St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

285- إرسالية السيد المسيح

 

قال الرب لنيقوديموس: "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم، الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 17، 18).

St-Takla.org         Image: Jesus talking to Nicodemus صورة: السيد المسيح يتحدث مع نيقوديموس

St-Takla.org Image: Jesus talking to Nicodemus

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يتحدث مع نيقوديموس

وقال يوحنا المعمدان في حديثه عن السيد المسيح: "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

رفع الغضب

نفس المعنى تكرر في كلام السيد المسيح وفي حديث يوحنا المعمدان أن غضب الله قد حل على البشرية بسبب سقوط آدم وحواء وبالتالي نسلهما عبر الأجيال إلى أن جاء النسل الموعود به للخلاص كما قال الله للحية بعد سقوط آدم وحواء: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك، وأنتِ تسحقين عقبه" (تك3: 15). أي أن: نسل المرأة يسحق رأس الحية.

وقد شرح القديس بولس الرسول هذه الحقيقة في رسالته إلى أهل رومية فقال: "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

إذن لقد حل غضب الله على جميع البشر وصار الجميع تحت حكم الموت والهلاك الأبدي. وجاء السيد المسيح لكي يرفع هذا الغضب، ويصالح الإنسان مع الله، وينقذ الذين يؤمنون به من الهلاك الأبدي ويمنحهم قيامة الحياة الأبدية في ملكوت الله.

لهذا لا يستطيع اليهود مثلًا أن يقولوا أن مجيء المسيح الأول إلى العالم قد سبب لهم الهلاك لأنهم لم يؤمنوا به. بل إن الهلاك كان قائمًا وحتميًا ومحكوم به عليهم بالفعل، لولا أن أتى المسيح له المجد ليرفع هذا الهلاك ويدفع ثمن خلاص البشرية ويمنح الحياة والنجاة لمن يقبل العطية الإلهية في المسيح، ويؤمن بأن الآب قد أرسله لخلاص العالم.

فمعنى قول السيد المسيح: "لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم" (يو3: 17) هو أن إرساله إلى العالم في المجيء الأول لم يكن الهدف منه إدانة العالم، بل لخلاص العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأن الدينونة والهلاك الأبدي لن يكون نتيجة لمجيئه، بل كان سيحدث بالفعل للجميع لو لم يأتِ. وحينما أتى صار الخلاص لمن آمنوا به وبهذا يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ولا يوجد ذلك الإنسان الذي لم يحمل حكم الهلاك الأبدي سوى السيد المسيح الذي كان وحده بلا خطية، وقادرًا أن يوفي الدين الذي علينا لأنه هو هو نفسه ابن الإنسان وابن الله الوحيد القادر على كل شيء.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/mission.html

تقصير الرابط:
tak.la/gpw3km8