* تأملات في كتاب
راعوث: |
شرح سفر راعوث
+ راعوث الاسم الجميل الذي يعني المخلصة الجميلة أو المرأة الموآبية.
+ راعوث جدة لداود النبي بن يسى الذي من نسله جاء رب المجد يسوع.
+ هذا السفر الذي كُتب بعد فترة الغربة وهو يُعتبر من الأسفار التاريخية، فترى فيه الموقف النبيل الذي سلكته راعوث ونعمي والرجل بوعز وأيضًا الصورة التعسة التي عاشتها هذه الشخصيات وأيضًا الإيمان الديني القوي.
+ نرى محبة الله لكل الشعوب والأمم والأجناس فهي ليست قاصرة على شعب أو أمة بعينها.
+ نرى دروسًا في التقوى والثقة بالله الذي عنده المجازاة ومحبة الآخرين.
+ نرى موقف راعوث واهتمامها بحماتها وعدم تخلي راعوث عنها قائلة: "شعبك شعبي وإلهك إلهي" فمنذ هذه اللحظة يعد قبولها لإله إسرائيل ولذلك صارت إسرائيلية لا غش فيها.
هذا الكتاب يتأمل في إصحاحات هذا السفر بطريقة بسيطة فيها توضيح لمواقف مضت مع ربطها بأحداث جارية.
نشكر أبونا القس أنجيلوس المقاري الذي أخرج لنا هذه التأملات الجميلة البسيطة الفهم، طالبين من إله السماء أن يبارك هذا العمل ويجعله سبب بركة للكثيرين بصلوات صاحب القداسة الأنبا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الأنبا صرابامون رئيس دير أنبا بيشوي العامر ببرية شيهيت.
إن نور الإيمان الذي يتوهج بشدة من مصباح راعوث كان كفيلًا بأن يجعل بولس الرسول يضمها إلى قائمة أبطال الإيمان لو لم يعوزه الوقت (عب32:11) إذ أنها أتت بأفعال ما كان لها أن تأتي أبدًا لولا جذوة الإيمان التي نقلتها المغبوطة نعمي إلى راعوث كانتقال الروح من موسى إلى السبعين شيخًا (عد17:11). فالذي بهر راعوث بشخصية حماتها هو الإيمان القوي الذي وراء محبتها لكنتها. فلما اشتعل فتيل الإيمان في قلب راعوث استطاعت أن تبادل حماتها حبًا بحب حتى إنها قالت كلماتها الشهيرة التي لا تزال تدوي عبر الأجيال "لا تلحي علي أن أتركك وأرجع عنك. شعبك شعبي وإلهك إلهي" (را 16:1) ولم تجعل شيء يمكنه أن يفصل بينهما سوى الموت ولكن المحبة أقوى من الموت، بل إن جاز القول أقوى من الإيمان!
الإيمان هو الذي جعل راعوث تتمثل دون أن تدري بإبراهيم أب الآباء وتخرج إلى المستقبل المجهول والأوضاع الاقتصادية السيئة وهي غير متسلحة بشيء، بل فقط تفكرت في القدير الذي جاءت لتحتمي تحت جناحيه (را 12:2). علاوة على ذلك نلمس أخذها للحياة بجدية غير عادية وهذا ما ظهر عليها في العمل بلا تواني أثناء الحصاد ولم تَسْتَرِح سوى وقتًا يسيرًا.
أعطاها الإيمان شحنة اتضاع عجيبة جعلها تسقط على وجهها وتسجد إلى الأرض أمام بوعز (را 10:2) وجعل كلامها مُصلحًا بملح الروح فقالت له: "ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي لأنك قد عزيتني وطيبت قلب جاريتك وأنا لست كواحدة من جواريك" (را 13:2).
الإيمان هو الذي جعلها تقوم بهذه المغامرة الليلية الجريئة، وهو الذي جعلها ترتضي أن ترتبط ببوعز العجوز وفضلّته على الشبان فقراء كانوا أم أغنياء (را 10:3). الإيمان هو الذي جعلها تساهم طواعية في إحياء نسب زوجها بزواجها من الولي -بحسب الشريعة- حتى لو كان الولي في عمر أبيها.
