9- استعادة التبني لله الآب
إذ هو ابن الآب بالطبيعة، وبالحقيقة، ونحن فقدنا البنوة للآب، بسبب خطية آدم، تنازل وصار ابن بشر؛ ليجعل أبناء البشر، أبناء الله بنعمة التبني خلال الاتحاد به.
“لِأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ ٱللهِ بِٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (غل 3: 26)
“وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ، أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِنَنَالَ ٱلتَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ ٱللهُ رُوحَ ٱبْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا ٱلْآبُ». إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ٱبْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ٱبْنًا فَوَارِثٌ لِلهِ بِٱلْمَسِيحِ.” (غل 4: 4-7)
“لِأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللهِ، فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا ٱلْآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لِأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلَادُ ٱللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلَادًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ ٱللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ.” (رو 8: 14-17)
“وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ ٱللهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ ٱللهِ.” (يو 1: 12-13)
يقول القديس كيرلس الكبير "ابن الله صار إنسانًا لكي يصير الناس فيه وبواسطته أبناء الله بالتبني"[111]
" ونحن من الأن فصاعدًا جُعِلنا أبناء فيه؟"[112]
"إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي ٱلْمَحْبُوبِ.” (أف 1: 5-6)
"يقول المسيح في بعض المواضع إن أباه يُدعى أبًا لنا أيضًا، وذلك بسبب اشتراكه هو في جسدنا. فإنه لهذه الغاية قد صار الكلمة جسدًا. حتى أنه لكون الكلمة هو الابن، فبحلول الابن فينا، يُدعى أبوه أبًا لنا أيضًا. ولذلك يقول الكتاب: "أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ»." (غل 4: 6). إذن حينما يكون الابن فينا مُناديًا أباه الخاص من داخلنا، فإنه يجعله يُدعى أبًا لنا نحن أيضًا."[113]
"لا يمكن أن يكون تبنًّ بمعزل عن الابن الحقيقي، الذي يقول: "لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ." (لو 10: 22) بل وكيف يمكن أن يكون تألهٌ بمعزل عن اللوغوس...؟
فإن كان كل الذين دُعوا أبناء وآلهة، سواء كان على الأرض أم في السماء، نالوا البنوة وتألهوا بواسطة اللوغوس، وإن كان الابن نفسه هو اللوغوس فمن الواضح أن الجميع نالوا ذلك بواسطته.. ومن ذلك يظهر إننا لسنا نحن أبناء بحسب الطبيعة، ولكن الابن الذي فينا (فهو ابن بحسب الطبيعة)، وكذلك الله ليس أبًا لنا بحسب بالطبيعة، ولكنه أب للكلمة الذي فينا، الذي فيه وبه نصرخ "يا أبا الآب" وهكذا الذين يرى الآب فيهم ابنه الخاص، فأولئك يدعوهم أبناءً له". [114]
لقد ميَّز السيد المسيح بين بنوته الفريدة للآب، وبنوّتنا نحن له حين قال: "إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ" (يو 20: 17)، لم يقُل: إني أصعد إلى أبينا.
ونصلي في القداس الغريغوري في صلاة خضوع للآب بعد القسمة " يا الله الذي أحبنا هكذا، وأنعم علينا برتبة البنوة؛ لكي نُدعى أبناء الله، وهكذا فإننا حقًا وارثون لك يا الله الآب، وشركاء ميراث مسيحك، أمل أذنك يا رب، واسمعنا، نحن الخاضعين لك، وطهّر إنساننا الداخلي، كطهر ابنك الوحيد، هذا الذي ننوي أن نتناوله"[115]
"إذ نصير شركاء في الجسد، وشركاء في الشكل، وشركاء في خلافة مسيحك"[116]
ما أعمق هذه الصلوات المجيدة!
_____
[111] القديس كيرلس الكبير (تفسير يوحنا 12: 1).
[112] القديس أثناسيوس الرسولي، ضد الآريوسيين المقالة الثانية الفقرة 76.
[113] (القديس أثناسيوس الرسولي – المقالة الرابعة ضد الآريوسيين 22).
[114] (القديس أثناسيوس الرسولي – المقالة الأولى ضد الآريوسيين 39).
[115] القداس الغريغوري صلاة خضوع للآب من بعد أبانا.
[116] القداس الغريغوري صلاة خضوع للآب من بعد أبانا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/sonship.html
تقصير الرابط:
tak.la/66kkp87