St-Takla.org  >   articles  >   fr-basilous-sobhy  >   characters
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال شخصيات من تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - القس باسيليوس صبحي

15- القمص جرجس الحكيم (1461-1509م؟)

 

فهرس

أولًا: اسمه وعمله:

* الشماس الرييس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق[21].

* الشماس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المعروف بالمصري... اخو الارخن الرييس الارشي دياقون الشيخ ولى الدولة ميخاييل المهتم ببيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة والمهتم بعمل الميرون بها[22].

* القس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المصري[23].

* المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصًا[24].

* القمص جرجس الحكيم[25].

نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي:

St-Takla.org         Image: The Holy Mairuon Oil (Mayron, Mayroon), at St. Takla Church Baptistery, Egypt - right to left: Ghalilawn Oil, Mayroun Oil, and the Simple Oil صورة: صورة زيت الميرون المقدس، زيت المسحة المقدسة، زيت ميرون، في معمودية كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، مصر - من اليمين لليسار: زيت الغاليلاون، زيت الميرون، الزيت البسيط

St-Takla.org Image: The Holy Mairuon Oil (Mayron, Mayroon), at St. Takla Church Baptistery, Egypt - right to left: Ghalilawn Oil, Mayroun Oil, and the Simple Oil - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: زيت الميرون المقدس، زيت المسحة المقدسة، زيت ميرون، في معمودية كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، مصر - من اليمين لليسار: زيت الغاليلاون، زيت الميرون، الزيت البسيط،  - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

أ. أنه كان شماسًا وقت عملية طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس، التي تمت بنفس الكنيسة المذكورة، سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90[26].

ب. والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهنًا بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حاليًا)[27].

جـ. رُسم قسًا بيد البابا المذكور أعلاه يوم أحد الشعانين الموافق 3 برمودة 1177ش (29 مارس 1461م). حيث تذكر حاشية بمخطوط الميرون لهذه المرة خبر رسامته هكذا: "وفي نهاره كرز الشماس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم قسًا على بيعة الست السيدة المجتمعين بها بحارة الروم / ودعى اسمه جرجس ودلك باختيار المولى الأجل... المكرم الارشيدياقون المكرم الشيخ ولى الدولة المهتم بالعمل المقدس وضرب عنه المطانوه"[28].

ومما هو جدير بالذكر أن أول قداس قدسه وهو كاهن، كان يوم السبت الأول من الخماسين المقدسة لنفس السنة الموافق 16 برمودة (10 أبريل)[29].

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثانيًا: أسرته:

ينتمي القمص جرجس الحكيم لأسرة كهنوتية عريقة، شأنه في ذلك شأن العديد من كهنة الأقباط، فكما سبق أشرنا أن والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهنًا بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حاليًا). أما والدته فكانت ابنة الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى، الذي كان كاهنًا بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه أيضًا).

وأخوه كان الأرخن الرئيس الأرشيدياقون الشيخ ولىَّ الدولة ميخائيل المهتم بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، والمهتم بعمل الميرون المقدس بها سنة 1461م، على عهد البابا متاؤوس الثاني الـ90[30]، وسيرته موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

وأخيرًا خاله كان القس ميخائيل المعاريجي كاهن نفس الكنيسة أيضًا، والذي صار فيما بعد أسقفًا على إحدى إيبارشيات الوجه البحري[31]، أي أنبا ميخائيل أسقف سمنود كما سبق وأثبتنا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثالثًا: أعماله:

وصلتنا عدة أخبار عن نشاطه بمدينة القاهرة إبان خدمته فيها، أولًا ككاهن لكنيسة العذراء بحارة الروم (1461-1476م؟)، ثم احتمال أنه خدم ككاهن لكنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الإسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن) (1476-1481م؟)، وأخيرًا احتمال ككاهن لكنيسة السيدة العذراء بالعدوية (أي بالمعادي) (1481-1485م؟)، نوجز هذه الأعمال كما توفرت لنا المعلومات فيما يلي:

 

أ. إحضار أجساد شهداء إلى كنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الأسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل:

1. في ليلة العشرين من أبيب سنة 1192ش (الموافق الأحد 14/7/1476م) أُحضر جسد الشهيد تادرس المشرقي من دير الآباء السريان، إنعامًا من المطران الأب أنبا ساويرس الذي كان أولًا اسمه القس قرياقس رئيس الدير. وكذلك في نفس التاريخ أحضر جسدا الشهيدين المكرمين قزمان ودميان أحضرهما القس المكرم جرجس الشماع من ديره الذي هو بالقاس وصندفا (؟)[32].