لذلك نستطيع القول بأن بوعز قد لمس فيها هذا الإيمان الراسخ والشخصية الناضجة، وعرف أنها امرأة فاضلة ثمنها يفوق اللآلئ، لذلك لم يهدأ من ليلة مجيئها إليه في البيدر حتى ينهي الأمر، ويبدو لي أنه كان كله رجاء أن يرفض الولي الآخر هذه الصفقة التي ظاهرها خسارة وباطنها مكاسب روحية عظيمة. والحقيقة أنه هو الآخر شخصية روحية فريدة الطراز في عصرها، فهو عاش في بداية عصر القضاة ورأى بعينيه انحسار النور الإلهي عن الشعب بسبب ارتداده عن عبادة الله الحي، ولكنه تلألأ وسط هذا الظلام وكان كلامه المصلح بملح النعمة ولسانه ينطق باستمرار بالبركة، وكذلك قبوله للقيام بدور الولي رغم أن هذه الفكرة يبدو أنها لم تكن تلقى استحسان لدى عامة الشعب اليهودي، فهوذا الولي الآخر رفض، وكذلك نقرأ الآتي في سفر التكوين "فعلم أونان أن النسل لا يكون له. فكان إذا دخل على امرأة أخيه أنه أفسد على الأرض لكيلا يعطي نسلًا لأخيه" (تك9:38)، أما بوعز فقبل عن طيب خاطر أن يقوم بهذه المهمة، وربما ما دفعه إلى ذلك هو أيضًا رصيد الإيمان العامر الذي ورثه عن أمه راحاب!
وأخيرًا في ختام هذه المقدمة البسيطة نقول إنه لو قدّرت الأمة اليهودية درس سفر راعوث حق قدره بأن الله لا يحابي الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده (أع34:10، 35)، لكان موقفهم نحو الأمميين بصفة عامة قد تغير جذريًا عما كان عليه، إذ كانوا بهذا سيتطلعون إلى مسيا يخلص كل البشر من الخطية سواء كانوا يهودًا أم أمميين، وليس أن يكون مسيا يهودي متعصب مطلوب منه أن يحررهم من نير الاستعمار الروماني!
حينما شرعت في شرح سفر القضاة كنت أظن -وهكذا كتبت هناك- أن سفر راعوث كان بمثابة ملحق لإلقاء ضوء على جانب مضيء في وسط ظلمة ليل فترة القضاة التي كانت في أغلبها فترة حالكة السواد، ولكن لما بدأت في دراسة هذا السفر، وجدته أنه فعلًا يفي بهذا الغرض ولكنه لم يُكتب لهذا الغرض الذي جاء عرضيًا، إذ هناك هدف، بل أهداف أخرى كانت في ذهن الكاتب دفعته ليكتبه وهو مسوقًا من الروح القدس، مع العلم بأنه لو كان ملحقًا لسفر القضاة، لكانت القصة جاء كتتمة لذلك السفر أو على أقل تقدير كان ينبغي وجود حروف العطف واو في أول عدد من هذا السفر!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
+ لقد تسلمنًا نقلًا عن التقليد اليهودي أن كاتب السفر هو صموئيل النبي. ومن المرجح أنه لم يفكر في كتابة هذا السفر إلا في وقت متأخر من حياته وبالتحديد عقب مسحه لداود (وهو بعد فتى) ملكًا بإرشاد من الله. ومن حيث إنه رأى أن هذا هو المعين من سبط يهوذا ليخرج من صلبه المسيا في ملء الزمان وجد أنه من الضروري أن يلقي ضوء على نسبه لا سيما وأنه قد وجد مادة جاهزة تفي لأكثر من غرض وهدف تتمثل في قصة شخصية غير عادية جاء عنها كلام لا زالت الألسن تتناقله في بيت لحم، وكانت هذه الشخصية هي راعوث الموآبية. ولكون سلسلة النسب تتوقف عند داود، فهذا يرجع لكون صموئيل مات في عهد شاول وكان داود صغيرًا حين موته ولم يكن قد تزوج بعد، ولذا كان من الطبيعي أن يتوقف عند هذا الحد ولا يتعداه!
ولكن بعض النقاد وضعوا في اعتبارهم أهداف أخرى فترتب على هذا تغييرهم لبعض الحقائق حتى تتواكب مع أهدافهم هذه! فأولئك النقاد افترضوا أن السفر يمثل احتجاج ماكر لصالح التزاوج بين اليهود والشعوب الأخرى إذ يقرر السفر أن داود نفسه ثمرة لمثل هذا التزاوج، ولهذا يعتبرون أن السفر كُتب في زمن عزرا ونحميا كاحتجاج ضد إجراءاتهم الشديدة التي اتخذوها ضد التزاوج مع غير اليهوديات، والأسباب الخمسة الرئيسية التي يبنون عليها اعتقادهم بأن سفر راعوث كُتب في أزمنة ما بعد السبي هي:
1- عبارة "حدث في أيام حكم القضاة" (را 1:1) تعني ضمنًا تاريخ متأخر لكتابة هذا السفر.
2- حقيقة أن سفر راعوث يظهر في الجزء الثالث من قانون الأسفار العبرية يعني ضمنًا أن تأليفه تم في وقت متأخر عن زمن الأحداث.
