محتويات
* ولد في فلسطين على أرجح الآراء سنة 525.
* كرّس يوحنا الدرجي نفسه ذبيحة حية مرضية للمسيح بدخوله السيرة الرهبانية في دير جبل سيناء وهو في السادسة عشرة من عمره.
* وفي سن العشرين لبس الدرجي الثوب الرهباني.
* لقد عاش الدرجي في وحدته أربعين سنة كاملة في الكد والجهاد مستعرًا بنار المحبة الإلهية استعارًا مستديمًا. كما أنه اختبر فنون الحرب اللامنظورة وحلاوة مناجاة الله فعرف مثلًا خداع الشياطين في أمر الدموع الكاذبة والفرح الكاذب، حتى وقد جُرب بترك وحدته من جراء الضجر، ولكنه ثبت فيها إلى النهاية.
* ورد عن الدرجي أنه ضغط ساعات نومه إلى الحد الأدنى، ولكنه كان متعقلًا جدًا في صومه، إذ كان من عادته أن يأكل من كل ما يسمح به القانون الرهباني إنما بكمية قليلة جدًا.
* جاء عن الدرجي أنه كان مواظبًا على قراءة الإنجيل، وكذلك أقوال الآباء وكان من أكثر الرهبان علمًا في البرية، ولكنه كان دائمًا يهدف إلى إخفاء فضائله والمواهب الخارقة التي حباه بها الروح القدس.
* هذا وقد لقب الدرجي بالعلامة، وهذا اللقب الذي لُقب به وهو على قيد الحياة ينم على غنى تشبيهاته وغزارة مفرداته، والأرجح أنه اكتسب هذه الثقة من خلال مطالعته الكثيرة وبعض أسفاره.
* وقد ورد أن الدرجي اختير رئيسًا لدير جبل سيناء حوالي سنة 639.
* وجاء عنه أنه صار رئيسًا على دير جبل سيناء وكان مثالًا أعلى في القيام بجميع الواجبات الرهبانية ومنارًا لفضيلتي المحبة والتواضع.
* من المعروف أن يوحنا الدرجي قام برحلة إلى مصر زار خلالها ديرًا في منطقة الإسكندرية حيث ذكر الدرجي بنفسه هذه الزيارة ولاسيما "الدير السجن" الرهيب التابع له والخاص بالرهبان التائبين، والذي يصفه الدرجي وكأنه من عالم الخيال مع أنه حقيقة.
* هذا وذُكر أن ما رآه الدرجي في هذا الدير الذي يضم عدة مئات من الرهبان ترك في نفسه انطباعًا لا يُمحى، وإليك ما رآه الدرجي في هذا الدير:
أ- لفت انتباهه بالأخص قوة الإفراز التي كانت لدى أب الدير الإسكندري، وأيضًا صرامته الممزوجة بالمحبة نحو رهبانه.
ب- تأثره أيضًا بالسجن (prison) الموجود على بعد ميل من الدير الرئيسي حيث يُسجن الرهبان المخطئون، وقد مكث الدرجي هناك لمدة شهر.
ج- تأثره بالارتباط الملحوظ بين الأخوة بالمحبة والمشاركة المتبادلة وبالصلاة الداخلية التي لا تتوقف.
د - الدرجي وعلاقته بالقديس غريغوريوس الكبير:
* لقد نال الدرجي شهرة كبيرة في حياته، حيث أن القديس غريغوريوس الكبير أرسل له أموالًا وأسرة (جمع سرير) لأجل زوار دير جبل سيناء الذين كثروا جدًا.
* عندما كان الدرجي في لحظاته الأخيرة وينتقل إلى الرب كان أخوه جاورجيوس جالسًا بجانبه يبكى ويقول له: أتذهب وتتركني وحدي؟! فقد كنت أود لو أنك ترسلني قبلك لأنني بدونك يا سيدي أعجز عن رعاية الرهبان، ومع الأسف فأنى أرسلك الآن قبلي، فأجابه الدرجي: لا تحزن يا أخي ولا تقلق، فإني إن وجدت لدى الرب دالة فلن أدعك تكمل العام الجاري وحدك، وقد تم ذلك، لأنه ما أن أنقضت عشرة أشهر حتى انتقل إلى الرب جاروجيوس أيضًا.
