1- إن الأدلة السابقة فيها الكفاية بالنسبة للقلوب المستعدة، لكن إذ قد تمرغ البعض في الوحل وهم فئة صعب اقتيادها وإقناعها ومتعلقين بجسدهم (وبالترابيات)، لذلك فلنُظهر لهم عناية الله خلال أعماله قدر ما نستطيع، إذ يصعب علينا حصرها ولو في أقل جانب من جوانبها. إن عنايته لا نهائية ومتلألئة عبر الأعمال الصغيرة والعظيمة والظاهرة والخفية. لكننا نكتفي بالبحث في الأمور الظاهرة لنعطي الدليل عليها.
2- إن هذه الخليقة الجميلة المتناسقة لم يصنعها الله لآخر سواك. من أجلك أبدعها بهذا الجمال وتلك العظمة والتنوع والغنى، وهي مؤهلة لتلبية كل الاحتياجات ونافعة ومحسنة بكل المقاييس قادرة على تغذية الجسد وحفظه وعلى تنمية الحياة الروحية للنفس واقتيادها نحو معرفة الله.
3- لأن الملائكة ليست محتاجة إلى هذه الخليقة.
كيف تكون الملائكة في احتياج إليها وهي قد وُجدت قبلها؟ ولتعلم أن الملائكة أكثر قدمًا منها، اسمع كيف أن الله عندما تحادث مع أيوب قال: "عندما صُنعت الكواكب، سبحتني كل ملائكتي بصوت عالي" (أي 38: 7) بمعنى أنها قد ذُهلت أمام كثرة الكواكب وجمالها ونظامها ونفعها وتنوعها ونورها وتناسقها وكل صفاتها الأخرى!
![]() |
4- لكنه لم يزين السماء فقط بالنجوم، بل زين الشمس والقمر، جالبًا لك في كل موقف مرة مسرة عظيمة ومرة نفع عظيم. هل هناك جمال يفوق روعة السماء إذ تتلألأ بأشعة الشمس (وبدت) كأنها قد تلألأت بقطرة حب ملتهبة، تنير الأرض بعدد لا يحصى من النجوم، تقود الربابنة والمسافرين كأنها تمسك بيدهم؟
5- إن من أبحر وهو جالس على الدفة أمام هجمات الأمواج واندفاع المياه الهائجة لأعلى بفعل الرياح العاتية متعهدًا عجلة القيادة في ظل ليلة غير مقمرة (يعرف ما معنى أن يكون) واثقًا في الطريق الذي يسترشد فيه بالنجوم.
6- والنجم ولو أنه موضوع في الأعالي، فهو يقود بمنتهى الدقة كما لو كان قريبًا وبجانب الإنسان الموجود على بعد شاسع، ويجتذبه إلى الميناء دون أن يكلمه، مبينًا الطريق للبحارة، ومتيحًا لهم أن يبحروا في أمن، ومشيرًا لهم على الأوقات المناسبة، بحيث أنهم أحيانًا يحجزون السفينة في الميناء، وأحيانًا أخرى يأخذونها إلى أعالي البحار وكلهم ثقة أنهم لا يعانون الغرق، بالرغم من عدم يقينية التنبؤ بالمستقبل من جهة سقوط عاصفة عليهم ذات يوم.
7- إن النجوم لا تحدد فقط كل ما يفيد في تحديد محتوى السنوات والمواسم المناسبة، بل تشير بدقة كثيرة في كل ليلة إلى الساعة وحركة الطقس، وتتيح لكل من ينظرهم أن يرى في أي وقت انقضى الجزء الأكبر (من الليل)، وفي أي وقت يتبقى الجزء الأصغر أو العكس، الأمر الذي هو مفيد ليس فقط للبحارة، بل أيضًا للمسافرين (برًا) لكي لا يبدأوا الرحيل في ساعة غير مناسبة من الليل، ولا يبقوا في بيوتهم في وقت مناسب للرحيل.