3- يحتوي السفر على عدد من الكلمات الآرامية ما ظهرت في قصة ما قبل السبي.
4- تبين سلسلة النسب في نهاية السفر تأثير واضح للمدرسة الكهنوتية.
5- إن عبارة "هذه هي العادة سابقًا" (را 7:4) يبدو على أنها توحي بأن عادة فكاك الأرض والمرأة لم تعد تُمارس بعد في إسرائيل.
لكن هذه الحجج أبعد من أن تكون قاطعة وجازمة. فعبارة "حدث في أيام حكم القضاة" لا تعني أكثر من مجرد أن سفر راعوث -كما وصل إلينا- كُتب بعد نهاية فترة حكم القضاة، لكن ليس بالضرورة بعد ذلك بوقت طويل. ولو وضعنا في اعتبارنا أن هذه الأحداث تمت في بداية عهد القضاة -فهذا ما سنتطرق إليه في حينه ونثبته- وتم كتابتها بعد انتهاء ليس فقط فترة حكم القضاة الموجودين في سفر القضاة، بل حتى بعد انتهاء فترة قضاء كل من عالي وصموئيل لبطل كل تعجب واستغراب لوجود هذه العبارة في صدر هذا السفر الصغير والنفيس.
أما بخصوص السبب الثاني فمن المهم أن نلاحظ أن هذا السفر قد أُضيف في الترجمة السبعينية إلى سفر القضاة بدون حتى أن يكون له عنوان خاص، كما لو هو بالحق جزء ختامي لسفر القضاة أو كنوع من الملحق له. أما وضع سفر راعوث في قانون الأسفار العبري الحالي ليس بدليل دامغ على أن تأليفه تم في وقت متأخر، إذ أن القانون العبري الحالي هو ذاته تم وضعه في وقت متأخر، وعن موقع السفر في الكتاب المقدس ورد في دائرة المعارف الكتابية ما يلي:
[موقع السفر من الكتاب المقدس: يختلف موقع سفر راعوث في ترتيبه بين أسفار العهد القديم، في الترجمات العربية والكثير من الترجمات الأخرى، عنه في التوراة العبرية، فهو يوضع في العبرية بين الأسفار الخمسة المسماة في العبرية "مجلوت" والتي كانت تُقرأ في المجمع اليهودي في خمس مناسبات معينة، أو في الأعياد العبرية خلال السنة العبرية.
وفى النسخ المطبوعة للتوراة العبرية، تجيء هذه الأسفار الخمسة على الترتيب التالي: نشيد الأنشاد، راعوث، مراثي ارميا، الجامعة، أستير. فيشغل سفر راعوث المكان الثاني لأنه كان يُقرأ في عيد الأسابيع (أي عيد الخمسين) وهو العيد الثاني من الأعياد الخمسة المقررة لقراءة هذه الأسفار. أما في المخطوطات العبرية فيختلف ترتيب هذه الأسفار فيما بينها.
وكانت هذه الأسفار الخمسة تشكل الجزء الثاني من "الكتب" أو "الهاجيوجرافا" (الكتابات المقدسة)، وهى القسم الكبير الثالث من التوراة العبرية. أما التلمود فيفصل سفر راعوث عن "المجلوت" ويضعه في مقدمة "الهاجيوجرافا" قبل سفر المزامير. أما المترجمون الذين قاموا بترجمة التوراة إلى اليونانية، والمعروفة بالترجمة السبعينية، فقد نقلوا سفر راعوث من مكانه في التوراة العبرية ووضعوه بعد سفر القضاة، لأن أحداثه جرت في أيام حكم القضاة، فألحقوه به. وقد راعى جيروم هذا الترتيب في "الفولجاتا" (الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس)، وقد نهجت على منواله كل الترجمات الحديثة. ]
ومن هذا نخرج إلى أن قواعد طقسية هي التي جعلت اليهود يتصرفون هكذا، ففصلوا هذه الأسفار من مواقعها وضموها معًا ليسهل إيجادها للقراءة في تلك الأعياد.
