"ه" شاب المرحلة الثانوية سيكولوچية المرحلة الثانوية والشعور
الديني (15 – 20) تعتبر مرحلة المدرسة الثانوية فترة
المراهقة الأخيرة وعتبة النضج الجسمي.. ففي هذه الآونة يأخذ النمو الجسمي في
الامتداد حتى يكاد يكتمل في نهاية هذه المرحلة.. والطالب الثانوي له ميوله
الخاصة ومشكلاته الخاصة ومتطلباته المحددة.
تزداد الحساسية نحو الذات، ويسعى الشاب هنا نحو اكتشاف نفسه ولسان حاله يقول من أنا؟ ما الذي أفكر فيه؟ ما الذي أشعر به؟ أين أقف في هذه الحياة؟ هل أستطيع أن أحقق أمالي وأحلامي التي كانت تراودني في السنين الماضية؟ إنه يريد أن يعرف نفسه معرفة عميقة ولكنه لا يستريح للنقد وخاصة إذا كان أمام الرفاق أو أمام جماعة من الجنس الآخر.. يحب التشجيع ويُقبل كثيرًا على من يكتشف مواهبه ويسعى إلى تنميتها..
إن كلمة تشجيع من مرشد أو أب روحي أو أخ مسئول قادرة أن تفجر طاقات كثيرة كامنة في داخله.. في هذه المرحلة تتضح المواهب الفنية أو القدرات اللغوية أو الميول الأدبية.. وكلما نجحت الأسرة والمدرسة والكنيسة أو المجتمع الخارجي في إشباع ميوله وقدراته ومواهبه كلما سعدت نفسيته وامتلأت بالإيجابيات وتخلصت من الشحنات السلبية.
الشاب في هذه المرحلة مثالي التفكير، ينتقد كل شيء بمقياس الكمال دون اعتبار كبير لتحديات الزمان والمكان والكيان ينتقد نفسه في داخل نفسه وينتقد عائلته علنًا إنه غير راض على الكبار ومتمرد إلى حد ما على السلطة بكل صورها سواء كانت في الوالدين أو المدرسين أو المسئولين..
إنه غير راض على العادات والتقاليد المرعِيّة، ويهزأ كثيرًا بما هو متبع وان أضطر أحيانًا إلى ممارسته خشية وقوعه تحت ملامة الناس وضغوط المجتمع الشديدة.
وكثيرًا ما يكون محقًا في نظرته خاصة عندما يرى القيم منهارة والخلقيات ضعيفة والأوضاع الاجتماعية تسودها الانتهازية والوساطة والرشوة واستغلال القوى للضعيف...
إنه يعيش في أزمة ثقة.. فهذه مرحلة امتحان واختبار لمدى صلابة الحب الذي بينه وبين أسرته، وبينه وبين الكبار. وتختلف مدى حدة هذا التمرد من شاب إلى آخر وفقًا لظروف البيئة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية. فهناك شاب سعيد في بيته فرح بوالديه وإخوته وأقاربه مقبل على دراسته بهمة متفوق رياضيًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا.. ولكن هناك بجانبه شبان متأزمون ثائرون فواحد غاضب وآخر متهكم وثالث منطو سلبي وهكذا.. هذا الأمر يتطلب الصبر وطول الأناة في معاملة الشباب وقيادة الحوار معهم والمراهق شغوف بما هو مطلق ويحب المُثل العليا ولعل هذا هو سبب حركات التمرد عند شباب العالم كله في هذه الجيل، أو كثيرًا ما يثور على كل أيديولوچية أو نظام أو قيم يراها تتعارض مع قيمة ومثله ومبادئه التي يعشقها ويسعى إليها..
ولكن القدرة على العقلانية والميل نحو النقد وظهور الاتجاه العلمي وتغذيته بالنزعة التجريبية في المدارس كثيرًا ما توجه الشاب نحو مراجعة ما يتعلمه في الكنيسة فيبدأ يتشكك في كثير مما سمعه وينتقد كثيرًا من المعطيات التي كانت عنده مسلمات في الماضي.
إن هذه المرحلة هي مرحلة اكتشاف القيم اكتشافًا واعيًا ومثيرًا هي فترة الوثبات المحررة نحو المثل العليا.. نحو الحق ولكنه يريد أن يكون اكتشافه ليس بمجرد التسليم ولكن بإرادته الحرة ة وفكره الشخصي وميله الذاتي.
ومسئولية التربية الدينية إزاء هذا الميل هي:-
(1) تقديم برامج تشبع ميوله نحو المُثل العليا البناءة والبطولات الروحية التي أثرت في العالم تأثيرات قوية.
(2) دراسة قضايا التماس بين العلم والدين رصينة هادئة وعميقة ويا حبذا لو كانت من كتب متخصصة هادفة وأساتذة أخصائيون عمالقة.
(3) دراسة قضايا التماس بين الفكر الإنساني ومعطيات الفلسفة الدينية دراسة هادئة عميقة.. وأيضًا حبذا لو كانت بعمق وسهولة وفهم.