* هذا وقد ذُكر عن يوحنا الدرجي أنه تنيح في أوائل القرن السابع وهو ابن ثمانين سنة (525-605).
وذُكر أيضًا أن الدرجي تنيح سنة 649.
1- الدرجي ألف كتابه "السلم"، ولذلك سًمى السلمي أو الدرجي.
2- عنوان الكتاب في الأصل اليوناني هو "السلم" وحسب، ولكن الترجمات المختلفة تحمل عناوين مختلفة مثل: سلم الصعود الإلهي، السلم المقدس، سلم السماء ودرجات الفضائل
* ويلاحظ أن تسمية "السلم" مستوحاة من رؤيا يعقوب (تكوين 12:28-13).
3- يتضمن "السلم" ثلاثين فصلًا تمثل الثلاثين عامًا من حياة السيد المسيح قبل خدمته الجماهيرية.
4- كُتب هو على شكل أقوال مأثورة وحكم وأمثال وشبّعة بالقصص الكثيرة من واقع الحياة الرهبانية.
5 - كتب الدرجي "السلم" في الفترة الأخيرة من حياته كرئيس لدير جبل سيناء، وذلك استجابة لطلب يوحنا رئيس دير رايثو، هذا وقد كان الدرجي معترضًا على قبول هذا الطلب حيث أن المهمة تفوق قدرته، ولكن لأجل فضيلة الطاقة إستجاب للطلب.
6 - كتب الدرجي "السلم" بعد أن قضى معظم حياته الرهبانية، وأُئتمن أخيرًا على رعاية جمع كبير من الرهبان.
7 - القارئ "للسلم" هو الراهب، وبرغم هذا نجد الدرجي يبدأ "سلمه" بتأكيد واضح على محبة الله وعنايته للبشرية كلها، فالخلاص مقدم للجميع على السواء، وبالنسبة للمسيحي المتزوج يؤكد الدرجي على أن الزواج لا يعوق خلاصه، حيث ورد في "السلم" أن النقاوة ليست حكرًا على البتوليين ويورد كدليل على كلامه بطرس الرسول، وبرغم تأكيد الدرجي على شمولية محبة الله الخلاصية إلا أنه يوضح بأنه يكتب إلى الرهبان خاصة، هذا ما يجب أن يتذكره القارئ الحديث، ولكن هل يعنى هذا أن "السلم" لا يفيد العائشين في العالم؟ بالتأكيد يفيدهم، ففي الحقيقة أن هناك ألوفًا من المسيحيين المتزوجين قرأوا "السلم" استفادوا منه كثيرًا، ولا نستغرب هذا مهما كان قصد الكاتب في "سلمه"، فإن كان المعمدين رهبانًا أو متزوجين يستجيبون لنداء الإنجيل، ومهما اختلفت الأساليب الخارجة إلا أن الطريق واحد بالضرورة.
8 - "السلم" كتاب تطبيقي، والذي يقرأه بهذه النظرة التطبيقية هو وحده الذي يستطيع أن يقدر قيمته.
9 - الصورة الأساسية أمام الدرجي والتي يتركب كتابة كله إزاءها هي صورة "سلم" يمتد من الأرض نحو السماء مثل "السلم" الذي رآه يعقوب أبو الآباء (تكوين 12:28).
10 - الإبداع لتصوير الدرجي "لسلمه" أعطى لكتابه فرادة وطمعًا مميزًا، وبالفعل سرعان ما صار "سلمه" جزء من التصور الروحي في الشرق المسيحي، وكثيرًا من الأيقونات وفريسكات الموائد والمخطوطات والتي فيها يصورون الدرجي واقفًا على الجانب عند أسفل "السلم" يحمل كتابًا ومشيرًا إلى "السلم" ويظهر أيضًا الرهبان وهم يجاهدون بعنف للصعود فرحين، وعند قمة "السلم" ترى ملائكة يشجعون الصاعدين من الرهبان، وعلى شماله تحاول الشياطين اجتذابهم إلى أسفل حيث الوحش فاغرًا فاه لابتلاعهم.
