* تأملات في كتاب
راعوث: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
[1- فَصَعِدَ بُوعَزُ إِلَى الْبَابِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. وَإِذَا بِالْوَلِيِّ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ بُوعَزُ عَابِرٌ. فَقَالَ: «مِلْ وَاجْلِسْ هُنَا أَنْتَ يَا فُلاَنُ الْفُلاَنِيُّ». فَمَالَ وَجَلَسَ. 2- ثُمَّ أَخَذَ عَشَرَةَ رِجَالٍ مِنْ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا هُنَا». فَجَلَسُوا. 3- ثُمَّ قَالَ لِلْوَلِيِّ: «إِنَّ نُعْمِيَ الَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ تَبِيعُ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي لأَخِينَا أَلِيمَالِكَ. 4- فَقُلْتُ إِنِّي أُخْبِرُكَ: «اشْتَرِ قُدَّامَ الْجَالِسِينَ وَقُدَّامَ شُيُوخِ شَعْبِي. فَإِنْ كُنْتَ تَفُكُّ فَفُكَّ. وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَفُكُّ فَأَخْبِرْنِي لأَعْلَمَ. لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرُكَ يَفُكُّ وَأَنَا بَعْدَكَ». فَقَالَ: «إِنِّي أَفُكُّ». 5- فَقَالَ بُوعَزُ: «يَوْمَ تَشْتَرِي الْحَقْلَ مِنْ يَدِ نُعْمِي تَشْتَرِي أَيْضًا مِنْ يَدِ رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةِ امْرَأَةِ الْمَيِّتِ لِتُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ». 6- فَقَالَ الْوَلِيُّ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسِي لِئَلَّا أُفْسِدَ مِيرَاثِي. فَفُكَّ أَنْتَ لِنَفْسِكَ فِكَاكِي لأَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ». 7- وَهَذِهِ هِيَ الْعَادَةُ سَابِقًا فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمْرِ الْفِكَاكِ وَالْمُبَادَلَةِ, لأَجْلِ إِثْبَاتِ كُلِّ أَمْرٍ. يَخْلَعُ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيهِ لِصَاحِبِهِ. فَهَذِهِ هِيَ الْعَادَةُ فِي إِسْرَائِيلَ. 8- فَقَالَ الْوَلِيُّ لِبُوعَزَ: «اشْتَرِ لِنَفْسِكَ». وَخَلَعَ نَعْلَهُ. (را 1:4-8). ]
إن عبارة "فصعد بوعز إلى الباب" ينظر البعض إليها على أنه لم يأت من بيدره حيث الموقع منخفض إلى المدينة حيث مكانها أعلى، بل يعتبرون أن الصعود تم لموضع القضاء بحسب ما ورد في (تث8:17)، ولكن هناك كان الصعود إلى الموضع الذي يختاره الرب وهذا ما لا ينطبق على هذا الموضع وغير هذا فإن الذي يبت في الأمر هناك هم الكهنة واللاويين، بينما الكلام هنا عن شيوخ المدينة والبت هنا ليس في موضوع يختص بالقضاء، بل بتحديد ولي لراعوث ونعمي. ومن ناحية أخرى لو كان الموضع الذي جلس فيه بوعز موضع عالي ويختص بموضع للقضاء كما يقول البعض لكان بوعز قال للولي ولكل من دعاهم "مل واصعد هنا يا فلان الفلاني.. اصعدوا واجلسوا هنا (أيها الشيوخ).. " (ع1، 2)، بينما الذي حدث على الطبيعة هو أنه قال للولي "مل واجلس.. " وللشيوخ قال لهم "اجلسوا هنا". وإذ نضع هذا في اعتبارنا يتأكد لنا أن بوعز رجع بعد توديعه لراعوث في الصباح الباكر جدًا وبعد توزيع أعماله ووجود من يواصل حراسة بيدره صعد إلى المدينة، بينما لو كان موجود في المدينة منذ وصوله إليها مع راعوث ما كان الأمر يحتاج للصعود بل كان قيل "وجاء بوعز إلى الباب وجلس هناك.. ".
