* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
(1) توبيخ الغلاطيين لتمسكهم بأعمال الناموس (ع 1-5)
(2) إبراهيم مثال التبرير بالإيمان (ع 6-9)
(3) مقارنة بين الناموس والإيمان (ع 10-14)
(4) الناموس لا يبطل المواعيد (ع 15-18)
(5) غاية الناموس (ع 19-25)
(6) الإيمان والبنوة للمسيح (ع 26-29)
1 أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا! 2 أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْكُمْ هَذَا فَقَطْ: أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَخَذْتُمُ الرُّوحَ، أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟ 3 أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَ مَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ، تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟ 4 أَهَذَا الْمِقْدَارَ احْتَمَلْتُمْ عَبَثًا؟ إِنْ كَانَ عَبَثًا! 5 فَالَّذِى يَمْنَحُكُمُ الرُّوحَ، وَيَعْمَلُ قُوَّاتٍ فِيكُمْ، أَبِأَعْمَالِ النَّامُوسِ أَمْ بِخَبَرِ الإِيمَانِ؟
ع1: الأغبياء: يوبخ بولس الغلاطيين على جهلهم الشديد بتصديقهم أن الناموس هو سبب خلاصهم، فتمسكوا به بعد أن تعمدوا. وبولس لا يكسر الوصية في قوله أغبياء لأنه معلمهم وأبوهم المسئول عنهم ويوبخهم على أهم موضوع في حياتهم وهو خلاصهم، ولكنه كان محتفظًا بسلامه وليس غاضبًا.
رقاكم: أي سحركم وهي من الرقية التي تستخدم في السحر، ويعنى غيَّركم تغييرًا كاملًا إلى هذه الدرجة عن الإيمان الصحيح.
تذعنوا: تخضعوا وتطيعوا.
للحق: الإيمان، لأن المسيح هو وحده المخلص وليس أعمال الناموس.
رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبًا: في الأصل اليوناني القديم الذي كتب به الكتاب المقدس تعني تخيُّل في الذهن للمسيح المصلوب.
يوبخ الرسول الغلاطيين لتركهم الإيمان بالمسيح المخلص والعودة للاعتماد على الناموس كمصدر للخلاص.
ع2: خبر الإيمان: الوعظ والتبشير بالمسيح المخلص الذي قاله بولس بينهم.
يتساءل بولس - بتعجب - مع الغلاطيين عن سبب البركات التي يحيون فيها، وهي عمل الروح القدس فيهم بكل مواهبه وثماره، هل هو أعمال الناموس أم إيمانهم بالمسيح المخلص؟ وبالطبع الإجابة أن الروح القدس وكل عطاياه نعمة ينالونها بالإيمان.
ع3: المفروض أن ينمو الإنسان روحيًا، أما هم فبدأوا بالإيمان وتراجعوا إلى فرائض الناموس الجسدية مثل الختان.
ع4: لم يكن احتمالكم للآلام والاضطهادات من أجل المسيح عبثًا، إنما العبث هو محاولة الوصول للكمال بأعمال الناموس.
ع5: يكرر بولس السؤال ليراجعوا أنفسهم، هل وصلوا لهذه المواهب والقوات بسبب التزامهم بالناموس أم بقوة الإيمان؟ ... فبولس كان يحث دائما على الثبات في الإيمان "أما البار فبالإيمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسى" (عب10: 38) "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في 2: 12).
ولعل هذا الفصل يرد على من يقولون أن المؤمن لا يرتد. فهؤلاء ارتدوا بعد أن آمنوا بسبب استماعهم للمعلمين الكذبة.
† فلنراجع أنفسنا باستمرار هل حياتنا الروحية في تقدم أم تأخر؟! فإن لاحظنا تأخرًا نبحث عن السبب لعله يكون تهاونًا في خطية معينة أو تقصيرًا في صلواتنا وقراءاتنا، والتوبة والاعتراف يعيدانا ثانية إلى طريق الملكوت.
6 كَمَا «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا.» 7 اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ، أُولَئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيمَ. 8 وَالْكِتَابُ، إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ.» 9 إِذًا؛ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ، يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ.
ع6: يقدم بولس الرسول أدلة من الكتاب متخذا إبراهيم أبو الشعب اليهودي، مثالًا على أن التبرير بالإيمان وليس بأعمال الناموس. فلقد آمن إبراهيم فحسب إيمانه برًا، وكان هذا قبل ناموس موسى وقبل الختان (تك 15: 6).
