St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   anti-christian-questions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرد على بعض الأسئلة التشكيكيَّة الموجهة ضد العقيدة المسيحية - الأنبا بيشوي

22- يقول المسيحيون بأن الناس سيدخلون الملكوت فقط عن طريق يسوع بينما يقول بولس في (1كو7: 8-16) أن الزوج غير المؤمن مقبول من الله لأنه متحد بزوجته والعكس صحيح وكذلك أولادهم غير المؤمنين مقبولون أيضًا. إذن فإنه طبقًا لهذا يمكن دخول الملكوت بدون الإيمان بيسوع

 

St-Takla.org Image: The marriage feast at cana, and the first miracle of Jesus Christ - from "Life Of Christ For Young Disciples Bible" book, 1899 صورة في موقع الأنبا تكلا: عُرس قانا الجليل: الفرح في قانا ومعجزة السيد المسيح الأولى - من كتاب "حياة المسيح للتلاميذ الصغار"، 1899

St-Takla.org Image: The marriage feast at cana, and the first miracle of Jesus Christ - from "Life Of Christ For Young Disciples Bible" book, 1899

صورة في موقع الأنبا تكلا: عُرس قانا الجليل: الفرح في قانا ومعجزة السيد المسيح الأولى - من كتاب "حياة المسيح للتلاميذ الصغار"، 1899

سؤال 23: يقول المسيحيون بأن الناس سيدخلون الملكوت فقط عن طريق يسوع بينما يقول بولس في (1كو7: 8-16) أن الزوج غير المؤمن مقبول من الله لأنه متحد بزوجته والعكس صحيح وكذلك أولادهم غير المؤمنين مقبولون أيضًا. إذن فإنه طبقًا لهذا يمكن دخول الملكوت بدون الإيمان بيسوع.

 

الشرح: النص المعنى بهذه القضية هو في (1كو 7: 12-21). أي إذا كان هناك شخصًا أصلًا غير مسيحي وتزوج بامرأة أصلًا غير مسيحية ثم آمن أحد الطرفين ووافق الطرف الآخر أن يعيش بهذا الوضع للحفاظ على وحدة الأسرة وعدم خراب البيت فيستمرا معًا، في هذه الحالة لا تسمى العلاقة الزوجية بينهما زنا. وقال: "أَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ" (اكو 7: 12) أي أن المسيح لم يُعطى رأيًا في هذا الموضوع. أما السيد المسيح فقال: "الَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (مت19: 6)، وقال: "مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا" (مر10: 11). أي ممنوع يأخذ امرأة أخرى على زوجته. وبولس الرسول في آخر نفس الإصحاح يقول: "وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ" (1كو 7: 40). فحتى إن كان بولس الرسول هو الذي يقول هذا الكلام، لكن هذا ليس رأيًا خاصًا يمكن أن يلغى بعد حين أو يتقرر عدم نفعه. إن هذا الرأي يعتبر تعليمًا رسوليًا، ويعتبر أن بولس الرسول يأخذ إرشاده من الروح القدس. ثم لاحظوا أنه يقول: "إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ" (1كو 7: 15) هذا معناه أن ما ذكره بولس الرسول هنا لا ينطبق عليه كلام السيد المسيح "الَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ". أي أنه يريد أن يؤكد أن هذا وضع يختلف عما تكلم عنه السيد المسيح. لذلك ميّز بقوله "أَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ" لأن الذي تكلم عنه الرب هو الزواج المسيحي الذي لا يجوز فيه الطلاق إلا لعلة الزنا. فهذه الجزئية خاصة بمساحة أخرى لم يتكلم عنها السيد المسيح، ولا ينطبق عليها "أَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ".