نأتي بعد هذا لمناقشة كيفية وجود بعض الكلمات الآرامية في السفر، وكمقدمة لهذا الأمر نورد ما جاء في التفسير الحديث(1) ص231 حيث جاء التالي:
[لا شك أن هناك شيئًا غير عادي في لغة هذا السفر. فبالرغم من أنها إجمالًا -عبرية كلاسيكية صحيحة- إلا أن هناك بعض الأشكال غير العادية، ويشير مايرز إلى بعض الألفاظ العامية ويتساءل المرء عن سبب ورود مثل هذه النماذج وحفظها في سفر من هذا النوع ولماذا وجدت بالذات في بعض الأقوال..؟ ويعتقد ماكدونالد أن سفر راعوث هو أول قصة باللهجة العامية، وهو يبرز فكرة أن بوعز -المزارع الثري الكبير السن- من بيت لحم يتكلم بلهجة عامية بعكس اللغة العبرية الأدبية التي تكلمت بها راعوث. وليس هناك مجال للشك في أن السفر يسجل بأمانة بعض اللهجات الغريبة، وهو بذلك يزودنا بمعرفة إضافية عن ثراء وتنوع اللغة العبرية. ]
نعم يبدو غريبًا أن صموئيل النبي الذي ننسب السفر إليه يورد ألفاظًا آرامية في هذا السفر، على عكس العبرية الصِرْف في أسفار ما قبل راعوث وما بعدها من تلك التي تم كتابتها قبل السبي. ولكن يبدو لي -وأرجو ألا يجانبني الصواب- أن صموئيل وجد أحداث هذه الملحمة الرائعة موجودة في بيت لحم بطريقة متوارثة من جيل لجيل منذ أحداثها الأولى (إذ انبهر الشعب هناك(2) بإيمانها وجسارتها وحبها العجيب لحماتها وربما جمالها)، فسجلها كما هي بألفاظها دون تدخل منه لأنها صارت كما الفولكلور الشعبي (ونفس هذا الأمر ينطبق أيضًا على سير بعض القضاة في سفر القضاة وسجلها صموئيل كما هي ولكن لكونها حدثت في بيئة محلية ودون احتكاك بأجانب كما ورد هنا لذلك كانت اللغة العبرية صِرفة). ولأن راعوث موآبية، فليس بغريب أن تتسرب إلى لغتها وكلامها بعض مفردات آرامية بحكم الجيرة مع سوريا، ولكون الآرامية والعبرية من عائلة واحدة في اللغات السامية لم يتم حذفها في هذه المقاطع التي تحتويها وبقيت كما هي مع مرور الزمن حتى قام صموئيل النبي بتسجيلها في هذا السفر بوحي من الروح القدس. ومن ناحية أخرى فقد أظهرت دراسة تفصيلية(3) أن الكلمات الآرامية التي استند عليها النقاد كدليل على تأليف متأخر زمنيًا، وجدت أيضًا في كتابات أخرى غير مشكوك على الإطلاق في كتابتها قبل السبي.
أما بخصوص النقطة الرابعة فيمكن القول أن سلسلة الأنساب المذكورة في نهاية السفر لن تكون دليل دامغ على كتابة السفر بعد السبي ما لم نكن متيقنين تمامًا من أن بعض أجزاء من أسفار موسى ويشوع قد كتبوا أيضًا بعد السبي، وهذا الافتراض الأخير افتراض وهمي لا تقر به كنيستنا وغير مقبول من التقليد الذي تسلمناه من اليهود.
أما عبارة "سابقًا" الواردة في (را 7:4) يمكن أن تتضمن أن تلك العادة قد عفى عليها الزمن، لكن ليس بالضرورة أن تكون قد أُلغيت منذ وقت طويل مضى إذ تكفي 20-50 سنة على إلغاء أعتى العوائد عند الشعوب. بل كون الكاتب يعرف العادة التي كانت سارية من قبل يوحي بأنه عاش في زمن قريب من تاريخ تغييرها حتى إنه استطاع أن يتذكر الممارسات السابقة.
وقبل أن ننتقل من هذه النقطة التي نتكلم عنها نود أيضًا أن نناقش موضوع تزاوج اليهود مع الشعوب الأخرى والتي النقاد اعتبروا هذا السفر بمثابة احتجاج ماكر لصالح هذا التزاوج، وعن هذا الأمر نقول:
[حينما ينظر المرء إلى ما جاء في (تث3:23) "لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر" ثم ينظر إلى ما فعله نحميا وعزرا بخصوص فض الزيجات الأجنبية لا سيما وأن الأخير كان كاتبًا ماهرًا في شريعة موسى (عز6:7) يَتَحَيَّر المرء في وضع راعوث الفريد وكيف وصل الأمر أنه أُفرد لها سِفْر خاص(4) بها، فكيف يَتَأَتَّى هذا لأممية موآبية؟ هل هناك تناقض في النصوص أم هناك لبس وسوء فهم؟
بادئ ذي بدء علينا أن نلاحظ أن (تث3:23) تتكلم من جهة الذكور بالذات، وهذا يتضح من توصية موسى بقتل كل ذكر وكل امرأة عرفت رجلًا من شعب المديانيين وتم الموافقة على استبقاء الفتيات العذارى فقط (عد18:31). ويُفهم من هذا ضمنًا الموافقة على زواج اليهودي من إحدى سبايا الحرب، وهذا واضح بل ونصه صريح في (تث11:21-14). أما إن جئنا إلى عبارة "لا تصاهرهم. بنتك لا تعط لابنه وبنته لا تأخذ لابنك" (تث3:7)، فهذه حالة خاصة وشاذة تختص بالأمم الوثنية التي لا يُرجى منها أي رجوع عن عباداتهم الوثنية. وعمومًا مرد الحذر هنا في هذه الحالات وحالة أيام عزرا ونحميا هو الكثرة الكثيرة لأولئك الغرباء والخوف على إفساد الزرع المقدس عن طريق كثرتهم العددية، أما لو كان الأمر على نطاق ضيق، لكان القليل غير المقدس يتقدس في الكثير المقدس، أو بحسب تعبير بولس الرسول "لأن الرجل غير المؤمن مُقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل" (1كو14:7).
