St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

53- استعادة التبني لله الآب من مفاعيل التجسد والفداء

 

11- استعادة التبني لله الآب

إذ هو ابن الآب بالطبيعة، وبالحقيقة، ونحن فقدنا البنوة للآب، بسبب خطية آدم، تنازل وصار ابن بشر؛ ليجعل أبناء البشر، أبناء الله بنعمة التبني خلال الاتحاد به.

 

St-Takla.org Image: The Holy Cross with the Holy Bible, floral decorated frame (image 4) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس مع الكتاب المقدس، في إطار مزين بالزهور (صورة 4) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Cross with the Holy Bible, floral decorated frame (image 4) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس مع الكتاب المقدس، في إطار مزين بالزهور (صورة 4) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

يقول القديس كيرلس الكبير تعليقًا على هذا النص المقدس:

"إذ حيث إنهم قبلوا الابن فقد نالوا السلطان أن يُعَدُّوا من أولاد الله، فالابن وحده هو الذي يُعطي ما يخص طبيعته، ليصير خاصًا بهم جاعلًا ما يخصه مشتركًا وعامًا بينهم، لتكون هذه هي صورة طبيعة محبته للإنسان، وللعالم. وليس هناك وسيلة أخرى غير هذه تجعلنا نحن الذين لبسنا "صورة الترابي" نهرب من الفساد، إلا إذا خُتِمْنَا بجمال الصورة "السمائي" (1 كورنثوس 15: 49) بدعوتنا إلى البنوة لأننا عندما نشترك فيه بالروح القدس، نُختم لنكون مثله ونرتفع إلى الصورة الأولى التي أخبرتنا الكتب المقدسة أننا خُلقنا عليها (تكوين 1: 27). وبذلك نكون قد استعدنا جمال طبيعتنا الأولى وخُلقنا من جديد لنكون على مِثَال الطبيعة الإلهية، ونصير مرتفعين فوق الأمراض التي أصابتنا بسبب السقوط. إذًا نحن نرتفع إلى كرامة أسمى من طبيعتنا بسبب المسيح لأننا سنكون أيضًا "أبناء الله"، ليس مثله تمامًا، بل بالنعمة وبالتشبّه به. فهو الابن الحقيقي، الكائن مع الآب منذ الأزل أما نحن فبالتبني بسبب تعطفه، ومن خلال النعمة التي أخذناها بقوله "أنا قلت إنكم آلهة، وكلكم أبناء العلي" (مز 82: 6)".[435]

 

وكذلك يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

"كيف إذًا قد اختارنا، قبل أن نأتي إلى الوجود، لو لم، نكن فيه مُعينين سابقًا، كما يقول هو نفسه (أفسس1: 3-5)؟ وعمومًا كيف، قبل خلق البشر، عيَّننا للتبني، لو لم يكن الابن نفسه "مؤسَّسًا (كائنًا) قبل العالم"، آخذًا على نفسه ذلك التدبير الذي كان من أجلنا؟ أو كيف، كما يقول الرسول: "نلنا ميراثًا، مُعينين سابقًا" لو لم يكن الرب نفسه مؤسَسًا (كائنًا) "قبل العالم"، بسبب أنه كان لديه قصد، من أجلنا، ليأخذ على نفسه بالجسد كل ميراث الْحُكْمِ الذي وُضع ضدنا، ونحن من الآن فصاعدًا جُعِلنا أبناء فيه"؟[436]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

ويستفيض القديس أثناسيوس الرسولي في شرح هذه الحقيقة اللاهوتية:

"لأن من غير المستطاع أن يحدث التبني بغير الابن الحقيقي، وهو نفسه القائل: "وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ"، وكيف يحدث التأليه بدون اللوغوس، وقبله؟ هذا بالرغم أنه هو نفسه القائل لليهود أخوة هؤلاء المبتدعين. "إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ"، فإن كان كل الذين دُعُوا أبناء وآلهة سواء على الأرض أم في السموات قد نالوا التبني وصاروا متألهين من خلال اللوغوس، وإن كان الابن نفسه هو اللوغوس، فمن الجلي أن الجميع قد صاروا أبناء من خلاله، وكان هو قبل الجميع، وبالحري فقد كان هو الابن الحقيقي وحده، وهو وحده إله حق من إله حق - ولم يحصل على هذه (الصفات) كمكافأة لفضيلته، وليس هو آخر غير هذه (الصفات)، بل هو كل هذه (الصفات) بحسب الطبيعة وبحسب الجوهر، لأنه مولود من جوهر الآب حتى لا يشك أحد أنه وبحسب صورة الآب غير المتغير، يكون اللوغوس أيضًا غير متغير".[437]

 

ونصلي في القداس الغريغوري في صلاة خضوع للآب بعد القسمة:

ما أعمق هذه الصلوات المجيدة!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[435] القديس كيرلس الكبير - تفسير إنجيل يوحنا (1: 12)، المجلد الأول مرجع سابق ص 122- 123.

[436] القديس أثناسيوس الرسولي - ضد الآريوسيين، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، نصوص آبائية 189، المقالة الثانية الفقرة 76، الطبعة الأولى 2015، ص271.

[437] القديس أثناسيوس الرسولي - المقالة الأولى ضد الآريوسيين 39، ص106.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/restoring-adoption-to-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/ad5hv37