الأحد الأول: مثل الكرم والكرامين (لو9:20-19).
الأحد الثانى: يسوع في بيت لاوي (العشار) (لو27:-39).
الأحد الثالث: المسيح القوى يهزم الشيطان ويربطه وينهب بيته.
"وكل من يصنع إرادته يصير أخوه وأخته وأمه" (مر22:3-34).
الأحد الرابع: علامات نهاية الأزمنة (مر3:13-31).
ملحوظة:- لو حدث وأتى يوم أحد في الشهر الصغير (النسيء) يقرأ فصل (مت3:24-35). وهو أيضًا عن علامات الأزمنة التي نقرأها في الأحد الرابع من شهر مسرى.
شهر النسىء هو آخر شهور السنة القبطية، وفكر الكنيسة الذي تقدمه لشعبها هو أنه كما انقضت هذه السنة فسينتهي العالم كله. لذلك تقرأ الكنيسة إنجيل علامات نهاية الأزمنة في آخر شهور السنة وهو شهر النسىء (5 أو 6 أيام فقط).
ولأنه قد لا يأتى يوم أحد في خلال هذا الشهر الصغير المسمى بالنسيء لذلك تقرأ الكنيسة علامات نهاية الأزمنة في الأحد الرابع من شهر مسرى آخر شهور السنة (الشهور العادية ذات الثلاثين يومًا ) لتذكر الكنيسة شعبها بنهاية العالم، وأن العالم سينقضي ويزول وينتهي كما انتهت هذه السنة والأهم أن عمر الإنسان نفسه سينتهي كما انتهت هذه السنة.
وقراءة الأحد الأول عن الكرامين الأردياء الذين سلمهم صاحب كرم كرمه، ولما طالبهم بالثمر عن طريق عبيده الذين كان يرسلهم أهانوا عبيده وجرحوهم وأرسلوهم فارغين، ولما أرسل لهم ابنه قتلوه. وكان حُكم السيد المسيح عليهم بأنه سيهلك هؤلاء الكرامين الأردياء ويعطى الكرم لآخرين. وواضح المقصود بالكرامين الأردياء هم اليهود الذين أهانوا وقتلوا الأنبياء الذين أرسلهم الله لهم.
وأخيرًا صلبوا السيد المسيح له المجد دون أن تكون لهم ثمار.
ولكن لماذا تقرأ الكنيسة هذا الفصل في شهر مسرى؟ كما قلنا فشهر مسرى هو الشهر الأخير. وجرت العادة أن يقدم كل وكيل كشف حساب عن أعماله في نهاية كل عام لصاحب المال. ونحن أي الشعب المسيحي قد استأمننا الله على وزنات كثيرة (مشار لها بالكرم) وهو يسألنا في نهاية العام.. أين الثمار؟
إذًا فليجلس كل منا في نهاية العام ويسأل نفسه ما هي الثمار التي قدمتها لله صاحب الكرم. لقد أعطانا الله الروح القدس.. فأين ثماره من محبة وفرح وسلام.. الخ (غل22:5، 23) لقد ملأنا الله نعمة.. فهل صارت أعمالنا الصالحة تمجده؟ لقد أعطى لكل منا مواهب (1بط10:4) فماذا فعلنا بها؟
والمواهب هي الوزنات. هل صرنا صانعي سلام، هل حل المسيح ملك السلام في قلوبنا بالإيمان (أف17:3) هل صارت لنا حياة المسيح (فى21:1). فالمسيح زرع حياته فينا، فأين ثمار هذه الحياة، هل صارت أعضاءنا آلات بر تخدم المسيح وتمجد اسمه.
إذًا الأسبوع الأول فيه تطلب الكنيسة من كل منا أن يجلس مع نفسه جلسة حساب، ليحاسب نفسه، ماذا أخذ من المسيح، وماذا قدم له؟
وقد يجد الإنسان حجة لنفسه أنه ضعيف وخاطئ، وأن الله سيجد له عذرًا ولذلك نأتي للكنيسة في الأحد الثاني لنسمع أن المسيح دخل بيت لاوي العشار، والعشارون خطاة جدًا (هم كانوا سارقون وظالمون) ونسمع السيد يقول أنه أتى كطبيب ليشفى مرض الخطية، هو أتى لأجل الخطاة ليشفيهم من خطيتهم. أتى لا ليدعو الأبرار بل الخطاة، وليجعل كل شيء جديدًا.
