قام السيد المسيح بمتابعته للخدمة بعد صعوده إلى السماء وإرسال الروح القدس ليعتني بالكنيسة ويقودها ويرشدها ويذكّرها بكل ما قاله للتلاميذ، وليمنحها بركات الفداء الذي صنعه السيد المسيح لأجلها.
فبالرغم من الدور الواضح الفعال للروح القدس في حياة الكنيسة حسب وعد السيد المسيح للتلاميذ: "أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يو14: 16)، إلا أنه هو نفسه أيضًا قد وعدهم قائلًا:"ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). ومعنى ذلك أنه بلاهوته الحاضر في كل مكان وزمان لا يتخلى عن الكنيسة، بالرغم من صعوده جسديًا إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب. هذا إلى جوار أنه يكون حاضرًا بجسده ودمه على المذبح في سر الافخارستيا ليمنح المؤمنين حياة وثباتًا فيه بالتناول من أسراره الإلهية.
ولكن إلى جوار هذا كله، وإلى جوار قيامه بدور الشفيع أمام الآب من أجل غفران خطايانا وذلك باستحقاقات دمه المسفوك لأجلنا، كقول معلمنا يوحنا الرسول: "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1يو2: 1، 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إلا أن السيد المسيح أيضًا كان يتابع الخدمة من السماء لأن الآب والابن والروح القدس يعملون معًا بالرغم من تمايز دور كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. وقد سبق أن قال السيد المسيح أثناء خدمته على الأرض: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/service.html
تقصير الرابط:
tak.la/b4jnr98