(4) دراسة دين مقارن حتى يفهم ما يميز اللاهوت المسيحي.
ويرتبط بالنزعة المثالية والاتجاه نحو عدم الرضا على الواقع، بالسعي نحو اكتشاف طرق وأنماط جديدة للحياة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالشاب يريد الجديد، الجديد في نوعية العلاقات مع نفسه ومع الآخرين.. الجديد في كل شيء لأجل هذا تبهره التغييرات ويشغف بسماع الثورات وانقلابات ويتوق لرؤية القيادات الجديدة ويتمنى أن يجد في كل شيئ ما يرضى داخله. وهو لا يرضى بتنظيمات مدارس الأحد القديمة التي اعتادها وهو صغير،
فهو يريد تنظيمات جديدة وعلاقات جديدة تتفق ونفسه المتطورة.
وهذا أمر مفيد وإن احتاج لتوجيه.. فالمسيحية تؤمن بالتجدد الدائم ولكنها ترى أن التجدد الحقيقي هو الداخلي "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" فالذي يتجدد داخليًا يسعى نحو تطوير مجتمعه ولكنه لا يهمل التراث بل يستفيد من الخبرات القديمة ويبني عليها نفسية مستريحة ليكون الجديد مكتملًا وتقدميًا.
ويختلف طالب القرية عنه في المدينة فالذي في القرية أكثر محافظة وأقل ثورية وتطلعًا إلى التطوير السريع، كما أن الشاب يميل إلى العنف في التطوير بينما لا ترحب الفتاة بهذا الاتجاه فهي أميل إلى الهدوء والرقة منها إلى العنف ومواجهة الصراعات والأزمات.
طالب المرحلة الثانوية يشغله موضوعات الجنس وتمثل اهتمامًا حيويًا في حياته، وإن اختلف الواحد عن الآخر موضوعًا إلا أن الجميع يشترك في شدة الاهتمام مجالًا..
فطالب القرية يشغل بالزواج في نهاية المرحلة بينما طالب الحضر لا يتوقع الزواج إلا بعد انتهاء المرحلة الجامعية وقضاء سنوات كثيرة أخرى إعدادًا للحياة الزوجية. طالب الحضر ينشغل بالتعرف على المعلومات بينما طالب القرية يلم بكثير من هذه المعلومات في سن مبكرة سبب ظروف الاستحمام في الترعة والعمل في الحقل وسهولة التعرف على ما يريد رغم المحافظة والتكتم الشكلي الذي تتسم به القرية في موضوعات الجنس.
طالب الثانوي يسأل نفسه هل هذه تصلح لي؟ هل أنا أصلح لها؟ هل هي تبادلني الشعور؟ هل ستكون نصيبي في الحياة؟ ماذا أعمل لو رفض الكبار سواء في بيتي أو بيتها؟
وكثيرًا ما تحارب هذه المرحلة الأفكار الشريرة والرغبة في تكوين علاقات غرامية.. أما المتدينون فإنهم يكتفون بإفضاء هذه الأفكار والمشاعر لآباء الاعتراف دون اتخاذ أي خطوة تجرح عفتهم أو عفة الآخرين.
من أكثر الأمور حيرة وغموضًا عند الشاب والمراهق قضية الحب، وهو مفهوم غامض عنده وقد تضاربت فيه الأقوال ووجهات النظر.. وهو يسعى إلى الحب لأن عنده حاجة للخروج من الذات، وهذا الميل يشترك فيه الروح والجسد من أعماق كيانها.. فالجسد عنده تيارات الغريزة والميل نحو الجنس الآخر، والنفس عندها الحاجة إلى التعاطف مع الآخرين خاصة خارج إطار العائلة ومن أجل هذا نجد الشاب ميالًا إلى الصداقة ولكن في إطار محدود فهو يحب قلة مختارة ينسجم معها وتتجاوب مع ميوله ومشاربه.. وما تعلُّق الشاب بأصدقائه سوى تعلقه بنفسه إذ أنه يرى صديقه كمرآة يتأمل فيها نفسه. وكمجال لامتداد ذاته وآناه..
وهو يضفي على هذه الصداقات نوعًا من الرومانسية، ويتصور أنها ستكون صداقات أبدية، وهكذا في بُعد المستقبل يحلم بأرقى العلاقات وأفضل حياة يستطيع أن يرسمها ويتصورها.
وإذا كان الميل إلى الحب مرتبطًا بالجنسية ارتباطًا شديدًا، فان الجنسية عند الشاب لابد أن تنضج حتى تنضج معها مشاعر الحب.. ففي بداية المراهقة يفتش المراهق عن الآخر الذي هو صورة له ويجدها في كائن من جنسه، وهذا ما يفسر بالنزعة نحو الجنسية المثلية، ولكن الكائن البشري يجتاز هذه المرحلة الجنسية الغيرية التي فيها تحرر تام من الجنسية الأولى، وهكذا يتقدم حتى يكتمل نضجه في المراحل التالية ليؤهل إلى الأحادية الزوجية..
