St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-virginity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب البتولية: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

47- كيف تكون المرأة معينًا للرجل في الأمور الروحية؟

 

1- وبماذا نرد على بولس الرسول معترضين عندما يقول "لأنه كيف تعلمين أيتها المرأة هل تخلصين الرجل؟" (1كو 7: 16) ألا يظهر هو من ناحية أخرى أن مساعدة المرأة مهمة حتى في الأمور الروحية؟

وأنا أيضًا أوافق على ذلك ولن أسحب على الإطلاق اتفاقي الكامل في الأمور الروحية -لا سمح الله- وأنا أؤكد أنها تقدم له (هذه المساعدة) ليس بالممارسة الزيجية، ولكن عندما تظل كما هي بالطبيعة امرأة ولكن تتخطى طبيعتها لترتفع لفضيلة الرجال الطوباويين. وهذا (بالطبع) ليس في اعتنائها بمساحيق الوجه وحياة الملذات ومطالبتها الدائمة بالمال من زوجها وبكونها مسرفة وتبذر كل ما يكتسبه. فعندما تظهر ذاتها أنها فوق كل هذه الأشياء الزائلة وتطبع في نفسها سمات حياة الرسل وتظهر بتواضع ووداعة عظيمة واحتقار شديد للمال وباتكال كامل (على الله) تستطيع أن تتغلب عليه قائلة "فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما" (1تي 6: 8).

فعندما تترجم هذه الفلسفة إلى أعمال وتسخر من الموت الجسدي وعندما تعتبر الحياة الأرضية كلاشيء وعندما تؤمن مع النبي أن كل مجد هذه الحياة مثل عشب الحقل.

 

St-Takla.org Image: Isaac married Rebekah. She became his wife, and he loved her. (Genesis 24: 67) - "A wife for Isaac" images set (Genesis 24:1-66): image (15) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه، وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها. فتعزى إسحاق بعد موت أمه" (التكوين 24: 67) - مجموعة "اختيار زوجة لإسحاق (إسحق)" (التكوين 24: 1-66) - صورة (15) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Isaac married Rebekah. She became his wife, and he loved her. (Genesis 24: 67) - "A wife for Isaac" images set (Genesis 24:1-66): image (15) - Genesis, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه، وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها. فتعزى إسحاق بعد موت أمه" (التكوين 24: 67) - مجموعة "اختيار زوجة لإسحاق (إسحق)" (التكوين 24: 1-66) - صورة (15) - صور سفر التكوين، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

2- ليس من حيث كونها زوجة وتوفي للرجل حقه الواجب تستطيع بذلك أن تخلّصه ولكن بالتطبيق الصريح للحياة الإنجيلية، وهذا ما أنجزته مع ذلك كثير من النساء حتى غير المتزوجات. فبريسكلا مثلًا قيل عنها أنها أخذت أبوللوس وأرشدته لطريق الحق. وإن كان هذا غير مسموح فعلًا ولكنه ممكن عندما يُظهر الأزواج نفس الغيرة والحماس ويقطفون نفس الثمار.

وكما قلت فإن تأثير المرأة على زوجها لا يأتي من كونها زوجة - لأنه لا شيء حينئذ يمنع تحول كل الأزواج (غير المؤمنين) للزوجات المؤمنات (إلى الإيمان) إن كان حقًا الحياة المشتركة مع العلاقة الزيجية بينهما تؤدي إلى نفس النتيجة.

ولكن ليس الأمر هكذا -على الإطلاق- فإظهار الحكمة الإنجيلية والتحلي بصبر عظيم والسخرية من معوقات الزواج والتثبيت الدائم لهذا السلوك كهدف، هو الذي يستطيع أن يؤدي إلى خلاص نفس الشريك الآخر (الزوج)، بينما لو أصرّت على المطالبة بحقوقها كزوجة، فبدلًا من أن تستطيع أن تكون له معينًا، فلن تستطيع إلا أن تضره. وأيضًا حتى في هذه الحالة إن كان الأمر في غاية الصعوبة (يقصد تمسكها بحقوقها كزوجة) فاسمعي ما يقوله بالأحرى الرسول لأنك كيف تعلمين أيتها المرأة هل تخلصين الرجل؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- ماذا قال بعد ذلك؟ "أنت مرتبك بامرأة فلا تطلب الانفصال، أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة" (1كو 7: 27).