وبخصوص هذه النقطة فإن أطوار القمر هي مثل النجوم يمكن أن تعطي دلائل محددة يمكن الاعتماد عليها.
8- في الواقع أنه كما أن الشمس تنظم ساعات النهار، كذلك فإن القمر ينظم ساعات الليل وفضلًا عن هذا، فإن القمر يؤدي خدمات أُخر، فهو ينشر هواء معتدلًا، وهو يصنع الندى لينبت الزروع، ويفيد البشر أيضًا في تنظيم حياتهم في بيوتهم، محتلًا موقعًا وسطًا بين مجموعة النجوم والشمس اللامعة، وهو أقل لمعانًا من الشمس، لكنه فائق جدًا في لمعانه على النجوم.
9- من هذا التنوع يتولد لمن يتأملون النجوم مسرة وفائدة غير قليلة، بل وفوائد محددة: فمنها مثلًا ما يتيح سبق رؤية الأوقات المناسبة وتحديد الزمن وتحديد الطقس... وما يؤخذ من تنوعها عسير وصفه. ويمكن رؤية نجم صغير جدًا وآخر عظيم ولامع جدًا، والبعض منها يظهر في أوقات مختلفة.
10- في الواقع إن فيض الحكمة البارعة خلقت في كل موضع تنوعًا هائلًا (من المخلوقات)، وفي نفس الوقت أعطت الدليل على قوتها الذاتية في تحقيق العجائب فهي تفكر في منفعة من ينظرونها، وتمنحهم كل أنواع الامتيازات المستحيل عدّها وتبهج العيون فوق كل هذا.
11- أي شيء يفوق جمال السماء وقد امتدت فوق رأسك، تارة كغطاء نقي شفاف، وتارة أخرى كسهل منبسط تزينه الورود ومظهرة تاجها؟ إن المتعة بجمال الورود نهارًا لا يفوق تأمل جمال السماء ليلًا وقد تلألأت بآلاف النجوم الزاهرة التي لا تذبل، بل دائمًا تُظهر جمالها النقي والفريد في نوعه.
12- أي منظر أكثر من هذا، إذ بمجرد اختفاء الليل وقبل أن ترسل الشمس أشعتها، عندما تكتسي السماء بغطاء بهيج من الأضواء الأولى لشروق الشمس؟ أي مشهد سيصير أكثر جمالًا من الشمس التي تشرق بعد الفجر وفي لحظةٍ تضئ خيوط أشعتها كل الأرض والبحار والجبال والأودية والروابي والسماء، وتجرد كل ما هو ظاهر من رداء الليل (الكثيف) وتظهرها لأعيننا في عُريها؟
13- كيف لا يُصاب الإنسان بالتعجب أمام مسارها ومسيرها المنتظم، وخدمتها الحرة التي لا تكل على مدى فترات طويلة من السنين، وجمالها البهيج دائمًا ولمعانها وبهائها ونقاوتها التي لا تتدنس أبدًا رغم امتزاجها بأجساد كثيرة جدًا؟ وأيضًا أمام فائدتها التي يستحيل وصفها بالنسبة للزروع والنباتات وأجساد البشر والزواحف والأسماك والأهوية والأحجار والأرض والبحار والهواء، وبالاختصار في كل ما يُرى؟
14- لأن كل من احتاج إليها واستفاد من إحساناتها صار أفضل عندما نال نصيبه منها، وليس فقط الأجساد والنباتات بل أيضًا المياه والمستنقعات والينابيع والأنهار وطبيعة الهواء ذاتها بها تتخفف وتتنقى وتكون أكثر شفافية.
15- لهذا إذ أراد إظهار جمالها ونورها المشع دائمًا، واللحظة التي فيها تُدرك قمة ارتفاعها وبهاؤها وشكلها الكامل والخدمة التي تؤديها بكامل حريتها وبلا كلل، قال المرتل: "جعل في الشمس خيمته" (مز 19: 4) أي في السموات عينها. وهو قال هذا في حديثه عن خيمة الله. "وهي مثل العروس الخارج من خدره" (مز 19: 5).
