فهرس |
ورد اسمه هكذا في المخطوطات المتنوعة:
* الكاهن المؤتمن القس ميخاييل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى خادم بيعة مارجرجس بدرب التقه[5].
* الأب الأسقف أنبا ميخاييل المعاريجي أحد أساقفة الوجه البحري صهر القس اسحق أبو المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصًا[6].
نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي:
أ. والده كان كاهنًا باسم "القس جرجس المعروف بالمعاريجى"، الذي كان خادمًا لكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه، أي بمصر القديمة حاليًا.
ب. تولى القس ميخائيل المعاريجي إحدى إيبارشيات الوجه البحري لفترة ثم أُعفى من الخدمة، لسببٍ ما، سنحاول تفسيره.
كان للقس ميخائيل المعاريجي أختًا مقترنة بالأب القس التاج إسحق الحكيم المصري، الذي كان كاهنًا بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه). وهما (أي القس إسحق وزوجته شقيقة القس ميخائيل المعاريجي) والدا الأب القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور كاهن كنيسة السيدة العذراء الروم، وناسخ المخطوط الذي يذكر لنا هذه المعلومات، الذي يُعرف اختصارًا باسم القمص جرجس الحكيم[7].
لم يذكر ناسخ المخطوط "32 Par." اسم الإيبارشية التي رُسم عليها القس ميخائيل المعايرجي، بل اكتفى الناسخ كما سبق وأشرنا (ابن أخته القمص جرجس الحكيم) بقوله الأسقف بالوجه البحرى، ويفهم من ذلك أن الأنبا ميخائيل المعايرجي، له وضع خاص، أو ربما أن الناسخ يُريد أن يتفادى ذكر وضع مُعين جعل من الأنبا ميخائيل أسقف مُعفى من الخدمة أي أسقف متقاعد (أي غير ممارس لعمله وقتها)، بسبب بعض المشاكل الرعوية (؟)، أو بسبب كبر السن والمرض.
وبمراجعة جداول الأساقفة في ذلك الزمان، وجدنا فعلًا مجموعة من الأساقفة قد أعفوا من الخدمة لسبب أو لآخر. وبفحص مَن حمل فيهم اسم "ميخائيل"، وجدناهم ثلاثة أساقفة، وهم بحسب ذكرهم:
* أنبا ميخاييل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس ثم اعتفى الآن.
* أنبا ميخاييل البرموسي.
* أنبا ميخاييل أسقف سمنود.
فالأول منهم مُستبعد لكونه مطرانًا وليس أسقفًا، ولكون إيبارشيتيه كانتا خارج حدود مصر (وليس كما تذكر المخطوطة: أحد أساقفة الوجه البحري). أما الثاني فكان أسقفًا منسوب لدير البرموس، ولا نعلم هل هذا لكونه كان قبلًا راهبًا بذلك الدير قبل رسامته الأسقفية، أم لكونه متقاعدًا فيه يومئذ؟، وفي كلتا الحالتين لم تُذكر اسم كرسي إيبارشيته أيضًا.
ومن ثمّ فالأرجح أن يكون الأنبا ميخائيل المعايرجي هو الأنبا ميخائيل أسقف سمنود. ومما يُدعم هذا الرأي أنه كان لدى الأنبا ميخائيل أسقف سمنود العديد من المشاكل في خدمته، والدليل على ذلك هذا الكم من المخاطبات التي كانت بين البابا يوأنس الثالث عشر الـ94 (1484-1524م) المعاصر له -وسيرته موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وكهنة وشعب إيبارشية سمنود، تلك المكاتبات التي تحفظها إحدى مخطوطات الدار البطريركية بالقاهرة، على سبيل المثال، المُكاتبة الأولى جاء في أولها: «صدرت هذه البركة إلى جماعه الأولاد المباركين... والايغومانوسيين... والقسوس... والشمامسة... وكافه الشعب المسيحى بكرسى سمنود وما نسب إليه شرقًا وغربًا، بُعدًا وقُربًا...» (230 ظ). «... ولم نختصر على هذا النزر اليسير وإلا اتكالًا على الأخ الجليل الفاضل البار والأنا المختار الأسقف المكرم أنبا ميخاييل أبيهم وريسهم...» (231 ظ). وبقية البركة من اجل طاعة الله والاسقف وسماع تعاليمه ووصاياه لهم...[8].