يأخذ الكاثوليك هذه الفكرة ويقولون هذا يبيح للمسيحي أن يتزوج بغير المسيحي، ولكننا نجيبهم أن بولس الرسول يتكلم هنا عن زواج سابق لإيمان الطرفين. لأن المسيحية لم تأت لهدم البيوت. فمثلًا شخص التقى ببولس الرسول وهو يبشر فآمن ولكن زوجته لا تعلم شيء عن المسيحية، فهل يطلقها ويهدم بيته. يقول بولس الرسول: إذا كانت الزوجة ترتضى أن تعيش معك ولا تطالبك بترك المسيحية فلا تتركها، لأنها بمرور الوقت قد تؤمن، ولكنه أكد أنه ليس من الضروري أن يؤمن الطرف الآخر. "كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟" (1كو 7: 16) وإذا كان الرجل يرفض الحياة مع المرأة المؤمنة ويريد أن يتركها فليرحل ولا تحزن عليه. وقال: "كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟". إذًا هنا نص صريح أنك لست بواثقة أنه سيؤمن وبالتالي، وهو الأهم، لست بواثقة أنه سينال الخلاص. أما سؤال المتسائل فيقول: طبقًا لهذا يمكن دخول الملكوت بدون الإيمان بيسوع. طبعًا لا، لأنه بولس الرسول يقول: "كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟"

النقطة الثانية التي قالها "الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَ الْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ" (1كو 7: 14). لم يقل بولس الرسول كما يقول مرسل السؤال في سؤاله: أن الزوج غير المؤمن مقبول من الله.

لكن ما معنى كلمة "مُقَدَّسٌ" في عبارة بولس الرسول "الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ"؟

"مُقَدَّسٌ" بمعنى لا توجد علاقة زنا بهذا الزواج، لأن الاثنين من قبل الإيمان كانا جسدًا واحدًا إذًا أين الزنا هنا؟ فيقول بولس الرسول أن هذه العلاقة قد حللها الله وما يحلله الله لا يُنجسه إنسان. لأن كلمة "مُقَدَّسٌ" هنا بمعنى محلل. فمثلًا أيام آدم وحواء سمح الله للإنسان أن يتزوج أخته لكن لا يتزوج أخته التوأم، ثم بعد قليل أن يتزوج بأخته غير الشقيقة مثل أبينا إبراهيم وسارة (لذلك عندما نزل إبراهيم لمصر قال لسارة: قولي أنك أختي، لكي لا يقتلوه)، ثم بعد ذلك في ناموس موسى منع زواج الأخت الشقيقة وغير الشقيقة مع أن عمرام تزوج يوكابد عمته وأنجب موسى وهارون. ثم جاءت شريعة موسى حرمت زواج العمة والخالة والأخت الشقيقة وغير الشقيقة وامرأة الأخ وأخت الزوجة ما عدا إذا لم يكن قد أنجب فيمكنه التزوج بامرأة أخيه ليقيم لأخيه نسل، وهذه شريعة الميت وهي حالة استثنائية. لكن قبلما يحرم الله زواج الخالة والعمة والأخت غير الشقيقة هل كان يعتبر هذا الزواج زنا؟ طبعًا لا، لكن بعدما تحرمت في شريعة موسى أصبح زواج محرم. لذلك عندما يقول بولس الرسول: "مُقَدَّسٌ" معناها أن الله حلل هذه العلاقة لسبب أن المسيحية لم تأت لهدم البيوت القائمة فعلًا. وكما يقول بولس الرسول: "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ" (1كو6: 16) إذن الجسد الواحد ليس في الزواج فقط لكن في الزنا أيضًا. بمعنى أن أي نوع من الزواج يصنع جسدًا واحدًا لكن لا ينطبق عليه إنه زواج مسيحي. لأن هناك زواج مدني وزواج "الَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ". هناك زنا وهناك الزواج المدني الذي لم يأخذ بركة السر المقدس من الكنيسة، فحتى إن كان بعد المعمودية والإيمان يعتبر الزواج المدني زنا أيضًا. وهناك زواج بسر مقدس الذي قال عنه: "وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ" (1كو7: 10 ،11) هذا هو الزواج المسيحي.

St-Takla.org Image: Queen Mutemua (Mutemwiya, Mutemwia, Mutemuya Mutemweya), wife of Thutmose IV, by Ludwig Burger - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque - Vol. 2 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885. صورة في موقع الأنبا تكلا: الملكة "موت إم ويا" (موتِمْوَيَا)، زوجة ثانوية للملك تحتمس الرابع، رسم الفنان لودفيج بيرجر - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 2 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

St-Takla.org Image: Queen Mutemua (Mutemwiya, Mutemwia, Mutemuya Mutemweya), wife of Thutmose IV, by Ludwig Burger - from the book: Egypt: Descriptive, Historical, and Picturesque - Vol. 2 - by Georg Ebers (tr. Clara Courtenay Poynter Bell), 1885.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الملكة "موت إم ويا" (موتِمْوَيَا)، زوجة ثانوية للملك تحتمس الرابع، رسم الفنان لودفيج بيرجر - من صور كتاب: مصر: وصفيًّا، تاريخيًّا وتصويريًّا - جزء 2 - لـ جيورج إبيرس (ترجمة كلارا كورتناي بوينتر بيل)، 1885 م.