ع7-9: يؤكد الرسول أن الانتساب لإبراهيم يكون حسب إيمان إبراهيم العامل وليس حسب الإنتساب الجسدي، ولذلك قال لهم السيد المسيح: "لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يو8: 39). ولأن الله قد سبق فرأى أن الأمم ستؤمن بالمسيح فوعد إبراهيم "وتتبارك في نسلك (المسيح) جميع الأمم". (تك 26: 4). فمن يسير في طريق إبراهيم في الإيمان ينال وعد البركة. وإيمان إبراهيم كان عمليا، إذ ترك كل شيء وأطاع وقدم وحيده إسحق، فقال له الله "بذاتى أقسمت يقول الرب إنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر" (تك 22: 16، 17). فالعمل هنا عمل النعمة في حياة الإنسان كنتيجة للإيمان الحي ولا موضوع للناموس في وعد الله لإبراهيم.
† ليكن لنا الإيمان العملى في حياتنا، فندخل الله في كل أعمالنا ونثق في قوته المساندة ولا نضطرب من الضيقات لأنه قادر أن يجتاز بنا من خلالها ونخرج أكثر قوة.
10 لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيعْمَلَ بِهِ.» 11 وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا.» 12 وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا.» 13 اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.» 14 لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ.
ع10: من يعيش في الناموس لن يستطيع أن يكمل كل ما فيه وبالتالي يصير مقصرًا وملعونًا لأنه أخطأ بعدم إتمام الناموس. وسفر التثنية يقرر ذلك (تث27: 26) كما تذكر هذه الآية التي تعلن ضرورة إتمام كل الناموس وإلا يصير الإنسان ملعونًا.
ع11: التبرير إذًا لن يكون بالناموس الذي يلعن كل من يقصر في واحدة منه، ولكن يكون بالإيمان كما يذكر حبقوق النبي في نبوته (حب 2: 4).
ع12: الفرق واضح بين الإيمان وأعمال الناموس، فالأخيرة لا تبرر من يهملها ولا يوجد أحد يستطيع أن يحيا بكل مطالب الناموس فتكون الحياة والتبرير بالإيمان، أما الناموس فممهد الطريق للإيمان بالمسيح.
ع13: أكمل المسيح الناموس عنا، فهو الوحيد القادر على ذلك فصلب لأجلنا. والصلب علامة العار واللعنة، أي أن المسيح البار صار لعنة لأجلنا ليرفع عنا اللعنة والحاجة إلى إتمام الناموس، فقد أكمله عنا لنؤمن نحن به فننال التبرير ولا نحتاج بعد لإتمام أعمال الناموس.
ع14: هكذا يظهر أن التبرير بالإيمان وليس بأعمال الناموس. فليس فقط اليهود الذين يؤمنون بل أيضًا الأمم، فينال الكل التبرير بالمسيح ويفيض عليهم عمل الروح القدس بكل مواهبه وثماره.
† إن كان الخلاص متاح لنا إذا آمنا بالمسيح، فلا نُعُد نتكل على أفكارنا الخاصة أو قدراتنا المنفصلة عن الله بل نثق في المسيح ونتكل عليه في كل شيء لنفتح الطريق لعمل الروح القدس فينا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ أَقُولُ «لَيْسَ أَحَدٌ يُبْطِلُ عَهْدًا قَدْ تَمَكَّنَ وَلَوْ مِنْ إِنْسَانٍ، أَوْ يَزِيدُ عَلَيْهِ.» 16 وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي «إِبْرَاهِيمَ وَفِى نَسْلِهِ.» لاَ يَقُولُ «وَفِى الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَ«فِى نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. 17 وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْدًا قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ. 18 لأَنَّهُ، إِنْ كَانَتِ الْوِرَاثَةُ مِنَ النَّامُوسِ، فَلَمْ تَكُنْ أَيْضًا مِنْ مَوْعِدٍ، وَلَكِنَّ اللهَ وَهَبَهَا لإِبْرَاهِيمَ بِمَوْعِدٍ.
ع15: الإخوة: لأنهم مؤمنون وأعضاء في جسد المسيح الواحد.
بحسب الإنسان: أي بالمنطق البشرى.
تمكن: توثق.
من المعروف أن أي وعد يصدر من أي إنسان يظل ثابتًا ولا يستطيع أحد أن ينقصه أو يزيد عليه شيئًا. فكم بالأحرى لو كان الوعد من الله، فإنه يظل ثابتًا.
ع16: المواعيد الإلهية كانت لإبراهيم وبالطبع تظل ثابتة ولا يستطيع أحد أن ينقضها، وقد وعد الله إبراهيم وقال "في نسلك" وليس الأنسال. فالمقصود شخص واحد وليس جماعة وهذا الشخص هو المسيح، الذي جاء من نسل إبراهيم ويقدم الخلاص للعالم كله فيتبارك فيه العالم كله الذي يؤمن به.
ع17: ينسخ: يلغى.