أما المُكاتبة الثانية جاء في أولها: «صدرتهذه (كذا) البركة إلى كل واقف عليها وسامعا لما يتلا فيها من كافه الكهنه والشمامسه والشعب المسيحي بكرسي سمنود وما نسب إليه... هو ان السبب الموجب لاصدارها إلى كافتهم هو ان قبل تاريخه اتصل بالقلايه ان تم جماعه من رهبان البريه اذا كان في خاطر احدهم حصر أو غيظ أو بغض أو حسد من اسقف من الاساقفه بالوجه البحرى يتحيل بكل حيله ويتكلم في جانب ذلك الاسقف عند شعبه واولاده وجماعته أو عند من هو ساكن أو نزيل في ابروشيته بما يوجب تغيير خواطرهم على ذلك الاسقف، ولم تبت دلك في القلايه ممن شهد شرعيا، اطلقنا مع مشيه الله سبحانه الكلام الصعب، وكتب ذلك في ورقه مفرده على كل راهب أو شماس أو قس أو قمص يتكلم بكلام ردى في حق احد من اساقفه الوجه البحرى عند شعبه واولاده وجماعته واهل ابروشيته عمدًا...» (238 ج)[9].
ومما يؤكد هذه المعلومة أيضًا، المُكاتبة الثالثة التي جاء بأولها: «صدرتهذه (كذا) البركه إلى كافه الاولاد المباركين الكهنه وروواساء الكهنه والرهبان والبتوليين والعزاب والمتزوجين الرجال والنسوان والشيوخ والشبان والعبيد والاحرار وكافت الشعب المسيحى... وموجب اصدارها إلى كافتهم وإلى كافه الذين سبق رقادهم في الايمان المستقيم منذ البشاره الانجيليه وإلى هلم عيد الميلاد المجيد سنه تاريخه وعيد الغطاس هو أنني قدمت خيرة الرب سبحانه في تحليلهم بنعمه الله من جميع الماضى جميعه راجيًا بذلك انصلاح الحال برحمه الله...» (241 ظ). وبعد ذلك يعطي البطريرك حلًا لجميع الشعب عن خطاياهم السابقه ومن كل حرم ورباط ومنع ولعنه وكل تعدي ومخالفة، «.. ومن جميع ما صدر منهم من النقص في حق مسطرها والتهاون من يوم جلوسه على كرسى مارى مرقس الانجيلي خادما الشعب المسيحي.. الذي هو الخامس عشر من شهر امشير 1199ش [الموافق الأحد 9 فبراير 1483م] وإلى اليوم تسطيرها التاسع والعشرين من شهر كيهك 1225ش [الموافق 25 ديسمبر 1508م] وهو عيد الميلاد المجيد يكونوا جميعهم محللين من قبل الممنوع والدعاء ومن جميع تبعات مسترها..» (243ج/ ظ). ثم أعطى الحل من فم اسماء جميع الرسل والآباء البطاركة الكرسي السكندري من مار مرقس الإنجيلي أولهم إلى أنبا يؤانس الثاني عشر النقادي (البطريرك الـ93) سلفه، ومن فم الآباء البطاركه وأساقفة الكراسي المختلفه وآباء المجامع المقدسه ومن فم آباء الكرازه المرقسيه المطارنه والأساقفه، وذكرهم كلهم وكان بينهم رقم 19) «..انبا يوساب (246ج) أسقف سمنود الان.. (ورقم 27) انبا ميخاييل أسقف سمنود (ضمن أسماء الآباء الأساقفة الذين أعفوا من الخدمة)..»[10].
