لسنا نقصد بمنهج التربية الدينية دروس الدين المسيحي كما يظن البعض، ولكننا نقصد المنهج بمعناه التربوي السليم المنهج باعتباره الحياة تحت توجيه المربي أو الخبرات التي يكتسبها الفرد بإرشاد وتوجيه الجو الروحي في الكنيسة والبيت وخارجهما.
وعلى ذلك فليس هذا المنهج اختصاص معلم التربية الكنسية الأرثوذكسية وحده بقدر ما هو أيضًا مسئولية الوالدين ومدرسي مدارس التربية الكنسية، والكهنة والوعاظ وكافة قوى ومؤثرات المجتمع الخارجية. ولما كان المنهج بمعناه الذي حُدد حياة يحياها تحت إشراف وتوجيه المربين، كان لزامًا أن يكون المربون مؤمنين برسالتهم واعين لنوع عملهم مدركين تمامًا مسئولياتهم متحمسين لعملهم وخدمتهم.
ويلزم أن يكونوا مُلِمين بالإطار العام الذي يحدد هذه الخدمة، متفهمين الخطوط العريضة التي ترسم معالم هذا المنهج حتى لا تنحرف الخدمة الدينية عن هدفها وطرائقها الروحية إلى أغراض ووسائل عالمية بعيدة عن رسالة المسيح.
والتوجيهات التي تذكر في هذا الصدد لا تحدد موضوعات ودروسًا، ولا تذكر وسائل الإيضاح للتدريس، وإنما تعنى بالاتجاهات العامة والفلسفة العامة التي يجب أن تسود روح المنهج ويطبع بها كل درس وكل نشاط وكل توجيه..
وليس المقصود بهذه التوجيهات أن تكون موضوعًا يُدَرّس للتلاميذ لأن هذه خطة الخادم فقط، إنما هي تُبرز كل الجوانب التي يجب أن يعني بها الخادم، وتلك التي يجب أن يحترس منها كي تكون الخدمة مقبولة وفعالة.
ولا يتطلب فهم هذه التوجيهات أن يكون الخادم جامعيًا مثلًا، أو شخصًا حائزًا على درجة علمية عالية بقدر ما تتطلب خادمًا وديعًا متواضعًا قد وضع نفسه بانسحاق عند أقدام الرب خاضعًا لعمل الروح القدس طالبًا منه إرشادًا وتوجيهًا حتى يحس الخادم بالكلمة، وينفعل لها في داخله، ويختبرها في قلبه
وتصير فيه وله خبرة وحياة ثم للناس خدمة ورسالة..
والتوجيه الروحي يركز اهتمامًا لهدف المنهج بينما يعني التوجيه النفسي والفكري بنمو المخدوم نموًا سليمًا في الحياة الباطنة كما يهتم التوجيه الاجتماعي والقومي اهتمامًا واضحًا بحُسن العلاقة مع البيئة والوطن الذي يحيا فيه المسيحي...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/religious-sense/directions.html
تقصير الرابط:
tak.la/9jk8cq4