St-Takla.org  >   books  >   fr-antonios-fekry  >   jesus-the-messiah
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة السيد المسيح والزمان الذي عاش فيه - تأليف: ألفريد إدرشيم - ترجمة وعرض: القمص أنطونيوس فكري

29- الفصل الخامس: تطهير الهيكل - معنى العلامة التي طلبوها منه (يو2)

 

St-Takla.org Image: Jesus drives the buyers and sellers out of the temple: "And found in the temple those that sold oxen and sheep and doves, and the changers of money sitting: and when he had made a scourge of small cords, he drove them all out of the temple, and the sheep, and the oxen; and poured out the changers' money, and overthrew the tables; And He said to those who sold doves, “Take these things away! Do not make My Father’s house a house of merchandise!” Then His disciples remembered that it was written, “Zeal for Your house has eaten Me up.”" (image 1) (John 2:14-17) - from "Figures de la Bible" book, 1728. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يطرد الباعة من الهيكل: "ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: «ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة!». فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: «غيرة بيتك أكلتني»." (يوحنا 2: 14-17) (صورة 1) - من كتاب "صور كتابية"، 1728.

St-Takla.org Image: Jesus drives the buyers and sellers out of the temple: "And found in the temple those that sold oxen and sheep and doves, and the changers of money sitting: and when he had made a scourge of small cords, he drove them all out of the temple, and the sheep, and the oxen; and poured out the changers' money, and overthrew the tables; And He said to those who sold doves, “Take these things away! Do not make My Father’s house a house of merchandise!” Then His disciples remembered that it was written, “Zeal for Your house has eaten Me up.”" (image 1) (John 2:14-17) - from "Figures de la Bible" book, 1728.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يطرد الباعة من الهيكل: "ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما، والصيارف جلوسا. فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: «ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة!». فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: «غيرة بيتك أكلتني»." (يوحنا 2: 14-17) (صورة 1) - من كتاب "صور كتابية"، 1728.

الرب طهر الهيكل مرتين. وهذه المرة هي الأولى في بداية خدمته. والمرة الثانية كانت في نهاية خدمته. وفي الهيكل تجد الصيارفة الذين يتواجدون وبكثرة في المواسم وبالذات الفصح. فكانت أعداد الحجاج بمئات الألوف من كل أنحاء الدنيا. وبحسب الشريعة كان على كل واحد ما عدا الكهنة تسديد ضريبة للهيكل نصف شيكل. ومن يرفض دفع النصف شيكل يتعرض للحجز على بضائعه. لكن حجاج اليهود الآتين من بلاد مختلفة كان الموجود معهم عملات بلادهم. فكان عليهم أن يذهبوا للصيارفة لتغيير نقودهم إلى العملة اليهودية أي الشيكل ليدفعوا الضريبة السنوية للهيكل. وشرع الصيارفة لأنفسهم نسبة أرباح لهم من تغيير العملات، وكان ما يحصلون عليه مبالغ ضخمة. بل كان هؤلاء الصيارفة يدخلون في صفقات وحوارات مع كل من يأتي إليهم للحصول على أكبر كم من الربح. وكان هناك غش كثير في الموازين. كل هذا سبب أرباحا ضخمة لهؤلاء الصيارفة. ويقال أن "كراسوس" إستولى من هؤلاء الصيارفة في الهيكل ذات مرة على مليونين ونصف إسترلينى (هذا الرقم مقدر من أيام تأليف هذا الكتاب في منتصف القرن التاسع عشر).

يضاف لهذا تجارة المواشى والطيور التي تقدم كذبائح في الهيكل. وحتى في هذه التجارة إنتشر الغش بسبب الشرط أن يكون الحيوان الذي يقدم بلا عيب. وكان التلاعب في هذا الموضوع سببا في أرباح عالية بالإضافة للمغالاة في أسعار الذبائح. وتصور الحال في هيكل العبادة لله، مع كل هذا الكم من الطمع والغش والخداع والتجارة والمشاحنات بين الصيارفة وبائعى الحيوانات والطيور (والفصال في الأثمان) والمشاحنات بين الناس ومن يقوموا على الكشف على الحيوان ليتأكدوا من خلوه من العيوب. وكان هناك أيضًا تجارة السكائب وكل ما يقدم كتقدمات في الهيكل. وفي أيام المسيح كان من يقومون بهذه التجارة هم أولاد حنان رئيس الكهنة. وكانت المحال التي يتم فيها هذه التجارة تسمى "بازار أولاد حنان".

