St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

284- أنا قد أتيت باسم أبي

 

قال السيد المسيح لليهود: "مجدًا من الناس لست أقبل ولكني قد عرفتكم أن ليست لكم محبة الله في أنفسكم. أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني. إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه. كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض. والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو5: 41-44). وقد ربط السيد المسيح بين مجيئه باسم أبيه وبين رفضه لمجد العالم الزائل.

فما معنى قوله: "أنا أتيت باسم أبي؟ ومن هو الآخر الذي سيأتي باسم نفسه؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنسان الخطية ابن الهلاك

تحدثت الكتب المقدسة عن إنسان سوف يأتي مدعيًا أنه هو المسيح، وبسببه سوف يحدث الارتداد العام قبل نهاية العالم مباشرة. ولقّبه سفر الرؤيا باسم "الوحش" وأن عدد اسمه هو 666 وهو مجموع حروف اسمه باللغة العبرية حسب الحساب الأبجدي.

كتب بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي الذين تصوّروا أن المجيء الثاني للرب يسوع المسيح قد حل موعده فقال: "لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولًا، ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك. المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهًا أو معبودًا حتى إنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرًا نفسه أنه إله.. الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويُبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 3، 4، 8-10).

St-Takla.org Image: Jesus in His Church with angels, Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة فن قبطي، السيد المسيح في كنيسته مع ملائكته

St-Takla.org Image: Jesus in His Church with angels, Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة فن قبطي، السيد المسيح في كنيسته مع ملائكته

ونلاحظ أن "المسيح الكاذب" أو "ضد المسيح" الذي تكلّم عنه بولس الرسول سوف يدّعي الألوهة فوق كل ما يُدعى إلهًا أو معبودًا. فهو لن ينكر فقط أن يسوع هو المسيح، وأن يسوع هو إله حقيقي، بل سوف يتجاهل ألوهية الآب السماوي والروح القدس. أي لن يعترف بالثالوث القدوس الإله الواحد الحقيقي، مظهرًا نفسه أنه إله فوق كل ما يدعى إلهًا أو معبودًا (انظر 2تس2: 4).

هذا المسيح الكاذب سوف يأتي طبعًا باسم نفسه وليس باسم الآب، وسوف يُمجِّد نفسه ولا يمجد الآب. وسوف يأتي محاطًا بكل مظاهر العظمة والسلطان البشري والمجد العالمي الزائل الذي أراده اليهود للسيد المسيح ولم يجدوه فيه لأنه جاء رافضًا له مرددًا مقولته المشهورة "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36).

المسيح الكاذب فسوف يقود العالم إلى الارتداد وإلى عبادة الأصنام. لأن الشيطان سوف يجعل تمثال الوحش يتكلم ويبهر الناس. وسوف يجعل الناس يسجدون لهذا التمثال، وسوف يضعون سمة الوحش على جباههم أو أيديهم. وقد وردت كل هذه الأشياء في سفر الرؤيا إذ كتب يوحنا الرسول يقول:

"ويصنع آيات عظيمة.. وأُعطي أن يُعطي روحًا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش. ويجعل جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون. ويجعل الجميع.. تُصنع لهم سمة على يدهم اليمنى أو على جبهتهم. وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع إلا من له السمة أو اسم الوحش أو عدد اسمه. هنا الحكمة. من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان. وعدده ستمئة وستة وستون" (رؤ13: 13، 15-18)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذن فسوف يبهر الوحش الناس بالمعجزات والآيات الكاذبة كقول معلمنا بولس الرسول عنه "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 9، 10). وللأسف فسوف ينخدع الكثير جدًا من الناس بهذه الأمور ويسجدون للمسيح الكاذب ولتمثاله (صورته) ويمجدونه كإله دون أن يمجدوا الآب السماوي.

لذلك قال السيد المسيح لليهود الذين رفضوا الإيمان به: "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني. إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه" (يو5: 43). بمعنى أن اليهود وباقي البشر الذين سوف يقبلون المسيح الكاذب قبل نهاية العالم، لهم نفس النوعية مثل اليهود الذين رفضوا قبول السيد المسيح وقيل عنهم: "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله" (يو1: 11).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

منهج السيد المسيح

حينما أخلى السيد المسيح نفسه من مجد الألوهة المنظور آخذًا صورة عبد، وضع منهجًا مغايرًا تمامًا لمنهج الوحش الذي مجيئه بعمل الشيطان، والذي يضع تمجيد ذاته فوق كل اعتبار.

كان منهج السيد المسيح هو تمجيد الآب السماوي بصورة مستمرة مثلما قال للآب "أنا مجدّتك على الأرض" (يو17: 4). لذلك قال لليهود: "إن كنت أمجد نفسي فليس مجدي شيئًا. أبي هو الذي يمجّدني الذي تقولون أنتم إنه إلهكم ولستم تعرفونه. وأما أنا فأعرفه. وإن قلت إني لست أعرفه أكون مثلكم كاذبًا" (يو8: 54، 55). إذن فالسيد المسيح قد مجّد الآب ولم يمجّد نفسه، بل ترك ذلك للآب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/came.html

تقصير الرابط:
tak.la/v3xjn2m