والحب في هذه المرحلة مختلط بالنشوة والعشق فهو يحب الآخر ليس لأنه شخص ولكن لأنه شيء.. والعشق هو تشييء الآخر والنظرة إليه كمتعة للذات لا أكثر ولا أقل..
وأحيانًا يختلط به الرومانسية والمثالية الأفلاطونية إذ يستبعد أي عنصر جسدي ويبقى حالمًا بعلاقات مع الجنس الآخر دون أن يكون فيها شيء جسمي... ولكن النضج والنمو والتقدم يجعل المراهق أكثر واقعية وأكثر رزانة وعمقًا حين يصبح الحب هو المسئولية والبذل الصادر من كيان تخلص من كل عشق وأنانية ونرجسية، وصار قادرًا على التقابل مع الآخر على صعيد المسئولية والالتزام، وذلك في سر الزيجة المبارك بعد ما يكون قد نجح في مسئولياته والتزاماته العلمية والاجتماعية والنفسية والروحية أيضًا..
وعلى ذلك فان كل علاقات للشباب في هذه المرحلة مع الجنس الآخر تعبيرًا عن مركزية الأنا ودلالة على فراغ عاطفي داخلي يسعى المراهق إلى ملئه بالتلهي بأخبار العلاقة الدونچوانية وأحيانًا السقوط في تجربة التلذذ الحسي.. وهذه التجربة التي تزيد عنده العزلة والفراغ وتوقعه في اليأس والهم والحزن الرديء، وأن اتخذ ستارًا لها يغطيها بالتهريج وكثرة النكات والتهكم على الآخرين والتمرد على السلطة والقيم الروحية والاجتماعية..
وهكذا تتحدد مسئولية التربية الدينية إزاء هذا الميل فيما يلي:-
(1) تقديم منهج للتربية الجنسية السليمة من خلال المسيحية والإنجيل.
(2) تقديم نماذج تُحْتَذَى عاشت حياة العفة والحب الحقيقي.
(3) تعميق مفهوم الحب عند الشباب وإعطائهم النظرة والاتجاه السليم إزاء الحب والعفة والجنس.
(4) إيضاح أن العفة هي الاستعداد الحقيقي للحب والتأهل له وشرح التلازم بين الحب والزواج، وبين الحب والبتولية.
(5) إيضاح الفارق بين العفة الحقيقية والعفة الزائفة التي هي كبت أو تهرب من الواقع أو انكماش في الذات وشرح الفارق بين التسامي والكبت، وبين الضبط الواعي والكبت المريض.
(6) تربية العفة عند الشباب بمنحة طاقات روحية تدعم الإرادة وتقوي الداخل وتصلب الأنا والجسد والذات، وباختصار تجعل كل شيء جديدًا في النظرة الداخلية والرؤية الخارجية أيضًا وهكذا تكون فضيلة العفة والحب هي ثمار الروح القدس في المؤمن "أما ثمر الروح فهو محبة وفرح وسلام وتعفف وطول أناة" ويضْحَى واضحًا أمام المراهقين أن التعفف باطل وبعيد كل البعد عن العفة الحقيقية إذا كان مجرد اجتناب للعمل الجنسي دون السهر على طهارة القلب ونقاوته.
ولاشك أن جلسات الشباب مع المرشدين وآباء الاعتراف وحرصهم على التناول بانتظام من الأسرار الإلهية وطاعتهم لكلمة الله التي يقتدون بها ليل نهار، وانتظامهم في الدراسات والندوات وحلقات الصلاة والمعسكرات التي فيها تبحث كل قضايا الحب والعفة والجنس من منظار مسيحي.. لاشك أن كل هذه مجالات تهيئ لروح الله الفرص كي يعمل ويغير ويجدد ويمنح مفاعيل القوة للنصرة والغلبة والنضج..
ترى سأحصل على مجموع يدخلني كلية مرغوبة، هل سأحصل على وظيفة تتناسب مع ظروفي وقدراتي ومواهبي؟.
هل سأحصل على شقة لأجل الاستقرار العائلي؟ هل أتمكن من الهجرة إلى بلد خارجية أو حتى السفر لمدة محددة لأتمكن من الحصول على مال أحتاج إليه في حياتي؟
أسئلة كثيرة تلح على شاب وفتاة هذه المرحلة وكلما قرأ عن صعوبات الحياة وكلما سمع عن الغلاء وأزمة المساكن كلما تعبت نفسيته وازداد قلقه ويرتبط هذا الشعور بأحوال الأسرة أيضًا، فكثيرًا ما يحمل هم إخوته الصغار الذين يعتبر نفسه مسئولًا عنهم خاصة إذا كان أحد الوالدين متوفيًا أو طاعنًا في السن.