2. في أيامه أيضًا أحضر الأنبا ابرآم أسقف البهنسا، جسد الشهيد يوحنا الجوهري من بيعته بناحية أشروبه (بمركز بني مزار - محافظة المنيا)، وذلك في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1194ش (الموافق الأحد 16/11/1477م)[33].

3. وأخيرًا أحضر الأنبا يوأنس بن الأسقف، أسقف أسيوط وأوبو تيج ومنفلوط وشرق الخصوص، جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الأسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (كذا، وصحتها: بُصره شرقي بلدة شُطب، بمركز الفتح- محافظة أسيوط)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى الكنيسة المذكورة، في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الجمعة 16/11/1481م)[34].

 

ب. نسخ المخطوط "" Par. 32:

لهذا المخطوط أهمية خاصة، وأهميته تكمن في كونه مخطوط فريد نوعًا ما، فالمألوف في عالم المخطوطات القبطية كونها مخطوطات أُعدت للاستعمال الكنسي، فعادةً ما تكون أُحادية الموضوع، فهناك مثلًا مخطوط يحوي البشائر الأربعة، فيُصنف اصطلاحًا "مقدسة" أي يحوي واحدة من الكتب المقدسة، وأخر سير أو ميامر الشهداء أو القديسين، فيُصنف اصطلاحًا "تاريخ" أي يحوي فصلًا من التاريخ، وأخر يحوي القداسات الثلاثة، فيُصنف اصطلاحًا "طقس" أي يحوي واحدًا من كتب الطقس الكنسي... وهكذا. وحينما يحوي المخطوط أكثر من موضوع طقسي، يُطلق عليه "مجموع" collection. ولكن نادرًا ما نصادف مخطوط أُعد من البداية ليحوي أكثر من موضوع في أكثر من اتجاه تاريخي أو طقسي، فغالبًا ما يكون هذا المخطوط قد أعده ناسخه لاستعماله الشخصي وليس للاستخدام الكنسي.

وهذا المخطوط من هذا النوع الأخير، فهو عبارة عن مجموع تاريخي وطقسي، يحتوي على مجموعة إبصاليات وذكصولوجيات للقديسين، والطروحات المستخدمة في شهر كيهك على السبعة والأربعة خارجًا عن المدون في البيعة...، ومديح (عربي) من أجل ميلاد ربنا يسوع المسيح، وإبصاليات واطس وآدام لبرمون وعيد الميلاد المجيد، وما يقال في توزيع أحاد وسبوت الصوم المقدس، وإبصاليتين واطس وآدام لعيد الشعانين، ومردات أناجيله وما يقال في توزيعه باللحن السنوي (حسب العادة القديمة)، وما يُقال في تسبحة نصف الليل. ثم ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس كنيسة حارة الروم، ثم البركة التي يقولها الكاهن قبل قراءة السيرة في الأعياد (قبطيًا). علاوة على طرح واطس من أجل شهداء المسيح الشهيد ايسيذروس بن بدلايمون والشهيد ميخاييل الراهب (بالقبطية)، ومديحتين بالعربية، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية، وطرح آدام بالقبطية أيضًا، بالإضافة إلى سيرة الشهيد أبامون الطوخي، والبركة التي تُقال قبل السيرة (قبطيًا)، وخبر حضور أجساد القديسين بكنيسة الأمير تادرس بحرات بني وايل، ودعاء أخر السيرة، والإنجيل الذي يُقرأ عند دخول جسد الشهيد للبيعة (قبطيًا)، وبدأ (مقدمة) قراءة السيرة (عربيًا)، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل الجديد، تُقالا في رابع أبيب، المزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد للبيعة ومرد الإنجيل، طرح آدام وواطس للشهيد ميخائيل الجديد الراهب الناسك، ذكصولوجيتين واطس وآدام له أيضًا، وإبصاليتين واطس وآدام له أيضًا، وتفسير طرح الهوس الذي للقيامة الشريفة، ثم مديح للقيامة أيضًا، وأخيرًا قطع صلوات السواعي (مطولة) عربيًا.

المخطوط يبدأ بإبصالي واطس للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، بالقبطية فقط، تتلى يوم تذكار نياحتهم 28 مسرى من وضع المعلم نيقوديموس[35]، وينتهي بقطع الساعة التاسعة، باللغة العربية فقط. به حاشيه تشمل توقيع ناسخه (دون ذكر اسمه) مؤرخة بيوم الأربعاء الموافق عيد النيروز أي رأس السنة القبطية سنة 1226ش (الموافق 29 أغسطس 1509م) بالورقة 19ج. وهو يتكون من 227 ورقة، ناقص البداية والنهاية، مكتوب باللغتين القبطية (البحيرية) والعربية. الورقة تشمل ما بين 22-24 سطرًا.

