St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   bible-history-edersheim-2
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تاريخ العهد القديم للعلامة ألفريد إدرشيم: الجزء الثاني: الخروج والتيه في البرية - القمص أنجيلوس المقاري

15- الفصل الخامس عشر: تحليل لسفر العدد - تعداد إسرائيل واللاويين - الترتيب في المحلة ومغزاه الرمزي - المسيرة في البرية (عد1-4؛ 10: 1-11)

 

الفصل الخامس عشر

تحليل لسفر العدد - تعداد إسرائيل واللاويين - الترتيب في المحلة ومغزاه الرمزي - المسيرة في البرية (عد1-4؛ 10: 1-11)

 

إن سفر العدد(151) يكاد يُقرأ مثل عرض زمني للأحداث الرئيسية أثناء السنوات الثمانية والثلاثين التي مرت بين مكوث بني إسرائيل في سيناء ووصولهم على حدود أرض كنعان. ما حدث أثناء الرحلة إلى جبل سيناء كان مقصود له أن يعد الشعب لأحداث مهيبة حدثت هناك.

كذلك فترة التيه لمدة ثمان وثلاثين سنة التي تلت كان مقصود لها أن تؤهل وتعد إسرائيل لدخول أرض الموعد وامتلاكها. التاريخ الظاهري للشعب أثناء تلك الفترة أظهر من ناحية العناية الدائمة ورحمة الرب، ومن الناحية الأخرى أظهرت قداسته وأحكامه، بينما الشرائع والفروض المعُطاة لهم كانت مطلوبة لتنظيم رعوية إسرائيل في علاقاتها فيما بعد.

تحليل مختصر للسفر سيبين ارتباط الكل معًا. بصفة عامة يبدو أن سفر العدد يتكون من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول (عد 1: 1- 10: 10) يروي بتفصيل الاستعدادات للمسيرة من سيناء، الثاني (عد 10: 11 - 21: 35) يروي تفاصيل رحلات إسرائيل عبر البرية، والثالث (عد22-26)، الأحداث المختلفة عند شرق الأردن.

 

لو نفحص كل جزء منها على انفصال، سنجد أن الجزء الأول يتكون من أربع مقاطع، تروي بالتفصيل:

1- عدد كل سبط والترتيب الخارجي له (عد 1-2)، وتعيين اللاويين لخدمتهم (عد 3-4).

2- الشرائع المختصة بالترتيب الأعلى والأسمى للشعب والتي تبلغ ذروتها بالبركة الكهنوتية (عد 5-6).

3- الثلاثة أحداث الأخيرة قبل مغادرة جبل سيناء (عد7-8؛ 9: 1-14).

4- الإشارات للمسير في البرية (عد 9: 15- 10: 10).

 

يخبرنا الجزء الثاني عن تاريخ جولات وتيهان إسرائيل في مراحلها الثلاثة:

1- من سيناء إلى فاران بالقرب من قادش، وتروي تفاصيل كل ما حدث هناك (عد 10: 10- 14: 45).

2- من إعلان موت كل الجيل الذي خرج من مصر إلى إعادة تجمع الشعب ثانية في قادش في السنة الأربعين بعد الخروج (عد15-19).

3- المسيرة من قادش إلى جبل هور، مع الأحداث التي تمت أثناء ذلك (عد20-21).

 

St-Takla.org Image: “Make two trumpets of hammered silver to be used for calling the congregation and for having the camps set out" (Numbers 10: 2) - from "Bible Pictures" book, by W. A. Foster, 1897. صورة في موقع الأنبا تكلا: "«اصنع لك بوقين من فضة. مسحولين تعملهما، فيكونان لك لمناداة الجماعة ولارتحال المحلات." (العدد 10: 2). - من كتاب "صور الكتاب المقدس"، و. أ. فوستر، 1897 م.

St-Takla.org Image: “Make two trumpets of hammered silver to be used for calling the congregation and for having the camps set out" (Numbers 10: 2) - from "Bible Pictures" book, by W. A. Foster, 1897.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "«اصنع لك بوقين من فضة. مسحولين تعملهما، فيكونان لك لمناداة الجماعة ولارتحال المحلات." (العدد 10: 2). - من كتاب "صور الكتاب المقدس"، و. أ. فوستر، 1897 م.