نظرًا لأن الأمر كان من الرب وبمباركة السماء ورضاها، لذلك لم يكون غريبًا ولا مصادفة أن يمر الولي الأول في هذه اللحظة، إذ يؤكد النص أنه لم يتم استدعائه بل كان عابرًا في ذلك التوقيت "إذا بالولي الذي تكلم عنه بوعز لراعوث عابر" -الأمر الذي يجعلنا نفهم ضمنًا أن بيت لحم كانت ذات سور وعلى كل من يريد الخروج لعمله أن يمر من عند ذلك الباب- فانتهز بوعز الفرصة وقال له "مل واجلس هنا أنت يا فلان الفلاني". ويقول النص عنه "فمال وجلس" (ع1). والذي يستوقفنا في هذا العدد شيئين أولهما عدم ذكر اسم ذلك الرجل وثانيهما أين كان ذلك الرجل من نعمي وراعوث طوال فترة الحصاد والتي استمرت على الأقل شهرين؟ نحن لم نسمع عنه أنه قدم أية خدمة لنعمي طوال تلك الفترة مع أنه أقرب الناس لزوجها قرابة؟ ولو كان فقيرًا ولا يستطيع المساعدة كان ينبغي أن يكون هو الداعي لعقد هذا المجمع لتبرئه ذمته ليعطي المجال لبوعز الغني أن يحل محله وصفات بوعز وشهامته أمر لا يخفى على الجميع في بيت لحم. ولكن يبدو لي أنه لما "مال وجلس" لم يكن يدري ما الأمر أو لماذا تم استدعائه وتعطيله عن عمله الذي كان ماضي إليه. ولكن لكون ذلك الرجل لم يكن على مستوى المسئولية ولا المروءة لم يتم ذكر اسمه ليس حفاظًا على سمعته إذ عند تسجيل القصة في هذا السفر كان قد مضى أكثر من 200 سنة، ولا لكون اسمه لم يكن معروفًا إذ ليس صعبًا الاحتفاظ بأي اسم في قصص الفولكلور الشعبي، ولكن صموئيل النبي أغفل اسمه لأنه لم يكن مستحقًا أن يرد اسمه في هذا السفر المقدس.
إذ قد يسّر الله وصول هذا الولي بسرعة لبوعز، كان لابد من اكتمال النصاب القانوني للمجمع فما كان من بوعز إلا أن يأخذ "عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم أجلسوا هنا. فجلسوا" (ع2)، وواضح من (ع4) أن شيوخ آخرين حضروا، بل وكان قطاعًا من الشعب حاضر هذا اللقاء (ع9). وفي محضر كل هذا الجمع طرح بوعز القضية للبت فيها.
"ثم قال للولي أن نعمي التي رجعت من بلاد موآب تبيع قطعة الحقل التي لأخينا أليمالك" (ع3).
لم يرد نص من قبل يخبرنا بأن نعمي قالت هذا، ولكن من غير المعقول أن يجازف هذا التقي فيقول أمام هذا المحفل ما لم يحدث حقيقة، ولذلك لست استبعد أن هذا الكلام وصله عن طريق راعوث أثناء لقاء البيدر ليلًا، أو قد يكون هو قد أخبر راعوث بأنه سيعرض الأمر في المحفل من هذه الزاوية ليصل إلى الهدف المنشود الذي تبتغيه نعمي لراعوث، وسيتكلم هكذا باسمها لأنه من الواضح أنه لم يكن للنساء أن تحضر مثل هذه المحافل وهذا ما رأيناه حين عددنا الحاضرين من قبل.
وقبل أن نغادر هذا العدد أود الإشارة إلى أمرين أولهما أنه قد سبق أن اقترحت أنه أليمالك باع حقله قبل سفره ليدبر مال به يهاجر مؤقتًا إلى بلاد موآب. ولكن ما ورد هنا ينفي هذا الاحتمال، إذ لو كان باعه أو رهنه ما كان ورد كلام هنا عن طلب نعمي بيعه. وغير هذا لم تكن هجرة أليمالك هجرة دائمة، بل كان تغربه مؤقتًا لحين انتهاء فترة المجاعة، لذلك لا مبرر لعرضه قطعه حقله للبيع. ومن ناحية أخرى من كان له أن يشتري قطعة حقل في ذلك الوقت والمجاعة قائمة في أرض كنعان، ليس لقلة الأراضي بل في الغالب لندرة سقوط الأمطار آنذاك؟
أما الأمر الثاني الذي أود الإشارة إليه هو أن أرض من يموت تؤول لأقرب ولي له، ولكن وجود زوجة لذلك المتوفي، يمنع استيلائه عليها لحين وفاتها لو كانت عجوز بلا بنين، بينما لو كانت الزوجة شابة فلا يحق الاستيلاء على الأرض بل ينبغي على الولي أن يقيم نسل للمتوفي فلا ينقرض اسمه في إسرائيل. وهنا لكون نعمي عجوز مات زوجها وولديها، كان من حقها أن تعرض هذه الأرض للبيع حتى تقتات من ثمنها بقية أيام حياتها. ولو قال قائل فلماذا لم تعرضها للبيع منذ لحظة وصولها بيت لحم؟ نرد عليه بالقول أن الموسم كان موسم حصاد وليس زراعة لذلك انتظارها لانتهاء موسم الحصاد كان ضروريًا حتى يكون مع المشتري مال ليدفعه لها، وغير هذا لم يكن من الحكمة التصرف في الأمر بسرعة، بل كان عليها أن تتروى لتتفهم حقائق الأمور على الطبيعة وتستوعب المتغيرات التي حدثت على الساحة في غيابها.
