|
محتويات: (إظهار/إخفاء) |
|
الكتاب كله يشهد للاحترام الذي تستحقه كلمة الله التناقضات الظاهرية الوصايا توضح بعضها البعض المخاطر الكامنة في (عدم) حفظ الوصية |
1- هذا السؤال لا يحق إطلاقًا أن يصدر عمّن يصرّح أنه يؤمن بربنا يسوع المسيح الابن الوحيد لله الحي الذي به صُنعت كل الأشياء وغير المرئية (كو 1: 16) والذي يتكلم الكلام الذي سمعه من أبيه (يو 8: 26؛ 15: 15). ومع ذلك فهناك ضرورة واجبة علينا بأن نجيب ونطيع بمقتضى الرسول الذي كتب "مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم" (1بط 3: 15).
ولكي نتحاشى أن نلقى سجسًا في نفوس سامعينا إن قلنا شيئًا من عندنا، فلنذكر هذا التصريح الذي قاله الرب نفسه "الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 5: 18)، وأيضًا قوله "ولكن زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس" (لو 16: 17). وإن كان ههنا أعظم من يونان (مت 12: 41)، وأعظم من سليمان (مت 12: 42)، فمن المنطقي القول أنه ههنا أيضًا أعظم من موسى. إن الرسول بعد أن أخبرنا كيف أن اليهود لم يستطيعوا النظر إلى مجد (وجه) موسى والذي لما قارنه الرسول بمجد ربنا يسوع المسيح قال "إن الممجد أيضًا لم يُمجّد من هذا القبيل لسبب المجد الفائق. لأنه إن كان الزائل في مجد فبالأولى كثيرًا يكون الدائم في مجد" (2 كو 3: 10-11). لكن حتى لو تعلمنا من هذه النصوص أن نميّز ونعترف بكلمات الإنجيل بإيمان ثابت كشيء حقيقي ويقيني، مع ذلك دعنا نسترجع تلك الكلمات الأخرى للرب والتي تقول "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مت 24: 35). إذًا فوق كل فوق كل شيء فإن كلمات الرب تكفي لتثبيت قلوبنا (1تس 3: 13) في الروح القدس المرشد لكي تظل (قلوبنا) ثابتة وغير متزعزعة في قبول كل كلمة تخرج من فم الله (تث 8: 3؛ مت 4: 4)، ولكن لكي نعين ضعف الضعفاء فمن المناسب أن نضيف هنا من بين الشهادات والبراهين الكثيرة شهادة أو اثنين. وهوذا داود يصرّح "كل وصاياه أمينة ثابتة مدى الدهر والأبد مصنوعة بالحق والاستقامة" (مز 11: 7-8)، يقول "الرب أمين في كل أقواله وقدوس في كل أعماله" [(مز 114: 3) بحسب النص]، وتوجد تصريحات كثيرة من هذا القبيل. وياهو من جانبه قال في سفر الملوك الثاني ما يلي "انظروا الآن أنه لا يسقط من كلام الرب إلى الأرض الذي تكلم به الرب" (2مل 10: 10).

![]() |
2- والآن بالنسبة إلى بعض النصوص التي يبدو أنها متناقضة مع بعضها فمن الأفضل أن يلوم المرء ذاته بأنه لم يصل بعد إلى فهم كنوز الحكمة وأن يذكّر نفسه أنه من العسير إدراك أحكام الله التي لا تستقصى (رو 11: 33)، من أن يصير عرضة لتهمتي الكبرياء والوقاحة وأن يسمع هذه الكلمات موجهة إليه "وقح من يقول للملك أنت تتعدى القانون" [(أي 34: 18) بحسب النص]، أو يسمع هذه الكلمات "من سيشتكي على مختاري الله؟" (رو 8: 33). ومع أن حل عدد كبير من المعضلات يبدو واضحًا للأغلبية، إلا أنه بالنسبة للنصوص التي يبدو أن بها شيء من التناقض فنحن ملزمون بأن نتبع هذا القانون: عندما يبدو أن كلمة أو عملًا ما مناقضًا للوصية، ينبغي على كل إنسان أن يطيع الوصية ولا يفحص في أعماق غنى الله وحكمته (رو 11: 33)، ولا يتعلل بعلل الشر (مز 141: 4). ومثل هذا التصرف مقبول أمام الله وخال من المخاطر بحسب ما تعلمنا من الكتب الإلهية الملهمة. ثم أنه إذا لاح لنا أن وصية ما تبدو متناقضة مع أخرى فبدراسة محتوياتها وقراءة النص كله، سنكتشف حينئذ أنه لا يوجد أي تضارب وسيلاحظ كل واحد منا أنها تناسب دعوتنا السماوية (في 3: 14)، الهدف الموجه إليه كلاهما (أي كلا الوصيتان المتناقضتان ظاهريًا)، فبعض الوصايا تشفي المرض والأخرى تُلهم التقدم المؤدي إلى التحقيق الكامل لما هو مرضي ومقبول عند الله. إن الرب قال ذات مرة "وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (مت 5: 15-16)، وفي مرة أخرى قال "متى صنعت صدقة فلا تعرّف شمالك ما تفعل يمينك" (مت 6: 3).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

3- يمكنك أن تجد عديدًا من الكلمات من هذا النوع عند الإنجيليين مثلما عند بولس الرسول.
من ناحية أخرى إن كان هناك أمر قد أُعطي (بمقتضى الوصية) دون تعيين طريقة تنفيذه فلنرتضي بكلمة الرب القائلة "فتشوا الكتب" (يو 5: 39)، ونقتدي بالرسل الذين طلبوا من الرب نفسه تفسير ما قاله ولنتعلّم الحق فيما يختص بوصية "اكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (مت 6: 20)، فنحن قد عرفنا تفسيرها من النصيحة التي أُعطيت للشاب (الغني) حيث قال له الرب شخصيًا "اذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء" (مت 19: 21)، ومن ناحية أخرى فقد وجّه الرب هذه الكلمة لمن يرغبون في نوال ميراث ملكوت السموات "لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ. بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا لاَ تَفْنَى وَكَنْزًا لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ" (لو 12: 32-33).
أخيرًا إن كنا كمن يسارع إلى الخطر في حالة (عدم) حفظ الوصية التي هي فخرنا، فلنتذكر الرسول الذي قال "خير لي أن أموت من أن يعطل أحد فخري" (1كو 9: 15)، وفي موضع آخر صرّح الرسول بإسهاب قائلًا "مَن سيفصلنا عن محبة المسيح، أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" (رو 8: 35)، وهكذا نتعلم بقوة أكثر حفظ الوصايا. ليتنا نعطي برهانًا ساطعًا بشدة لحبنا لله الذي أعلن "إن أحبني أحد يحفظ كلامي" (يو 14: 23)، والذي تكلم كثيرًا بهذا النمط في مواضع أخرى. أما بالنسبة للباقي (أي باقي الوصايا) فلنقتدي بالرسول ونقول: يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء، لأن من عرف فكر الرب، الذي نزل من السموات لكي يعلن كلمات أبيه؟ (رو 11: 33-34؛ يو 3: 34). إنه أمر ضروري وخلاصي أن نثق به كثقة الأطفال في والديهم والتلاميذ في مدرسيهم بحسب كلمة ربنا يسوع المسيح نفسه الذي قال "من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله" (مر 10: 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/basil-baptism/believe-every-word.html
تقصير الرابط:
tak.la/ptm68q2