وأخيرًا الجزء الثالث، يتكون من خمس مقاطع تروي تفاصيل:

1- محاولات موآب ومديان للنيل من إسرائيل (عد 22-25).

2- تعداد جديد والفروض المرتبطة به (عد 25-27).

3- بعض شرائع مقدسة أُعطيت من جهة الاستقرار واستيطان فلسطين (عد 28-30).

4- الانتصار على مديان وتقسيم الغنائم التي تم ربحها، مع مراجعة للماضي (عد 31- 33: 49).

5- بعض توجيهات مستقبلية عن امتلاك أرض الموعد (عد 33: 50 - 36: 13)(152).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

قبل مغادرة المعسكر عند جبل سيناء، وجه الله موسى وهارون لعمل إحصاء لكل من يكونون جيش إسرائيل وبحسب تعبير الكتاب: " كُل خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل"، "حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ" (عد 1: 3)، أي "مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا". ولتحقيق هذا الأمر كان لمندوب من كل سبط: "هُوَ رَأْسٌ لِبَيْتِ آبَائِه" (عد 1: 4)، أو بحسب تسميتهم في (ع16): "هَؤُلاءِ هُمْ مَشَاهِيرُ الجَمَاعَةِ رُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ آبَائِهِمْ. رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيل". والتعبير الأخير يشير إلى أن الإحصاء عُمل بناء على الخطة التي عرضها يثرون (خر 18: 21، 25)، حيث تم تقسيم إسرائيل إلى ألوف ومئات وخمسين وعشرة.

وهذا أيضًا يعلل الأعداد التامة المحددة لكل سبط بكونه النتيجة النهائية للتعداد، ومن الواضح أن التعداد عُمل على أساس المُدرجين قبل تسعة أشهر لتحديد مال الفدية (خر 30: 11-16). وهذا أنتج عدد كلي 603 ألف وخمسمائة وخمسين (خر 38: 26)، والذي هو بالضبط نفس العدد الوارد في (عد 1: 46). لذلك ربما كان التعداد بالأساس مجرد إعادة ترتيب وتسجيل للناس بحسب أسباطهم، في ألوف ومئات وخمسينات وعشرات، وعُمل بالتعاون مع رؤساء السبط.

 

العدد السابق للناس القادرين على حمل السلاح، لو نطبق نتائج الإحصاء الحديثة يتضمن مجموع كلي للشعب يتجاوز الاثنين مليون. بعد ذلك بحوالي ثماني وثلاثين سنة قبل الدخول لامتلاك الأرض حدث تعداد ثاني (عد26) خلاصته عدد كلي 601 ألف وسبعمائة وثلاثين قادرين على حمل السلاح ( 26: 51) وبهذا أظهر نقص مقداره 1820 فرد أثناء سنوات التيه في البرية. وإذ نرتب هذين الإحصاءين للأسباط معًا ونضعهما بجانب بعضهما البعض، نخرج ببعض معلومات هامة:

الإحصاء الأول (خر30؛ عد1):

رأوبين: 46500 (أَلِيصُور - أي - الله صخرتي)

شمعون 59300 (شَلُومِيئِيل - أي - الله خلاصي)

جاد 45650 (أَلِيَاسَافُ - أي - الله الذي يجمع)

يهوذا(153) 74600 (نَحْشُونُ - أي - العراف، أو المتنبئ ب)

زبولون 57400 (أَلِيآبُ - أي - إلهي أبي)

يساكر 54400 (نَثَنَائِيل - أي - الله العاطي)

أفرايم 40500 (أَلِيشَمَعُ - أي الله السامع)

منسى 32200 (جَمْلِيئِيل - أي - الله المكافئ)

بنيامين 35400 (أَبِيدَن - أي - أبي قاضي)

دان 62700 (أَخِيعَزَر - أي - أخي عون)

أشير 41500 (فَجْعِيئِيل - أي - قدري هو الله، أو صلاتي هو الله)