16- ثم إذ أراد أن يظهر الحرارة التي بها تتم خدمتها، فإن المرتل أضاف قوله: "تتهلل مثل الجبار الذي يسرع في طريقه" (مز 19: 5). ثم تكلم عن الطريقة التي بها تكفي وتخدم الأرض كلها فقال: "من أقصى السماء خروجها ومنتهاها إلى أقصى السماء" (مز 19: 6)، وأخيرًا عن المنفعة والمعونة التي تعضد بها الكل فقال: "ولا شيء يختفي من حرارتها" [تابع (مز 19: 6)].
17- إن كنت لا تسأم التأمل، فإنك تستطيع أن تتطلع إلى عناية الله في شهود كثيرين، في السحاب، فصول السنة، دورات النجوم، الرياح، البحر وكل أنواع الكائنات التي فيه، الأرض وكل ذوات الأربع التي تقطنها، الزواحف، الطيور التي تطير في الهواء، الحيوانات البرية والحيوانات البرمائية التي تعيش في المستنقعات، الينابيع، الأنهار، الأرض المأهولة بالسكان وغير المأهولة بهم، الزروع التي تنبت، الأشجار، النباتات وكل ما ينبت في المناطق الصحراوية.
18- نباتات السهول، الوديان الضيقة، الجبال، النباتات التي تنمو من ذاتها، الثمار الناتجة عن الجهد والزراعة، الحيوانات المستأنسة وغير المستأنسة، الحيوانات المتوحشة والأليفة، الصغير والكبير (منها)، الطيور التي تظهر في الشتاء وفي الصيف وفي الربيع، ذوات الأربع والأسماك، النباتات، الأعشاب، ما يحيا في الليل وما يحيا في النهار، الأمطار، تحديد السنوات، الموت.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
19- الحياة، التعب الذي نتشارك فيه جميعنا، الحزن، الاستكانة، الأكل والشرب الذي قد أُعطي لنا، الآداب، الفنون، الخشب، الحجر، الجبال التي تخفي المعادن (داخلها). البحر المؤهل للملاحة، والذي يُرفض الملاحة فيه (أي غير صالح للملاحة فيه)، الجزر، الموانئ، الأماكن شديدة الانحدار، ما يظهر على سطح البحر، الذي في عمق المياه، عناصر الطبيعة التي بها تشكل العالم لنا، توزيع المواسم، الطول المتفاوت والاختلاف للنهار والليل.
20- المرض، الصحة، أعضاء جسدنا، تركيبة نفسنا، الفنون، المهارة التي تتطلبها هذه الفنون والتي قد أُعطيت للبشر، الامتيازات التي أمدتنا بها الحيوانات غير العاقلة التي تخدمنا، النباتات وغيرها من المخلوقات. هل يوجد أصغر من الفراشة وأحقر منها؟ أو مثل النمل أو النحل؟ ومع هذا فهذه جميعها تحدث عن عناية الله وقدرته وحكمته!
21- من أجل هذا، إذ تأهل النبي بالروح للتأمل في الخليقة كلها، وقد ذكر بعض التفاصيل الخاصة بها، وقع تحت تأثير دهش عظيم فصرخ قائلًا: "ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت!" (مز 104: 24)، وكل هذا لأجلك أيها الإنسان!
22- حقًا، فإن أهوية السماء أيضًا قد خُلقت لأجلك -لأننا سنعود مرة أخرى إلى بداية حديثنا- لتنعش أجسادنا المتعبة وتجفف المناطق الموحلة وتخفف شدة حرارة أشعة الشمس وتزيح الهواء المثقل بالدخان والعوادم الأخرى، وتخفف اختناقات الصيف، وتنمي الزروع وتساعد على الإبحار، وفي الأرض تستخدم في خدمة الزراعة.
فهي تارة تدفع السفن بسرعة أكثر من السهم وتجعل هكذا الملاحة سريعة ومقبولة.