ويزداد القلق عندما يسمع عن فشل الشهادات الدراسية في تهيئة حياة كريمة للإنسان..وإن الذين ينهبون في الأسواق سماسرة ووسطاء ومستغلين يكونون ثروات هائلة بينما الموظفون أصحاب أرقى الشهادات العليا يعيشون في أزمة مالية مستمرة هذه المحنة تهز كيانه الداخلي وتثير عنده تساؤلات كثيرة تحتاج إلى مرشد نصوح عصري النظرة كي يجيب عنها كي يهدأ ويستقر داخليًا.
وتتحدد مسئولية التربية الدينية إزاء هذه السمة فيما يلي:-
(1) ضرورة تعرف الشاب على أب اعتراف ناضج روحي يحتمل موجات القلق ويسلمه روح الهدوء والسلام، ويبث فيه الطمأنينة والرجاء، ويمنحه قدرة التمسك بيقين الإيمان والثقة في مواعيد الله.
من خلال ممارسة الحياة الروحية يستطيع أن يسمع الرب يسوع يقول له"سلامي لك" لا تخف أنا معك، أنا ترس لك.. تشدد وتقو وكن رجلًا.
(2) ثم أنه يلزم لبرنامج هذه المرحلة أن يعالج هذه المشكلات في ثنايا الدروس والمحاضرات والندوات وحلقات البحث بأسلوب روحي رزين منطقي يجعل الشاب قادرًا على تفهم نفسه والتعرف على مصادر تعبه والحلول السليمة للتخلص من المعاناة، لأن معرفة الإنسان لنفسه أمر هام، وخاصة في هذه المرحلة.
(3) أن يكون طابع التعليم في هذه المرحلة: الإيجابية والتسبيح والتعرف على مركزنا عند المخلص، مع الإشارة إلى أن الخطية وإن كانت أمرًا عرضيًا في حياة المؤمن إلا أن الاستعباد لها كفيل أن يحرم المؤمن كل استحقاقات الفداء، وهكذا تكون الوحدات التي تعالج موضوع التوبة الصادقة من أهم ما يحتاجه الشاب في هذه المرحلة خاصة وإذا كانت مدعمة بنماذج شبابية ممتازة عاشت في حياة التوبة والرجاء، متحدية بالنعمة والصليب كل إثارات الجسد والعالم والخطيئة. ومعنى هذا أن التعليم القائم علي السلبيات والإرهاب لا يناسب هذه المرحلة، كما أن التعليم الذي لا يحرص على إبراز أهمية مخافة الله لا يعطي للشاب خبرة روحية متكاملة قادرة أن تستمر معه. يلزم إذن أن يتلامس الشاب مع محبة الله ومخافته معًا.
(4) كما أن الأنشطة الروحية ذات الطابع الاجتماعي لها دور كبير في خدمة الشاب في المرحلة الثانوية، فالمعسكر الخلوي ذو قيمة كبيرة في تثبيت اتجاهات الحب والبذل والخروج عن الذات والانطلاق في حياة الخلوة والصلاة، وممارسة حياة مسيحية عملية فيها تجسيد وتطبيق للتعاليم التي تعطي من على المنبر، ومن هنا تبرز أهمية إيجاد أماكن خلوية لعمل المعسكرات والرحلات الهادفة والأيام الروحية بعيدًا عن ضوضاء المدينة ورقابة الحياة المنزلية اليومية.
كثيرًا ما يتميز الشاب في المرحلة الثانوية بالعنف والخشونة سواء كان هذا في حديثه أو سلوكه أو معاملاته مع نفسه أو الآخرين..
ولعل أهم أسباب الخشونة في هذه المرحلة تدفق الدافع الجنسي بشدة وما يصاحبه من طاقات غريزية داخلية تحتاج إلى تسامي وتصعيد دائم.
وهناك سبب نفسي وهو الخوف من الآخرين الذي يدفع إلى الاعتداء عليهم تلافيًا لاحتمال اعتداء من قبلهم خاصة وأنه يلاحظ أن المجتمع يعجب بالعنف ويمجد الذي يأخذ حقوقه بالقوة والقسر.
وغالبًا ما يصطدم الشاب في هذه المرحلة بتعاليم المسيح عن الوداعة ومحبة الأعداء وإعطاء الخد الثاني للضارب، ومسالمة جميع الناس إن أمكن.. حتى أنه يتصور أما أن المسيحية ضعف وهي لا تناسبه أو أن الذين ينادون بهذه المبادئ لا يفهمون المجتمع فهمًا سليمًا، فهم غير عمليين ولا يعرفون كيف يفسرون الآيات تفسيرًا ينطبق وواقع الحياة العملية. من أجل هذا كان ضروريًا أن يعالج المنهج موضوع العنف، كما يعالج مشكلة الجنس، كما يبحث قضية العلم من خلال كافة الدروس والأنشطة المختلفة. يلزم أن يفهم الشاب أن يسوع كان وديعًا في تعاليمه وفي مواقفه "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض" (مت5: 4)، "ها أنا أرسلكم كغنم بين ذئاب فكونوا إذًا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام" (مت 3: 16). وسيرة الرب يسوع كلها تجسيد حي للوداعة واللطف والرقة سواء في معاملته للخطاة أو التلاميذ أو لصالبيه أو لكل من عاش معهم عندما كان في الجليل واليهودية..