نفتالي 53400 (أَخِيرَع - أي أخي هو صديقي)

فيكون المجموع الكلي 603550

التعداد الثاني (عد26)

رأوبين 43730

شمعون 22200

جاد 40500

يهوذا 76500

يساكر 64300

زبولون 60500

أفرايم 32500

منسى 52700

بنيامين 45600

دان 64400

أشير 53400

نفتالي 45400

فيكون المجموع 601730

 

وبمقارنة الأرقام السابقة سيتضح أنه بينما بعض الأسباط زادت زيادة ملحوظة، تناقصت الأخرى أيضًا تناقص ملحوظ أثناء فترة تيهان الثماني والثلاثين سنة. فهكذا على سبيل المثال زاد يساكر بنسبة 19%، بنيامين وأشير بنسبة 29%، منسى حوالي 63%(154) بينما رأوبين نقص بنسبة 6% وجاد بنسبة 12% ونفتالي 15% وشمعون نقص بالتقريب 36%.

ربط بعض المفسرون بين النقص الكبير في سبط شمعون بالحكم الذي صدر عقب عبادة بعل فغور وحقيقة أن زمري رئيس سبط شمعون كان من أشهر وأفظع المتورطين فيها (عد 25: 6-14)، الأمر الذي جعلهم يستنتجون أن السبط ذاته كان متورطًا على نطاق واسع في هذه الخطية.

لقد تم الإشارة من قبل إلى أن اللاويين تم أخذهم لخدمة المسكن عوضًا عن أبكار بني إسرائيل (عد 3: 11-12). وكان عدد أبكار بني إسرائيل يبلغ 22273 (عد 3: 43). لكن هذه المقولة غير مقصود لها أن تتضمن أن بين كل اليهود الذكور الذين قد يصلون إلى مليون من كل الأعمار(155)، من الجد إلى الطفل الرضيع المولود حديثًا كانوا فقط 22273. فالرقم الأخير من الواضح أنه فقط عدد الأبكار منذ الخروج من مصر. ومن جهة الذين ولدوا قبل الخروج قيل لنا بصريح العبارة: "لأَنَّ لِي كُل بِكْرٍ. يَوْمَ ضَرَبْتُ كُل بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَدَّسْتُ لِي كُل بِكْرٍ فِي إِسْرَائِيل" (عد 3: 13؛ 8: 17).

من ثمَّ التقديس الجديد لأبكار إسرائيل وتعدادهم التالي بقصد استبدال اللاويين بهم يلزم أن تحديد تاريخه يبدأ بعد ليلة الفصح. لذلك فإن 22273 من أبكار الذكور والذين تم استبدال اللاويين بهم يمثّلون من ولدوا بعد الخروج من مصر.

لو يبدو أن هذا العدد نسبيًا كبير، علينا أن نتذكر أن الإجراءات الظالمة التي اتخذها فرعون ستميل إلى تقليل عدد الزيجات أثناء الجزء الأخير من فترة مكوث بني إسرائيل في مصر، بينما في توقع وترجي العتق القريب، ستكون الزيادة بينهم هائلة بطريقة مماثلة(156). بخلاف ذلك إنها حقيقة معروفة جيدًا أنه حتى الآن فإن نسبة الأولاد إلى البنات عالية جدًا بين اليهود أكثر مما بين الأمم(157). وإذ نراها في هذا الضوء فإن ما سجله السفر عن هذا الموضوع لا يشكل أية مشكلة للقارئ المدقق(158).

كما سبق وشرحنا، فإن اللاويين لم يتم عدهم مع بقية الأسباط بل بمفردهم (عد 3: 15)، والخدام المعينين لمساعدة هارون الكاهن لخدمة المسكن بدلًا من أبكار بني إسرائيل ( 3: 5-13). إذ لم يتم اعتبارهم جزء من الخارجين إلى الحرب، لذلك تم عدهم من "كُل ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِدا"، ووصل عدد الذكور إلى 22 ألف بينما في التعداد الثاني (بعد 38 سنة) زاد ووصل إلى عدد 23 ألف (عد 3: 39؛ 26: 62).