أترى كيف يعبر على الدوام من فكرة إلى عكسها وكيف يمزج بينهما بشدة فيقلل كثيرًا من الهوة التي تفصلهما، فعلى سبيل المثال، في كلامه عن الزواج يُدخل هنّات (أي تلميحات) مريدًا بهذا أن يثير انتباه سامعه، وهنا نفس الشيء فهو يمزج بين أفكار عن الزواج لكي تسمح له بالهمس قليلًا، فكلمته الأولى عن البتولية (1كو 7: 25)، وحتى قبل أن يقول شيئًا فهو - يرد على نفسه للحال، لأن الكلمة "ليس عندي أمر" هي كلمة من يجيز الزواج ويسلّم له، بينما عندما أتى إلى البتولية فقال "أظن أنه حسن" إذ رأى أن كلمة البتولية بترديدها المتوالي صعبة جدًا على الآذان الضعيفة، وهو لا يستخدمها بدون توقف ولو أن ما قاله سابقًا يعطي سبب وجيه ليشجع على حروب وقتالات البتولية - الضيق الحاضر - ولم يعد يجرؤ من جديد لينطق كلمة البتولية - فماذا قال؟

إنه حسن للرجل أن يكون هكذا ولم يعد بعد للاسترسال بفكره وتوقف بعد قليل وقطعه قبل أن يظهر إنه ثقيل ثم عاد للكلام عن الزواج: "أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال". بالتأكيد لم يكن هذا هدفه لأنه لم يرمِ هنا إلى تشجيع سامعه (للزواج) فهذا شيء سيكون غير لازم - إذ يريد (هنا) أن ينصح بالبتولية فيتفلسف عن الزواج. ثم يعود بعد ذلك للبتولية ولكن أيضًا لا يدعوها باسمها الخاص، فماذا قال: "أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة" (1كو 7: 27).

 

4- لكن لا تخافوا فهو لن يكشف النقاب عما في قلبه ولن يشرّعه لأنه لا يتأخر عن العودة (إلى موضوع) الزواج ويزيل إحباطنا بهذه الكلمات: "إن تزوجت لم تخطئ" (1كو 7: 28)، ولكنه لم يتهيب بعد ويقتادك إلى البتولية، وهكذا يُحسن الوصول لهدفه ويعلمنا أن المتزوجين "لهم ضيق في الجسد" (1كو 7: 28)، وهو هكذا مثل الأطباء الأكفاء الذين يعتنون بمرضاهم، فعندما يريدون تقديم دواء مر أو إجراء جراحة أو كي أو أي شيء من هذا القبيل فهم لا ينفذون دفعة واحدة كل ما يودون فعله بل يعطون المريض راحة من وقت لآخر ليلتقط أنفاسه، وهكذا يكملون باقي ما يودون عمله. ونفس الشيء فالطوباوي بولس لم يعطِ نصائحه عن البتولية دفعة واحدة بل على دفعات دون أن يبطل الكلام عن الزواج وأخفى ما هو منفّر بالأكثر عن البتولية وجعل عرضه من الأول سهلًا وجذابًا.

 

5- ولكن يُفضّل أيضًا الآن أن نبحث تلك التعبيرات "أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال" هذه ليست نصيحة بقدر ما هي شهادة عن الرباط الزيجي الذي هو شريعة لا تُحل ولا تُنتهك. لماذا لم يقل "لك زوجة - لا تتركها وعش معها ولا تطلقها"، بدلًا من أن يدعو الاتحاد الزيجي رباط، فهذا لكي يُظهر الصفة الإلزامية والإجبارية لهذا الموضوع. وبما أن الكل يهرعون إلى الزواج كمن هو مسرع إلى حفلة ملذات، فلذلك أراد بولس الرسول أن يُظهر هؤلاء المتزوجين يشابهون من أوجه كثيرة المسجونين بسلاسل(70).

ففي الزواج أيضًا عندما يشد (الطرف) الأول السلسلة، فعلى الثاني أن يتبعه، وإن قطّب جبينه أو هلك فمعه رفيقه. ولكن إن وجدت من تعترض حينئذ (قائلة): إن كان زوجي قد انساق للأرضيات، فماذا إن أردت أن أكون متعففة؟ يجب عليك أن تتبعيه! نعم حتى ولو لم تريدي فسلسلة الزواج نفسها ستشدك وتسحبك للذي ربطتي نفسك به منذ اليوم الأول (للزواج)، وإن قاومتِ أو طلبتِ سحب نفسك فأنت ليس فقط لن تستطيعين الإفلات من هذا الرباط، بل أيضًا تعرضين نفسكِ لعقاب في منتهى القسوة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(70) وإن كان القديس يوحنا يشبّه الزواج هنا بعبودية وسجن ولكن يلزم الإشارة كما قلنا من قبل أن كل عبودية وخضوع للطرف الآخر في حدود وصايا الإنجيل مرضي عند الله ولها إكليلها السماوي إذ أن الزواج مدرسة فضائل تعطي لمن ينالها أكاليل المجد في السماء.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/woman-help.html

تقصير الرابط:
tak.la/z6453zf