وقد سار المسيحيون الأولون على منهج وداعة المعلم فلم يثوروا ضد مضطهديهم، ولكنهم حققوا الثورة الروحية الكبرى بتقديم شهادة الدم دون حقد أو ضغينة، وتذكروا قول ذهبي الفم أن الرب أراد أن يجعل الكنيسة حملانًا وسط ذئاب حتى من كثرة ما تنهش الذئاب الحملان تتحول الذئاب إلى حملان.. ولكن التعليم عن الوداعة واللطف والرقة يلزم التعليم المسيحي عن الحزم والشدة والصلابة والجرأة في شهادة الحق من خلال حياة الرب يسوع وحياة القديسين، فالوداعة في حزم وتصميم وشجاعة مصدرها الحق الملتهب في قلب المؤمن الحقيقي.
وهكذا يلزم للتعليم الديني في هذه المرحلة أن يلمس النقاط الآتية:-
(1) أن الوداعة سمة مسيحية أساسية وهي عمل الروح القدس وفعل من أفعال النعمة في حياة المؤمن.
(2) أن العنف ينشئ عنفًا ويؤدي بالإنسان إلى دوامة التوتر والقلق والحقد والهلاك.
(3) أن الوداعة لا تعني الميوعة والليونة، بل تعني الحكمة أيضًا والحزم والتصميم والرجولة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.
(4) إن النعمة تخلص الإنسان من مصادر العنف التي هي الضعف والخوف والقلق والكراهية ومركبات النقص وتعطي للإنسان ثقة بمركزه عند الآب والرب يسوع حتى لا يخشى شيئًا ولا يشتهي شيئًا.
(5) إن طاقة العنف تتقدس بالروح القدس وتستخدم في أعمال المحبة المتدفقة، وهكذا يصبح موسى الأسود العنيف موسى الأسود القديس الشهيد بعظم محبته وخدمته للآخرين. وهذا هو سر المسيحية وعظمة قوتها إنها لا تقتل الشخصية ولا تكبت الطاقات. بل تحررها من ضعفها وتخلصها من بصمات الخطيئة والعصيان وتطلقها في رحاب الحق والحرية والحب...
وهذه الاتجاهات المسيحية اللازمة يستطيع أن يكتسبها الشاب من خلال ممارسات وسائط النعمة وسماع العظات والندوات وحضور المعسكرات والأيام الروحية وحلقات الصلاة والجلوس مع أب الاعتراف والمرشد الروحي ومتابعة التخلص من كل الاتجاهات السلبية وبناء الاتجاهات الإيجابية المباركة.
وقد يمتد العنف أحيانًا ليأخذ صورة التمرد، وقد يتخذ صورة باطنية عندما يتمرد على نفسه ويكرهها ويعذب نفسه بأنواع كثيرة من المضايقات أو يتخذ صورة خارجية عندما يتخذ مواقف الثورة ضد السلطة والتقاليد العائلية والمدرسية إذ كثيرًا ما يبدو له الخضوع للسلطة الخارجية خنوعًا وطفولية وعبودية لا تطاق فهو يمقت الامتثال للقواعد المرعية ويتبقى الغرابة بأي ثمن. ولعل هذا يفسر لنا رغبة الشاب في هذه المرحلة أن يلبس ما هو غير مألوف حتى يجتذب انتباه الآخرين ويظهر نفسه ثائرًا على ما هو قديم.
ويتحدد واجب التربية الدينية إزاء هذه السمة فيما يلي:-
(1) تشجيع الشاب على اكتشاف مواهبه وقدراته والوقوف بجواره في كل محاولاته نحو التعرف على إمكانياته.
(2) تخليصه من كل كراهية للنفس وإعداده بالخبرات الروحية السليمة التي تجعله قابلًا نفسه، وإذا كان الله قد قبلنا فكيف لا نقبل أنفسنا وإن استطعنا أن نقبل أنفسنا بما فيها من ضعف وقوة فإننا نستطيع أن نقبل الآخرين أيضًا. والكتاب يقول "تحب قريبك كنفسك".
(3) توجيه الطاقات التي في الشباب نحو الأعمال البناءة والخدمات المثمرة حتى لا توجه نحو السلبيات والتهديم والتخريب، وتقديم مثل عليا بناءة للشباب كأثناسيوس ونحميا وذهبي الفم الذين غلبوا العالم كله بإيمانهم وصلابة عقيدتهم.
(4) تشجيع المراهق على الدخول إلى مرحلة الاتزان والتماسك نفسيًا وعقليًا والتدرب على تقوية الإرادة وتسليمها لله حتى تكون حياته ذبيحة مسلمة للرب تمامًا في هدوء واستقرار وسلام.
(5) إبعاد الكتب الإلحادية التهدمية التي تقع في دائرة مجاله وتشجيعه على قراءة الكتب النافعة البناءة التي تتفق وميوله في هذه المرحلة مثل أبطال الإيمان والعلم والفكر الخلاق.