غالبًا خرج المخطوط بواسطة ناسخه خارج مصر[36]. فاشتراها الراهب الألماني الأصل الأب جان ميشيل فانسيليب الدومينيكاني J. M. Vansleb من مدينة نيقوسيا بقبرص بتاريخ سنة 1671م، وأستقر به الحال بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس بتاريخ 3 يونيو 1889م، حيث لايزال هناك محفوظ تحت رقم 32 قبطي (بحيري)[37]. والأرجح أن ناسخه (أي القمص جرجس الحكيم) كتبه قبل سفره للخدمة برودس وقت خدمته بالمعادي، بدليل أنه ذكر بعض المعلومات الهامة عن الكنيسة المذكورة[38]، وذلك لاستخدامه الشخصي أثناء خدمته بالخارج.

 

جـ. شهاداته في مجال تاريخ الطقوس القبطي:

يُعد القمص جرجس الحكيم واحدًا من القلائل (بل وأقدم مَن نعرف بعد ابن كبر[39])، ممن اهتموا بتسجيل تاريخ وتطور العديد من طقوسنا القبطية، وتكمن أهمية هذه الشخصية في كونه ليس مجرد ناسخ، ولكن ومدقق فيما ينقل، ومُعلق أحيانًا. علاوة على كل هذا، هو شخص غير معروف لدى العلماء والباحثين في مجال تاريخ الطقوس من قبل. وفيما يلي بعض أعماله في هذا المجال:

1. إسهامات الأنبا يوأنس بن شنوده أسقف أسيوط وأبوتيج ومنفلوط وشرق الخصوص (1430-1460م) في مجال الإمنولوجيا القبطية[40].

2. إسهامات القس سركيس في مجال الإمنولوجيا القبطية، حيث يذكر: "وعند انتهى الارباع يرتل الشماسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروفه به Ari'alin ev/etauasf". أ. هـ.

من هذا النص عاليه نعرف أن القس سركيس[41] ليس هو فقط مُصنف هذه الإبصالية فحسب - فهذه معلومة معروفة للكل، علاوة على كونه (أي القس سركيس) يذكر ذلك بوضوح في الربع الأخير من هذه الإبصالية ـ ولكن هو واضع اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية، والدليل على هذا أن اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية فريد وغير متكرر في الطقس القبطي في أي إبصالية ترجع قبل هذا التاريخ، ومن ثم أستوحى من لحنها المُميز هذا العديد من مؤلفي الترانيم في العصر الحديث ووضعوا بعض مصنفاتهم.

3. شهادته عن ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس (كنيسة) حارة الروم[42].

4. شهادته عن طريقة (ترتيل) القوانين المعروفه بطريقة يونس (؟)[43].

5. شهادته عن الإبصاليات والطروحات والقطع المضافة حديثًا على ما هو مدون في البيعة، لتتلى في تسبحة السبعة وأربعة في شهر كيهك، لعزاء المؤمنين[44].

 

د. تسجيل بعض الأحداث التاريخية المعاصرة:

علاوة على تسجيل القمص جرجس الحكيم لتاريخ وتطور بعض طقوسنا القبطية، كذلك سجل بعض الأحداث التاريخية الهامة التي عاصرها، مثل:

1. استشهاد الراهب ميخائيل الجديد[45] في الساعة الثالثة من يوم السبت المبارك الرابع من شهر أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 28 يونيو 1494م) بالقاهرة المحروسة[46]، مع تسجيل مجموعة من قطع الإيمنولوجية (التمجيد) الخاصة بالشهيد، مثل: طرحين واطس بالقبطية[47]، ومديحتين بالعربية[48]، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل (الجديد، تُقالا في) رابع أبيب[49]، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية[50]، بالإضافة إلى طرح آدام، وأخر واطس (بالقبطية) له أيضًا[51]، كذلك ذكصولوجية واطس له أيضًا، مُسجل قبلها تاريخ استشهاده باليوم والساعة[52]، وأخرى آدام تُقال قبل الطرح الآدام[53]، وفي النهاية إبصالي واطس[54]، وأخرى آدام له أيضًا[55].