أما لو كان المراد إدخاله هو جنس العذارى الغريبات إلى شعب الله، فالأمر مختلف تمامًا حتى لو كانت هذه الفتاة العذراء هي من مديان أو حتى من السبع الشعوب الذين حرمهم الله بواسطة نبيه موسى، إذ يوافق الله على زواج اليهودي منها بعد حلق شعرها ونزع ثياب سبيها (تث10:21-14). أما سر تصرف نحميا وعزرا على النحو الذي تصرفا به فأسبابه كثيرة: أولًا كثرة العدد من الدخلاء في وقت لم تكن فيه البنية الاجتماعية مهيأة له، ولم يكن هناك من هو مؤهلًا للسعي إلى السهر على إدماجهم روحيًا وتعليمهم أساسيات الديانة اليهودية، إذ كان هذا يستلزم جهدًا وطاقة وكوادر مدربة للقيام بهذه المهمة وهذا ما كان يفتقر إليه الراجعين من السبي الذين كانت أحوالهم بائسة بطريقة يشهد بها أسفار ما بعد السبي، الأمر الذي يحول دون القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
ومن ناحية أخرى اُتخذت هذه الإجراءات تحسبًا لتجربة سليمان الملك وما جرّه عليه الزواج من أجنبيات، فهذه كانت عالقة في ذهني عزرا ونحميا (نح26:13). وبخلاف هذا كانت أولئك النساء وأولادهن لا يحسنون التكلم باللسان اليهودي (نح24:13)، فكم بالأولى لن يكون لهم اهتمام البتة بأمور الديانة. وكل هذا كان في الوقت الذي بدأ فيه اليهود الانغلاق على أنفسهم والمغالاة في الانعزال عمن حولهم..
لكن الوضع يختلف تمامًا حينما نتكلم عن راعوث -المباركة في النساء- فهي لما تزوجت كليون كانت عذراء وبمحض إرادتها تركت شعبها وأهلها ودينها وبلادها وجاءت لتحتمي تحت جناحي إله إسرائيل. وكل هذا يشفع لها حتى لو كانت هناك محاذير بشأن الزواج من أجنبيات، لأنها توكلت على الرب إله إسرائيل وآمنت به فكيف يخزيها وكيف له أن يهمل من دعاه أو ثبت على مخافته (بن سيراخ11:2، 12). وعلى العموم فالله غير متحجر في أوامره ومناهيه، فهو لم يخسف بداود ورجاله أيام أبياثار لما أكل ما يحل أكله للكهنة فقط. وغير هذا يقول بفم ارميا أنه يندم على الشر الذي يقوله على أمة ولا يأتي عليها بالهدم والاقتلاع في حالة توبتها (انظر ار7:18-10). إن الله لم يكتف بإبداء موافقته على انضمام راعوث إلى رعوية إسرائيل، بل نكاد نلمح فرحته بها بكونه جعلها كسراج يوضع على منارة (مر21:4) وأكرم محبتها له بأن جعلها في سلسلة نسب الرب يسوع، وجعل سفر على أسمها رغم كونها من أصل أممي..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
+ ننتقل بعد هذا لمناقشة توقيت أحداث هذا السفر. هناك من ينسبونه لوقت قضاء شمجر أو جدعون أو أبيمالك أو غيره من القضاة المذكورين في سفر القضاة، ولكن لو نضع في سلسلة الأنساب التي وردت في نهاية هذا السفر والمختصة ببوعز بكونه ابن سلمون، وبما ورد في أول أصحاح من إنجيل متى بكون سلمون ولد بوعز من راحاب (مت5:1)، نجد أننا ملزمون بالقول بأن أحداث هذا السفر حدثت في حياة عثنيئيل أول قضاة بني إسرائيل، والذي يعضد هذا الاتجاه أكثر من موقف، فمن أول عدد نستنتج أن الله لم يسمح من البداية بعقاب للشعب من الشعوب الخارجية، بل سمح أولًا بكوارث طبيعية ومنها المجاعة المذكورة في أول عدد في هذا السفر قبل أن يتيح للأعداء فرصة إذلالهم. وغير هذا سهولة الانتقال إلى موآب والعيش هناك والتآلف مع سكانها تجعلنا نتجه إلى استبعاد حدوث أحداث هذه القصة في عهد إهود أو بعده في الفترة التي وصلت إلى ثمانين سنة، ومجموع فترة التعب من الموآبيين مع الراحة منهم 98 سنة (قض14:3، 30)، وهي فترة طويلة جدًا خصوصًا لو أضفنا إليها 48 سنة فترة التعب والراحة أيام عثنيئيل (قض 8:3، 11)، إذ بهذا سيكون عمر بوعز بن سلمون قد تخطى بكثير عمر 180 سنة ولم يكن هناك مَنْ يحيا في ذلك العصر إلى هذا العمر المتأخر.