11 - الدرجي لا يوافقنا أن نأخذ معنى "السلم" بمعنى حرفي، فلا ينبغي أن نفهم الخطوات المختلفة على أنها درجات متتالية بالضرورة، أي بمعنى أن الواحدة تنتهي حيث تبدأ التي تليها، فنحن حينما نسمو ونتقدم إلى الدرجات العليا بنعمة الله لا نزال نحيا وننمو في نفس الوقت في الدرجات التي تسبقها.
12 - الغرض خلال صعودنا "السلم" أن نتبع المسيح وأن نصير مشابهين لله، نقتدي به ونتخذه مثالًا في محبته الإلهية.
13 - "السلم في الحقيقة لا يشجع كثيرًا مَمن يسعون وراء الحلول الوسطى، فالدرجى يطالبنا هنا في اسم المسيح بتكريس كامل تمامًا، تكريس لا يقف عند حد ولا يكتفي بنهاية معينة ورغم هذا لا يدفعنا الدرجي بخشونة أو بعدم إنسانية.
14 - "سلم" الدرجي نما من خبرة كاتبه الحياتية ويحتاج من كل قارئ خبرة شخصية معاشة، فإذا قرئ "السلم" بسرعة وبروح الفضول المنعزل يصبح مهيبًا للآمال، ولكن الدرجي لم يقصد قط أن يقرأ "سلمه" بهذا الأسلوب.
15- الهيكل العمودي "للسلم" يمكننا إدراجه هكذا:
أ - الانفصال عن العالم (الزهد - التخلي - الوحدة).
ب - ممارسة الفضائل (الطاعة - التوبة - ذكر الموت - البكاء).
ج - الإتحاد بالله (السكون - الصلاة - اللاهَوَى - المحبة).
فالجزء الأكبر من "السلم" يختص بالصراع ضد الرذائل وممارسة الفضائل.
16 - أن قمة: السلم: هي المحبة ولا يمكن لشيء أن يتفوق عليها.
17 - يتوقع الدرجي أن نتأمل كتابة ببطء وبروح التوبة والندم وبقصد مخلص من القارئ أن يغير من طريقة حياته.
* وعند قيام الجدل المشهور حول مذهب السكون في القرن الرابع عشر نرى أنصار (غريغوريوس بالاماس Γρηγόριος Παλαμάς) يستشهدون بالدرجي بمثابة مرجع لهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وغريغوريوس السينائي الذي أدخل مذهب السكون إلى جبل آثوس Όρος Άθως قد أوصى بمطالعة كتاب الدرجي علاوة على أن "السلم" هذا يُعد من طليعة المراجع التي قامت عليها النهضة الرهبانية الروسية في القرن الخامس عشر.
* فقد كان كتاب "السلم" الملهم الرئيسي (لنيلس سورسكي) أحد باعثي النهضة، ويشهد كتاب "سائح روسي على دروب الرب" بانتشار كتاب "السلم" في الأوساط الشعبية الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن هذا الانتشار يزداد اتساعًا في كنيسة رومانيا حيث ترى آثارًا في رسم الأيقونات والفريسكات والقصص الشعبية.
* أما في الغرب فنرى تيار "السلم" في القرن الرابع عشر ينطلق من البلقان فينتقل حتى هولندا عبر وادي نهر الراين فينقله الرهبان الغربيون ويملأ مكتبات البندكتيين وغيرهم. كما أنه يُتخذ حجة كتأييد متطلبات النقاوة الإنجيلية والحرية الروحية التي كان يبتغيها البعض منهم.
* وقيل عن مدى انتشار "السلم" أنه قد تأثر به كُتاب كثيرون دون تطرف، كما نقل عنه الكثيرون من الشرق والغرب على سبيل المثال دانيال من رايثو وإيليا من كريت.