ولكن هنا قد يتطرق إلى الذهن سؤال آخر: لماذا ذكر بوعز اسم نعمي فقط ولم يقحم اسم راعوث في الأمر مع أنها زوجة محلون ويحق لها أن ترث ما لزوجها هي أيضًا؟
وللإجابة نقول إن الأمر يختص الآن بأرض ملك أليمالك ككل ونصيب محلون فيها تحصيل حاصل، وغير هذا إقحام راعوث في القضية من البداية قد يفسدها إذ يتعلل ذلك الولي بأنها غريبة عن رعوية إسرائيل ولا يحق لها أن ترث شبر في أرض كنعان، وقد يضر بالقضية إذ يضيع على نعمي وبالتالي على راعوث وراثة أرض كليون الذي زوجته عرفة لم تأتي مع نعمي. وهناك من يرى أنه فعل هذا تحسبًا لمنع الشبهات أنه فعل هذا من أجل أن يتزوج راعوث..
لقد كان ذلك الولي له ميراث ونحن نستبعد أنه كان فقيرًا، وبدلًا من أن يتم عرض الأرض للبيع والشراء كما ورد في (ع3، 4)، كان ينبغي عليه أن يضم نعمي وراعوث لبيته ويتعهدهما بالرعاية. ولكن يبدو هنا أنه ما فكر في تبعات الأمر وظن أن الأرض في النهاية ستؤول له إذ لا وريث أقرب منه طالما نعمي عجوز، وربما هو استبعد راعوث من حساباته على اعتبار أنها موآبية وغريبة عن رعوية إسرائيل، وربما أفقه الضيق هداه إلى النص الكتابي "لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب.. إلى الأبد" (تث3:23)، وظنه ينطبق على راعوث، ولذلك قال في الحال "إني أفك" (ع4). لقد ظنها فرصة ذهبية فلماذا يتركها لبوعز الذي يليه في الولاية؟
"فقال بوعز يوم تشتري الحقل من يد نعمي، تشتري أيضًا من يد راعوث الموآبية امرأة الميت لتقيم اسم الميت على ميراثه" (ع5).
نعم هنا يقول بوعز أن راعوث موآبية، ولكن اتساع أفقه ومعرفته بالخبرة من تكون راعوث وتضحياتها، جعله يتيقن أنها خير من يليق بها أن تُدعى إسرائيلية لا غش فيها، وربما شهامته ووقوفه بجانبها في هذا الموقف قد سندها، ومن يدري قد يكون المحفل الحاضر اعتبارًا منه لشخص بوعز لم يعترض على أحقية راعوث الغريبة في بيع نصيبها هي أيضًا وهذا ما نستشفه من قوله "تشتري أيضًا من يد راعوث الموآبية.. ". ولكن هنا أضاف بوعز أن الشراء مقترن بإقامة اسم الميت على ميراثه، وكأنه يذكرّنا بما قاله طوبيا لله مع فارق المناسبة "يا رب أنت تعلم أني لا لسبب الشهوة اتخذ أختي زوجة وإنما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك إلى دهر الدهور" (طو9:8)، فهنا كأن بوعز يقول للجمع أنا لو رسا على القيام بدور الولي لراعوث لن أقترب منها من باب الشهوة بل لأقيم اسم الميت على ميراثه.
ونظرًا لأن ذلك الولي دخل على طمع وكانت حساباته خاطئة، لم يستحق أن تبيت تحت سقفه هذه المغبوطة التي كان مقدرًا لها منذ الأزل في فكر الله أن يأتي المسيا من نسلها! ومن يدري ربما هو امتدح نفسه لأنه أفلت من صفقة خاسرة، بينما الأمر ليس كذلك، إذ ليس ببعيد أن بوعز سيشكره وكان يتمنى لو رفض العرض حتى يفسح له المجال ليقدم هذه المعروف إلى إنسانة فاضلة وتقية ثمنها يفوق اللآلئ.