هذا حُسب على أنه يتضمن حوالي 13 ألف رجل من عشرين سنة فصاعدًا، وهو عدد أقل من نصف أصغر الأسباط الأخرى (بنيامين 35,400). مع هذا الإحصاء يتفق ما ورد في (عد 4: 47-48) أن عدد اللاويين "مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُلُّ الدَّاخِلِينَ لِيَعْمَلُوا عَمَل الخِدْمَةِ وَعَمَل الحِمْلِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. كَانَ المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ"(159). ونفس النسبة بين اللاويين وبقية الشعب يبدو لها أنها استمرت في أزمنة قادمة مثلما نستنتج من نتائج الإحصاء الذي أجراه الملك داود (1أخ 23: 3)، عندما ازداد سبط لاوي فقط من 23 ألف إلى 38 ألف بينما بقية الأسباط ازدادت أكثر من الضعف.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لقد تم ترتيب اللاويين إلى عشائر حسب بيوت آبائهم جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي، أبناء لاوي الثلاثة (عد 3: 14-43). انقسم الجرشونيون إلى عشيرتين وصل عددهم حوالي 7500) تحت قيادة رئيسهم أَلِيَاسَافُ (معناه إلهي الذي يجمع)(160)، كانت مهمتهم بحسب النص: "حِرَاسَةُ بَنِي جَرْشُونَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: المَسْكَنُ وَالخَيْمَةُ وَغِطَاؤُهَا وَسَجْفُ بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. وَأَسْتَارُ الدَّارِ وَسَجْفُ بَابِ الدَّارِ اللوَاتِي حَوْل المَسْكَنِ وَحَوْل المَذْبَحِ مُحِيطًا وَأَطْنَابُهُ مَعَ كُلِّ خِدْمَتِهِ"(161).

وبينما عُهد إلى الجرشونيين المسكن والخيمة وستائر الدار الخارجية والاهتمام بعوارض المسكن بكل متعلقاتها مع أعمدة الدار دائريًا. وبالاختصار الاهتمام بكل الإطار الخارجي الصلب للخيمة والدار قد آل إلى بني مراري تحت قيادة صُورِيئِيل (أي صخرتي هو الله) رئيسهم (عد 3: 35).

أخيرًا المهمة الأكثر أهمية والتي تختص بمحتويات وآنية المسكن قد عُهد بها إلى القهاتيين تحت قيادة رئيسهم أَلِيصَافَانُ (أي إلهي يحرس حولي، أو يراقب من حولي).

لو ننظر إلى المنظر ككل، فإن محلة إسرائيل، تشكلت هكذا ثلاثية التربيع، وهو تصميم رمزي، تطور أيضًا في هيكل سليمان، إلى أن صار أكثر تمامًا في رؤيا حزقيال، وأخيرًا نراه في كل تمامه في "المدينة التي كانت مربعة، طولها بقدر العرض" (رؤ 21: 16).

المربع الداخلي وإن كان تم إطالته ولذلك ليس كاملًا في عرضه، بل وليس له الشكل الكامل للمكعب، سوى ما يختص إلى أبعد حد بقدس الأقداس ذاته، كان يشغله "المسكن" تغطيه الخيمة ويُحاط بدارها. وحول هذا المربع الداخلي يوجد مربع آخر، يشغله خدام الخيمة في الشرق، أو عند المدخل إلى الدار يشغله موسى وهارون وأبنيه، وفي الجنوب يشغله القهاتيين الذين لهم أهم مهمة عُهدت إلى اللاويين، وفي الغرب يشغله الجرشونيين وفي الشمال أبناء مراري.

أخيرًا يوجد مربع ثالث أبعد والذي شكل محلة إسرائيل. الموضع الشرقي وهو الموضع الأكثر أهمية كان يشغله يهوذا حاملًا راية هذا القسم. ومع يهوذا كان يساكر وزبولون (ابني ليئة) والثلاثة أسباط يشكلون معًا جيش قوامه 186ألف و400 رجل.

