St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   religious-sense
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الشعور الديني في الطفولة والمراهقة - الأنبا بيمن أسقف ملوي

9- الشعور الديني في مرحلة سُنى المهد

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

المعالم البيولوچية
المعالم السيكولوچية
المعالم الدينية
تطبيقات تربوية
لنصبر في تربيته

(أ‌) مرحلة سنى المهد

تهدف هذه الدراسة الروحية التربوية إلى خدمة الوالدين والمربين وذلك بدراسة الشعور الديني، وتتبع نموه خلال مراحل النمو المختلفة، والتعرف على مقومات تدعيمه أو عوامل إحباطه..

ونتبع في هذه الدراسة التصنيف المعروف وهو تخصيص:

مرحلة لسني المهد (1-3).

ثم مرحلة الحضانة (3-6).

ثم الطفولة المبكرة (6-9).

ثم الطفولة المتأخرة (9-13).

ثم المراهقة بمرحلتيها (13-20).

وأخيرًا مرحلة النضج، التي تستغرق العمر كله، بعد تجاوز المراحل السابقة. ولنبدأ بدراسة المرحلة الأولى، بإبراز أهم معالمها البيولوچية والنفسية. والتعرف على أفضل الوسائل للتربية الدينية، في إطار هذه المعالم..

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المعالم البيولوچية:

ينمو الرضيع في السنين الثلاث الأولى، ليصبح كائنًا يتحرك ويحبو ثم يمشي ويجري ويتكلم قليلًا معبرًا عن فرحه وحزنه، رضاه وضيقة، تعجبه واندهاشه.

وأهم ما يميز هذه المرحلة بيولوچيًا هو عملية الفطام، التي ينصح المربون بأدائها في حذق ومهارة، وتدرج طبيعي، هادئ، حتى لا يصاب الطفل بضيق نفسي..

ويعتبر الفم هو أهم أداة للطفل في هذه المرحلة، فهو يفحص به كل شيء وهو أداة إشباع الرغبات، وأداة الانتقام، وأداة الاتصال بالعالم الخارجي. وإذا كانت عملية التسنين قد تصاحبها متاعب جسمية ونفسية، إلا أن بروز الأسنان تساعد الطفل على اكتساب خبرات جديدة، كما تسهل له عملية الدفاع عن نفسه بالعض أحيانًا، وتدمير بعض الأشياء بمساعدة الأسنان أحيانًا أخرى.

أما المشي فهو وسيلة أخرى بها تزداد خبرات الطفل ويتسع المجال الذي يتحرك فيه، ولا شك أن هذا يستتبع نموه العقلي وقدرته على الاستقلال بعض الشيء، وكذلك الكلام فهو وسيلة الطفل في التخاطب، ووسيلته في إدراك الكثير من عناصر البيئة المحيطة به.

يمكننا في اختصار أن نقول أن العمليات البيولوچية الأربعة الهامة في هذه المرحلة هي: الفطام، التسنين، المشي، الكلام.

St-Takla.org Image: A young baby girl over her father's shoulder - People inside Rome Zoo (zoological garden), Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 20, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: طفلة صغيرة (بيبي) على كتف والدها - صور أشخاص في حديقة حيوان روما، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 20 سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: A young baby girl over her father's shoulder - People inside Rome Zoo (zoological garden), Italy - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 20, 2014

صورة في موقع الأنبا تكلا: طفلة صغيرة (بيبي) على كتف والدها - صور أشخاص في حديقة حيوان روما، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 20 سبتمبر 2014

وكلما كان الإشراف عليها دقيقًا والتوجيه توجيهًا سليمًا كلما كان النمو خاليًا من الانحراف والتخلف.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المعالم السيكولوچية:

الطفل في هذه المرحلة سريع الانتقال، متقلب المشاعر، يحيا وفقًا لمستوى اللذة والألم.. ويسعى إلى اكتشاف عالمه الضيق المحيط به، مستخدمًا الحواس.

ويمكن تركيز ما يكتشفه الطفل في هذه المرحلة عند نهايتها ما يلي:-

1- اكتشاف الذات (يعرف أن الأنا متميزة عن الآخر).

2- اكتشاف السلوك المقبول والسلوك المرفوض (الصواب والخطأ).

3- اكتشاف الحنو والطمأنينة، والتضارب الذي يحدث أحيانًا بين رغبته ورغبات الآخرين.

4- الارتباط الشديد بالوالدين وبالأخص الأم، والإحساس بالضياع عندما تغيب عنه.

5- تشبعه المداعبة والملاطفة، وهو يحتاج إليها بقدر احتياجه إلى اللبن عند الرضاعة.

6- اكتشاف غامض للعالم المحيط، جمعت خبراته من خلال اللمس والشم والسمع والتذوق، ولكنها خبرات غير مرتبة وغير منطقية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المعالم الدينية:-

في هذه المرحلة ينال الطفل ثلاثة أسرار من أسرار الكنيسة السبعة، وهي العِماد والميرون والإفخارستيا.

