![]() |
1- وسأكرر هنا شيئًا آخر قلته في البداية:لن يُطلب منا نفس مستوى الفضيلة الذي طُلب حينئذ. اليوم من المستحيل أن تكون كاملًا دون أن تبيع كل أملاكك، ودون أن تتخلى عن الكل، لست أقصد فقط الثروة والمنزل ولكن حتى نفسك وحياتك. في ذلك العصر (قديمًا) لم يكن يوجد أيضًا مثالًا لمثل هذه الضروريات الأخلاقية. إذن فهل نحن اليوم نسلك في حياة بأكثر ضروريات والتزامات على المستوى الأخلاقي من تلك التي لرئيس الآباء. نحن ملزمين (بتلك الحياة) بالتأكيد، والوصية التي تسلمناها ولكن لم نسلك بها (ولذلك) سنظل أيضًا متخلفين عن هذا البار بكثير جدًا - نعم خلفه، لأن التجارب التي تأتي علينا أكثر خطورة (ونحن لم نسلك في الوصية كما ينبغي). وهذا نفس البرهان. وهوذا لهذا السبب فإن الكتاب قد نوحًا (كمثال) ليثير إعجابنا ولم يفعل هذا بلا مواربة وألقى عليه ظلال إذ قال: "كان نوح رجلًا بارًا وكاملًا في جيله وموضع مسرّة الله" [(تك 6: 9) بحسب النص]. إنه لم يقل "كاملًا" بصفة مطلقة بل بالمقارنة بعصره، لأنه يوجد أمثلة عديدة من الكمال، يتم تعريفها وتحديدها بحسب الظروف المختلفة ومع الوقت، فمن كان كاملًا في عصر، في وقت متأخر عليه يصير غير كامل.
2- فعلى سبيل المثال: قديمًا من كان يحيا بحسب الناموس يعتبر كاملًا، إذ يقول "الذي يمارس الوصية سيحيا بها" (لا 18: 5). ولكن المسيح أتى وأظهر أن هذا الكمال ناقص بقوله "إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 5: 20). قديمًا كان القتل فقط هو المعتبر جريمة، ولكن اليوم الغضب والشتائم كافية وكفيلة للإلقاء في جهنم. قديمًا كان الزنا فقط يتم معاقبته، ولكن الآن فحتى النظرة الشريرة لامرأة يعتبر خطية واجبة العقوبة. قديمًا كان الحنث بالزور فقط يأتي من الشيطان، ولكن الآن فحتى القسم (الصحيح) يأتي من الشرير. قديمًا كان يُطلب من الناس أن يحبوا الذين يحبونهم ولكن الآن فهذا العمل العظيم ناقص بحيث أن من اكتفى بإتمامه لن يزيد فضله عن العشارين (مت 5: 46).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/standard-of-virtue.html
تقصير الرابط:
tak.la/dx3a6sg