يعلن بولس أن الناموس الذي أُعْطِىَ لموسى بعد حوالي 430 سنة من وعد الله لإبراهيم لا يمكن أن يلغى وعود الله. فالوعود هي الخلاص بالمسيح الفادي فلا يستطيع الناموس أن يلغيها ويكون بديلًا لها في خلاص الإنسان، بل أن الناموس هو مجرد ممهد الطريق للإيمان بالمسيح.
ع18: إن ميراث الخلاص ليس بالناموس بل بوعد الله الذي أعطاه لإبراهيم ويتم في المسيح. وإن كان الخلاص بالناموس، فهو إذًا ليس بوعد الله لإبراهيم، أي ليس بالمسيح الخلاص. وبالطبع لا يقبل اليهود إلغاء الوعد الإلهي لإبراهيم الذي لا يكمل إلا في المسيح. إذًا فالخلاص والتبرير بالمسيح وليس بالناموس لأن الميراث بالناموس يعتبر أجرة له أي لمن يتممه، أما الميراث بالوعد الإلهي فهو هبة مجانية، وهذان الأمران متضادان. فيقرر بولس أن الله وهب الميراث لإبراهيم بوعد وليس بأعمال الناموس، وهذا الوعد يتم من خلال الخلاص بالمسيح، أما الناموس فعرّفنا الخطية وعقوبتها أي كان ممهدًا للمسيح الذي نؤمن به فيخلصنا من عقوبتها ونحيا معه وفيه الحياة الجديدة.
19 فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِى النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. 20 وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ. 21 فَهَلِ النَّامُوسُ ضِدَّ مَوَاعِيدِ اللهِ؟ حَاشَا! لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِىَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِى، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ. 22 لَكِنَّ الْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى الْكُلِّ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ، لِيعْطَى الْمَوْعِدُ، مِنْ إِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. 23 وَلَكِنْ، قَبْلَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، كُنَّا مَحْرُوسِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، مُغْلَقًا عَلَيْنَا، إِلَى الإِيمَانِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ. 24 إِذًا؛ قَدْ كَانَ النَّامُوسُ مُؤَدِّبَنَا إِلَى الْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ. 25 وَلَكِنْ، بَعْدَ مَا جَاءَ الإِيمَانُ، لَسْنَا بَعْدُ تَحْتَ مُؤَدِّبٍ.
ع19: زيد: أضيف.
التعديات: الخطايا الكثيرة التي سقط فيها الإنسان بعد وعد الله لإبراهيم.
النسل: المسيح.
ملائكة: الذين أعطوا موسى الناموس.
وسيط: موسى.
يطرح بولس الرسول سؤالًا ويجيب عليه، وهو ما دام الناموس لم يبررنا فلماذا أعطاه الله بعد وعده لإبراهيم؟ والإجابة لأن الناس لم يسيروا بحسب إيمان أبينا إبراهيم فوضع لهم الله قوانين الناموس كلجام يحدهم حتى لا ينزلقوا في الشر ولكي يقودهم في تنفيذ الوصية، فعرفهم الخطية وعقوبتها. ولكن إلى متى؟.. إلى أن يأتي المسيح الذي متى جاء تنتهي مهمة الناموس. ويعلن بولس الرسول أن الناموس، بحسب التقليد اليهودي المتوارث، أعطاه الله لموسى بواسطة ملائكة ليسلموه ويشرحوه لموسى، كما أشار إلى ذلك القديس استفانوس "الذي أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه" (أع 7: 53).
ع20: لا يكون لواحد: الوساطة دائما بين اثنين والناموس وسيط بين اثنين هما الله والإنسان.
الله واحد: هو الذي أعطى الوعد كهبة مجانية دون تدخل الإنسان، وهذا الوعد يتم في المسيح المخلص. إذا فالخلاص بالمسيح وليس الناموس.
الوسيط يكون بين طرفين ويمكن أن يعتبر موسى نفسه وسيطًا حمل ناموس الله للشعب. فلم يكن الناموس يعتمد على معطى الوصية فقط بل أيضًا على حفظ الإنسان للناموس لأنه عهد بين اثنين ولكنه فشل.
ولا تعارض بين هذه الآية وبين الكلام عن المسيح كوسيط لمصالحة الإنسان مع الله (1 تى 2: 5)، لأن المسيح، إذ فشل الناموس في وساطته بين الله والإنسان، جاء متجسدًا وفاديًا للإنسان ليحقق الوعد الإلهي المُعْطَى لإبراهيم.
ع21: ينفى بولس بشدة أن يكون الناموس الذي أعطاه الله ضد مواعيده، لأن الناموس كما ذكرنا يظهر الخطية وعقوبتها أي ينبه الإنسان إليها ليرفضها، ولكن الإنسان وحده عاجز عن التوبة والتخلص من الخطية ومحتاج للمسيح المخلص الذي ينقذه ويحييه.