وكأن الكنيسة تقدم لنا هذا الفصل لتقول: ما هي حجتكم الآن، وما هو عذركم، فالمسيح أتى لمن هو خاطئ مثلكم ليجعله خليقة جديدة (2كو17:5).
فلماذا لم تتحولوا إلى خليقة جديدة وتكون لكم ثمار تفرح قلب الله.
المسيح أتى لكي يعطينا هذه الإمكانية فلماذا لم نستفد منها.
وكون أن المسيح يوجد في بيت لاوي فهذا يعنى أن المسيح موجود داخلي، فهل أنا أترك المسيح الذي في داخلي يقود حياتي. ونلاحظ أن ما يمنع المسيح من أن يقود حياتنا هو إصرارنا على أن نستمتع بملذات خطايا هذا العالم.
فشرط أن المسيح يحيا فينا وتكون لنا حياته ويقود حياتنا فنثمر هو أن نقبل الصليب مع المسيح "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل20:2). إذًا من يرفض الصليب لن تكون له ثمار. ولاحظ أن المسيح قال للاوي اتبعني فتبعه فورًا. والسيد المسيح يقول لنا "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني" (مت38:10). إذًا حتى نكون مثل لاوي ويدخل المسيح إلى بيتنا وتكون لنا حياته، لابد أن نتبعه كما تبعه لاوي ولكي نتبعه علينا أن نقبل الصليب. والصليب هو:-
1- قبول أي ألم يسمح به الله بشكر.
2- أن نقف أمام ملذات العالم وخطاياه كموتى.
وهناك عذر شهير، أن الشيطان شاطر، وهو يسقطنا في الخطية، فلا ذنب لنا. وهنا نأتي لقراءة الأحد الثالث حيث نسمع أن المسيح القوى، إلهنا الجبار قد قيد الشيطان ونهب أمتعته التي كانت في بيته. وأمتعة الشيطان هي نحن وبيته كان هو الجحيم. والمسيح قيد الشيطان وحررنا، وقال لنا "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا " (يو36:8). فالمسيح نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ليفك أسر المحبوسين، وهو قيد الشيطان فما صار له سلطان علينا. لذلك يقول الرسول "فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو14:6).
لقد دان المسيح الشيطان وسحقه (يو11:16) فلم يبقى لنا عذر.
ونجد في إنجيل الأحد الثالث أن كل من يصنع إرادة الله يصير قريبًا للمسيح بالجسد، أخوه أو أخته أو أمه هذا لأننا صرنا جسده (أف23:1) ومن لحمه ومن عظامه (أف30:5).
الخط العام لقراءات هذا الشهر يلخص قول الرب "ماذا يصنع لكرمي وأنا لم أصنعهُ له، لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبًا صنع عنبًا رديئًا " (إش4:5).
لقد خلقنا الله في جنة. ولما سقطنا تجسد وفدانا وصار هو حياتنا، وأرسل لنا روحه القدوس يعيننا ويجددنا. (رو26:8+ تى5:3-7). بل جعلنا له أقرباء بالجسد. وجعلنا خليقة جديدة وقيد الشيطان وحررنا منه. ماذا يفعل لنا أكثر من هذا؟ لماذا لا نعطى ثمرًا يفرح قلب الله؟
فلنجلس جلسة حساب مع النفس في نهاية العام ونسأل أنفسنا هذا السؤال أين الثمار التي نقدمها لله؟ ولماذا لا تكون هذه الجلسة لحساب النفس يوميًا خصوصًا أن الحياة ستنتهي كما انتهت هذه السنة، والحياة ستنتهي في أي وقت ولن تنتظر نهاية السنة.
وكيف نبدأ.. بالتوبة وهذا هو محور قراءات شهر توت أول شهور السنة الجديدة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/readings/katamares-sundays/mesra.html
تقصير الرابط:
tak.la/gfsbd2r