وكما يسعى الطفل لاكتشاف محيطهُ المنزلي. فإنه يحاول أيضًا اكتشاف عالمهُ المسيحي بنفس الطريقة. والكنيسة الأرثوذكسية من أكثر الكنائس تقديرًا للشعور الديني في هذه المرحلة إذ ترحب بهم ولا تمنعهم مهما أثروا في هدوء العبادة بل وتقدم لهم سر الافخارستيا، وتسمح لهم بالتناول أسبوعيًا.

وبالرغم من أن الطفل الرضيع لا يعي عقليًا الخبرات الدينية، إلا أن الجو الديني في المنزل والكنيسة له أكبر الأثر في حياته وشعوره الديني فيما بعد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

ولعل أهم خبرة دينية يكتشفها الطفل في هذه المرحلة، هي التعرف على الله من خلال محبة الوالدين، فحنو الأم يربط الطفل بخبراتها الدينية من صلوات وعبادات وحضور للقداسات.

لقد أثبتت الدراسات النفسية أن الطفل في هذه المرحلة يعرف الله من خلال والديه. بهذا فإن طريقة الرضاعة، وكيفية تغيير ملابسه، وكافة العلاقات بين الأم والطفل لها معنى ديني، وبالأخص إذا كانت هذه العلاقات معبرة عن الحب والعناية، محققة له الطمأنينة والأمن والسعادة.

وهو يتقبل الخبرة الدينية في الكنيسة من خلال الحواس، فالكنيسة عنده هي رائحة البخور العطرة، والملابس البهية التي يرتديها الكهنة والشمامسة، والأيقونات والصور الجميلة المعلقة على جدران الكنيسة وحجابها، والقربانة اللذيذة التي يأكلها عقب خروجه من الكنيسة بصحبة ولديه.

وفي نهاية هذه المرحلة يتضح انفتاح الطفل للإسهام البسيط في الأعياد والمناسبات الكبيرة مثل عيد الميلاد (الكريسماس)، وعيد القيامة وأعياد الميلاد التي تقام في البيت له ولعائلته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تطبيقات تربوية:

ليكن الوالدين قدوة صالحة أمام الطفل لأنه يمتص اتجاهاته من خلال سلوكهما وعلاقاتهما وانطباعاتها. لندع الطفل يشاهد الوالدين يصليان في منزلهما، ويرتلان بروح الفرح، ويقرءان الكتاب المقدس بخشوع، ويحبان بعضهما بعض بمحبة شديدة فهذه الخبرات الأولى هي الركيزة الأساسية التي تبني عليها الحياة الروحية فيما بعد.

* لنهتم بنظافته وتنظيم حياته.

في لعبه ونومه، في أكله وإخراجه، في مرحه وتغيير ملابسه، في كل مظاهر حياته.. لنربيه على النظافة والنظام بروح الحب والتوجيه الحازم الخالي من القسوة..

وهنا تبدو أهمية المعاملة الثابتة المتزنة في تكوين شخصية الطفل وتعرفه على الصواب من الخطأ، وبخاصة في موقفه إزاء نفسه وإزاء الآخرين. كما أن لنظافة جسده وأعضائه، أهمية كبرى في وقايته من الالتهابات والإثارات الجلدية والحسية، التي قد تؤثر تأثيرًا رديئًا على نموه الجنسي فيما بعد.

* لندعه يذهب إلى الكنيسة، ولا نحرمه من التمتع بجوها الروحي.

ليقبل الصليب وليلمس الأيقونات وليتنسم البخور، وليشاهد ملابس الإكليروس، وليستمع إلى صلواتهم وألحانهم وليقلد الكبار في جلوسهم الوقور، ووقوفهم وسجودهم بخشوع ورهبة.

وإذا كان وجوده في الكنيسة قد يسبب بعض الإزعاج للمصلين، فلتحرص الأم على التواجد في الصفوف الخلفية وهي ممسكة به، لا تدعه يمرح في الكنيسة، ويصرخ ويلهو مع الأطفال الآخرين، بل عندما يبكي تخرج به للخارج، حتى يهدأ، ثم تعود للكنيسة صابرة غير غاضبة، مهما كانت صرخاته سببًا في عدم متابعة الصلوات والعظات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لنصبر في تربيته:

في مرضه وبكائه طيلة الليل، في تدميره لبعض حاجات البيت وأثاثه، في عناده وإصراره على الاحتفاظ بأشياء ليست له.

لنشبعه بالحب والحزم معًا، ولنصلي من أجله كل يوم حتى يشب محبًا للمسيح والكنيسة.

ولتكن هذه الفترة المرهقة لأعصاب الوالدين، ذبيحة مقدمة للرب في صبر وشكر، حتى يتقبلها، ويسكب من سمائه روح التقديس على الطفل الذي أحبه، عندما كان على الأرض، ولم يرفضه مع الآخرين بقوله "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" وليرسل له ملاك السلامة يحفظه ويحميه من كل شر وشبه شر، فإن ملائكة هؤلاء الحملان الصغار تعاين وجه الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/religious-sense/stages-babies.html

تقصير الرابط:
tak.la/m4s4hhb