ولا أدري ما المقصود بعبارة "لئلا أفسد ميراثي" ولكن لو نرجع إلى الوراء نجد أنه ورد في (تث6:25) "والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يُمحى اسمه من إسرائيل"، ولعل المقصود هنا أن البكر هو الوحيد الذي سيؤول للميت، بينما لو جاء بنين آخرين بعده -وهذا أمر وارد- إذ لن يتزوجها الولي لفترة معينة لحين ولادة ابن ثم يتركها، بل هي ستظل زوجة له أمام الجميع، وبالتالي سيكون له بنين آخرين منها فيزاحمون بنيه من زوجته الأولى ويترتب على ذلك مشاكل هو في غنى عنها، وربما لم يكن ميراثه من الأرض كبير مثل بوعز فآثر الانسحاب "ففك أنت لنفسك -يا بوعز- لأني لا أقدر أن أفك" (تابع ع6).
"وهذه هي العادة سابقًا في إسرائيل.. " (ع7).
نستشف من هذه العبارة أن هذه العادة قد بطلت في إسرائيل وقت كتابة هذا السفر، وربما قد يرجع بطلانها بسبب كتابة صكوك (وثائق) تختص بالبيع والشراء كما سنرى فيما بعد في (ار11:32، 12)، وكانت هذه عادة سهل أتباعها أيام الترحال في البرية أو في بداية السكنى في أرض كنعان وربما كان يتم هذا بين بني إسرائيل في أرض مصر، ولو قصرنا النص على أرض كنعان في بداية السكن فيها نجد أنها لا يمكن أن تكون قد أخذت شكل العادة المستقرة آنذاك إذ لم يكونوا في زمن بوعز مقيمين فيها إلا منذ فترة قريبة قد لا تتعدى الخمسين أو الستين سنة لأنه بوعز مولود في تلك الأرض ولن يزيد عمره عن هذا وقت تلك الأحداث.
ومن أجل هذا لم يجد الولي غضاضة في خلع نعله أمام الجمع وتقديمه لبوعز (ع8). ولأن الموضوع أساسًا بيع وشراء، وجاء موضوع زواج راعوث كمسألة جانبية أو كنتيجة له، لذلك ليس لنا أن نخلط بين خلع النعل الذي ورد هنا وما جاء في (تث9:25)، من قيام زوجة المتوفي من خلع نعل أخو زوجها والبصق في وجهه، إذ هناك الأمر يختص بأخي الزوج المتوفي وهذا ما لا ينطبق على بوعز أو ذلك الولي الآخر، وحتى لو كان ينطبق فما كان لراعوث الغريبة والفاضلة أن تقوم بمثل هذا العمل لذلك الولي..
وعمومًا خلع النعل كناية عن أنه رفع يده عن الأمر وليس له الحق أن يضع رجليه في ذلك الحقل، ونحن مقابل خلع النعل، نقول فلان أخذ الأرض بوضع اليد، بمعنى أنه تملك تلك الأرض أو استولى عليها.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
[9- فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. 10- وَكَذَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً, لِأُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ وَلاَ يَنْقَرِضُ اسْمُ الْمَيِّتِ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ بَابِ مَكَانِهِ. أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ». 11- فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْبَابِ وَالشُّيُوخُ: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَاصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا اسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 12- وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارِصَ الَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا, مِنَ النَّسْلِ الَّذِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هَذِهِ الْفَتَاةِ». (را 9:4-12). ]
يرى بوعز الآن أن طريقه صار ممهدًا لكي يفي بوعده لراعوث أنه سيقوم لها بحق الولي، لكن في باب المدينة وأمام الشيوخ وشعب المدينة نشر عقد الزواج بينه وبين راعوث الموآبية، وبمقتضاه ابتاع كل ما يخص عائلة أليمالك، وهنا نلاحظ أنه ينعت راعوث بالموآبية، وكأنه يود القول ولو كان أصلها موآبي، فأنا لن استنكف من الارتباط بها، وذلك لأن ما يقدم عليه معها هو عمل جليل يستحق هذا ألا وهو أن يقيم "اسم الميت على ميراثه ولا ينقرض اسم الميت من بين إخوته ومن باب مكانه" (ع10).
أما بخصوص هذا الزواج فيظهر لنا:
1- أنه تم الاحتفال به أو على الأقل تم إعلانه أمام شهود كثيرين (ع9، 10).