ثم بدأ يقدم لها تبريرًا آخر فقال إذا كانت هذه العلاقة ستكون غير مقدسة (هذا في حالة الزواج قبل إيمان أحد الطرفين) فالأولاد الذين أنجبوا من قبل فماذا نعتبرهم؟ هل نعتبرهم أولاد زنا؟ فاستشهد بهذه النقطة وقال "إِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ" إن لم تكن العلاقة بينكم محللة. لذلك أضاف "وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ" (1كو 7: 14).

كلمة مقدس لا تعنى المعمودية وسر الميرون لكن تعنى مخصص، مثلما قال السيد المسيح "لأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي" (يو17: 19) أي أخصص ذاتي. وفي العهد القديم عبارة "قُدس للرب" تعنى مخصص للرب. فعبارة "مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ" تعنى أن العلاقة ليست محرمة. ومعناها أن هناك نوع من التخصيص في العلاقة بينهما فهي ليست من المحرمات. لكن عبارة "الْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ" لا تعنى أنه من خلال العلاقة الزوجية تكون المرأة غير المؤمنة قد أخذت المعمودية بالعدوى والميرون بالعدوى، إذا جاز التعبير. أي أنها آمنت بالعدوى كما تكون العدوى من مرض في زوجها مثلًا، هذا غير صحيح، كيف يكون هذا! إن المعمودية هي الولادة الجديدة، فكيف تولد المرأة الولادة الجديدة من خلال العلاقة الزوجية؟ وكيف تؤمن من خلال العلاقة الزوجية؟ وكيف تكتسب الميرون من خلال العلاقة الزوجية؟ هو مجرد تصريح من الله بهذه العلاقة الزوجية في مثل هذه الحالات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإجابة مركزة:

لم يرد في كلام معلمنا بولس الرسول أن الزوج غير المؤمن مقبول من الله، بل يقول النص: "وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ" (1كو7: 13-15). ومعنى ذلك أن العلاقة الزوجية التي قامت بين الزوجين قبل دخول أحدهما إلى الإيمان هي ليست علاقة زنا ولكنها علاقة الجسد الواحد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويُمكنها أن تستمر إذا آمن أحد الطرفين، بدليل أن الأولاد ليسوا أولاد زنا، ولكنها ليست برباط من الروح القدس، ولا ينطبق عليها قول السيد المسيح: "الَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ"، بل يمكن أن ينفض هذا الزواج إذا لم يقبل الطرف غير المؤمن الاستمرار فيه. فعبارة أن "الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ" المؤمنة تعنى أن العلاقة الزوجية بينهما محللة وليست حرامًا ولا زنىً. وقد سمح الرب بذلك لكي لا يكون بداية انتشار المسيحية سببًا في خراب كثير من البيوت. وإنما أن تدخل المسيحية بهدوء إلى البيوت، لذلك قال بولس في نفس الموقع "وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ" (1كو 7: 15). ومعنى "دَعَانَا فِي السَّلاَمِ" أنه لم يأتي ليخرب البيوت. أما عن خلاص الزوج غير المؤمن فلا علاقة له بتحليل العلاقة الزوجية. لأن بولس الرسول قال: "كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟" (1كو7: 16)؟ وبناءًا عليه شرح أنه يمكن أن ينفَّض هذا الزواج. فقال للمرأة لماذا تحزني لقد فارقك وانتهى الأمر؟ هل تضمني أنه يخلص؟ من الممكن أنه لا يؤمن. فبولس الرسول لم يقل أنه آمن أو خَلُص أو سيدخل الملكوت، لكنه قال أن العلاقة لا يكون فيها حرام.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/anti-christian-questions/marriage-paul.html

تقصير الرابط:
tak.la/fd99q8b