نحن دائمًا نربط الذوكصا (التمجيد) للثالوث وبين عبارة [الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين]. أي أننا نلتزم بتمجيده الآن وإلى الأبد. لا نتوقف عن تسبيحه وتمجيده إلى أبد الدهور. نذكّر أنفسنا بأن التمجيد سيستمر في الأبدية وهو عمل القديسين في الأبدية، يسبحون الرب من أجل محبته ويمجدونه لأجل رحمته غير الموصوفة مثلما نردد في تسابيح الثلاث فتية في شهر كيهك: (سبحوه مجدوه زيدوه علوًا إلى الأبد رحمته. فهو المسبّح والممجد والمتعالي على الأدهار وإلى الأبد رحمته).
إذا كان ملك الله الآب وقوته ومجده هو إلى الأبد، فلماذا يبحث الإنسان عن أي مصدر آخر للوجود أو السعادة أو الخلود غير الله.
إن خلود الإنسان في الحياة الأبدية يتوقف على ارتباطه بهذا الإله الذي مُلكه وقوته ومجده إلى الأبد.
لهذا قال السيد المسيح للآب: "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو17: 3).
إن تبعية أي إله آخر غير حقيقي لاشك أنها ستحرم الإنسان من الحياة الأبدية. فهناك الآلهة الوثنية وعبادتها التي هي عبادة الشياطين. وهناك الطمع ومحبة المال الذي هو عبادة الأوثان المحرّمة. وهناك عبادة الذات التي تحرم الإنسان من التمتع بحياة الشركة مع الله وملائكته ومع غيره من البشر.
إن الإله الحقيقي وحده في وسط الآلهة الأخرى الغريبة هو إله إبراهيم الذي أعلن عن نفسه لمختاريه ودخل معهم في عهد وميثاق.
أي هو إله الإعلان وإله العهد والوعد بالخلاص. هو الإله الذي هكذا أحب العالم "حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
إن معرفة الإله الحقيقي يجب أن ترتبط برفض الآلهة الأخرى الغريبة، كما يجب أن ترتبط بالإيمان بابنه الوحيد الجنس يسوع المسيح الذي أرسله من أجل خلاص العالم.
لهذا قال معلمنا بولس الرسول: "فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان، نعلم أن ليس وثنٌ في العالم، وأن ليس إلهٌ آخر إلاّ واحدًا. لأنه وإن وُجد ما يسمى آلهة، سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون. لكن لنا إلهٌ واحدٌ: الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له. وربٌ واحدٌ: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به" (1كو8: 4-6).
فالآب هو الإله الواحد مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس، بين الآلهة الوثنية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. والابن يسوع المسيح هو الرب الواحد مع أبيه الصالح والروح القدس، بين الأرباب الوثنية.
وقد قيل في سفر التثنية "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا ربٌ واحدٌ" (تث6: 4).
فإذا قيل "لنا.. ربٌ واحدٌ يسوع المسيح" فهذا معناه أن هذا الرب هو ما قيل عنه لإسرائيل "الرب إلهنا ربٌ واحدٌ" وهو الإله الحقيقي الذي أمر الرب موسى بعبادته وحده.
إن معرفة هذه الحقائق أي أن الآب القدوس مع ابنه الوحيد الجنس والروح القدس هو الإله الحقيقي، وأن الله قد بذل ابنه الوحيد الجنس على الصليب عن حياة العالم.. هذه هي الحياة الأبدية التي يتمتع بها كل من يؤمن ويسلك في وصايا السيد المسيح ومحبته على الدوام.
الحياة الأبدية كانت عند الآب وأظهرت لنا "بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود" (2تى1: 10).
هذه الحياة الأبدية نذكِّر أنفسنا بها كلما ذكرنا في الصلاة الربانية هذه العبارة "لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين".
ليتنا نتمسك برجاء الحياة الأبدية.. ونسعى دائمًا لتمجيد المالك إلى الأبد آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/amen.html
تقصير الرابط:
tak.la/zrzpsv3