* في أديرة الروم الأرثوذكس وفي فترة الصوم الكبير من كل عام نجد "السلم" يقرأ بصوت عال في الكنيسة أو على المائدة، أما خارج الأديرة فتجده الكتاب المفضل لشعوب لا حصر لها من العلمانيين في اليونان وبلغاريا والغرب وروسيا وفي كل العالم الأرثوذكسي ولكن لماذا أثبت "السلم" شعبيته الشائعة جدًا؟ أن هذا الشيوع يرجع بلا شك وإلى حدّ ما إلى أن "السلم" جاء نموذجًا فريدًا مدهشًا ربط الكتاب كله ببعض وعلق بخيال عدد لا يحصى من قرائه، ولكن السبب الرئيسي لشيوعه هو ربط الدرجي للأسلوب القاسي اللاذع والذي لا يخلو من الدعاية والملاطفة في حشر آراء كثيرة في نظام واحد، ذلك بجانب نظرته الروحية قبل كل شيء.
من المعروف أن الدرجي كتب رسالتين هما:
أ - الرسالة الأولى: ردًا على رسالة كان قد أرسلها يوحنا رئيس دير رايثو.
ب - الرسالة الثانية: أرسلها الدرجي أيضًا إلى يوحنا رئيس دير رايثو، وهذه الرسالة تضمنت فضائل وواجبات ومهام راعى النفوس الحقيقي.
* وقد كُتب عن هذه الرسالة أن يوحنا الدرجي رسم لنا صورة نموذجية عن رؤساء الأديرة في رسالة إلى الراعي.
* هذا وقد لاحظنا أن البعض يعتبر تلك الرسالة إنها الدرجة الواحدة والثلاثون "للسلم".
1- اتخذ الدرجي في "سلمه" أسلوبًا وصفيًا أدبيًا.
2- يظن البعض أن كتاب "السلم" بلغته اليونانية جاف غير مترابط، ولكنه في الحقيقة مركب بدقة وبمقاطع موزونة وكأنه شعر، إن عدم الترابط هذا، هو في الحقيقة شيء مقصود.
3- الدرجي مُغرم بالجُمل القصيرة الحادة، وبالتعاريف البلغية وبالأمثال المتناقضة ظاهريًا، كل ذلك لكي يوقظ القارئ.
4- يتميز الدرجي بإجادته للتعبيرات الطريفة ذات الروح الرهبانية، مما جعلها ترسخ في عقول سامعيه مدى أجيال.
5- عندما تجد الدرجي لا يوضح نقطة معينة من أمثاله ويبدو لنا أنه ينتقل بين المعاني بطريقة غير مرتبة، فذاك ليس عن إهمال أو عدم مقدرة بل عن قصد مدروس.
6- الدرجي في كتاباته يثير القارئ لدفعه إلى خطوة إيمانية ثم يستحضره إلى المشاركة الشخصية.
7- اتخذ الدرجي الأسلوب المنطقي الجدلي في كثير من الموضوعات التي كتبها.
وقد قال د. موريل هبيل "أن أسلوب الدرجي أقرب للمشار منه للفريسي".
* كما قيل عن سمات أسلوب الدرجي بأنه يدين بكل وضوح لمدرسة غزة الفلسطينية (أوائل القرن السادس) ولعله يُعتبر خليفة تلك المدرسة الروحانية، ومنها ورث الدرجي فكرته حول الأبوة الروحية وفي تقديمه للمواضيع بأسلوب غير منتظم يُعتبر من خصائص هذه المدرسة.
* هذا وقد ورد عن أسلوب الدرجي في الكتابة أنه من الواضح أنه كان على معرفة بكتابات سابقيه من النساك، وبرغم ذلك فان معالجته للأمور ووجهة نظره تعتبران خاصة به.
1- كتب الدرجي للرهبان بصفة خاصة، ولذا لا نستغرب أن يذكر القليل عن الحياة الكنسية خارج الدير، وفي الحقيقة تحدث الدرجي أحيانًا عن خدمة الراهب للمجتمع، فالراهب يساعد الآخرين بصورة غير مرئية أكثر منها منظورة، ليس من خلال الأعمال الخارجية وإنما بواسطة الصلاة الداخلية، وعن طريق تصرفه كنموذج أو كمثال.
2- يؤكد الدرجي على أنه لا يخرج راهب إلى حياة الوحدة إلا بعد تمرسه أولًا بخبرة المعيشة مع إخوته الرهبان.
3 - الصفتان اللتان يؤكد الدرجي عليهما في حياة الشركة الرهبانية هما: المحبة الأخوية والطاعة.
