St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   bible-history-edersheim-2
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تاريخ العهد القديم للعلامة ألفريد إدرشيم: الجزء الثاني: الخروج والتيه في البرية - القمص أنجيلوس المقاري

16- الفصل السادس عشر: تقدمة الرؤساء - إفراز اللاويين - الاحتفال الثاني بالفصح

 

الفصل السادس عشر

تقدمة الرؤساء - إفراز اللاويين - الاحتفال الثاني بالفصح

 

ثلاثة أحداث أخرى حدثت قبل انفضاض معسكر بني إسرائيل عند جبل سيناء وإن كانت لم تحدث بنفس الترتيب والتي لأسباب خاصة تم الإخبار عنها في النص المقدس. وهذه الأحداث كانت تقدمة بعض العطايا من جانب رؤساء إسرائيل (عد7)، الإفراز الفعلي للاويين للخدمة التي سبق تعيينهم فيها (عد8)، والاحتفال الثاني بالفصح (عد 9: 1-14).

بدأت تقدمات رؤساء إسرائيل مباشرة بعد تدشين خيمة الاجتماع (لا 8: 10- 9: 1؛ عد 7: 1)، لكن تسجيلها حُشر في (عد7)، جزئيًا لأنه لكي لا يتم قطع السلسلة المتتابعة للطقوس والفرائض اللاوية والتي من الطبيعي أنها تأتي بعد رواية تدشين الخيمة (لا11 إلى نهاية السفر)، وجزئيًا لأن أحد تقدمات الرؤساء تحمل إشارة خاصة إلى مسيرة البرية التي كانت على وشك أن يتم تلخيصها في الحال آنذاك.

ربما هذه التقدمات قد أُحضرت في بعض أيام كان يتم فيها الإعلان عن جزء من الطقوس اللاوية أيضًا. نحن نعلم أن تقديم العطايا بواسطة الرؤساء شغلوا معًا الفترة الصباحية لاثني عشر أو ثلاث عشرة يوم(162).

في اليوم الأول أحضروا ست عجلات مغطاة واثني عشر ثورًا، لنقل أجزء خيمة الاجتماع أثناء رحلات بني إسرائيل. أربعة من هذه العجلات مع ثمان ثيران أُعطيت لبني مراري الذين عُهد إليهم بحمل التركيبات الثقيلة والأعمدة، والعجلتين الأخريين مع الأربعة ثيران للجرشونيين الذين كان في حراستهم الشقق والستائر. أما بالنسبة لآنية المسكن فقد كان للقهاتيين أن يحملوها على أكتافهم.

St-Takla.org Image: Offering of the Tribes: The tribe of Judah brings forward their offering to God: (Numbers 7) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: تقدمة الأسباط: تقديم سبط يهوذا تقدمة لله: (العدد 7) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Offering of the Tribes: The tribe of Judah brings forward their offering to God: (Numbers 7) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تقدمة الأسباط: تقديم سبط يهوذا تقدمة لله: (العدد 7) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

بعد ذلك على مدى الأيام الاثني عشر التالية قدم الرؤساء على التوالي نفس العطية لكي يمكن أن تكون مساواة مقدمًا بطريقة مسبقة أيضًا هذا المبدأ الذي للعهد الجديد (2كو 8: 14).كانت كل تقدمة عبارة عن طبق فضة وزنه حوالي أربعة أرطال ونصف، ومنضحة فضية تزن حوالي رطلين وربع، كليهما مملوء دقيق ملتوت بزيت لتقدمة وصحن ذهبي زنته ثلث رطل مملوءًا بالبخور.

وكانت هذه التقدمات مصحوبة بذبيحة خطية ومحرقة وذبيحة سلامة، والتي بدون شك كانت تُذبح كل يوم بينما كان يتم تقديم الآنية في المسكن. وإذ كانوا يقدمون تقدماتهم الثمينة باعتراف متضع بخطاياهم على ذبائحهم مع شكر وصلاة، تفضل الرب وأشار إلى قبوله لها بكلامه مع موسى من على الغطاء الذي على تابوت الشهادة من بين الكروبين (عد 7: 89).

الحدث الثاني كان التخصيص أو الفرز الرسمي للاويين (عد 8: 5 إلخ.)، والذي سبقه توجيه مهم لهارون من جهة إضاءة المنارة ذات السبعة فروع في المسكن. ولجعل معنى هذا الرمز أوضح، قيل: "إِلى قُدَّامِ المَنَارَةِ تُضِيءُ السُّرُجُ السَّبْعَةُ" أي أن كل واحدة من هذه السرج السبعة (العدد ذاته في غاية الأهمية أيضًا) ستوضع بحيث تُلقي ضوء على الظلام الذي أمامها.