فمما سبق ذكره نُرجح أن الأنبا ميخائيل المعاريجي كان أسقفًا على إيبارشية سمنود، وبسبب بعض المشاكل بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الأولى)، أو ربما بسبب تدخل بعض رهبان الأديرة البحرية بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الثانية)، أُعفي من خدمته الأسقفية قبل نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المُكاتبة الثالثة).
رغم أننا لا نعرف زمن رسامته الأسقفية بالتحديد، إلا أن من المحتمل أنه رُسم بعد سنة 1177ش (1461م)، سنة طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90 (1452-1465م)، حيث لم يرد اسمه ضمن الآباء الأساقفة الذين حضروا عملية التقديس مع البابا المذكور. كما أنه اعتزل الخدمة قبل نهاية سنة 1508م كما سبق وشرحنا.
ومما هو جدير بالذكر أنه عاش حتى تجاوز المائة سنة، فإذا كان كاهنًا سنة 1426م (يوم نقل رفات مار جرجس إلى مصر القديمة)، وكان لا يزال على قيد الحياة في نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المخاطبة الثالثة للبابا يوأنس السابقة الذكر)، فيكون قد تجاوز القرن قبل نياحته.
وللأسف لم يرد ذكره بأي مرجع أجنبي أو عربي، وحتى الباحث الألماني Stefan Timm لم يذكر عنه أي شيء مفيد، سوى أنه كان في غضون القرن السادس عشر الميلادي أسقفين لإيبارشية سمنود، وبالتحديد قبل سنة 1598 باسم يوساب وميخائيل، والأرجح أن ميخائيل كان أسبق من يوساب[11].
يذكر ميمر نقل رفات الشهيد مار جرجس من أرض فلسطين إلى أرض مصر، أن الرفات المقدسة التي نُقلت أولًا من كورة فلسطين (في زمن غير معروف لدينا الآن) إلى كنسية على اسم الشهيد العظيم بالواحات[12] بواسطة أحد الأمراء المسيحيين، ثم لما خربت هذه الكنيسة على يد العرب، حمل الرفات أحد العربان إلى منزله وأحتفظ بها في مخزن الغلال، فمن ثم كانت سبب بركة عظيمة له ولغلاله، فتمسك الأعرابي ومدينته بوجودها وسطهم. ولما سمع بعض رهبان دير أنبا صموئيل بجبل القلمون kalamwn بوجود هذه الرفات عند الأعرابي[13] بذلوا جهدًا عظيما حتى أقنعوا أخر أحفاده بالتخلي عنها مقابل ذهبًا كثيرًا، فدخلوا بها إلى ديرهم بالتسابيح والألحان فرحين ومسرورين، وكان ذلك في عهد البابا متاؤوس الأول (الـ87) [1378-1408م] وفي رئاسة الأب المكرم القس ذكري ابن القمص، ونيابة الأب الراهب الناسك سليمان القلموني[14].
ولما كان في (أواخر) عهد البطريرك البابا غبريال الخامس (الـ 88) [1409-1427]، وكان قبلًا راهبًا بدير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف بجبل النقلون، سمع الكاهن المؤتمن القس ميخائيل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعايرجي خادم بيعة مار جرجس بدرب التقة بهذا الخبر فتقدم إلى الأب البطريرك أنبا غبريال وسأله أن يمني عليه بإشارته إلى الآباء الرهبان بجبل القلمون بأن يعطوه جزء من الأعضاء الطاهرة التي للشهيد مار جرجس ليحضرها إلى بيعته بمصر القديمة. وبعد سؤال كثير أنعم عليه الأب البطريرك بذلك وكتب له بركة للآباء الرهبان بأن يكملوا إرادته فيما طلب من الأعضاء الكريمة ولعظم فرحته سافر لوقته إلى الدير المذكور وبعد أن تبارك من الآباء الرهبان دفع لهم بركة الأب البطريرك. فلأجل الطاعة ومحبتهم في الأب البطريرك والقس المذكور (القس ميخائيل المعاريجي)، دفعوا له جزءًا من الرفات، وعاد بها إلى مصر في اليوم السادس عشر من شهر أبيب سنة 1142ش [الموافق الأربعاء 10 يوليو سنة 1426م]. بعد أن خرج للقاه من باب البيعه الكهنه بالصلبان والمجامر والشموع والنواقيس والقراءة. وأدخلوه البيعة بإكرام لائق به، وصنع (أي القس ميخائيل) له باعوثًا[15] عظيمًا. وصنعوا لها صندوقًا ووضعوا الرفات داخل أنبوبة ثم وُضعت الأنبوبة داخل الصندوق...[16].
