محتويات: (إظهار/إخفاء) |
منشئ الحياة الحياة الجديدة الليتورجيات والحياة الحياة آنية وإسكاتولجية يسوع هو هدف الحياة ومعناها |
أنا هو الحياة (يو 14: 6)
عندما اعلن المسيح له المجد عن ذاته انه هو الطريق الحقيقي نحو الآب السماوي، وأنه هو الحق الصادق المعلن من عنده، كان لا بُد أن يكون هو أيضًا الحياة الحقيقية لأنه هو الطريق الحق للحياة الحقيقية.
ونستطيع أن نتأمل في العناصر الآتية عندما نتحدث عن المسيح الحياة الحقيقية المعلنة من الآب للعالم:
يقول مطلع إنجيل يوحنا البشير "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس. كل شيء به وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3).
هذا يعني أن الابن هو الذي خلق العالمين... فالآب دبر الخلقة في البدء بإبنه الكلمة وبقوة روحه القدوس الذي كان يرف على وجه المياه. فهو الذي خلق النور وفصل المياه عن اليابس وأوجد الزحافات والطيور والحيوانات، وهو الذي كون الإنسان مما لم يكن إذ خلقه من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية... ورأى الآب أن كل ما صنعه الكلمة انه حسن جدا... واما الإنسان فخلقه على صورته كشبهه في الحرية والارادة والنطق والابداع والقدرة على الوحدة... هو الرب الذي خلق كل ما في السموات وما على الأرض وفي هذا يقول الرسول بولس "فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا أم سيادات ام رياسات ام سلاطين، الكل به وله قد خلق" (كو 1: 16) وفي موضع آخر يقول رسول الجهاد "لنا رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به" (1كو 8: 6).
ولكن إذا كانت الحياة التي اعطاها الله لآدم قد تلوثت بالعصيان، واصابها الفساد بل وان الأرض نفسها لعنت بسبب معصية آدم... فإن الله اراد أن يصلح ما افسده الإنسان وجاء بنفسه ليعطى للبشرية الحياة الجديدة. اراد أن يعلن للعالم ان مصادر الحياة ليس للطعام والشراب ولكن اليد الإلهية التي تعطيه للانسان. وإن الحياة المادية بدون الكلمة موت ولكن سر الحياة هو الله الذي اعطى ليكون الحياة وهو الذي سيبطلها عندما تنحل العناصر وتذوب في مجيئه الثاني المخوف المملوء مجدا.
يقول الرسول بولس عن السيد المسيح انه ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تى 1: 10).
وان كل الذين يعيشون للمسيح قد اجتازوا الموت إلى الحياة وكل من آمن به ولو مات فسيحيا... "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو ما فسيحيا، وكل من كان حياة وامن بي فلن يموت إلى الأبد" (يو 11: 25).
ويقول الرب عن نفسه انه من يسمع كلامى ويؤمن بالذي ارسلنى له حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة فالذين في يده لا يهلك منهم احدا أبدًا. وهو ضامنى الحياة كما هو منشؤها. هو معطيها وهو حافظها وحاميها.
انها حياة جديدة ليست كالحياة الزمنية التي تعبر كظل وتنتهي كخيال. "ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو 5: 17).
مبارك الله الآب الذي اعطانا ابنه حياة أبدية ومنحنا الروح القدس لكي يمكث معنا إلى الأبد. هذا يأخذ مما للمسيح ويعطينا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
والكنيسة تؤمن أن الباب إلى الحياة الجديدة هو المعمودية ففي هذا السر الإلهي ننال شركة موت المسيح وقوة قيامته.
والذي يتابع الحوار الذي صنعه الرب مع نيقوديموس معلم الناموس والذي سطره يوحنا في الأصحاح الثالث من بشارته يتأكد ان الولادة الثانية هي الولادة الروحية من الماء والروح وأنها باب الدخول إلى الملكوت "الحق الحق اقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله، قال نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ. ألعله يقدر أن يدخل بطن امه ثانية ويولد. أجاب يسوع الحق الحق اقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح، لا تتعجب أنى قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق... الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3).
وتؤمن الكنيسة أيضًا أن التناول من الجسد والدم الاقدسين هو أكسير الحياة الجديدة، وعصارة الكرمة الحقيقية، وفيتامين الحياة المقدسة وقوامها الرئيسى.
وفي الأصحاح السادس من نفس البشارة يوضح الرب أن الطعام البائد ليس هو مصدر الحياة "الحق الحق اقول لكم أنتم تطلبونى ليس لأنكم رأيتم آيات بل لانكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقى للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه. قال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة من يقبل إلى فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا... اباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا.
"أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم... الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الآخير. لأن جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو 6).
يقول الرب يسوع تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت إبن الله والسامعون يحيون. ويقول أيضًا من يسمع كلامى ويؤمن بالذي أرسلنى فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى حياة. (يو 5: 24).
وفي مواجهة الرب يسوع للموت عند قبر لعازر قال يسوع لمرثا "سيقوم أخوك. فقالت له مرثا أنا أعلم إنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير (القيامة الاسكاتولوجية أي الاخروية الآتية فيما بعد) فقال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد (القيامة الحاضرة).
ولكي يؤكد يسوع إنه هو القيامة الآتية كما أنه هو القيامة الحاضرة، ولكي يثبت إنه فيه اتحد الزمن مع الأبدية رفع عينيه إلى فوق ثم صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به.
كما أقام يسوع إبنة يايرس، وابن أرملة نايين، ولعازر أخا مريم ومرثا هكذا أقام البشرية من سقوطها وعصيانها وهبوطها تحت رقابة الزمان وهدير الأيام المتلاحق بلا معنى. إن السقوط تحت وطأة الزمان يصيب الإنسان بالملل والسأم والرتابة والقلق واللامعنى، أما يسوع فقد رفع الإنسان بالإيمان فوق الحواس والهيولى والزمنى وأعطى بهذا معنى للحياة على الأرض عندما أدخلها تخوم الأبدية الخالدة وأعتاب أورشليم السمائية.
هذا هو ما عبر عنه الرسول "به وله قد خلق" (كو 1: 16) فكما إنه مصدر الحياة وديناميتها فهو معناها والافصاح الصادق عن هدفها... لقد جاء الرب يسوع ليعلن أنه هو هدف الوجود وكله فقبل تجسده كان الزمن إعدادا لمجيئه المبارك وحضوره للعالم هو ملء الزمن والتاريخ من بعد صعوده هو إمتداد لعمله على الأرض إلى أن يأتي ملء الأزمنة عندما يدخل كل المؤمنون المختارين حظيرة الإيمان فينهى الرب الزمن لأنه يصبح بلا معنى أو مضمون. ولقد عبر الرسول بولس عن المسيح كهدف أسمى للحياة بقوله "الحياة هي المسيح والموت هو ربح" (في 1: 21).
وفي موضع آخر "إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت، إن عشنا وأن متنا فللرب نحن" ولقد جاءت خاتمة إنجيل يوحنا هذه التوصية وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو 20: 31).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/life.html
تقصير الرابط:
tak.la/5kdr39a