St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   you-desired-to-renew-him
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب وأردت أن تجدده - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

16- استعادة الصورة الإلهية في الإنسان

 

8- استعادة الصورة الإلهية في الإنسان:

 

 إذ أن الرب يسوع المسيح، هو صورة الله[107]، والإنسان مخلوق على صورة الله، وقد تشوهت هذه الصورة بسبب خطية آدم، فكان جديرًا به وحده، أن يأتي إلينا؛ ليعيد لنا الصورة الإلهية، باتحادنا به، وبفعل الروح القدس في حياتنا، إلى أن نكون مثله في الأبدية السعيدة؛ لأننا سنراه كما هو، في مجيئه الثاني.

فبسبب أن الصورة الإلهية، في الإنسان قد تشوهت، نتيجة عصيان، وخطية آدم.

St-Takla.org Image: Emblem of St. Matthew’s Gospel: the man expressing the kingly and human characteristics of Christ. - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912. صورة في موقع الأنبا تكلا: شعار إنجيل متى: وجه إنسان يحمل الملامح الملكية والإنسانية للسيد المسيح - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

St-Takla.org Image: Emblem of St. Matthew’s Gospel: the man expressing the kingly and human characteristics of Christ. - from the book: The Universal Bible Dictionary, edited by: F. N. Peloubet, 1912.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شعار إنجيل متى: وجه إنسان يحمل الملامح الملكية والإنسانية للسيد المسيح - من كتاب: قاموس الكتاب المقدس العالمي، تحرير: ف. ن. بالوبيت، 1912 م.

يقول القديس أثناسيوس الرسولي: "وما هي الفائدة من خلق الإنسان أصلًا على صورة الله؟ كان من الأفضل له لو أنه خُلق مثل مخلوق غير عاقل من أن يُخلق عاقلًا ثم يعيش كالحيوانات غير العاقلة"[108]

لذلك، أعاد لنا السيد المسيح إلهنا الصورة الإلهية في الإنسان، التي تشوهت في آدم؛ بسبب العصيان.

"لم يكن ممكنًا أن يحول الفاسد إلى عدم الفساد إلا المخلّص نفسه، الذي خلق منذ البدء كل شيء من العدم. ولم يكن ممكنًا أن يعيد خلق البشر ليكونوا على صورة الله إلاّ الذي هو صورة الآب. ولم يكن ممكنًا أن يجعل الإنسان المائت غير مائت إلاّ ربنا يسوع المسيح الذي هو الحياة ذاتها"[109]

"ولهذا أتى كلمة الله بذاته لكي يستطيع -وهو صورة الآب- أن يجدّد خلقة الإنسان، على مثال الصورة".[110]

إِذْ خَلَعْتُمُ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ ٱلْجَدِيدَ ٱلَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ،” (كو 3: 9-10)، وهذا يتم في المعمودية المقدسة. ونستمر في التحول إلى صورة الله مرة أخرى، من خلال الجهاد الروحي.

والروح القدس يقوم بالدور الأعظم، في نقش صورة المسيح فينا، “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ ٱلصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلرُّوحِ.” (2كو 3: 18)

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

وتكتمل الملامح بالحقيقة في قيامة الأموات، وحياة الدهر الآتي.

 لذلك يقول السيد المسيح: “وَأَنَا إِنِ ٱرْتَفَعْتُ عَنِ ٱلْأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ ٱلْجَمِيعَ». قَالَ هَذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ.” (يو 12: 32-33)، يجذبنا إلى التشبه به، والتمثل بشخصه القدوس.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[107]ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. (كو 1: 15).

ٱلَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا ٱلدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللهِ. (2كو 4:4).

ٱلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ ٱللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ ٱلنَّاسِ. (في 2: 6-7).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/human-image.html

تقصير الرابط:
tak.la/n8kymx4