أ- إنني اشتريت عقاره فمن كان واضع يده أو ليه دين عليه ليأتيني وسأعطيه ما له.
ب- إنني اشتريت أرملة الميت زوجة لي. نعم ليس بمعنى أن راعوث كانت عبدة وقام هو بعتقها، لكن بمعنى أنه كانت من متعلقات زوجها -إن جاز القول- ولا يستطيع أحد أن يأخذ ما لزوجها دون أن تكون هي جزء من الصفقة، ولو نرجع للوراء قليلًا سنجد أن هذا ما أخفق فيه الولي السابق أو ما لأجله خسر تلك الصفقة. وهنا بوعز اقتناها لنفسه وافتداها من ترملها وصيرها زوجة له.
لاحظ أنه لكون بوعز صنع هذا المعروف للميت وأيضًا هذا التعطف على الأحياء، فإن الله أكرمه بأن أدخله ضمن سلسلة أنساب المسيا، والذي به تكرمت أسرته فوق كل أسر بني إسرائيل، بينما الولي الآخر الذي كان خائفًا جدًا من إفساد ميراثه بزواجه من الأرملة، دُفن اسمه وميراثه في بحر النسيان والخزي.
إن ربنا يسوع المسيح مخلصنا وفادينا الأبدي قد تطلع مثل بوعز بشفقة على الحالة المؤسفة للبشرية الساقطة. وهو افتدى الميراث السماوي لنا بثمن باهظ، وهو الميراث الذي رُهن بسبب الخطية واُحتجز في يد العدل الإلهي، والذي كنا نحن عاجزين تمامًا عن افتدائه.
2- إنه كان احتفالًا مصحوبًا بصلوات وأدعية كثيرة. فالشيوخ وكل الشعب عندما شهدوا هذا الاحتفال تمنوا لهذا الزواج الخير وباركوه (ع11، 12).
أ- من المحتمل أن أكبر الشيوخ صنع هذا الدعاء وبقية الشيوخ مع الشعب انضموا إليه فيه ولذلك قال عنه السفر أن الجميع دعوا نفس الدعوة، لأنه في الصلوات الجماعية. ولو أن الذي يصلي واحد، لكن يلزمنا أن نصلي نحن جميعًا وأيضًا نقول آمين على كل ما يطلبه قائد الصلاة من الله.
ينبغي للزواج أن يُبارك وأن يكون مصحوبًا بالصلوات لأجل نجاح وتوفيق الطرفين. علينا أن نتمنى ونصلي لأجل رفاهية وخير الآخرين.
ب- وعن مضمون هذه الصلاة فهم:
• صلوا لأجل راعوث قائلين "ليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وكليئة، أي يجعلها الله زوجة فاضلة وأم مثمرة. وهنا يستوقفنا سؤال نطرحه الآن ونرجئ الإجابة عليه قليلًا: إن كان المطلوب هو مجرد وريث يقيم اسم الميت فلماذا تم ذكر راحيل وليئة "اللتين بنتا بيت إسرائيل"؟
• وصلوا لأجل بوعز قائلين "ليكن بيتك كبيت فارص الذي ولدته ثامار.. " (ع12)، وهنا أيضًا يستوقفنا أكثر من سؤال: أن البيت الذي سيتم العمل لصالحه هو بيت محلون، فلماذا تم ذكر بيت بوعز، ولماذا ذُكر فارص بالذات؟ وما معنى "كن ذا اسم في بيت لحم" لبوعز وهو رجل جبار بأس؟
وللإجابة على كلما سبق طرحه من أسئلة في هذه النقطة والتي سبقتها نقول الآتي:
قد يبدو غريبًا أن بوعز الذي راعوث في عمر بنته لا يتم ذكر بنين له في كل ما سبق حتى أنه ليس فقط كان يباشر أعماله بنفسه، بل حتى حين استلزم الأمر حراسه حصاده تولاه هو بنفسه، ولو كان له بنين أو بنات سيكونون متزوجين وعلى الأقل سيقيم أحد منهم أو بعضهم في بيت لحم، وبالتالي سيكون هناك منهم من يحرس بيدر أبيه. ومن ناحية أخرى لو كان له بنين أو بنات ستكون عبارة "كن ذا اسم في بيت لحم" نافلة لا لزوم لها، وكلمة ليست في محلها، بل وما الداعي لأن يقال له "ليكن بيتك كبيت فارص.. " إن كان له بنين وبنات كثيرين، مع العلم أن بوعز في هذا التشبيه يمثّل يهوذا وليس فارص؟ بل وكيف يقال له "اصنع ببأس في أفراتة" بينما أول ذكر لبوعز تم فيه نعته بأنه رجل "جبار بأس" (را 1:2)؟