وضع وهو قس قبل رسامته أسقفًا لحنًا لإكرام القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، وهو لحن Apekran... المعروف. وذلك كما يشهد ناسخ المخطوطة ""32 Par. قائلًا:
[لحن للقديس العظيم أنبا برسوما العريان ترتيب الاب الاسقف / المكرم انبا ميخاييل المعاريجي حين كان قسًا قبل / ولايته الاسقفيه بالوجه البحري...] [17].
ومما هو جدير بالذكر أن هذا اللحن صار لحنًا يُقال لمدح أي قديس. ومما هو جدير بالذكر أيضًا أنه كان يُظن خطأً أن هذا اللحن كُتب لمدح القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، ولكن من يدرس كلماته مليًا يجد أنه لا يتناسب وسيرة الأنبا أنطونيوس. فمثلًا يقول: "السلام لقبرك الممتلئ نعمة. السلام لجسدك المقدس..." ومن المعروف أن مكان جسد الأنبا أنطونيوس غير معلوم بالتحديد، كذلك يقول: "اسمك عظيم في كورة مصر..."، وهذه عبارة تُناسب قديس محلي مثل القديس الأنبا برسوم[18] العريان، ولا تُناسب قديس مسكوني مثل القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان في كل العالم.
اهتمامه بنقل جزء من رفات الشهيد مار جرجس لكنيسة سمنود:
بعد سيامته الأسقفية أراد أن يحتفظ ببركة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، فأخذ جزء من الذخيرة المقدسة التي حملها من دير أنبا صموئيل أيام قسوسيته، إلى مقر عمله الجديد كأسقف لسمنود، حيث أودعها هناك وهي لا تزال محفوظة هناك حتى الآن. ومما هو جدير بالذكر أنه نُقل جزء من هذه الرفات المقدسة فيما بعد إلى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بمدينة دمياط، بالإضافة إلى رفات سميه الشهيد العظيم مارجرجس المزاحم، في ظروف معينه، شرح تفاصيلها القمص بيشوي عبد المسيح[19].
ومما يؤكد تلك المعلومة أن الأنبوبة التي تحوي هذه الرفات المقدسة بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدمياط منقوش عليها عبارة باللغة العربية، نصها كما يلي:
[السلام لسيدي جاورجيوس أذكر يارب عبدك المهتم بهذه الأنبوبة الأنبا ميخاييل أسقف سمنود وما حولها 1187][20].
وهذا أخر ما توصلنا إليه حتى الآن من أخبار هذا الحبر المِفضال.
_____
[5] المخطوط".His 25"، الورقة 106 ظ.
[6] المخطوط "32 Par."، الورقة 12ظ.
[7] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج.
[8] المخطوط "301 Theol." المُكاتبة رقم (69) بعنوان: «نسخة بركة لأهل سمنود وغيرها صحبة أسقفهم أنبا ميخائيل»، بدون تاريخ، ورقة 230ظ - 235ج.
[9] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (71) بعنوان: «نسخة بركة لأسقف سمنود لمن يتحدث فيه بما لا ينبغي»، بدون تاريخ، الورقة 238ج - 240ج.
[10] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (73) بعنوان: «ورقه بركه لساير الشعب لما قصد ابونا التوجه لزياره البريه»، ورقة 240ظ - 248ظ.