ويحدث هذا عن طريق صداقة المرشد النصوح والمحبوب لدى الشاب. كما أن الخادم والأب يلزمها أن يحتملا كثرة المنافسات والأسئلة والاحتجاجات الفكرية والاجتماعية التي يقدمها الشاب لأنه يمر في مرحلة العقلانية وتستهويه المذاهب الفكرية، وتنمو عنده الروح النقدية.. ويستطيع المرشد الذي يخدمه عن طريق الحب والإقناع الهادئ أن يخلصه من كل اضطراب فكري لكي يعبر هذه المرحلة بسلام ويدخل فترة الأمان والتسليم الكامل.
الشاب في هذه المرحلة شهم وميال إلى البذل والخدمة وخاصة لمن يثق فيهم ويحبهم، وهو مستمد أن يقدم أغلى التضحيات على شريطة أن يشعر بالقبول والراحة الداخلية في الجو الذي يحياه.
وهذا الميل مرتبط باليقظة الجنسية التي في داخله والطاقات الجبارة التي تفتعل في الكيان الداخلي، كما ترتبط بالميل نحو إظهار الذات ويمتد هذا الميل إلى حد الرغبة في الزهو واستعراض القدرات عند بعض المراهقين.
(1) تتأكد أن الشاب قد أسلم حياته للرب تسليمًا تامًا.
(2) تقدمه للخدمة بعد أن يكون قد بدأ الجهاد ضد ذاته.
(3) تسهل له مجالات الخدمة على أن تكون هادفة لمجد الله، وليس لصالح الذات والزهو والعجب.
(4) توجيهه في كل ما يعمله ليكون إيجابيًا متخلصًا من السلبيات والتحزب والتعصب والانحرافات المختلفة.
وهنا تظهر أهمية إعداد الخدام إعدادًا سليمًا حتى تكون طاقات الشباب موجهة نحو عمل روحي بناء وليس مجرد نشاط يمارس لشغل أوقات فراغ أو إشباع ميول.. وعندما ينضج الشاب يستقيل من الخدمة لأن الخدمة كانت علاجًا لضعف وإشباعًا لهوى وليس حبًا وبذلًا ومسئولية والتزامًا وصدى لعمل إلهي حادث في يقين في أعماق الداخل... (من يسمع فليقل تعال).
* اتجاه الاتزان والاستقرار الروحي الداخلي والتمتع بالسلام الإلهي.
* اتجاه الوداعة واللطف والرقة والسعي نحو غلبة الجسد في خشونته وعنفه وشهواته.
* اتجاه الحزم والمسئولية ومقاومة الميوعة واللامبالاة والاستهتار والهروب من العمل خشية فضيحة الذات.
* اتجاه العفة ونقاوة القلب وطهارة الجسد والنظرة السليمة إلى الحب والجنس من خلال نظرة الإنجيل والرب يسوع.
* اتجاه التمسك بالإيمان تمسكًا شخصيًا بسبب الاختبار الداخلي لا بسبب تأثيرات خارجية مهما كانت قوتها.
* اتجاه تفهم الإنسان نفسه ومعرفته لقدراتها ومواهبها وضعفاتها وقبول الإنسان لنفسه مع طلب التجدد المستمر والنمو الدائم.
* اتجاه كراهية الخطية والاشمئزاز من القبح وأعمال الظلمة والابتعاد عن المثيرات الجنسية والفكرية عن رضا داخلي.
* اتجاه الحب والبذل في الصداقات مع الاستعداد للجراح ونكران الجميل.
* اتجاه التعامل مع غير المؤمنين في سماحة وعدم تعصب والنظرة إلى غير المسيحيين أنهم خلقوا مثلنا على صورة الله ومثاله، ونفهم وجهات نظرهم والاستعداد لمجاوبة كل من يسأل عن سبب الرجاء الذي فينا.
* النظرة المسيحية السليمة إزاء المهنة والعمل والجسد والمال والوقت ووسائل الأعلام المختلفة.
* ممارسة تداريب روحية للتوبة السليمة والجهاد والنمو بتوجيه مرشد روحي نصوح.
* الاشتراك في ندوات لدراسة القضايا التي تهم الشباب.
* المداومة على الاستعارة من المكتبة والبدء في عمل مكتبة خاصة دينية ثقافية راقية.
* دراسة الكتاب دراسة تأملية والانتظام في الصلاة والاعتراف
* أعمال الرحمة والخدمة الاجتماعية وخاصة في مجال البيئة المحلية.
* خدمة البيت في كافة المجالات المطلوبة بسرور وهمة.
* دراسة الأديان والعقائد بطريقة سليمة وبإرشاد روحي.
* التعرف على الأرثوذكسية في العالم وجهود الآباء في نشر الكلمة.
* وحدات عن التوبة والجهاد والرجاء ومحبة الله.
* وحدات عن العفة والجنس والحب من خلال الإنجيل.
* وحدات الأرثوذكسية في عمقها ومعناها الأصيل.
* وحدات عن سير قديسين أبطال.
