررنا من الخطية والموت ومن الأرضيات، ويجعلنا روحيين شركاء في المجد الإلهي، أبناء وورثة لله الآب، يشكلنا بحسب صورة ابن الله، يجعلنا شركاء في الميراث وإخوة له، نحن الذين سنتمجد ونملك معه، انه يعطينا السماء مقابل الأرض، يهبنا الفردوس بأيدي سخية مفضالة، ويجعلنا أكثر كرامة من الملائكة، وفي المياه الإلهية التي في مغسل المعمودية، يطفئ نيران الجحيم التي لا تُطْفَأ). (3)
(حينما نغطس في جرن المعمودية، فإننا بإحسان وصلاح الله الآب وبنعمة الروح القدس، تُنزع عنا خطايانا عندما نخلع الإنسان العتيق، ونولد ثانية ونُختم بقوته، وحينما نخرج من الجرن، نلبس المسيح مخلصنا كثوب لا يبلى، وهو المستحق لنفس الكرامة مثل الروح القدس الذي يجددنا ويختمنا بختمه، لأن الكتاب المقدس يقول: (لأنكم كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح) (غلا 27:3) فبالنفخة الإلهية نلنا صورة الله ومثاله، كما يقول الكتاب، ولكننا فقدناها بسبب الخطية، وها نحن الآن ثانية كما كنا حين خُلقنا أولًا، بلا خطية وأسيادًا على نفوسنا). (4)
فالمعمودية هي ضرورة حتمية للخلاص، وحتى الحياة الكاملة التي بلا خطية لا يمكن أن تُغنى عن المعمودية:
(لا ينال أحد غير مولود ثانية بروح الله القدوس وغير مختوم بختم تقديسه، أي عطايا سماوية، ولو كانت حياته كاملة بلا خطية في كل شيء آخر). (5)
والاستثناء الوحيد لذلك هو معمودية الدم التي هي أيضًا عمل الروح القدس:
(هؤلاء الذين نالوا إكليل الاستشهاد قبل المعمودية، إذ قد اغتسلوا في دمائهم، فإنهم يحيون بروح الله القدس). (6)
ويلخص ديديموس آثار المعمودية في النفس البشرية بقوله:
(بتجديدنا في المعمودية نتمتع بشركة وعشرة مع الله على قدر ما تسمح قدرات طبيعتنا، كما قال البعض: على قدر ما يستطيع الإنسان المائت أن يشابه الله). (7)
وجاء في كتاب دانيلو J. Denielou ((The Bible and The Liturgy فكر القديس ديديموس عن المعمودية:
* قام القديس ديديموس السكندري بوضع وتطوير قائمة برموز المعمودية التي وردت في العهد القديم (8)، فرأى أن الثالوث غير المنقسم ولا منطوق به منذ الأزل، أوجد الماء من العدم، وأعد للإنسان الشفاء المزمع أن يتم في المياه، ففي اللحظة التي اعتمد فيها يسوع نزل الروح القدس على أمواج الأردن واستقر عليها. (9)
* ويرى القديس ديديموس أن عبور البحر الأحمر في العهد القديم يرمز للمعمودية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. باعتبار انه خلص الإسرائيليين من الهلاك، وكل تاريخ الخروج كان رمزًا للخلاص الذي يتم في المعمودية، ويرى أن مصر ترمز للعالم الذي فيه شقاءنا بالحياة الشريرة التي نعيشها، والشعب هم الذين يستنيرون (يعتمدون)، والماء الذي هو واسطة الخلاص للشعب يمثل المعمودية، وفرعون وجنوده رمز للشيطان وأعوانه. (10)
* ويعلق القديس على إعلان أليشع النبي عن غنى مياه المعمودية غير الموصوف ويعتبر أنه سيمتد إلى كل الذين يرغبون في قبول الإيمان. (11)
* تكلم القديس ديديموس عن المعمودية كعلامة دخول في الملكية الإلهية باعتبار أن الروح القدس يسمنا بعلامته الخلاصية لنعود إلى شبهنا الأول، لأن القطيع الذي لا يُميز بعلامة يكون غنيمة سهلة للذئاب، فلا يكون له عون الختم ولا يكون معروفًا من الراعي الصالح..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/st-dedimos/baptism.html
تقصير الرابط:
tak.la/kxg94j3