1- ولكن كيف أن المرأة التي هي معوق دعاها الكتاب معين لزوجها؟ قال الله "فأصنع له معينًا نظيره" (تك 2: 18)، وأنا بدوري أسألك: كيف يمكن أن تكون معينًا تلك التي أضاعته الأمان العظيم الذي كان يتمتع به وطردته من هذا المقر العجيب للفردوس لتلقي به في هذا العالم المضطرب؟ وبدلًا من أن تعينه أعطته نصيحة فاسدة "من المرأة بدء الخطية ولأجلها نموت جميعًا" (سيراخ 25: 24)، وبولس الطوباوي أيضًا يقول "وآدم لم يغو لكن المرأة أُغويت فحصلت في التعدي" (1تي 2: 14).
2- كيف يمكن أن تكون معينة تلك التي وضعت الرجل تحت نير الموت؟ كيف يمكن أن تكون معين تلك التي جعلت أولاد الله بل بالحري كل كائن يدب على الأرض يبتلعهم ماء الطوفان؟ ألم تكن هي التي كادت تسبب هلاك أيوب البار لو لم يظهر نفسه كرجل حقيقة؟ ألم تهلك شمشون؟ ألم تكن هي الفخ المنصوب للعبرانيين في أمر بعل فغور، فسقطوا بأيدي إخوتهم؟ وآخاب -من هي بالذات- التي سلّمته للشيطان؟ ومن قبله سليمان بالرغم من حكمته العظيمة وشهرته؟ واليوم أيضًا ألا يقنعون أزواجهم مرارًا لإغاظة الله؟ أليس لأجل هذا قال لنا هذا الحكيم العظيم "صغير كل خبث أمام خبث المرأة" (سيراخ 25: 19).
3- كيف إذن أستطاع الله أن يقول للرجل حينذاك "لنعمل له معينًا نظيره" (تك 2: 18)؟ لأن الله لا يمكن أن يكذب - ولا أنا أيضًا ادّعي إنها لم تكن بالتأكيد هكذا.
أود أن أقول هنا: إن المرأة بدون شك قد خُلقت من أجل هذه الغاية ولهذا الدافع ولكنها لم ترد أن تثبت في كرامتها الأصلية ولا أيضًا رجلها من ناحية أخرى.
فالله جبل الإنسان على صورته ومثاله إذ قال "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26)، كما قال أيضًا "فلنصنع له معينًا نظيره" (تك 2: 18)، ولكن ما أن خُلق الإنسان حتى فقد بسرعة هاتين المزيتين؛ لأنه لم يثبت على صورته ومثاله. فهل أستطاع وهو مستسلم للشهوة غير الطبيعية ومنزلق إلى الشر أن لا تسوده الشهوة؟ والذي فيه صورة الله، قد سُبي بالرغم منه من الآن فصاعدًا.
4- إن الله قد حرمه من جزء كبير من قوته، ذاك الذي كان الكل يخافه كسيد - فلكونه عبدًا تنكر لجميل سيده وأغاظه، صار هدفًا للسخرية من بقية زملائه في العبودية. ففي البدء كانت كل الحيوانات تخشاه لأن الله قد اقتاد إليه كل الحيوانات دون أن تجرؤ على أذيته أو مهاجمته، إذ رأوا فيه الصورة البهية للملوكية. ولكنه إذ طمس هذه السمات بالسقوط، فقد نزع الله منه حتى هذه القوة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5- وإن كان الإنسان لم يعد له سلطان على الكائنات على الأرض، وإن كان حتى يخشى ويخاف من بعضها، فليس من يكذّب الله الذي قال [ليكن له سلطان على حيوانات الأرض] (تك 1: 26).
لأن ليس العيب في الذي أعطى، وإنما في الذي أخذ إذ أن الإنسان قد قطع عن نفسه هذه القوة، وهكذا وبنفس الطريقة فإن الفخاخ التي نصبتها الزوجات لأزواجهن لم تزعزع من حقيقة هذه الكلمة "لنعمل له معينًا نظيره" فالمرأة قد خُلقت لهذه الغاية ولكنها لم تستمر في أمانتها لها.
ومن ناحية أخرى فيمكن أيضًا الإضافة أن المساعدة التي أظهرتها فيما يختص بالحياة الحاضرة من ولادة أطفال (وتلبية) الشهوة الجسدية (لزوجها) ولكن عندما لم تكن هناك بعد ولادة أطفال ولا شهوة جسدية محل سؤال في تلك الحياة، حينئذ أليس إذن من العبث أن نتكلم عن المعونة؟ والمرأة التي كان باستطاعتها المساعدة في الأشياء الأقل أهمية، فعندما كانت مشاركتها في العظائم مطلوبة، فبدلًا من أن تكون مفيدة لزوجها حبسته في الهموم.
_____
(69) رجاء الرجوع إلى أقوال القديس يوحنا عن الزواج في المقدمة حتى لا تعثرنا هذه الأقوال هنا، فهنا يدافع القديس عن البتولية بطريقة هجومية ضد من أسماهم أعداء البتولية والمنغمسين في حياة اللذّات. وحينما يقول بولس الرسل "لأنه كيف تعلمين أيتها المرأة هل تخلصين الرجل" (1كو 7: 16)، فهو بهذا يصرّح بأن الزوجة معينة للخلاص لزوجها غير المؤمن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/woman-as-helper.html
تقصير الرابط:
tak.la/5b482zv