وما دمنا في تقرير توقيت أحداث هذا السفر سنجد أننا ملزمون أيضًا لمناقشة سلسلة الأنساب الموجودة في نهاية هذا السفر، إذ لو أضفنا إلى فترة القضاة التي قدرناها أثناء دراسة السفر هناك بكونها 250 سنة ولو نضيف عليها فترة القضاء لعالي الكاهن وصموئيل وجزء من فترة ملك شاول سنجد أنها فترة قد تصل إلى مائة سنة، الأمر الذي يجعل الفترة بين بوعز ويسى لن تقل بحال من الأحوال عن 350 سنة، ويستحيل أن يغطي بوعز وعوبيد ويسى هذه الفترة الزمنية الكبيرة، ومن هنا نستنتج أن صموئيل النبي، اكتفى بذكر الأشخاص المعاصرين مباشرة للأحداث وتم ذِكر يسى لكونه أبو داود الذي لأجله وردت سلسلة الأنساب المذكورة في نهاية السفر.
+ وما دمنا قد تطرقنا لمسألة إغفال بعض أسماء في سلسلة الأنساب هذه، علينا أن نناقش إغفال اسم الأب الشرعي لعوبيد. ولطالما سألت نفسي لماذا تم إغفال اسم الآب الشرعي لعوبيد إذ تم إهماله في نهاية سفر راعوث، وفي (1أخ12:2)، وفي سلسلة الأنساب التي في إنجيلي متى ولوقا، هذا في الوقت الذي يذكر سفر راعوث بصريح العبارة الآتي [9- فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. 10- وَكَذَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً, لِأُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ وَلاَ يَنْقَرِضُ اسْمُ الْمَيِّتِ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ بَابِ مَكَانِهِ. أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ». (را 9:4، 10). ]، ولما ولد عوبيد نسبته الجارات لنعمي (را 17:4)، وهنأوها أنها لم تعدم ولي ليقيم نسل لابنها المتوفي (را 14:4).
ولكن رغم أن عوبيد ابن شرعي لمحلون وهكذا كان في عُرْف أهل عصره، إلا أن الوحي الإلهي كان له رأي آخر وأغفل ذكره تمامًا على مدى الكتاب المقدس كله، فما هو يا ترى السر وراء ذلك؟
وإن كان عليّ أن أقرّ أولًا بأنه ما أبعد أحكام الله عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء (رو33:11)، وبأن "السرائر للرب إلهنا والمعلنات لنا" (تث29:29)، إلا أنني سأذكر ما جاء في خاطري عن هذا الأمر وهما احتمالان(5) قد يصبيا وقد يخيبا، ولقد سبق أن أوردت الاحتمال الأول ص38-39 من شرح إنجيل متى وهو على النحو التالي:
مجرد رأي
نعم لقد قالها الرب يسوع في العهد الجديد "إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وأما بنو الملكوت فُيطرحون إلى الظلمة الخارجية" (مت11:8، 12)، ولكن هذه المقولة يسري مفعولها بأثر رجعي على أهل العهد القديم، فهنا تم إدراج اسم ثامار الكنعانية وراعوث الموآبية في الوقت الذي أُهْمِل فيه ذِكْر اسمي عير ومحلون. بل هما دخلتا في رعوية إسرائيل في الوقت الذي شدد فيه إبراهيم على عبده اليعازر الدمشقي أن لا يأخذ لابنه إسحق واحدة من بنات كنعان (تك3:24)، ونفس الشيء تم مع يعقوب إذ أوصاه أبيه إسحق أن لا يأخذ من بنات كنعان لأنهن شريرات (تك6:28، 8)، برغم هذا تم الزواج من ثامار، وبينما الوصية صريحة في (تث3:23) بعدم دخول موآبي أو عموني في جماعة الرب، استحقت راعوث أن تصير أم لملوك إسرائيل بل وللمسيا الآتي. ولكن الشيء الذي كان يجذب انتباهي من زمن طويل هو لماذا تم إغفال محلون زوج راعوث من سلسلة الأنساب رغم أن بوعز تزوج راعوث خصيصًا ليقيم نسل له، وكان هذا واضحًا من (را 10:4). ورغم تهنئة الجارات لنعمي، إلا أن اسم الميت انقرض من كل