الجزء الجنوبي كان رأوبين معه راية هذا القسم وربما كان الأكثر قربًا في المحلة من زبولون أو عند الركن الجنوب الشرقي. ومع رأوبين كان شمعون وجاد (أبناء ليئة وجاريتها بلهة) ويشكلون معًا جيشًا قوامه 151 ألف و450 رجلًا. والموقع الغربي كان يحتله أفرايم الذي كان معه راية القسم، وربما كان الأقرب إلى جاد أو عند الركن الجنوبي الغربي. ومع أفرايم كان منسى وبنيامين (وباختصار الأسباط الثلاثة من أبناء راحيل)، ويشكلون معًا جيشًا قوامه 108 ألف و100 رجلًا. وأخيرًا الجزء الشمالي كان يشغله دان ورايته، وربما كان الأقرب في المحلة من بنيامين أو في الركن الشمالي الغربي. مع دان كان أشير ونفتالي (أبناء بلهة وزلفة) ويشكلون معًا جيشًا قوامه 157ألف و600 رجلًا.

هذا أيضًا كان ترتيب المسير في البرية، يهوذا وقسمه في القيادة، يليه رأوبين وقسمه ثم المسكن مع اللاويين بترتيبهم في المحلة، المؤخرة تتكون من قسمي أفرايم ودان.

لم يذكر النص المقدس أي وصف للرايات التي حملتها الأسباط الأربع التي كانت على رأس القيادة. لكن بحسب التقليد اليهودي كانت تحمل رموز "شبه الكائنات الأربع" التي رآها حزقيال في رؤيا التي له عن المركبة (حز 1: 10). وألوان الرايات كانت هي نفس الألوان التي للأحجار الثمينة على صدرة رئيس الكهنة والتي عليها محفورة أسماء الأسباط الأربعة الذين كانوا يحملون الرايات...

يُفترض أن المحلة كانت تشغل حوالي ثلاثة أميال مربعة. والتوجيه سواء للمسير أو التوقف كان كما أشرنا في فصل سابق يُعطى بالسحابة التي كانت تمثل الحضور الإلهي بينهم. لكن لأجل الإشارة الفعلية للتحرك فهذا كان يتم بواسطة بوقين من الفضة ينفخ فيهما ابني هارون. تنبيه طويل الأمد كان يعني بدء المسير. عند التنبيه الأول يبدأ في التحرك القسم الشرقي وعند الثاني يتحرك القسم الجنوبي، بعد ذلك المسكن بحراسه وأخيرًا الجزء الشمالي من المحلة ويختم بنفتالي في المؤخرة.

من ناحية أخرى عندما يتم استدعاء الشعب، تكون الإشارة بنفخة واحدة فقط وتكون قصيرة الوقت وبنغمة حادة. وبصفة عامة ولكل الأوقات فإن النفخ في هذه الأبواق الفضية سواء للحرب أو للاحتفال أو في مناسبات مبهجة لها هذا المغزى الروحي: "فَتَكُونُ لكُمْ تِذْكَارًا أَمَامَ إِلهِكُم" (عد 10: 1-10). وبأسلوب آخر كان إسرائيل جيشًا، وبناء على هذا كان يتم استدعائه بالنفخ في البوق. لكن إسرائيل كان جيشًا الرب هو قائده وملكه، والأبواق التي تستدعي هذا الجيش كانت أبواق المسكن الفضية ينفخ فيها كهنة الرب. بناء على ذلك نفخة أولئك الكهنة تجعل إسرائيل كجيش للرب محل تذكر أمام الرب إلههم وملكهم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(151) هذه التسمية للسفر الرابع لموسى من تعداد الشعب، مشتقة من عنوانه في السبعينية وفي ترجمة الفولجاتا. اليهود عادة يدعونه إما "فاجي دابير" Vajedabber أو من أول كلمة في النص "وكلم (الرب)" أو "باميدبار" Bammidbar "في البرية).

(152) لقد تبعنا بالأساس ترتيب كايل والذي يتفق مع أفضل المفسرين المحدثين. وفي ملاحظاتنا من جهة إحصاء عدد الأسباط، استفدنا أيضًا بنفس المعونة.

