محتويات: (إظهار/إخفاء) |
كيف أقتني المسيح رياسة الكنيسة معنى الرياسة معنى العضوية |
رأس الكنيسة التي هي جسده
في العهد القديم: كان يهوه يعطى الشريعة والناموس، على جبل مضطرم بالنار، وكان الشعب في رعب وخوف شديد، ولم يكن يجرؤ أحد أن يتحدث مع الله سوى موسى وحده... أما الآن، فمن خلال التجسد إتحد اللاهوت بالناسوت إتحادا أبديا، وصار الإنسان حاضرا أمام الله كل حين. دخل الله إلى أعماق الإنسان، ليدخل الإنسان إلى أعماق قلب الله. أخذ ما لنا، وأعطانا ما له: فنسبحه ونمجده ونزيده علوا.
لقد شبه المسيح العلاقة بينه وبين المؤمنين، بالعلاقة التي بين الكرمة والأغصان وشبهها بولس الرسول، بعلاقة الرأس بالأعضاء فالكنيسة هي جسد المسيح، وأما رأس هذا الجسد فهو المسيح (أف 1: 23)، (كو 1: 18)، فنحن الآن من لحمه ومن عظامه.
إن السيد المسيح إذ أخلى ذاته من مجده الذي له مع أبيه الصالح، إرتضى أن يكون عبدا مثلنا، في كل شيء فيما عدا الخطية وحدها. وسيرته وطاعته الكاملة للآب -رغم أنه والآب واحد- أصبح رأسا لكنيسته التي إقتناها بدمه. لم يأخذ المسيح مكانة الرياسة إقتدارا، وإنما عن جدارة واستحقاقا، فهو الذي أحبها وبذل ذاته لأجلها. لهذا إستحق أن يكون عريسها السماوي، ورأسها ومجدها وتاجها، وصار كل الذين يؤمنون أبناء له وأعضاء أحياء في جسده، يعيشون لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام.
* ودعم المسيح وحدته مع الكنيسة بإعطائه جسده ودمه الأقدسين لكل من يؤمن به. فكل من يأكل جسده ويشرب دمه يثبت فيه، والمسيح نفسه يثبت أيضًا في حياته... فسر الأفخارستيا هو سر الشركة، وسر الوحدة، من خلاله تسرى العصارة الإلهية في الأغصان التي تثبت في الكرمة المقدسة.
* وللروح القدس عمله أيضًا في الكنيسة فهو الذي يوزع المواهب، لقد أعطى للبعض أن يكونوا مبشرين وللبعض أن يكونوا معلمين، وللبعض أن يكونا رعاة، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح.
فمن خلال تنوع المواهب يثرى الجسد وتخصب العضوية، وبالتالي فإن الرأس تقدر أن تعمل بهذه الأعضاء الحية لتنفيذ مقاصد الآب السماوية المباركة.
* والرب يسوع الذي أسس كنيسته على الأرض يوم العنصرة، لا يزال في وسطها عمانوئيل الذي يرعاها ويحميها وكل آلة صوبت ضدها لن تنجح، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. هو أمس واليوم وإلى الأبد.
كل من يمس أحد أعضائه يمسه هو شخصيا.
وقد شرح الرب هذا بقوله "بما انكم فعلتموه بأحد هؤلاء إخوتى هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم".. لقد وحد الرب نفسه بالفقير واليتيم والمسكين والمضطهد من أجل الحق... إن الرأس في السماء تحنو على آلام الأعضاء التي على الأرض، وتفرح لكل انتصارتها، حتى يعبر المختارين برية هذا العالم إلى مدنية الأبكار في أورشليم السمائية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لقد أعطى الرب يسوع مفهوما جديدًا للرياسة. كانت الرياسة قبله سلطة ومركزًا وجاهًا وتسلطًا أحيانًا. أما المسيح فقد جاء متضعا محبا باذلا. أطاع حتى الموت موت الصليب، وأحب حتى بذل النفس، وأنحنى بغسل أرجل التلاميذ، ومنهم الخائن الذي أرتضى أن يبيع سيده بثلاثين من الفضة.
لقد أصبح الرئيس بعد تجسد المسيح، هو من يحب ويبذل ويخدم، ويتفانى ويعطف ولا يطلب ما لنفسه، بل ما هو للآخرين.
إن من يطالع كتب علم القيادة، يدرك أثر المسيحية على مفهوم القيادة والتبعية، ويعلم جيدا أن التحول الذي صنعه الرب يسوع كان تحولا جذريا. غير المفاهيم والأوضاع والتقاليد، بكل هدوء بلا عنف أو حرب، بل بفعل الروح الوديع الهادئ العامل في الكنيسة.
وإذ كان الرب قد احتفظ لنفسه بمكانة الرياسة في الكنيسة، فهو الآن رئيس كهنتها الأعظم، وهو صاحب سلطان الحل والربط يها، وهو وحده أيضًا الديان العادل الذي سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات.
ان رياسة المسيح للكنيسة تعني الكثير.
* إنها تعني أنه مصدر حياتها، وبدونه لا حياة لها.
* إنها تعني أنه مصدر توجيهها وتجديد أهدافها... وليس لفرد -بدون الرأس- أن يضع لها فكرا أو ايديولوجية أو هدفا خاصا، لأن الرأس قد رسم معالمها، وهي تطيع وصاياه وحده.
* إنها تعني أنه صاحب السلطان، وليس لأحد أن يدعى لنفسه سلطانا مستقلا عنه. فسلطان الكنيسة في يده، يرعاها من خلال الأكليروس والخدام، الذين أعطاهم أن يمارسوا سلطانهم بالبر والاستقامة والعدل.
* ليست العضوية كلاما ولا شكلا بل جوهرا وموضوعا، إنها حياة، إنها ثبوت في الرأس.
* وتتحد هذه العضوية أيضًا من خلال العمل والرسالة، فكل عضو يأخذ وظيفته على قياس الهبة التي ينالها من المسيح، وعلى مدى أمانته في وزنته.
* وتعنى العضوية الحية المحافظة على الأنسجام بين بقية الأعضاء، والعمل في ألفة معا حتى يتمم الجسد رسالته، كما تعني أن صحة وحيوية العضوية، تتضح في امتدادها وانتشارها، واجتذاب الآخرين للحظيرة المقدسة.
* وتعنى العضوية أيضًا، أن كل واحد له كرامة الرأس أيضًا فمن لا يحفظ هذه الكرامة يدوس عهد النعمة، ويصبح ملحًا فاسدًا يدوسه الناس. فجسد كل مؤمن هيكل للروح القدس. والموهبة ليست للتعالى والتحزب، والجميع يعمل لمجد الرأس، وإمتداد ملكوت المسيح الذي له وحده المجد والكرامة مع أبيه الصالح والروح القدس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/head-of-the-church.html
تقصير الرابط:
tak.la/8tn75r9