محتويات
* في كتاب "مشاهير الرجال" تحدث القديس جيروم عن لوسياس كاليوس فيرميانوس لاكتانتيوس، وذكر أن أفريقيا لم تكن فقط مهد تدريبه في علوم البلاغة، بل وكانت أيضًا مكان ميلاد أول أعماله -والتي فُقدت- وهى "الوليمة والتي كتبها عندما كان شابًا صغيرًا، وقد ترك لاكتانتيوس موطنه عندما استدعاه الإمبراطور دقلديانوس (284-304) إلى نيقوميدية في بثينية -العاصمة الجديدة للشرق- واستدعى معه فلافيوس النحوي ليُدرسا البلاغة اللاتينية، ولكنه لم يكن موفقًا، إذ يخبرنا جيروم أنه "لعدم وجود تلاميذ لكونها مدينة يونانية، أنصرف إلى الكتابة" لكنه ظل أستاذًا في نيقوميدية إلى أن اندلعت نيران الاضطهاد سنة 303 فترك منصبه لأنه كان قد صار مسيحيًا، وهكذا ترك بثينية ما بين عام 305 وعام 306، وفي نحو عام 317 استدعاه الإمبراطور قسطنطين الكبير -وهو في سن طاعن- إلى تريف بفرنسا ليهذب ويًدرس لأكبر أبنائه المدعو كريسبوس، ولا نعرف شيء عن تاريخ نياحته.
* يُعد هذا العمل أقدم أعمال لاكتانتيوس مُرسل إلى ديمتريانوس وهو مسيحي ثرى كان تلميذًا للاكتانتيوس الذي أكد في عمله هذا على أن الجسد البشرى بنظامه الرائع الجليل لا يمكن أن يكون إلا من عند الكلى الكمال، وأنه موضع اهتمام خاص من قبل عناية الله.
* والمقدمة (2-4) تقارن بين الإنسان والحيوان، ويخلص لاكتانتيوس إلى أن الله بدلًا من أن يُسلح الإنسان بقوة جسدية منحه العقل وهذا جعله أعظم من المخلوقات جميعًا فالله أعطى للإنسان عقلًا وفهمًا لكي يُظهر بذلك أننا منه، ولكي يؤكد العلامة اللاتيني أفكاره ويثبت العناية الإلهية، تحدث عن التشريع والفسيولوجي (علم وظائف الأعضاء) ثم في الفصول (16-19) عن علم النفس، وفي الفصل الأخير (20) يزود القارئ بشرحًا شاملًا للتعليم الصحيح ضد الفلاسفة والأوديا، المشوشين للحق، ويلمح هنا إلى كتابه "القوانين الإلهية".
* ويغلب على هذا العمل السمة العقلانية / والمؤلف نفسه يعلن أنه ينوي فقط أن بماثل الكتاب الرابع من عمل سيسرو الفيلسوف "الجمهورية" مع تقديم معالجة أكبر وأشمل للموضوع، ومصادره الرئيسية في هذا العمل هي سيسرو وفارو، ويبدو أنه كتبه في نهاية عام 303 أو بداية 304 م. كما يتضح من إشاراته العديدة إلى اضطهاد دقلديانوس.
* تقع "القوانين الإلهية" في سبع كتب تمثل عمل لاكتانتيوس الأساسي، وتعتبر أول محاولة لاتينية لتقديم ملخص للفكر المسيحي، ولها هدفان: أن تثبت كذب وخرافة الديانة الوثنية وأفكارها وأن تقدم العقيدة والعبادة الصحيحة.
* يجيب ذا العمل على الاتهامات التي توجهها أثناء من الفلاسفة ضد الإيمان المسيحي، وأحدهما هو هيروكلس حاكم بثينية والذي أثار اضطهاد دقلديانوس، لكن لاكتانتيوس ينوي في الوقت عينه أن يفند كل مهاجمي المسيحية في الماضي والمستقبل.
الكتاب الأول بعنوان "العبادة الكاذبة للآلهة".
الكتاب الثاني بعنوان "أصل الخطأ" ويشجب فيه تعدد الآلهة الذي هو مصدر كل الأخطاء والخرافات، ويبرهن الكاتب على أن هؤلاء الذين يعبدهم اليونانيون والرومان كانوا في البداية أناسًا بسطاء، عاديين ثم ألهوا فيما بعد، ومفهوم الألوهية تفسدهم يوجب أن يكون هناك إله واحد فقط.