* وحدات عن الحياة الاجتماعية السوية، ودور المسيحي في المجتمع والأسرة.
* وحدات عن دراسة الكتاب دراسة تأملية.
* وحدات عن التدين الحقيقي ومقاومة التهود والفريسية والمهرجانية والعقلانية البحتة في التدين..
عُمِلت استفتاءات ودراسات علمية تجريبية لتجمع المشكلات التي يعاني منها شباب المرحلة الثانوية في الريف والحضر وقد جاءت مرتبة حسب أهميتها كالآتي:-
* أرغب أن يعطي لي والدي حرية أكبر.
* دخل الأسرة لا يكفينا إلا بصعوبة.
* كثيرًا ما أستسلم لأحلام اليقظة ÷ كثيرًا ما يدور حولي حوار ديني وعقائدي وأحيانًا لا أعرف كيف أرد على الأسئلة التي توجه إلى.
* لا أستطيع أن أبوح لوالدي بأسراري.
* أنني عصبي المزاج.
* بعض الأفلام السينمائية تؤثر على تفكيري وغرائزي.
* كثيرًا ما أرى في نومي أحلامًا مزعجة.
* يقلقني الخوف الشديد من المستقبل + وأحيانًا كثيرة أفكر في الهجرة إلى إحدى البلاد الخارجية سواء بصفة مؤقتة أو دائمة.
* أفكر كثيرًا في الخدمة العسكرية.
* يؤلمني معاملتي كطفل في المنزل.
* الشعور بالحرج في وجود الجنس الآخر.
* أفكر كثيرًا في أن الحب يتعارض مع الدين.
* أشعر بخجل من التساؤلات في أي مسألة جنسية.
* يقلقني كثرة التفكير في الأمور الجنسية.
* أود أن أعرف كيف يمكني التخلي عن العادة الجنسية.
* كثيرًا ما يحدث مشاجرات أو منازعات في المنزل
* قلة الفرص للاختلاط مع الجنس الآخر.
* إن جهل والدي يسبب لي ضيقًا شديدًا.
* النقد الكثير من جانب الوالدين.
* تنقصني الشخصية التي تجذب الآخرين.
* مشكلتي التفكير كثيرًا كيف خلقت ومن خلق العالم وغيرها من وسائل الوجود والكون.
* أفكر كثيرًا في الزواج.
* مشكلتي أني أحب من يتعذر على الزواج منها.
* أخشى أن تعترض المشكلات المالية حياتي الزوجية.
* تقلقني بعض التغيرات التي حدثت في جسمي كتغيرات الصوت وظهور الشعر.
* يلح والدي في إتمام زواجي المبكر.
* أحتاج لعمل في العطلة الصيفية.
* أريد أن أعرف أي الكليات الجامعية يمكن أن أوفق بها.
(يرجع إلى الدراسة التي قام بها خليل ميخائيل معوض)
* يقلقني الخوف الشديد من المستقبل.
* أريد أن أعرف أي الكليات الجامعية يمكن أن أوّفق فيها والتي تساعدني على الهجرة إلى بلاد غربية.
* أريد أن أعرف كيف أتخلص من العادة الجنسية.
* أحتاج لعمل في العطلة الصيفية وبالأخص في خارج الديار المصرية لاكتساب ما أوفر.
* كثيرًا ما أستسلم لأحلام اليقظة.
* يقلقني كثيرًا التفكير في الأمور الجنسية وبالأخص التضارب في المعرفة التي أستقبلها من مصادر مختلفة.
* لا أريد الزواج المبكر إلا بعد استكمال دراستي.
* أريد أن أعرف كيف أختار الزوجة الصالحة.
بعض الأفلام السينمائية تؤثر على تفكيري وغرائزي.
* أرغب أن يعطي لي والدي حرية أكبر.
* أفكر كثيرًا في الخدمة العسكرية.
* لا أستطيع تركيز انتباهي في أثناء المذاكرة
* كثيرًا ما تحدث مشاجرات أو منازعات في المنزل.
* الشعور بالحرج في وجود الجنس الآخر.
* الكتب الجنسية وبعض المجلات والصحف تؤثر على حالتي النفسية.
* مشكلتي التفكير كثيرًا كيف خلقت ومن خلق العالم وأحيانًا أفكر في الرهبنة والتكريس.
* والداي يحتمان علىّ المذاكرة طول الوقت.
* أشعر بخجل من التساؤل في أي مسألة جنسية.
* يؤلمني معاملتي كطفل في المنزل وأرغب في حياة مستقلة.
* تقلقني بعض التغيرات التي حدثت في جسمي كتغييرات الصوت وظهور الشعر.
* تنقصني الشخصية التي تجذب الآخرين.
* أفكر كثيرًا في الزواج.
* مشكلتي أني فقدت الثقة في الناس.
* أنني أفكر كثيرًا في أن الحب يتعارض مع الدين.
* مشكلتي أني تعودت التدخين.