4- حيث أن كل راهب مطلوب منه أن يحمل أثقال أخيه إلا أن حامل الأثقال الأول بلا منازع هو الأب الروحي.
5- مفهوم الدرجي عن "الهدوء" أنه أسلوب خارجي للحياة التي يحياها الراهب في الوحدة، إذ يعيش في مغارة بمفرده وهو أيضًا في انعكاف داخلي على الصلاة المستمرة، فإن ما يهتم به الدرجي هنا أساسًا ليس العزلة الجسدية وإنما الصمت الداخلي في نفس الوقت، فمرحلة الهدوء الحقيقي ليست جسدية نحو الخارج إلى الصحراء، وإنما نحو الداخل إلى هيكل القلب
1 - يُلقى الدرجي ثقلًا كبيرًا على أهمية الاختيار الشخصي، فالمسيحية كما يراها هي أكثر بكثير من القول الخارجي لعقائد وقوانين، فلا يستطيع إنسان أن يصير مسيحيًا إلا بالتدخل الشخصي حيث كل شخص يرى ويتعلم ويتذوق ويلمس بنفسه.
2- إن الاختبار الشخصي ينطبق أولًا على كل من يعلم الآخرين، فالمعلم الحقيقي هو رجل الخبرة الشخصي أعنى أن يتعلم ويرى لمنفعة نفسه، ثم هو أيضًا الرجل الذي يهدف في إرشاداته لتلاميذه، أن يقودهم إلى النقطة التي تجعلهم فيها أيضًا يتعلمون ويرون لمنفعة أنفسهم.
3- يعطى الدرجي أهمية عظمى لدور الأب الروحي حيث أن الإنسان لا يسير في رحلته الداخلية بدون مرشد، فالأب الروحي في نظر الدرجي لا يُعد بديلًا وإنما ممهدًا ودافعًا للمسيرة، فليست مهمة المرشد أن يمارس الخبرات بدلًا عن أولاده، وبذلك يحرمهم ضرورة اجتيازها بأنفسهم، وإنما العكس هو المطلوب.
4 - أن الأب الروحي هو الطبيب.
5- يؤكد الدرجي على ضرورة بذل الجهد الشخصي لرؤية الأمور وعدم الاكتفاء بسماعها من الآخرين.
6- يهدف الدرجي من "سلمه" إلى وضع قُرائه لنفس الخبرة التي اجتازها هو، وبذلك لم يكن هدفه زرع معلومات مجردة للذهن أو نشر قائمة رسمية من قوانين النسك، بل كان هدفه هو الدفع للاختبار الشخصي.
7- اهتم الدرجي بالداخل (بالقلب) وليس بما هو خارج، فالذي يهمه هو الاتضاع ونقاوة القلب وليس النسك الجسدي الخارجي.
8- أن يقدمه لنا الدرجي هو طريقة للحياة لا قوانين أو فنون، إنما يقدم لنا وسيلة للتلقين والممارسة وليس نظمًا.
9- تعمد الدرجي ألا يفصح تمامًا عن مراده، كما أنه تعمد أن يكون مُبهمًا أحيانًا، وذلك لأن هدفه أن يدفع قارئه إلى الاختبار الشخصي، والحياة بالممارسة، كما أنه تجنب أن يكشف عن قصده علانية، وذلك ليقود القارئ إلى الاستنتاج من نفسه ولمنفعة نفسه.
10- يحذرنا الدرجي جدًا من ناحية الأحلام.
11- يحذرنا الدرجي باستمرار ألا نتعجل الأمور.
12- أن الهدف الاسمي للحياة الروحية بلا شك هو التأمل أو رؤية الله، ولكن في نفس الوقت وربما بصورة أكثر أهمية هي نقطة بدايتنا: التوبة.
13- المسيحي هو من يقتدي بالمسيح في الفكر والكلام والفعل على قدر ما هو مسموح بشريًا، وأن يكون له إيمان صحيح بلا لوم في الثالوث المقدس.
14 - أن الروحانية والعقيدة مرتبطتان أساسًا عند الدرجي، فلا يمكن أن توجد حياة صلاة دقيقة بدون إيمان سليم في الله.
