نرى في قصة قانا الجليل ناسوت المسيح ولاهوت المسيح. ناسوت المسيح نراه في حضوره عرس، وإشتراكه مع الناس في حياتهم وأفراحهم. أما لاهوته فنراه في معجزة خلق، فتحويل الماء إلى خمر فيه خلق مادة جديدة غير موجودة في عناصر الماء وهى الكربون الموجود في الخمر.
كان الزواج عند اليهود يحمل معنى السر كما نفهمه في الكنيسة الآن، فهو ليس أفراح وأكل وشرب. فكانوا قبل الزواج يصومون ثم يذهبون للإعتراف بخطاياهم. فالدخول للزواج كان يحمل فكرة غفران الخطايا. وكانوا بحسب ما نراه في كتابات الربيين يقارنون بين العريس وعروسه وبين علاقة يهوه بشعبه إسرائيل. وأن زواج العريس بعروسه هو رمز لوحدة يهوه بشعبه. وهذا عين ما قاله بولس الرسول في (أف5). ومع أن هذا قد يكون نوع من التفاخر عند شعب إسرائيل إلا أنهم أيضًا إعتبروا أن ولادة أي طفل في إسرائيل هي أكثر أهمية من العالم كله. وهذا يشير للحماس الشديد الذي كان يدفع اليهودي للإسراع بزواجه. وهذا ما كان يدفع اليهود للعواطف الأخوية والمشاعر الصادقة ومشاركة الآخرين في أفراحهم وأحزانهم. وقالوا قصة رمزية أن الله قال كلمات بركة على كأس زواج آدم وحواء، وكان الملاك ميخائيل والملاك جبرائيل أصدقاء العريس والملائكة تنشد ترانيم الفرح. وكان على من يرى موكب فرح أو جنازة أن يشارك فيها لذا وجدنا كثير من المشيعين من أهل البلدة في جنازة ابن أرملة نايين. ومن لا يستطيع أن يسير في موكب الفرح كان عليه أن يحييه عن طريق تصفيق اليدين، وقالوا في هذا أن الكلاب التي أكلت إيزابل زوجة آخاب ملك إسرائيل لم تأكل كفيها لأنها كانت تصفق لمواكب الأفراح (2مل9: 35).
مع هذا التفكير اليهودي لا بد أن نتصور الإهتمام بالزواج وترتيب كل شيء بنظام فالمناسبة مقدسة ومفرحة. وكانت الخطبة تسبق الزواج بمدة لا تزيد عن شهر. وعند الخطبة يعطى العريس عروسه مبلغا من المال وورقة تعلن زواجه منها. ومن هذه اللحظة يعتبر العريس وعروسه قانونيا كزوجين (في الميراث بل والإحتياج إلى الطلاق لو أرادا الإنفصال)، لكنهما لا يعيشان سويا. وهناك وجبة إحتفالية بعد عقد الخطبة.
وفي ليلة العُرْس تذهب العروس من بيت أبيها إلى بيت عريسها في موكب ويصحبها فرقة موسيقية ومعها صاحباتها اللواتى يغنون لها أغانى تمدح مميزاتها وفضائلها حاملين مصابيح وعقود أزهار وورود، ويعتبر هذا كواجب دينى. وكل من يرى الموكب عليه أن يحييه. وهناك من يوزع النبيذ والزيوت والمكسرات على المصاحبين. وتضع العروس على وجهها قناع العرس. وعندما يصلون لمنزل العريس يأخذون العروس لعريسها ويوقع العريس ورقة بأنه مسئول عنها، يعمل من أجلها ويرعاها ويحميها ويقوم بكل واجباته نحوها وهذا بحسب قوانين موسى وإسرائيل. ثم يكللون العريس وعروسه بأكاليل الورود. ثم يغسلون أياديهم وتصلي كلمات البركة وبعد هذا يبدأ حفل العشاء. وهذا يبدأ بملأ الكأس الذي يصلي عليه كلمات البركة. وقد يمتد الإحتفال لأكثر من يوم. وبعد الإحتفال يقود أصدقاء العريس العروسان إلى مخدعهم.
والعادة في الجليل أن غرفة العروسين تدخل في الخصوصية، أما عند اليهود في اليهودية فنرى أن أصدقاء العريس يقودان العروسان إلى غرفتهما. ولاحظ دقة القديس يوحنا ومعرفته الدقيقة بكلا التقليد في اليهودية وفي الجليل. فنرى أن في عرس قانا الجليل لا يذكر أن هناك صديق للعريس، أما في (يو3: 29) فلأنه يكلم يهود أورشليم نسمع موضوع صديق العريس على فم المعمدان.
موضوع التطهيرات ويشمل الأيادى والأوعية من النقاط الأساسية في تعاليم الربيين. فنجد أن المشناة 6 مجلدات واحد منهم بل هو أضخمهم عن التطهيرات. وموضوع تطهير الأوعية وحده يشمل 30 فصلا فهم يتناولون شرحه بتفاصيل دقيقة ومطولة. ونجد نفس الموضوع يعالج بالتفصيل أيضًا في التلمود. وهذا يفسر وجود هذا الكم من أجران الماء. ونلحظ هذا في متابعتنا للموضوع في العهد الجديد، وكيف هاجم الرب رياءهم في هذا التدقيق (مر7: 2 - 5 + مت23: 25 ، 26 + لو11: 38 ، 39).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/wedding.html
تقصير الرابط:
tak.la/2y9vq95