23- وتارة تعمل معك مذرّية فتفصل التبن عن القمح، مخففة مجهود العمل، لجعل الجو أخف وألطف ليفتنك، وأحيانًا تهمس الأهوية بلطف وبسرور، وأحيانًا تهب بنسمة خفيفة على النباتات وتحرك أوراق الشجر.
24- من أجل حصولك في الصيف وفي الربيع على نوم ألذ وأحلى من العسل فإن الهواء يرف على وجه مياه البحار والأنهار كما يؤثر في الشجر، فالأهوية تُظهر نفسها لتعطيك مسرة لدى رؤيتها وقبل هذا تؤدي لك خدمة عظيمة.
25- بالإضافة إلى هذا فإن هذه الأهوية مفيدة للمياه، لأنها لا تدع الماء يفسد من الركود، بل هي تحركه على الدوام وتهوّيه وتجدده وتجعله جاريًا وأهلًا أكثر لشرب (حرفيًا إطعام) الحيوانات التي ترتوي منه (حرفيًا ترتع فيه).
26- وإن أردت البحث في الليل، فإنك تنظر فيه أيضًا العناية اللانهائية للخالق، فإنه يعين جسدك المتعب، ويريح أعضاء جسمك المجهدة من أتعاب النهار فتعمل فيها تغيير وتعدها من جديد وبالراحة تستعيد عافيتها.
27- وليس هذا فقط، بل هو يخلصنا من الأتعاب التي تحل بنا كل يوم، ويريحنا من الاهتمامات المزعجة، بل أحيانًا يهدئ الحمى، إذ يقود الإنسان إلى نوم يكون بمثابة علاج له، فيصل هكذا بالفن المتردد للأطباء إلى ميناء الهدوء وينقذ الإنسان من آلام متعددة. بهذا القدر فإن الليل مفيد، بل وعظيمة هي ميزاته، فمن يُحرم من راحة الليل غالبًا ما يخسر النهار.
28- في الواقع إن رفض الإنسان أن يعطي عقله هدوءًا، فإن استجمام وهدأة الليل التي بواسطتها يستريح كل شيء وبفضلها تستعد النفس المجهدة والجسد المتعب لمباشرة عمله اليومي بنشاط وافر، ففي هذه الحالة نجد أن الكائن الحي يبدو وكأنه عاجز عن تأدية أية خدمة.
29- لو أن شخصًا أضاف الليل إلى النهار وبقى مستيقظًا، حتى إن عمل أو حتى ولم يعمل شيئًا واستمر على هذا الحال، فإنه حتمًا سيموت أو على الأقل سيصير فريسة لمرض طويل، ولن يجني شيئًا من النهار لإبداء النشاط المفيد، لأن قوته قد انطفأت.
30- بالإضافة إلى هذا لو جعلنا حديثنا يمتد إلى العالم الهائل للأسماك وعالم المستنقعات والينابيع والأنهار والبحار الصالحة للملاحة وغير الصالحة لها، أو لو لاحظنا (عن كثب) أجناس الطيور المستحيل وصفها، تلك التي في الهواء والتي على الأرض وتلك التي في الهواء والتي على الأرض وتلك التي تعيش في الهواء والأرض معًا، لأنه يوجد عدد كبير منها بر هوائي، تلك الرديئة والأخرى لطيفة المعشر، وتلك التي كانت متوحشة، وتلك التي تؤكل والتي لا تؤكل، هذا غير لو فحصنا بتدقيق جمال الريش والصوت الجميل لكل واحد منها.
31- لو نحن ثابرنا فقط على متابعة اختلاف غنائهم وطعامهم ونوع حياتهم، ثم وصفنا عاداتهم وسلوكهم وفائدتهم وكل الخدمات التي يؤدونها لنا، وأحجامهم الكبيرة والصغيرة، والطريقة التي بها يلدون وطعامهم واختلافهم الهائل والمستحيل وصفه، ولو فعلنا نفس الشيء للأسماك ومنه عبرنا إلى النباتات وفحصنا ثمارها ورائحتها الزكية وتركيبها وأوراقها وألوانها والخدمات التي تؤديها وطريقة زراعتها.