يبدو أن بوعز كان متزوج من امرأة عقيمة لم تنجب له بنين وهو كرجل تقي لم يفكر في طلاقها أو الزواج عليها وسلّم الأمر لله، وربما قد تكون هذه المرأة قد ماتت ليس من فترة بعيدة، ولذلك حين ظهرت راعوث على الساحة كان هو أرمل لا بنين له، ومن هنا حين وقع الاختيار عليه ليقوم بدور الولي، كان هو سيقوم من خلال راعوث ببناء بيته وبيت محلون، على اعتبار أن البكر يكون لمحلون وبقية البنين يكونون له، وبهم يصنع اسم له في بيت لحم. ولو نضع هذا في بالنا سنفهم لماذا قيل له "ليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وكليئة اللتين بنتا بيت إسرائيل" فهو وإن كانت زوجته الأولى الشرعية عقيمة كراحيل، فإنه من خلال راعوث التي يتمنونها أن تكون مثمرة كليئة تبني له بيته، أو بتعبير أدق تقوم راعوث بمقام الاثنين في إنجاب عدد كبير -كما فعلا لبيت يعقوب لما أنجبا مع الجاريتين اثني عشر ابنًا- بهم يتم بناء بيت كبير يستوعب أملاكه الواسعة.
ولئلا يظن أنه كبر في السن وفاته القطار يقولون له من باب التشجيع "اصنع ببأس في أفراتة وكن اسم في بيت لحم".
أما لماذا ذُكر فارص بالذات "فهذا لأنه ولد في ظروف مشابهة، وكان نتاج قيام يهوذا بدور الولي لكنته ثامار، وكما نما بيت فارص وصار من أكبر بيوت سبط يهوذا وغطى حتى على بيت شيلة أخيه الأكبر، هكذا يتمنون لنسله الذي يأتي كعطية من الرب له "من هذه الفتاة" يكوّن بيت لا يقل عن بيت فارص في الكثرة العددية (ع12).
لقد كان عوبيد بكر بوعز وراعوث ولذلك يكون ابن محلون وبوعز بآن واحد ولذلك نال الميراثين وحمل الاسمين، وهذا قد يكون مخرج ثالث لما سبق أن طرحناه في المقدمة لماذا تم ذكر بوعز وليس محلون في سلسلة النسب الموجودة في نهاية السفر.
[13- فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا, فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلًا فَوَلَدَتِ ابْنًا. 14- فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيًّا الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ. 15- وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ, وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ». 16- فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. 17- وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ. (را 13:4-17). ]
بعد إجراء المراسيم المعتادة أخذ بوعز راعوث لبيته وصارت له زوجة، ولأن هذا الزواج كان مباركًا من الله والناس لذلك حبلت راعوث في الحال "دخل عليها فأعطاها الرب حبلًا.. "، ولما لا فثمرة البطن هي مكافأة من الرب (مز3:127).
هنا نلاحظ أنه أول مرة في هذا الإصحاح يأتي اسم راعوث دون نعتها بالموآبية، وبينما تم نعتها بالموآبية حتى بعد زواجها من محلون فقط سقطت عنها هذه الجنسية بمجرد زواجها من بوعز فلماذا كان هذا؟
إن محلون لم يكن يعنيه في شيء أن يكون تحت نير مع غير مؤمنة بالله عند زواجه، ولذلك ارتبط براعوث الموآبية التي كانت تعبد كموش إلههم الوثني والذي رجعت إليها سلفتها عرفة، ولكن فيما بعد تحولت عن وثنيتها وتركت إلهها كموش وإن لم تنضم رسميًا إلى الكنيسة اليهودية، ولذلك بالرغم من مجيئها مع حماتها إلى بيت لحم، ظلت كما هي من ناحية الجنسية إذ زوجها مات سريعًا ودون إنجاب بنين تسبغ عليها الرعوية الإسرائيلية، ولكن ليس من المستبعد أنه تمت إجراءات طقسية قبل مراسيم زواجها من بوعز بها صارت في عداد شعب الله ولذلك سقطت عنها جنسيتها الموآبية واستطاعت بهذا أن تتزوج رسميًا وطقسيًا من بوعز.