الكتاب الثالث بعنوان "حكمة الفلاسفة الكاذبة" وهو يشير إلى الفلاسفة كثاني مصدر للخطأ بعد تعدد الآلهة، ويشرح أن هناك تناقضات في الآراء الفلسفية المتنوعة بخصوص أسئلة جوهرية عن الحياة البشرية، لدرجة أنه يصير لأي قيمة، ويؤكد لاكتانتيوس أن المعرفة الصحيحة تعطى فقط بالاستعلان.
الكتاب الرابع بعنوان "الحكمة والديانة الحقيقية" ويشرح فيه العلاقة لاكتانتيوس أن المسيح ابن الله أعطانا البصيرة الحقيقية أي أن الفكرة الصحيحة عن الألوهية، والحكمة لا ينفصلان، والمخلص هو أساس الإيمان الذي ليس بأحد غيره الخلاص وقد شهد أنبياء العهد القديم لبنوة المسيح الإلهية، ويدافع العلامة عن التجسد والصلب ضد افتراءات ومحاججات غير المؤمنين
الكتاب الخامس بعنوان "العدل" وفيه يرى المؤلف أن أهم فضيلة للمجتمع البشرى هو العدل، لأن الوثنية ألفت العدل، لذا قدمه لنا المسيح ثانية بنزوله من السموات، وهو يتأسس على التقوى ويتمثل في معرفة وعبادة الإله الحقيقي. وينبني جوهريًا على المساواة بين كل الناس لأن الله يرغب في أن يكون كل الناس متساويين، إذ جعل لهم جميعًا ظروف واحدة للحياة، وأعطى الحكمة لهم جميعًا، ووعد بالأبدية لهم جميعًا. وهو يعطى الجميع نوره الواحد ويعطى الطعام للجميع، ويهب النوم للجميع، ويقدم للجميع العدل والفضيلة، فليس هناك عبد ولا سيد لأنه إن كان للجميع نفس الآب إذًا فهم جميعًا أولاده.
الكتاب السادس بعنوان "العبادة الحقيقية" يتناول نفس الموضوع، موضحًا أن الديانة تجاه الله والرحمة تجاه الناس.
* هما متطلبان للعدل والعبادة الحقيقية، فلابد أولًا من الشركة مع خالقنا، ثم الشركة مع قريبنا، الأولى تسمى ديانة والثانية تسمى رحمة ويعتبر الكتاب الخامس والسادس أفضل جزئين في العمل كله من حيث المحتوى والأسلوب، إذ تكلم لاكتانتيوس عن أعمال الرحمة والمحبة "محبة الله ومحبة القريب".
الكتاب السابع بعنوان "عن الحياة السعيدة" وفيه يقدم لاكتانتيوس فكرًا اسخاطولوجيا ووصفًا تفصيليًا لجمالة هؤلاء الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة وعبدوا الله الواحد، عند مجيء المسيح الثاني المخوف.
* في العديد من المخطوطات، نجد "ملخص" ملحق بالقوانين الإلهية، وقد أعده لاكتانتيوس لـ"الأخ بنتاديوس ومن محتويات هذا الملخص يتضح لنا أنه ليس جزء من العمل الأصلي بل نسخة مختصرة منه، وفيه إضافات وحذف وتغييرات وتصحيحات، ولابد أن لاكتانتيوس قد كتبه بعد سنة 314.
* تخيل الابيقوريون أن الله كيان جامد غيور فعال على الإطلاق، سعادته تتطلب أن يظل منعزلًا عن العالم بدون غضب أو عطف، لأن هذه المشاعر لا تتفق مع طبيعته ففرد لاكتانتيوس عملًا كاملًا للرد على هذا الاعتداء الخاطئ، وكتبه نحو سنة 313 أو سنة 314 م.، وهو يؤكد أن فكرة الأبيقوريين هذا يعنى إنكار العناية الإلهية بل وإنكار وجود الله نفسه، لأنه إن كان الله موجود فلا يمكن أن يكون غير عامل أو فعال، لأنه يحيا ليعمل، لذا لابد أن يكون له حركة وعمل، وما هذا العمل إلا تدبير وتنظيم الكون والعالم... ويرفض لاكتانتيوس أيضًا مفهوم الرواقيين عن الله إذ يقولون أنه عطوف رحوم لكنه لا يغضب، لأنه إذ لم يغضب الله، لا يمكن أن تكون هناك عناية إلهية لأن عناية الله للإنسان تتطلب أن الله يغضب من هؤلاء الذين يصنعون الشر، فكما أن الله يحب الصالحين، كذلك يبغض الأردياء ويشير الكاتب عدة مرات إلى "القوانين الإلهية" ويرسل هذا العمل لشخص يدعى دوناتوس.
