محتويات: (إظهار/إخفاء) |
ماذا يعني هذا اللقب المبارك؟ الحمل للفداء والفصح الحمل الممجد في وسط العرش صورة الحمل في وسط الرؤيا هو المنتصر في المعركة النهائية الحاسمة |
الحمل
لقب يتغنى به المؤمنون في ترانيمهم وألحانهم، وأسم مبارك تنشده جوقات الملائكة ورؤساء الملائكة والمائة والأربعة والأربعون ألفا البتوليون وجميع طغمات السمائيين، هؤلاء جميعا يسجدون للحمل الجالس على العرش... قائلين "مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ 5: 12).
وبالرغم من أن هذا اللقب لم يذكر كثيرًا في العهد الجديد، فيما عدا سفر الرؤيا، إلا اننا نجد له اشارات معينة.
مثلما ذكره يوحنا المعمدان وسجل في بشارة معلمنا يوحنا "وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29) وفي موضع آخر يذكر انجيل يوحنا "وفي الغد أيضًا كان يوحنا واقفا هو اثنان من تلاميذه، فنظر إلى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع" (يو 1: 35- 37).
ومعلمنا بطرس يشير في رسالته الأولى إلى هذا اللقب المبارك بقوله "عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفا سابقا قبل تأسيس العالم" (1 بط 1: 18، 19).
وفي سفر أعمال الرسل نجد إشارة أيضًا إلى هذا اللقب، عندما أقتاد ملا الرب ليقابل رجلا حبشيا... "فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرأ النبي إشعياء... وأما فصل الكتاب الذي كان يقرأه فكان هذا "مثل شاة سيق إلى الذبح، مثل خروف صامت أمام الذي يجزه، هكذا لم يفتح فاه".. لقد فتح فيلبس فاه وبشر الخصى بيسوع وأوضح له أن ما ذكر في إشعياء كان رمزا للمسيح" (أع 8: 36- 40)..
1- الطهارة والبراءة والوداعة واللطف... هذه الفضائل تطلق دائما على الحمل...
فمن المعروف عن الخروف، أنه عندما يعثر ويسقط في التراب سرعان ما ينفض فروته... إنه عكس الخنزير تمامًا، الذي لا يميل إلى النظافة، بل يعيش على أكل الفضلات والقاذورات. لهذا يرمز الحمل إلى النظافة والطهارة، وأما الخنزير فالى النجاسة والقذارة. والحمل دائما يحمل سمة البراءة... انه لا يؤذى ولا يضر، ولكنه وديع ورقيق ولطيف للغاية، لهذا قال الرب يسوع بفمه الطاهر "أحملوا نيرى عليكم، وتعلموا منى، لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29).
ويوصينا دائما الرسول أن نكون لطفاء وحلماء وودعاء، مثلما كان الرب يسوع (2كو 10: 1).
لقد كان الرب مثالًا للبشرية في الوداعة والطهارة والرقة واللطف، وكل الذين يتبعوه تنطبع عليهم فضائل المسيح سماته.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
- المسيح كحمل يشير إليه خروف الفصح:
الذي أمر الله موسى ان يذبحه في الرابع عشر من نيسان. (خر 12). وفي خيمة الاجتماع كان الخروف يقدم نهارا وليلا (خر 29: 38- 41)، (عدد 28: 1-8) وفي بداية كل شهر كانت تقدم سبعة خرفان (عدد 28: 11). وظل الحال هكذا، حتى خرب الهيكل.
المتأمل في شريعة ذبح الخروف، سواء كان للتطهير أو للأعياد ولعبد الفصح يلحظ ما يلي:
1- ان الحمل، كان يلزم أن يكون بلا عيب، وهكذا كان المسيح حمل الله الذي يرفع خطايا البشرية، بلا عيب ولا دنس ولم يوجد في فمه غش.
2- ان الخاطئ كان يضع يده على الحمل، وكان في الرمز أن الخطية تنتقل من الخاطئ إلى الذبيحة التي تفتديه وتموت عنه.
ولكن هذا كله كان إشارة الصليب لأن دم المسيح وحده هو الذي يقدس الإنسان إلى التمام كما يقول بولس الرسول (عب 9: 12- 14).
3- وفي عيد الفصح كان لا بُد لليهودى وأسرته من أكل الخروف، لأن الفصح كان إشارة إلى المسيح "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو 5: 7) فهو الحمل الحقيقي الذي سفك دمه في الجلجثة من أكل خلاص البشرية.
ولهذا تحتم الكنيسة الأرثوذكسية على أولادها أن يتناولوا من جسد المسيح ودمه الأقدسين على المذبح، حتى يتحد المؤمن بالذبيحة الوحيدة المقبولة أمام الآب، فيجد الرضا والغفران والقبول، من خلال هذه الشركة المقدسة.