وحقًا كان التجار والصيارفة يكسبون مكاسب ضخمة من هذه التجارة. ولكن كان المكسب الأكبر للكهنة الذين يحصلون على جزء من الأرباح. والمعروف وقتها أن عائلة رئيس الكهنة تربح من كل هذه التجارة أرباح خيالية. بل صارت عائلة رئيس الكهنة مشهورة بالشراهة والجشع والفساد. وبعد كل هذا... هل يصح أن يكون هذا بيت صلاة؟! بل صار مغارة للصوص كما قال الرب. ولقد صوَّر فساد هذه العائلة يوسيفوس المؤرخ وكثير من الربيين الذين أعطوا صورة مرعبة عما كان يحدث. وقال يوسيفوس عن حنان الابن وهو ابن حنان رئيس الكهنة أنه كان خزينة للنقود، وإغتنى غناء فاحشا. بل كان يغتصب بالعنف حقوق الكهنة الشرعية. وسجل التلمود اللعنة التي نطق بها (آبا شاول) أحد الربيين المشهورين في أورشليم على عائلة حنان رئيس الكهنة وعائلات رؤساء الكهنة الموجودين، والذين صار أولادهم وأصهارهم مساعدين لهم في جباية الأموال، وصار خدامهم يضربون الشعب بالعصى. وهم يعيشون في رفاهية ونهم وشراهة وفساد وسفه في صرف أموالهم. وقال التلمود عنهم "لقد كان الهيكل يصرخ في وجوههم.. أخرجوا من هنا يا أولاد عالي الكاهن لقد دنستم هيكل الله". وهذا كله يساعد على فهم ما عمله يسوع، وسبب عداء رؤساء الكهنة له. وهذا أيضًا يعطى تفسير لماذا لم يعترض الجمهور الموجود على ما عمله يسوع. وخاف المسئولون عن مواجهته أو القبض عليه من هياج الجماهير والحامية الرومانية على بعد خطوات في قلعة أنطونيا. [أضف لذلك هيبة المسيح التي أخافت الجميع كما حدث ليلة القبض عليه، فالمسيح حين يريد تظهر هيبته وإذا إستسلم لهم يكون هذا بإرادته]. ولكنهم خزنوا حقدهم ضد المسيح ليوم الصليب.

وكان اليهود (الكهنة) موقفهم ضعيفًا وطلبوا من الرب أن يريهم آية (أي علامة تثبت أحقيته لفعل هذا)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكانت العلامة التي رد بها الرب "أنقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" وكان يتكلم عن صلبه وقيامته التي بها سيطهر الهيكل. ولكنهم لم يفهموا معنى كلامه بل إتخذوه ضده في محاكمته. وكان أيضًا يشير لأنهم مهما عملوا وخططوا ضده حتى الصليب فهو سينتصر ويقوم، ليقيم كنيسة طاهرة هي جسده ويتمم مشيئة أبيه السماوى. بل كانت هذه هي العلامة الوحيدة التي أعطاها المسيح لأعدائه... قوموا وهيجوا ضدى أو ضد الكنيسة هيكل جسدى وسأنتصر وتنتصر كنيستى ولن يقوى عليها عدو حتى الموت. وهذا ما أثبتته الأيام فالمسيح قام بعد ثلاثة أيام والكنيسة باقية للآن بالرغم من كل الإضطهاد التي عانت منه عبر العصور ولكنها ما زالت صامدة وباقية وللأبد. قال المسيح ""ينبغى أن أكون فيما لأبى" (لو2: 9) ولذلك بدأ المسيح ظهوره العلنى بتطهير الهيكل، فتطهير الهيكل بيت أبيه كان هو الهدف الذي أتى من أجله، وهو بهذا يعلنه. وأنهى خدمته بتطهير الهيكل ثانية قبل صلبه بأيام، سواء الهيكل بمعنى الكنيسة أو الإنسان هيكل الله. وتطهير الهيكل للمرة الثانية كان قبل صلبه ليشير لطريقة التطهير وأنها بدمه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/temple.html

تقصير الرابط:
tak.la/4jr74jx