لقد دعا بوعز لهذه الإنسانة التقية أن تنال أجرًا على شجاعتها ومثابرتها من إله إسرائيل الذي جاءت لتحتمي تحت جناحيه، والآن هو نفسه صار الوسيلة لتحقيق هذه الطلبة.
كم جميل وتتسم بالتقوى الأجواء التي يرسمها ذلك السفر، إذ ليس فقط الشيوخ دعوا بالبركة، بل ها نحن نرى النساء -من الصديقات والجارات- يباركن الرب لأجل مولد عوبيد "مبارك الرب الذي لم يعدمك وليًا اليوم.. "
والولي الذي تحدثت عنه النساء هنا (ع14)، ليس هو بوعز، بل الطفل المولود "اليوم" (ع14)، وورد في (ع15) "قد ولدته" (ع15)، حيث يعود الفعل على ذلك الولي، وهو الذي منوط به أن يعيد إليها بهجة الحياة ويعولها في شيخوختها. ولما لا وراعوث التي ولدته لا تزال كنتها، وبالتالي المولود منها هو لحساب ابنها محلون فيكون بالتالي المولود حفيدها وهي جدّته التي تربيه فيصغره ليعولها في كبره عندما تدب فيها الشيخوخة.
لم تكن راعوث مجرد كنّة، بل كانت تكّن لها محبة عظيمة كمحبة الابنة لأمها، بل ربما محبة أعظم لأن روابط الحب الروحي تكون في العادة أقوى من روابط الحب النابع عن قرابة جسدية وطبيعية، لذلك عن جدارة قيل عنها لنعمي إنها "خير لك من سبع بنين". وكم سمعنا عن رجال ونساء ماتوا وحيدين رغم ما لديهم من بنين كثيرين أخذتهم مشاغل الحياة وتزوجوا بعيدًا أو هاجروا، ولم يستفيدوا من بنيهم في أواخر أيامهم فماتوا كما لو كانوا عقيمين لم ينجبوا قط، لذلك جاء مدح راعوث في هذه النقطة عن جدارة.
لو نضع عبارة "فقالت النساء.. " ومضمون ما قلنه، ونضعه بجانب "وسمته الجارات.. " نجد أن هؤلاء النسوة هن في الغالب الجارات، ومن حيث إن ذلك الطفل سيكون منعش لحياتها ويعولها في شيخوختها، لذلك اعتبرنه كمن سيتكرس عبدًا ليخدم نعمي، لذلك أطلقن عليه اسم عوبيد، ويعني عبد، ليس عبد يهوه، بل مجرد عبد وحسب، وإكرامًا لخاطر نعمي وحبًا لها، لم يمانع بوعز أو راعوث في إطلاق هذا الاسم عليه، وقد كان.
وقبل أن نختم الكلام على هذه الأعداد، نود أن ننوه إلى مشكلة سنقابلها فيما بعد لها حل في هذه الفقرة.
لقد قيل "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" (2صم23:6)، الأمر الذي يعني أنها كانت عقيمة وظلت هكذا إلى النهاية. ولكن احتار المفسرين في شرح آية أخرى ظهر فيها تضاد شديد، جعل ذوي النوايا الحسنة يظنون أنه حصل خطأ في النساخة، إذ ظنوا أن اسم ميكال ورد هنا بطريق الخطأ إذ كان المفروض أن يُذكر اسم ميرب في النص التالي ".. وبني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي (2صم8:21)، وذلك استنادًا إلى آية أخرى نصها كالآتي "وكان في وقت إعطاء ميرب ابنة شاول لداود أنها أعطيت لعدريئيل المحولي امرأة" (1صم19:18)، فهل حدث خطأ في النساخة كما يقول البعض، وبماذا نفسر اللبس الحاصل هنا؟
إن الكتاب المقدس له لغته ومصطلحاته الخاصة به والتي لو نتوه عنها أو لا نعرفها سنقع في مشاكل عويصة كهذه التي بين أيدينا الآن. ولو نرجع إلى (ع16، 17) سنجد هناك مفتاح الحل لهذه المعضلة الماثلة أمامنا.
فقد وردت في (ع16) أن نعمي أخذت الطفل ووضعته في حضنها وصارت له مربية، وبسبب هذا بالذات قيل في (ع17) أنه قد ولد ابن لنعمي، رغم أن النص يقول صراحة أن التي ولدته هي راعوث، ومن هذا المنطلق يعتبر الكتاب أن المربية -ليس بالطبع كل مربية- بل المربية القريبة بالجسد للأم تعُتبر كأنها ولدت هذا الطفل، ودُعيت ليئة أو بلهة جارية راحيل أم ليوسف في (تك10:37)، وعلى هذا القياس دُعي موسى ابن ابنة فرعون رغم أنها تبنته ولم تلده بالجسد.