4- وكان ذبح الخروف في عيد الفصح، تذكارا لمعاملات الله مع شعبه. كي يتذكر كل يهودى ما عمله الله مع آبائه عندما أخرجهم من أرض العبودية بيد قوية وذراع شديدة وهكذا نحن أيضًا عندما نتناول من الجسد والدم الأقدسين، نبشر بموت الرب ونعترف بقيامته ونذكره إلى أن يجيء.
في سفر الرؤيا، ذكر لقب الحمل مالا يقل عن 29 مرة. حتى أننا يمكننا أن نقول، إن هذا اللقب هو محور السفر كله. ولكن الرائى يقدم لنا صورة أخرى، تختلف تمامًا عما نقراء في رموز العهد القديم، وفي كتابات معلمنا بطرس ومعلمنا يوحنا والرسول بولس.
بالرغم من أن الخروف لا يزال في أورشليم السمائية، يحمل سمات الفداء والصليب، إلا أننا نراه حيا إلى الأبد وقائما. "ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة، وفي وسط الشيوخ، خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 5: 6).
وبالرغم من أنه يتكلم عن دم الخروف إلا أنه ببره ذا فاعلية في حياة القديسين والشهداء، إذ يقول "وقد غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم في دم الخروف" (رؤ 7: 14). وفي موضع آخر يقول "وهم غلبوه بدم الخروف، وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤ 12: 11).
ويصور لنا السفر أيضًا الخروف راعيا وقائدا للمختارين الذين غلبوا وانتصروا. ودخلوا مدينة الأبكار، مدينة الراحة والسلام إذ يقول "لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس، ولا شيء من الحر، لأن الخروف الذي في وسط العرش، يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء راحة ويمسح الله كل دمعة من عيونهم" (رؤ 7: 16- 17).
وفي مجال هذه القيادة يقول السفر أيضًا أن "المئة والأربعة والأربعون ألفا الذين اشتروا من الأرض، هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنهم أطهار، هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب، هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة الله وللخروف" (رؤ 14: 3-5).
وحمل سفر الرؤيا ليس ضعيفا مهانا، وإنما هو أقوى جبار، له سبعة أعين وله سبعة قرون، إشارة إلى القوة الغالبية الساحقة. "ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ، خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض" (رؤ 5: 6).
وهذا الحمل القوى الجبار، له سلطة ونصرة وسيطرة، فهو الذي يفتح سفر الحياة، ويقرأ أسماء المكتوبين فيه كما كان يعمل الملوك قديما، عندما يفتحون سجلات المواطنين الخاصعين لسلطانهم (رؤ 13: 8)، (رؤ 21: 27).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
فالرائى يعلن لنا أن الخروف واقف على جبل صهيون ومعه 144 ألف، لهم اسم أبيه مكتوب على جباههم. وهؤلاء يحضرون حفل النصرة، غلبة الحمل على أعدائه، لأنه رب الأرباب وملك الملوك (رؤ 14: 10)، (رؤ 17: 14).
وهو في هذا السفر الجالس على العرش، وتسجد له كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، ويقفون أمامه متسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف" (رؤ 7: 10).
ويصور لنا السفر الحمل أيضًا كعريس مرتبط بعروسه، أي الكنيسة. فحيثما يوجد الرب، توجد معه كنيسته التي إفتداها بدمه، إنه وعده
المبارك حينما أكون تكونون أنتم أيضًا معي، وكما غلبت تغلبون أيضًا معي "أكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء الخروف. وقال هذه هي أقوال الله الصادقة" (رؤ 19: 9).
وفي الختام يبرز لنا سفر الرؤيا الحمل مزمجرا غاضبا يدين كل الذين رفضوه، ويهلك كل الذين احتقروا صليبه، حتى أن هؤلاء عندما يبصرونه في مجده ومجد أبيه "وهم يقولون للجبال والصخور أسقطى علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش، وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم، ومن يستطيع الوقوف" (رؤ 6: 16).
ربى يسوع: أنت الحمل الوديع. ولكنك القوى الجبار، أنت الذبيحة لفداء البشرية، ولكنك الديان العادل، أنت المتألم لأجل البشرية، ولكنك المتمجد والجالس في يمين عرش الآب. أنت الذي قبلت عار الصليب بفرح، ولكنك الآن تجثو لك كل ركبة ما في السماء وما على الأرض وما تحت الأرض.
ربى: "ذكر الذين يحتقرون صليبك ويهزأون بجراحاتك أن يوم غضبك العظيم آت، ومن له أذنان للسمع فليسمع".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/lamb.html
تقصير الرابط:
tak.la/3qpz83s