* يقدم لنا في هذا العمل، نتائج وأثار الغضب الإلهي وعقاب مضطهدي الكنيسة، وقد كُتب بعد أن حل السلام وانتهى الاضطهاد، وأراد لاكتانتيوس أن يثبت أن كل الذين قاوموا الكنيسة لاقوا نهاية مريعة.
* كتب لاكتانتيوس قصيدة بعنوان "طائر العنقاء" يروى فيها قصة العنقاء، الشهيرة وقد كان هيرودتس المؤرخ أول مَنْ رواها، وكان كلمينضس الروماني أول كاتب مسيحي يستخدمها كرمز للقيامة، كذلك نجدها مذكورة في كتاب ترتليان" عن قيامة الأجساد، وفي كُتاب آخرين وكذا في القرن المسيحي المبكر، وتروى هذه القصة أن هناك بلد سعيد في الشرق البعيد حيث تنفتح بوابة السماء، الضخمة وتسكب الشمس نورها، وتشرق فوق أعلى الجبال، وهناك شجرة مغروسة دائمة الخضرة والازدهار، وليس هناك أمراض ولا شيخوخة، ولا موت، ولا أعمال ردية، ولا خوف، ولا حزن يدخل ذلك المكان أبدًا، وهناك شجرة عجيبة تحمل ثمارًا يانعة لا تسقط أبدًا، وفي هذا البستان يسكن طائرًا واحد، والعنقاء، وعندما تستيقظ يتغير الصباح من اللون الأصفر إلى الأحمر، فتجلس على أعلى قمة في الشجرة الباسقة وتبدأ تغنى أغنية مقدسة بصوت رائع، وبعد ألف عام، أرادت العنقاء، أن تُولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم حيث يسود الموت واتجهت إلى سوريا، واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها هناك عش أو رحم، لأنها ماتت كي نحيا، وبعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد بلا أعضاء، دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة مثل الفراشة وتطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس في مصر، ويحيى شعب مصر هذا الطائر العجيب، ثم تعود لبلدها في الشرق.
ويختتم لاكتانتيوس قصيدته بقوله:
"أيها الطائر ذو القدر والنصيب السعيد
الذي أعطاه الله نفسه أن يُلد من ذاته
شهوتها ومسرتها الوحيدة في الموت
كي بهذا تُولد. هي التي رغبت قبلًا في أن تموت
فربحت الحياة الأبدية ببركة الموت".
* ورغم أن هذا العمل يعتمد على أسطورة خرافية، إلا أن فيه بعض سمات مسيحية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالرمزية بجملتها تشير إلى السيد المسيح، الذي أتى من البلد الذي في الشرق البعيد أي من الفردوس، إلى البلد الذي يسوده الموت، أي أن عالمنا، ويموت هناك ثم يعود بعد قيامته إلى موطنه الأصلي (الصعود). فالعنقاء، هي رمز للمخلص القائم الممجد، وفكرة الموت كميلاد ثاني وبداية لحياة جديدة هي فكرة معروفة في المسيحية المبكرة.، ويشهد غريغوريوس أسقف تورز أن لاكتانتيوس هو كاتب هذه القصيدة، ويرى في العنقاء، رمزًا للقيامة.
أ- الوليمة أو المأدبة وهى أول أعمال لاكتانتيوس وقد ذكرناها سلفًا.
ب- دليل الرحلة وقد ذكره جيروم في "مشاهير الرجال" وهو وصف لرحلة لاكتانتيوس من أفريقيا إلى نيقوميدية.
ج- يشير جيروم إلى كتاب في قواعد النحو، لا نعرف عنه شيء آخر عدا ذلك.
د- تحدث جيروم أيضًا عن كتابين إلى اسكليبيادس وأربعة كتب "رسائل إلى بروبس" وكتابين "رسائل إلى ساويرس" كتابين "رسالتين إلى تلميذه ديمتريانوس" وهو نفس التلميذ الذي أرسل إليه كتاب "غضب الله".
_____
(*) المرجع:
سلسلة آباء الكنيسة: العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي - أنطون فهمي جورج.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/lktanteos.html
تقصير الرابط:
tak.la/wvbv4dk