إذًا الناموس عاجز عن أن يهب الإنسان الحياة الجديدة لأنه لا يخلصه من الخطية ولا يبرره.
ع22: الكتاب: أسفار الكتاب المقدس خاصة الشريعة، أي الناموس.
أغلق: أظهر ضعف كل البشر واستحقاقهم للدينونة والموت الأبدي بسبب خطاياهم.
أدان الناموس كل البشر وحكم عليهم بالموت بسبب خطاياهم وتعدياتهم عليه وتقصيراتهم، فمهد بهذا لعمل المسيح الذي يخلص الإنسان من سجن الخطية ويعطيه حياة جديدة (1 بط 3: 19).
ع23: يوضح بولس أنه قبل تجسد المسيح كان شعب الله في حراسة الناموس الذي ينبههم للخطية فيحاولون الابتعاد عنها، وبالتالي كانوا أفضل من الوثنيين المستبيحين للخطية. فكان شعب الله مختلفًا في طباعه وعاداته عن باقي الشعوب إذ حفظهم الناموس وأغلق عليهم حتى لا ينحرفوا باستباحة الخطية. ولكنهم كانوا عاجزين عن إتمام الناموس كله، فكان محكومًا عليهم بالموت ومغلقًا عليهم في سجن الخطية حتى جاء المسيح وحررهم منه بفدائه. فالناموس حفظ شعب الله حتى يعلن في ملء الزمان الإيمان بالمسيح المخلص.
ع24: يظهر بولس الرسول عمل الناموس ليس فقط في حفظ شعب الله بل أيضًا تأديبهم، فهو كمربى أو مؤدب أظهر الأخطاء ليبتعد عنها الناس ولكنه لم يخلصهم، ففهموا الحق من الباطل وشعروا باحتياجهم للخلاص الذي تم بالمسيح.
ع25: إذًا بعد الإيمان بالمسيح الذي يعطينا القدرة لترك الخطية ويدفعنا للحياة الجديدة النقية، لا نحتاج إلى الناموس الذي انتهى عمله بمجيء المسيح.
† إقبل التنبيه والتوبيخ من الآخرين والتجئ إلى الله الذي يعطيك بالروح القدس توبة وحياة جديدة في كنيسته. وكن خاضعًا لعمل الروح القدس فيك الذي يرشدك دائمًا للحياة مع الله.
26 لأَنَّكُمْ جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 27 لأَنَّ كُلَّكُمُ، الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ، قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ. 28 لَيْسَ يَهُودِىٌّ وَلاَ يُونَانِىٌّ، لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ، لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29 فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ.
ع26-28: يعلن بولس الرسول أن كل المؤمنين بالمسيح قد صاروا أبناء الله وليسوا عبيدًا لأنهم ولدوا من جديد في المعمودية فصاروا أبناء الله ولبسوا طبيعة جديدة وهبها لهم المسيح المخلص وصاروا أعضاء متحدين بجسد المسيح أي الكنيسة، وانتهت في الإيمان كل الفوارق البشرية مثل أن يكون الإنسان يهودي الأصل أو يوناني أي أممى غير يهودي، وأنهى أيضًا الفارق بين العبيد والأحرار إذ رفع الكل إلى مرتبة بنوة لله بالمعمودية. وكذلك كانت الشعوب القديمة وبعض الأديان حتى الآن تنظر إلى المرأة أنها أقل من الرجل، فأعلن أن الذكر والانثى صارا في مكانة واحدة أي أبناء الله بالمعمودية ولبسا المسيح أي الطبيعة الجديدة، فكل المسيحيين واحد أمام الله بغض النظر عن الفوارق في الأصل أو المكانة الاجتماعية أو الجنس أو أي فوارق أخرى.
ع29: يصل بولس بالنتيجة النهائية وهي أن الإيمان بالمسيح هو إتمام لوعود الله لإبراهيم فيصير المؤمنون أولادًا لإبراهيم ووارثين للملكوت، هذه البنوة الروحية بالإيمان والمعمودية هي البنوة الحقيقية وليست البنوة الجسدية التي ظنها اليهود في أنفسهم وافتخروا بها.
† تأمل النعمة التي تتمتع بها ونلتها بالمعمودية وهي الطبيعة الجديدة المائلة للتشبه بالله. وإن كنت بالمعمودية لابسًا المسيح فلا تتصرف إلا بحسب مشيئته فتكون صورة حية له تجذب الناس إليه ولا تعثرهم. وهكذا تكون سائرًا بخطى ثابتة في طريق الملكوت.
← تفاسير أصحاحات غلاطية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الرسالة إلى أهل غلاطية 4 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير الرسالة إلى أهل غلاطية 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/galatians/chapter-03.html
تقصير الرابط:
tak.la/mg55ry8