[11] S. Timm, Das christlich, teil 5 (Q-S), "Samannüd", p. 2258.
[12] بحسب رأي بعض المؤرخين كانت هذه الكنيسة بواحة الحيز التي تتبع الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، وقد خربت هذه الكنيسة أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وآثارها لا تزال قائمة، راجع:
Otto Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, sec. ed., Cairo, 1977, p. 489-490.
[13] بحسب سنكسار cuna[arion يوم 16 أبيب، ترد القصة بشكل مختلف، حيث يذكر تحت عنوان "إحضار جسد الشهيد العظيم جاؤرجيوس"، ما يلي: في مثل هذا اليوم كان وصول أعضاء الشهيد العظيم جاؤرجيوس إلى كنيسته بمصر القديمة وذلك ن راهبًا اسمه القمص مرقس كان رئيسًا على دير القلمون، وكان يتردد على البلاد لافتقاد المسيحيين كل سنة فاتفق له ان بات ليلة حسب عادته عند رجل عربي، فرأى القديس جاؤرجيوس في رؤيا يقول له: "خذ جسدي من المرأة التي تأتيك به غدا وضعه في كنيستي التي بمصر القديمة". ولما كان الغد أتته امرأة وأعلمته أن لديها صندوقًا كان أحضره ولدها قبل موته من كنيسة القديس جاؤرجيوس بفلسطين فتحققت رؤياه ومضى معها وشاهد الصندوق. ثم ذهب إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال الثامن الثمانين وأخبره بأمره فقام لوقته ومعه الكهنة وبعض الشعب إلى حيث الصندوق وبعد أن تباركوا من الأعضاء المقدسة وأعطوا المرأة بعض المال حملوا الصندوق باحتفال عظيم وأتوا به إلى كنيسة القديس بمصر القديمة وظهرت منه آيات كثيرة. ومن الطريف أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، والسنكسار المُحقق بواسطة Forget، ولكن فقط بالكتاب المطبوع بواسطة مكتبة المحبة.
[14] سنكسار يوم 3 بؤونه يذكر تحت عنوان: "بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات"، ما يلي: في مثل هذا اليوم بُنيت أول كنيسة على اسم الشهيد العظيم مار جورجيوس بالديار المصرية ببلدة بئر ماء بالواحات كما كرست باسمه في مثل هذا اليوم أيضا كنيسة في بلدة برما مركز طنطا، وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس وملك الملك البار قسطنطين هدمت هياكل الأوثان وبنيت الكنائس على أسماء الشهداء الأبطال الذين جادوا بدمائهم في الدفاع عن الأيمان.
وكان بالديار المصرية قوم من الجنود المسيحيين وهبوا جزءًا من الأرض المقامة عليها برما الآن، وكان من بينهم شاب تقي وديع يقيم بقطعة منها مع بعض المزارعين وكان بتلك الجهة بئر للشرب فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم في الشهداء جورجيوس فسعى حتى حصل على سيرته وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل وحدث في ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس وهو قائم يصلي ان رأى جماعة من القديسين وقد نزلوا بجوار هذه البئر يسبحون الله ويرتلون بأصوات ملائكية وهم محاطون بنور سماوي فاستولت عليه الدهشة. وعندئذ تقدم إليه واحد منهم في زي جندي وعرفه أنه جورجيوس الذي إستشهد على يد دقلديانوس وأمره ان يبني له كنيسة في هذا الموضع لان هذه مشيئة الرب، ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السماء وهم يمجدون العلي. وقضى الشاب ليلته متيقظًا حتى الصباح ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبني هذه الكنيسة وهو لا يملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها وفي إحدى الليالي وهو واقف يصلي ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة ثم أرشده إلى مكان وقال له احفر هنا وستجد ما تبني به الكنيسة. ولما استيقظ في الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل وحفر فوجد إناء مملوءًا ذهبًا وفضة فسبح الله وعظم قديسة وبني الكنيسة ثم استدعي الأب البطريرك وكرسها في مثل هذا اليوم وبنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة وسميت هذه الجهة (بئر ماء) نسبة إلى بئر الماء التي بنيت بجوارها الكنيسة ويجري الاحتفال بهذا التذكار المجيد في هذه البلدة سنويًا وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم.