ولو نرجع لنطبق هذا الكلام على ميرب ومكيال، سنجد أن عقم ميكال كان واضح من البداية، فقامت هي بتعويض أمومتها ومارستها بكل عنفوانها في أبناء أختها ميرب الخمسة وصارت لهم مربية في حياة أمهم، وربما ماتت ميرب مبكرًا فصارت لهم مكيال ليس فقط المربية بل أمًا ثانية، وبهذا في إطار ما رأيناه حادث مع نعمي هنا وكسابقة لها صارت مكيال، كأنها هي التي ولدتهم لعدرئيل زوج أختها ميرب.
وفي العدد الأخير قيل عن عوبيد "هو أبو يسى أبي داود"، وكأن هذا السفر كُتب خصيصًا ليتحدث عن نسب داود الذي مسحه صموئيل ملكًا قبل موته.
[ 18- وَهَذِهِ مَوَالِيدُ فَارِصَ: فَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ,. 19- وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ, وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ,. 20- وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ, وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ,. 21- وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ, وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ,. 22- وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى, وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ. (را 18:4-22). ]
هنا كما سبق القول قيل هذا لتأكيد وتسجيل سلسلة نسب داود الذي مسحه صموئيل ليصير ملكًا بعد شاول ونلاحظ أنه توقف عند داود، لأنه مات قبل أن يملك داود أو يتزوج وينجب.
وقد سبق أيضًا أن تعرضنا لقصر هذه السلسلة عن أن توفي الفترة الزمنية التي نفصل بين بوعز ويسى، واستنتجنا أن هناك أسم أو أكثر سقط بين يسى وعوبيد.
ونختم هنا بفوائد روحية وردت عن هذا الإصحاح في ختام شرحه في السنن القويم وهي على النحو التالي:
[1- يجب أن يكون كل شيء بلياقة وبحسب الترتيب ولا سيما الزيجة. والزيجة سرًا أو بالعجلة لا يستحسنها المجتمع ولا الضمير الصالح. وإهمال الفرائض الدينية والسياسية مما يؤول إلى الحزن والندامة والخراب.
2- يجب على العروسين أن ينظرا إلى مستقبل حياتهما فيدبران أمورهما البيتية والمالية بالحكمة وأن لا ينظرا الزمان الحاضر فقط تسوقهما الميول الجسدية.
3- يجب أن فرح الوالدين بناتهم لا يكون أقل من فرحهم ببنيهم، لأن الابنة الفاضلة تعزي والديها وتبني بيتهما. وكثيرًا ما تكون محبتها لوالديها أعظم من محبة البنين وسلوكها أحسن من سلوكهم.
4- يجب أن نعتبر الموتى ولا ننساهم أو نتكلم عنهم رديًا، بل نطلب لهم الذكر الطيب.
5- على كل رب بيت أن يعتني بأهل بيته أولًا وعليه أيضًا أن لا يكتفي بهذا الواجب، بل أن يهتم بغير أهل بيته أيضًا فيساعد المحتاجين ولا سيما أنسباءه الفقراء.
6- من يعامل المحتاجين باللطف ويتصدق عليهم ولو عن غير فضيلة لا يضيع أجره.
7- من يصبر إلى المنتهى ينجيه الرب من ضيقاته. وإن لم ينجحه في هذه الحياة فلابد من الخلاص التام والراحة الكاملة في الآخرة.
8- يجب أن الشيخوخة تكون أفضل أوقات الحياة لأن فيها يكون قد كثر الأصدقاء واتسعت المعرفة والاختبار وتقوى الإيمان والرجاء واقتربت الحياة الأبدية في السماء.
9- إننا نستفيد من ذكر الأسلاف لأننا به نشعر بالشكر والمسئولية، ويجب أن نفتكر أيضًا بنسلنا والقرن (الجيل) القادم فنسلّم لهم ما استلمناه ونكون لهم قدوة حسنة ونترك ذكرًا طيبًا. ]
تم الانتهاء من هذه الدراسة الاثنين الموافق 30 أغسطس 2004م/ عيد نياحة القديس تكلا هيمانوت الحبشي.
← تفاسير أصحاحات راعوث: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
مراجع هذا التفسير |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنجيلوس المقاري |
تفسير راعوث 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/fr-angelos-st-makarios/ruth/chapter-04.html
تقصير الرابط:
tak.la/6dn78hy