33- وكل هذا لأجلك أيها الإنسان!
الفنون لأجلك، الآداب، المدن، القرى، النوم لأجلك، الموت لأجلك، الحياة لأجلك، النمو وكثير من الظواهر الطبيعية. وهذا العالم على عظمته لأجلك، الآن وفيما بعد عندما يصير أفضل. وكون العالم سيصير أفضل لأجلك فهذا ما يؤكده بولس بقوله: "الخليقة نفسها ستعتق من عبودية الفساد" (رو 8: 21) أي ستعتق من كونها فاسدة. وكونها ستنعم بمثل هذا الشرف لأجلك فهذا ما يظهره بولس بقوله: "... إلى حرية مجد أولاد الله" [تابع (رو 8: 21)].
34- لو لم يكن حديثي قد استطال جدًا وفاق الحد لكنت تحدثت (أكثر) عن دروس روحية مستفادة من الموت، ولأظهرت فيه بالذات عناية الله وحكمته، (وكنت) سأقول أشياء كثيرة على الفساد والتحلل والدود والرماد الذي تجزع أمامه غالبية الناس وتنتحب لأن جسدنا تحول إلى تراب ورماد. بل سأظهر بعد هذا عنايته التي لا توصف وصلاحه الممتلئ اهتمام (بنا).
35- فإنه قد خلقنا نحن الذين كنا عدم بفعل عنايته وصلاحه، ولنفس السبب هو أراد أننا نموت وننتهي بهذه الطريقة. لأنه ولو أن الأشياء المخلوقة مختلفة لكنها نتاج نفس الصلاح.
من قد رحل لن يوجد متضررًا، ومن عاش سيجني منفعة عظيمة، إذ يجد في الجسد الذي مات أمامه درسًا روحيًا.
36- عندما يرى الإنسان رفيقه الذي كان يسير بجانبه بالأمس والأيام السابقة قد تحلل وأكله الدود وتحول إلى تراب رماد، فحتى لو كان له عجرفة الشيطان فسيصيبه الخوف ويتذلل وينقاد إلى الاعتدال ويتعلم التأمل، ويُدخل في اعتباره التواضع أم كل الخيرات.
37- ثم إن من رحل، لن يُصاب بأذى، لأنه سينال بالمقابل جسد غير فاسد وخالد، ومن هو لا يزال على قيد الحياة سيجني منافع عظيمة جدًا من كون المائت لم يتضرر (بل انتقل إلى حالة أفضل). إن الموت قد أٌعطي لكياننا كمعلّم بارز للحياة الروحية، مهذبًا لفكرنا ومقيدًا لأهواء النفس ومهدئًا زوابعها ومقيمًا فيها السكون.
38- والآن بعد كل ما قلناه وبعد أشياء أخرى أيضًا، قد فهمتَ أن عناية الله تفوق أشعتها ضياء النور الأرضي، فلا تفحص بفضول الأمور التي تعلو قامتك ولا تسعى لأشياء لا تُدرك، ولا تبحث عن علة كل شيء فوجودنا ذاته هو هبة معطاة لنا من قبيل صلاحه الفائق، إذ ليس هو محتاجًا إلى عبوديتنا.
39- إذًا فلنحبه ونعبده لأنه خلقنا، لا لأنه وهبنا نفسًا روحية عاقلة، ولا لأنه جعلنا أسمى خليقته، ولا لأنه أعطانا سلطانًا على المنظورات، وإنما لأنه لم يكن محتاجًا إلينا. هذه هي علامة حبه العظيم أنه أوجدنا لخدمته بالرغم من عدم احتياجه لعبوديتنا، فإنه قبل أن يخلقنا أو يوجد الملائكة والقوات السمائية كان كائنًا في مجده الذاتي وقداسته. لكنه دعانا إلى الوجود من أجل حبه وحده. من أجلنا صنع كل هذا وأمور أخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-providence-of-god/creation.html
تقصير الرابط:
tak.la/p225vs4