15- نبّر الدرجي على أن الترتيب الأساسي الذي ينبغي أن نتبعه في صلاتنا هو الشكر والتوبة ثم التوسل.
16- منهج الدرجي تجريبي مبنى على الملاحظة والاختبار فهو دائمًا يذكر ما رواه وما سمعه بنفسه ويحكى عن رجال قابلهم بنفسه مثل يوحنا الساباوي.
17- يؤكد الدرجي تلك الفكرة القائلة بأن المحبة لا حدّ لها.
18- يوصى الدرجي بإصرار على صدارة المحبة التي تجعل الإنسان مشابهًا الله.
1- كُتب عن الدرجي أنه يُعتبر أحد العظماء من الرهبان، إذ أعطى أن يكون بمثابة مرحلة جديدة في التاريخ الرهباني بعد أن نبع التيار الرهباني واندفع بقوة في القرن الرابع والخامس والسادس، في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى، فعاد وانعطف إلى جبل سيناء، ابتداء من القرنين السادس والسابع.
* لم تقتصر مكانة الدرجي في المجال الكنسي فحسب، بل امتدت مكانته أيضًا إلى المجال الأدبي العالمي وأثرت فيه، فقد ذُكر عن تلك المكانة بأن الدرجي مؤلف عصري بتحاليله النفسانية الدقيقة ووصفه للحالات القصوى.
أ الدرجي وأقوال الآباء السينائيين عنه:
* إن الآباء السينائيين يدعون الدرجي "موسى الثاني".
ب الدرجي وأقوال الأب أنسطاسيوس عنه:
* ذهب الأب مرتيروس الشيخ الروحي ليوحنا الدرجي لزيارة أنسطاسيوس الكبير فلما رآهما قال للأب مرتيروس: قل لي أيها الأب من أين لك هذا الشاب، ومَنْ الذي رسمه راهبًا؟ فأجابه: أنا عبدك أيها الأب الذي رسمته، فقال له متعجبًا، آه مَنْ يقول يا مرتيروس أنك رسمت رئيسًا لسيناء، وقد تحقق قول هذا الأب، لأنه لم تمر مدة أربعون سنة حتى صار الدرجي رئيسًا على دير جبل سيناء.
ج الدرجي وأقوال الأب يوحنا الساباوي عنه:
* في ذات مرة أخذه أبوه الشيخ الروحاني مرتيروس إلى يوحنا الساباوى العظيم، وكان ساكنًا آنئذ في برية غودة، فلما شاهده الساباوى نهض للحال وأخذ ماء وغسل رجلي الشاب يوحنا الدرجي وقّبل يديه دون أن يغسل رجلي مرتيروس، فسأله تلميذه استفانوس مستفسرًا عن الأمر، فأجابه الساباوى وقال له: ثق يا بنى إني لا أعرف مَنْ هو هذا الشاب وإنما أعرف أنى استقبلت رئيس دير سيناء وغسلت رجليه!!
د الدرجي وأقوال الأب ستراتجيوس عنه:
* لقد تنبأ عنه أيضًا الأب ستراتجيوس يوم رسامته راهبًا وقال أن الدرجي سيغدو نجمًا عظيمًا ونورًا للعالم.
ه الدرجي وأقوال كتاب قديسي مصر عنه:
* كُتب عن الدرجي أنه ذو ذكاء ونضوج مبكر وتمييز جيد فوق العادي ومتواضع ولطيف ورقيق جدًا.
و الدرجي وأقوال سنكسار cuna[arion الروم الكاثوليك عنه:
* جاء عن الدرجي أنه هو أحد الأنوار الرهبانية الساطعة في سماء الكنيسة المقدسة، وزعيم بين المعلمين الروحيين، ورئيس عظيم بين رؤساء الأديرة الشرقية، وقد أضحى من آباء الكنيسة الشرقية.
ز الدرجي وأقوال الناس عنه:
* لقد ورد عن الدرجي: أن الناس كانوا يلقبونه بملك البرية.
_____
(*) المرجع:
مار يوحنا كليماكوس الدرجي - القس / أغطسطينوس البراموس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/daragy.html
تقصير الرابط:
tak.la/acrn593