ونقلت أعضاء القديس جورجيوس التي كانت محفوظة في بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه وذلك في أيام الأب القديس متاؤس البطريرك (87) ورئاسة الأب القس زكري ابن القمص والأب الراهب سليمان القلموني، وفي عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك (88) نقلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة باسمه بمصر القديمة وكان ذلك في يوم 16 أبيب سنة 1240 ش (10 يوليه سنة 1524 م). ومن الطريف أيضًا أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، ولكن في المطبوع بواسطة مكتبة المحبة فقط.
[15] باعوث ™OtD: كلمة سريانية تعني الطلبة، جمعها بواعيث، وهي قطع طلبات وتوسلات المؤمنين لله، وتتألف من بضعة أبيات شعرية، على أوزان ثلاثة، تتلى يوميًا أثناء الصلوات اليومية. وهي من وضع مجموعة من القديسين مثل مار أفرام السرياني، ومار يعقوب السروجي، أقتطفها وأضاف عليها مار يعقوب الرهاوي في القرن الثامن الميلادي. معانيها رائعة خشوعية تحث على التوبة، وتتأمل في تدابير الله، راجع: جوزيف أسمر ملكي، الغناء السرياني من سومر إلى زالين (القامشلي)، القامشلي - سوريا 2004، ص 46.
[16] المخطوط "25 His."، الميمر الرابع: حضور جسد مارجرجس إلى بيعته بدرب التقه بقصر الجمع، الورقة 103ج- 107ج؛ والمخطوط 9 His."، الميمر السادس، الورقة 97ج- 100ج؛ والمخطوط "قد 274"، الميمر الـ12: "نقل عظام مارجرجس من فلسطين إلى مصر في أيام رياسة البطريرك الأنبا غبريال على يد القس ميخاييل ابن القس جرجس خادم هذه البيعة سنة 1142 للشهداء" الورقة 290ج. هذا وقد نُشر هذا الخبر نيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير أنبا صموئيل، في كتابه عن "بستان القلمون"، صـ 144-147.
[17] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ، لعل يُفهم من ذلك أنه كان أحد رهبان دير شهران (؟)، حيث يرقد جسد القديس الأنبا برسوم العريان، أو ربما عاش بالدير فترة من الزمن (؟)، أنظر صورة الورقة بأخر المقال.
[18] اسم "برسوم" تعريب لاسم سرياني هو AgNz?C يُلفظ "بارصومو" بحسب النُطق السرياني الغربي، أو "بارصوما" بحسب النُطق السرياني الشرقي. والكلمة مكونة من كلمتين، الأولى: ?C-‘?C تلفظ "برو" أو "بار" بمعنى: ابن، والثانية: fNz بمعنى تلفظ "صوم"، وهي بمعنى الصوم، أي أن الاسم كاملًا يعني: ابن الصوم. عُرف هذا الاسم في المجتمع القبطي منذ القرن الرابع عشر الميلادي على الأقل، ونُطق بحسب اللفظ الشرقي "برسوما" بعد تخفيف الصاد بالسين، وبهذه الصورة ورد الاسم بالمخطوط، راجع: البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والأداب السريانية، ط 4، مطبعة مار أفرام السرياني بديره بهولندا سنة 1987م، ص 24.
[19] راجع: بيشوي عبد المسيح (القمص)، تاريخ إيبارشية دمياط، ص 48-49.
[20] الموافق سنة 70/ 1471م، المرجع السابق، ص143.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-basilous-sobhy/characters/maarigy.html
تقصير الرابط:
tak.la/w8y39af