شاب المرحلة الثانوية ينمو في جو الحب والطمأنينة والحرية، أنه يخطئ ويتعثر ويندفع ويريد أن يجد في الكنيسة الأبوة والصفح والغفران والإرشاد والتوجيه السليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. كلما كانت العلاقات في الكنيسة مبهجة كلما كانت الفرصة سانحة للنمو المتكامل للشباب يتوق الشباب أن يجدوا في الكنيسة صورة صادقة ومذاقًا سليمًا للحياة المقدسة والحق والثقة والإخلاص..
إن كان الشباب يجدون في العالم قيمًا منهارة فهم تواقون أن يجدوا الجو الكنسي خاليًا من العثرة.. إن أصعب ما يؤثر في نفسية الشباب أن يجدوا في الكنيسة انقسامات وتحزبات وموائمات (مجاراة) مع الباطل ونصرة للقوى على الضعيف وللظالم على المظلوم..أن مثل هذه الأجواء تجعله ينفر من الحياة الروحية بل وكثيرًا ما تهتز أمامه الصورة وتترك هذه الأخطاء بصماتها العميقة على نفسيته وشخصيته عامة.
إن أقوى مؤثر على شباب هذه المرحلة النماذج الروحية الناجحة عمليًا. فوجود خدام وكهنة يحملون عمقًا وعلمًا وروحانية هو الحل الجذري لمشكلات الشباب في الجو الديني.
إنه في هذه المرحلة يرفض السطحية والهزال، لا يقتنع إلا بما هو مقنع ودسم.. فالمعرفة الدينية القائمة على أساس القصة والحادثة والمثل لا ترضيه وإنما هو يريد رؤية جديدة وبصيرة جديدة وعمقًا وبُعدًا جديدًا في معالجة القضايا التي يتناولها خدام الكلمة.. وهو يرفض الموضوعات الجافة البعيدة عن خبراته أنه يريد دائمًا أن يجد فائدة روحية مباشرة مما يسمعه وهو يميل إلى النظرة التكاملية، فالموضوعات التي تتكامل فيها العقيدة واللاهوت والليتورچيات وتاريخ الكنيسة والروحيات ودراسة الكتاب هي الموضوعات التي يوافق على سماعها وهي التي تخضع تفكيره للحق المعلن في اللاهوت الحي. وهو يميل أيضًا في التعرف على نظرة المسيحي إزاء القضايا الاجتماعية التي تشغله مثل الاختلاط والجنس والحب، المهنة والوظيفة والمال، الهجرة والطموح، مصادر القوى في الشخصية، مدى مواكبة المسيحية للعلوم الحديثة، موقف المسيحية من الأيديولوچيات الفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة وليس فقط الاتفاق والخلاف بين المسيحية والأديان الكبرى ونقطة الاتفاق والخلاف أيضًا بين الأرثوذكسية والمذاهب المسيحية الأخرى.
على أنه لا يقتنع بالإملاء والإرهاب في التعليم ولكنه يُقبل على الحوار والاقتناع بالأدلة السليمة.. وفي هذه المرحلة يميل الشباب والشابات إلى الندوات المفتوحة التي يجاب فيها على أسئلتهم المختلفة في موضوعية وعمق واحترام لوجهات نظرهم كما يميلون إلى سماع أكثر من واحد في قضية واحدة ويسّرون كثيرًا عندما يجدون أصحاب ثقافات عالمية مختلفة تتفق في اتجاهاتها عند معالجة موضوع يهم الشباب مثل الجنس أو التكيف الاجتماعي أو بناء الشخصية... إلخ.
سن المرحلة الثانوية هو مرحلة الغيرة الدينية والميل الشديد نحو الخدمة وأعمال الرحمة. لهذا يلزم استخدام طاقات الشباب في الخدمات والتي تتفق ومواهبهم.. فمن هو روحي يخدم في التعليم والتسبحة والألحان ومن هو اجتماعي يخدم في البيئة ومن هو رياضي يخدم في قطاع الأندية والحفلات والأيام الرياضية والرحلات.. ومن هو أدبي يخدم في قطاع المسابقات والندوات والمحاضرات والأفلام الثقافية والمكتبات وهكذا..
وكلما كانت الكنيسة يقظة لخدمة أولادها حرصت على عمل خورس للتسبيح يشترك فيه طلاب هذه المرحلة كما تقيم فرقة الموسيقى والكورال الذين ينشدون الترانيم والألحان بدلًا من الأغاني العالمية والموسيقى الصاخبة. إن مجلات العمل في خدمة الشباب واسعة للغاية ولكن الحاجة إلى المرشد الوفي المخلص الذي يقبلهم على ما هم عليه ويوجههم في رفق وحب ويبذل وقته وراحته لأجل رعايتهم وتنمية حياتهم روحيًا واجتماعيًا ودراسيًا وثقافيًا..
إن وجد أمثال هؤلاء الخدام والرعاة وجد الشباب الصالح الذي على أكتافه تبنى كنيسة المستقبل المجيدة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/religious-sense/stages-secondary.html
تقصير الرابط:
tak.la/9sr46cj