(153) الأسماء الواردة هنا هي لحاملي الراية (انظر فيما بعد). ومن بين أسماء الرؤساء الاثني عشر سنجد أن الذي ليهوذا يحمل اسم مميز. فاسم نحشون مشتق من كلمة "حية". وبدون انغماس في تأملات وهمية، يمكننا أن نسمح لأنفسنا أن نقترح إلى أن هذا الاسم قد يحمل إشارة نبوية إلى النبي العظيم الذي له أن يسحق رأس الحية. مع هذا أيضًا يتفق اسم أبيه عميناداب والذي يعني "شعبي نبيل".

(154) التغيرات في تعداد السكان ملحوظة جدًا.

(155) إن التعداد العام للشعب لكونه حٌسب حوالي مليونين، سيكون من الطبيعي أن عدد الذكور يكون حوالي مليون.

(156) في الواقع من غير الأمان أن نستنتج من بيانات الإحصاءات الحاضرة استنتاجات محددة من جهة حالة إسرائيل في ذلك الوقت. لكن لا شيء يجذب الانتباه بشدة مثل تأثير الظروف الخارجية على التعداد السنوي للزيجات. هكذا وجد في النمسا في عام 1851م 361249 زيجة بين شعب يبلغ تعداده 36 مليون، بينما بعد ثلاث سنوات حيث بلغ عدد السكان ما يزيد على 37 مليون حدثت 297202 زيجة فقط. وفي انجلترا زاد السكان بين عامي 1866 و 1869 حوالي مليون، بينما في السنة الأخيرة كان عدد الزيجات أقل من الأولى بحوالي 11 ألف زيجة.

(157) إن نسبة الأولاد إلى البنات المولودين في انجلترا تتنوع بطريقة غريبة من سنة إلى سنة وفي بلاد مختلفة. فأدنى نسبة أثناء السنوات العشر الأخيرة سُجلت في هونتينج دونشاير في سنة 1868م عندما انخفضت 94,3 لكل مئة بنت. لكن النسبة المتوسطة أثناء السنوات العشر الأخيرة تبين 102 إلى 106 ولد (الرقم الأخير في كورنوول) لكل مئة بنت. في سنة 1832 كانت النسبة في جنيف 157 صبي لكل مئة بنت. بين اليهود في بعض الأماكن كان متوسط النسبة على مدى ستة عشرة سنة 145 صبي لكل مئة بنت. والقارئ الشغوف بهذا الموضوع ومواضيع مشابهة يمكنه الرجوع إلى مقالتي "بعض أوجه الخصائص المادية للجنس اليهودي" في مجلة الأحد عام 1869 صفحة 315 إلخ..

(158) آراء اليهود على افتداء البكر في زمن السيد المسيح مختلفة عن تلك التي للكتاب. انظر كتابي: "الهيكل تنظيمه وخدماته في زمن السيد المسيح"صفحة 302.

(159) لا يمكننا هنا الدخول في مزيد من التفاصيل العددية. لكن هذا يمكننا ونحن نؤكد أن كل المشاكل المفترضة على هذا الموضوع تتلاشى أمام دراسة مدققة للنص المقدس.

(160) إن مغزى أسماء الرؤساء بكونها تشير إلى الآمال الروحية لإسرائيل عندما كان في مصر قد تم التعرض له في فصل سابق.

(161) هنا عمد الكاتب إلى ترجمة حرفية لم نسجلها لكن نورد هنا ما قاله بخصوص هذا: "نحن كنا مدققين في ترجمة هذا النص لأنه يبرهن أن الفكرة العامة التي تضع الشقق التي من البوص المبروم والاسمانجوني والأرجوان والقرمز (خر 26: 1) خارج الألواح التي تشكل الإطار الذي لخيمة الاجتماع هي فكرة خاطئة تمامًا. فمن الواضح أن هذه الستائر وليست العوارض هي التي شكلت الخيمة أو بالأحرى المسكن، فالخيمة خارج البنية العامة تتكون من أحد عشر من شقق شعر الماعز (خر 26: 7)، وغطاء الكل ثنائي واحد من جلود كباش محمرة والثاني من جلود التخس (خر 26: 14)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-2/numbers-census.html

تقصير الرابط:
tak.la/5c7mpv4