كل سراج منفصل ولكن كجزء من منارة واحدة في القدس وتحترق من نفس الزيت المقدس، كان لها أن تنثر الضوء على الظلام الذي أمام المنارة. لأن الضوء من المنارة كان يرمز لإرسالية إسرائيل كشعب لله، واللاويين كانوا فعليًا مجرد ممثلين لكل إسرائيل، إذ تم استبدالهم بدلًا من أبكارهم (عد 3: 11-13).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بناء على ذلك أيضًا لم يتم تقديس اللاويين بصفة خاصة كما كان الحال مع الكهنة(163)، بل فقط تم تطهيرهم لأجل خدمتهم وبعد ذلك تم تقديمهم إلى الرب. الجزء الأول من هذه الخدمة الرمزية عبارة عن رشهم بماء الخطية، بالطريق ذاتها للاعتراف بنجاسة الخطية والإشارة إلى إزالتها. بعد ذلك كان لهم أن يحلقوا كل شعرهم ويغسلوا ثيابهم. كان اللاويين الآن "بلا خطية"(164) (عد 8: 21) بقدر ما كان الأمر يخص أشخاصهم.

ثم أعقب ذلك تكريسهم للعمل. لأجل هذا الغرض تم اقتيادهم أمام خيمة الاجتماع (عد 8: 9)، أي ربما إلى الدار الخارجية، وأحضروا معهم ثورين، واحد لذبيحة محرقة والآخر ذبيحة للخطية، وكل ذبيحة معها تقدمتها دقيق ملتوت بزيت.

الشعب من خلال الرؤساء وضعوا أيديهم عليهم، كما لو كانوا ليمنحوهم سلطة شرعية بكونهم البدلاء عنهم والممثلين لهم. ثم أخذهم هارون بعد ذلك "أمام الرب" (عد 8: 10)، أي أمام القدس ورددهم ترديدًا من عند بني إسرائيل، ربما باقتيادهم إلى المذبح وردهم ثانية، بعد ذلك سيضع اللاويين أيديهم على الذبائح التي كان هارون يقدمها آنذاك، والذي بهذا يكون قد كفر عنهم (ع21). ومغزى كل هذه الرموز سيكون واضحًا بما فيه الكفاية: "وَبَعْدَ ذَلِكَ أَتَى اللاوِيُّونَ لِيَخْدِمُوا خِدْمَتَهُمْ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ أَمَامَ هَارُونَ وَأَمَامَ بَنِيه" (ع22).

الحدث الثالث المسُجل كان الاحتفال الثاني بالفصح بعد مرور سنة من عتق إسرائيل من مصر: "تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَه" (عد 9: 3). ونلاحظ بالأخص كيف أن الرب الآن يوجههم مرة ثانية جميعًا ويوصيهم بحفظ الفصح، وربما جاء التعبير عنه هنا مكررًا لتحاشي إمكانية أن يخطر في بالهم سوء فهم بعدم وجوب حفظ الفصح من سنة إلى سنة.

أيضًا عندما اشتكى بعض الناس أنهم تنجسوا لميت وبهذا سيتم استبعادهم من العيد، لم يقرر موسى الأمر بنفسه، بل عرض حالتهم أمام الله. والتوجيه الذي أعطاه الرب أنه في ظروف مشابهة يتم الاحتفال بالفصح بعد شهر بالضبط، وفي نفس الوقت أضاف قوله للاحتياط ضد أي إغفال متعمد لا ضرورة تقتضيه بأن كل من يغفل إجراء الطقس بدون سبب وجيه تُقطع تلك النفس من شعبها (عد 9: 13).

لأن من حيث أن مغزى الطقوس الرمزية يعتمد على إتمامها كلية حتى أنه لو تم إغفال أي جزء منها مهما كان صغيرًا، يتلاشى الكل ويصير عديم الفائدة، كذلك من الناحية الأخرى إذعان إسرائيل لكل الطقوس الموصوفة مطلوب أن يكون كاملًا في كل التفاصيل لتأمين الفوائد الموعود بها لطاعة الإيمان. لكن عدم تلقي هذه المنافع كان معناه ترك الإسرائيلي خارج نطاق العهد أو تعريضه للقصاص الإلهي. علاوة على ذلك، لكون السبب فيه هو عدم إيمان أو عدم طاعة، فهذا يتضمن عقوبة لأجل عصيان علني ضد الله وكلامه.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(162) بمساعدة السفر المقسم إلى فقرات سيكون من السهل ترتيب الطقوس اللاوية (لا11- النهاية) في 12 أو 13 مقطع، على قدر عدد الأيام.

(163) نقرأ في (خر 29: 1) من جهة هارون وأبنيه أنه تم تقديسهم للخدمة ليكهنوا للرب، أي تم تكريسهم ليكهنوا أمامه، بينما في حالة اللاويين لم يكن هناك تكريس ولا كهانة بل فقط تطهير للخدمة. بالطبع الكهنوت الهاروني أشار إلى كهنوت المسيح وتوقف بمجيئه كرئيس كهنتنا العظيم.

(164) هذه هي الترجمة الحرفية للكلمة العبرية وهي نفس التي استخدمها داود في (مز 51: 9).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/bible-history-edersheim-2/levites-passover.html

تقصير الرابط:
tak.la/5p453hs