سلاسل الأنساب على مدى الكتاب كله قديمه وحديثه: في نهاية سفر راعوث وفي (1أخ12:2)، وفي إنجيلي متى ولوقا وصمت الكتاب على هذا الموضوع شغلني كثيرًا إلى أن جاءني خاطر على حالة مشابهة تستطيع أن تلقي ضوء على غموض هذا الموقف إلا وهي حالة عير بن يهوذا، إذ وجدت أوجه شبه كثيرة تساعد في استجلاء الموقف. فعير مات شابًا وكان البكر، وكذلك كان محلون. وأونان أخي عير مات بعده بفترة قصيرة، ونستطيع أن نستشف نفس الشيء عن كليون أيضًا من الإصحاح الأول من سفر راعوث. ولو ننظر أيضًا في سلسلة الأنساب نجد أن ثامار أحيت نسل لزوجها الميت من حميها بالخداع، بالرغم من هذا سجل الوحي الإلهي فارص وزارح على اسم يهوذا على مدى كل أسفار العهد القديم والجديد. وإن قال أحدهم إن الحفيد يُعتبر بمثابة ابن، أرد عليه قائلًا بأن طريقة ذِكر علاقة فارص وزارح في (تك12:36؛ 1أخ4:2) جاءت بكونهما أبناء ليهوذا على قدم المساواة مع شيلة وعير وأونان، بل إن شيلة نفسه تاه في زحمة الكتاب وطواه النسيان ولم يلق المكانة التي كانت لفارص على مدى كل الكتاب.
لذلك نستشف من كل ما سبق أنه كما غضب الرب على عير لأنه شرير في عيني الرب فأماته وهو شاب ومحا اسمه من كتابه (خر33:32)، إذ وجهه ضد عاملي الشر ليقطع من الأرض ذِكرهم (مز16:34)، هكذا نفس الشيء حدث مع محلون، ونفس الكلام يسري على أونان وكليون، ويمكن أن يسري علينا. ولأن الله ليس عنده محاباة (رو11:2) قبل ثامار الكنعانية وراعوث الموآبية بدلًا منهما لأن وجد فيهما شيئًا صالحًا من نحوه (1مل13:14).
2- أما الاحتمال الآخر هو أن الكتاب المقدس في النهاية هو تاريخ خلاص البشرية ويكتفي بالقدر القليل من سلسلة الأنساب الذي يكفي في النهاية لإثبات نسب داود هنا أو السيد المسيح في العهد الجديد، وقد سبق أن أشرنا منذ قليل أن سلسلة النسب التي في نهاية سفر راعوث لا يمكن أن تغطي فترة 350 سنة، الأمر الذي جعلنا نستنتج أنه تم إغفال بعض الأسماء، ونفس الشيء ينطبق على سلسلة الأنساب الموجودة في إنجيل لوقا أو متى، إذ كثيرًا ما كانا يُسْقِطان أكثر من جيل أو يقوما بنسب الحفيد لجده مباشرة ويتم إغفال الأب. وهنا لكون الشخصية المحورية التي كان لها شأن في تاريخ الخلاص هي راعوث ومعها بالضرورة بوعز، لذلك جاء ذكرهما في كل سلسلة الأنساب لأنهما كانا من قائمة أبطال الإيمان، أما أليمالك وابنيه فلم يكن لهم دور يُذكر في تاريخ الخلاص، وإلا لما كان قد فكر من الأساس في ترك بلاده في أيام الجوع إلى شعب موآب -غير المقبولين لدى الله- وما يدل على أن رب هذه العائلة أخذ هذه الخطوة بطريقة منفردة هو اضطرار الولدين للزواج من موآبيات، لأنه لو كان هناك يهود نزحوا مثلهم إلى موآب لكانا بالأولى يتخذا من بناتهم زوجة لكل واحد منهما.. ولم يكن لأحد إيمان يُذكر في هذه العائلة سوى نعمي، وهي لكونها امرأة كانت مغلوبة على أمرها، لكن لما صار الأمر بيدها انتهزت أول فرصة واتتها للعودة إلى بلادها، ومن الواضح جدًا أن لها يرجع الفضل الأول في اهتداء راعوث إلى الإيمان بإله إسرائيل وهذا أمر يُحسب له، وعنها يمكن القول أن دورها مع راعوث -إن جاز القول- كما السابق يوحنا المعمدان مع السيد المسيح. ولكن هذا لا يمنع القول بأنها لقربها من أرض الموعد ولقرب زمن تدخل الله لصالح بني إسرائيل في عهد كل من موسى ويشوع من زمنها فقد تكون قد سمعت عن إله إسرائيل حتى قبل أن تلتقي بنعمي..
