يقول السيد المسيح في صلاته في جثسيماني "ولكن لأجل هذا أتيت" (يو 12: 27)، فقد تجسد الرب يسوع لكي يبطل الموت والفساد بتجسده ولكي يبطلهما كان لا بُد أن يجوز الموت لكي يميته فيقول البابا أثناسيوس الرسولي:-
"وهكذا إذ اتخذ جسدًا مماثلًا لطبيعة أجسادنا وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد فقد بذل جسده للموت عِوضًا عن الجميع وقدمه للآب. كل هذا فعله من أجل محبته للبشر.
أولًا:- لكي إذ كان الجميع إذ ماتوا فيه فإنه يبطل عن البشر ناموس الموت والفناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استنفذ في جسد الرب فلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب).
ثانيًا:- وأيضًا فإن البشر الذين رجعوا إلى الفساد بالمعصية يعيدهم إلى عدم الفساد ويحييهم من الموت بالجسد الذي جعله جسده الخاص وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم كما تبيد النار القش. (تجسد الكلمة 8: 4).
لأجل هذا (الموت) اتخذ الجسد ولم يكن لائقًا أن يمنع الموت لئلا تتعطل القيامة أيضًا (تجسد الكلمة 21: 7).
ولما كان من الواجب وفاء الدين المستحق على الجميع إذ كما بينَّا سابقًا كان الجميع مستحقين الموت، فلأجل هذا الغرض جاء المسيح بيننا. وبعدما قدم براهين كثيرة علي إلوهيته بواسطة أعماله في الجسد فإنه قدم ذبيحته عن الجميع فأسلم هيكله للموت عوضًا عن الجميع:-
أولًا:- لكي يبررهم ويحررهم من المعصية الأولى.
ثانيًا:- لكي يثبت أنه أقوى من الموت، مظهرًا جسده الخاص أنه عديم الفساد وأنه باكورةً لقيامة الجميع. (تجسد الكلمة 20: 2).
وهكذا تم (في جسد المسيح) فِعلان متناقضان في نفس الوقت:-
الأول هو:- أن موت الجميع قد تم في جسد الرب (على الصليب).
والثاني هو:- إن الموت والفساد قد أبيد من الجسد بفضل إتحاد الكلمة به.
فلقد كان الموت حتميًا، وكان لا بُد أن يتم الموت نيابةً عن الجميع لكي يوفي الدين المستحق على الجميع. (تجسد الكلمة 20: 5).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-angelos/cross/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/w4n9yw2