6) طائر العنقاء | الفينكس The Bird Phoenix
كتب لاكتانتيوس قصيدة بعنوان "طائر العنقاء" يروي فيها قصة العنقاء الشهيرة، وقد كان هيرودتس المؤرخ Herodotus أول من رواها، وكان كلينضس الروماني أول كاتب مسيحي يستخدمها كرمز للقيامة، كذلك نجدها مذكورة في كتاب ترتليان "عن قيامة الأجساد"، وفي كُتاب آخرين وكذا في الفن المسيحي المبكر، وتروي هذه القصة أن هناك بلد سعيد في الشرق البعيد حيث تنفتح بوابة السماء الضخمة وتسكب الشمس نورها، وتشرق فوق أعلى الجبال، وهناك شجرة مغروسة دائمة الخضرة والازدهار، وليس هناك أمراض ولا تسقط أبدًا، وفي هذا البستان يسكن طائرًا واحد، العنقاء، وعندما تستيقظ يتغير الصباح من اللون الأصفر إلى الأحمر، فتجلس على أعلى قمة في الشجرة الباسقة وتبدأ تغني أغنية مقدسة بصوت رائع، وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تُولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم حيث يسود الموت، واتجهت إلى سوريا، واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها هناك عش أو رحم، لأنها ماتت كي تحيا، وبعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد بلا أعضاء، دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة مثل الفراشة وتطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس في مصر، ويحيي شعب مصر هذا الطائر العجيب، ثم تعود لبلدها في الشرق.
ويختتم لاكتانتيوس قصيدته بقوله:
"أيها الطائر ذو القدر والنصيب السعيد الذي أعطاه الله نفسه أن يُولد من ذاته. شهوتها ومسرتها الوحيدة في الموت كى بهذا تُولد، هي التي رغبت قبلًا في أن تموت فربحت الحياة الأبدية ببركة الموت".
ورغم أن هذا العمل يعتمد على أسطورة خرافية قديمة، إلا أن فيه بعض سمات مسيحية، فالرمزية بجملتها تشير إلى السيد المسيح، الذي أتى من البلد الذي في الشرق البعيد أي من الفردوس، إلى البلد الذي يسوده الموت، أي عالمنا، ويموت هناك ثم يعود بعد قيامته إلى موطنه الأصلي (الصعود)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالعنقاء هي رمز للمخلص القائم الممجد، وفكرة معروفة في المسيحية المبكرة، ويشهد غريغوريوس أسقف تورز Tours أن لاكتانتيوس هو كاتب هذه القصيدة، ويرى في العنقاء رمزًا للقيامة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/228nz98