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأخيرًا نختم بما كتبه الأرشيدياكون نجيب جرجس تحت عنوان "بعض الأهداف والتعاليم" التي لسفر راعوث وجاءت ص46 من شرحه للسفر:
ب
[أولًا: أن الرب برحمته "يجرح ويعصب، يسحق ويداه تشفيان" (أي18:5)، وقد يسمح بدخول أولاده التجربة، ولكنه يعود ويرحمهم، فقد سمح بتجربة بيت أليمالك ولا سيما نعمي ولكنه عاد فَحَوَّل مرارة حياة الأسرة إلى حلاوة.
ثانيًا: والرب لا يتخلى عن الأرملة واليتيم والمسكين، ولكن يشفق عليهم ويدبر أمورهم.
ثالثًا: ولئن ترك الإنسان وحيدًا في محنة، ولئن تركه أصدقاؤه أو فارقه أقاربه، فالرب يبقى بجانبه عضدًا وسندًا، هو أبو اليتامى وقاضي الأرامل (مز5:68) وكما تقول الكنيسة المقدسة في صلواتها "رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين، عزاء صغيري القلوب، ميناء الذين في العاصف".
رابعًا: إن المحبة التي بين نعمي وكنتيها ولا سيما راعوث الموآبية، ترسم أمامنا صورة مجيدة لما يجب أن تكون عليه المحبة بين الأصدقاء والأقارب وأفراد الأسرة.
خامسًا: بوعز الولي الحنون يمثّل الرب يسوع ولي نفوسنا الذي ظللنا بجناحيه وجعلنا تحت حمايته ورعايته واقتنانا لنفسه عروسًا مجيدة وكنيسة مقدسة.
سادسًا: وراعوث الموآبية في طلبها ولاية بوعز ترسم صورة للنفس المطيعة لعريسها التي تنضوي تحت لوائه وتتبعه وتعيش في حماه ورعايته.
سابعًا: آمنت راعوث بالله، وتركت أهلها ووطنها لتلتصق بحماتها، والنفس المؤمنة تترك كل شيء في سبيل خالقها، وتضحي بكل العلاقات والمسرات والشهوات التي قد تَحول بينها وبين فاديها الحبيب.
ثامنًا: كانت مكافأة المحبة عظيمة، فقد أراح الرب قلب نعمي، وتزوجت راعوث ببوعز الرجل العظيم، وأعطاها الرب منها نسلًا صالحًا، ومن نسلها وُلِدَ داود النبي والملك، وأبناءه وأحفاده من الملوك، وأعظم وأروع من كل هذا وُلِدَ المسيح بالجسد، الملك على كرسي داود حيث يملك إلى الأبد ولا يكون لِمُلكه نهاية (لو33:1). ]
_____
(1) للمؤلف ليون موريس، إصدار دار الثقافة.
(2) يمكن أن نلمح هذا من خلال تحرك كل بيت لحم لنعمي وراعوث لدى وصولهما (را 19:1)، وقول بوعز لراعوث بأن كل أبواب شعبه تعلم أنها امرأة فاضلة (را 11:3).
(3) معذرة عزيزي القارئ أن مصدر هذه الدراسة غير متوفر لدي في الوقت الراهن.
(4) لو قلنا إن استير كسفر يرمز إلى العذراء الملكة، فإنه يمكن القول أن راعوث ترمز إلى عامة الشعب من النساء، ومن هذا المنطلق جاء ذكر السيدة العذراء في مجمع القداس وكانت هي المرأة الوحيدة المذكورة وباقي المساحة للرجال وكأنه لا يوجد نساء من الشهداء والراهبات والناسكات والمتوحدات، وهذا نقص وخلل ليس بالقليل ونتمنى من أعماق قلوبنا أن يتم تدارك هذا النقص بتسجيل أسماء بعضهن بحيث يتم اختيار ولو واحدة من الشهيدات وواحدة من الناسكات.. وهلم جرًا.
(5) ولقد سجلت احتمال ثالث ورد في حينه حين تم الكلام عن هذه الأعداد في الإصحاح الرابع.
← تفاسير أصحاحات راعوث: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/fr-angelos-st-makarios/ruth/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/tftxh44