هذا وقد أشار القمص جرجس أن جسد هذا الشهيد محفوظ بدير الست السيدة بالعدروية (كذا، وصحتها العدوية) شرقي مقـ(ـطم) مصر (أي بالمعادي)، بالإضافة إلى جسد الشهيد إيسيذورس بن بندلايمون[56]. ولعل هذه الرفات هي التي عُثر عليها أثناء عملية الترميم الواسعة التي جرت بالكنيسة ابتداءً من شهر يناير سنة 1983م، والمحفوظة بحجرة على يسار الداخل من باب الكنيسة الغربي، وتُعرف الآن باسم "رفات شهداء المعادي"[57].

2. رسامة مجموعة من الآباء الكهنة بمسطرد بيد الأنبا متى (متاؤوس) أسقف إيبارشية منية صُرد (مُسطرد)، وذلك يوم الأحد 12 أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 5 يوليو سنة 1494م)، وهم عبارة عن ترقية أربعة قسوس إلى رتبة القمصية، ورسامة اثنين من الشمامسة قسوس. وأسماؤهم كما يلي:

- القمامصة: يوحنا القمص داوود، رافاييل اسراييل، يوسف يوحنا نسيم، ويوسف الـ(...) (؟).

- القسوس: يوسف، سمعان[58].

 

هـ. سفره لجزيرة رودس:

سافر القمص جرجس الحكيم إلى جزيرة رودس بالبحر المتوسط في ظروف غير معروفة، كذلك لا نعلم المدة التي قضاها هناك لخدمة الجالية القبطية بتلك الجزيرة، وهل أكمل حياته هناك، ومنها أنطلق إلى الحياة الأفضل، أم عاد إلى مصر وفيها انضم إلى آبائه (؟). ولكن الثابت أنه قصد تلك الجزيرة ليخدم كنيسة مار جرجس بمدينة رودس عاصمة هذه الجزيرة[59]. والشاهد الوحيد على ذلك، هو ما جاء بالمخطوط "Par. 155"، حيث يشمل على توقيع القمص جرجس الحكيم، موضحًا كونه كاهنًا بالكنيسة القبطية بجزيرة رودس المحروسة[60].

 

و. تعليقاته على المخطوط ":" Par. 155

يحتوي هذا المخطوط على 13 مقالًا (ميمر) عن حياة ونياحة وصعود جسد السيدة العذراء[61]. يبدأ هذا المخطوط بميمر عنوانه: "الاعجوبة العظيمة الذي (كذا، وصحتها: التي) ظهرت/ بناحية صيدنايه من الام المباركه الراهبه/ الطوبانية العابدة لله تعالى القديسة/ المجاهده مارينا الرئيسة بدير الامهات/ في اليوم المبارك (فراغ)/ بركاتها تحل علينا يا اباي واخوتي امين"[62].

وهناك تعليق على جانبي هذا العنوان بخط مخالف، على الجانب الأيمن: "لا يكون في حل من/ الله كل من يقرأ هذه (كذا)/ الخبر في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ.

وعلى الجانب الأيسر: "محروم ثم محروم كل من يقرأ مثل/ هذه الخبر الكذب في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ.

من هذا نفهم أن الكنيسة التي كانت بجزيرة رودس، بدأت بواسطة كاهن يدعى "جرجس السوري" غالبًا كان من طائفة الروم الأرثوذكس العرب (من القاهرة)، حيث كانت الجالية الشرقية التي يخدمها هذا الكاهن تتكون من أناس ينتمون لأكثر من مذهب (رومي، ماروني، يعقوبي... إلخ). ثم خدم فيها القمص جرجس الحكيم غالبًا بعد نساخة المخطوط " Par. 32". ومن ثم كان بمكتبة هذه الكنيسة عدد من الكتب لا تنتمي للتراث القبطي قد نُسخت قبل وصوله لرودس، الذي كان المخطوط "" Par. 155 أحدها[63]. ومن ثم صارت هذه المجموعة المتنوعة المشارب أصلًا نقل عنه ناسخ المخطوط "" Par. 155، ثم صار هذا المخطوط نفسه مصدرًا نقل عنه نُسّاخ أخرون. الأمر الذي يؤكده الباحث حبيب الزيات[64]، حيث نشر وحلل النسخ المختلفة لهذا الميمر في المخطوطات: 262 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، 170 عربي بالمكتبة الرسولية بالڤاتيكان، 202 سرياني (كرشوني) بالمكتبة السابقة الذكر[65].

ومن هنا نكتشف حرص وأمانة القمص جرجس الحكيم على أن يبقى التراث القبطي صافيًا من أي عناصر أخرى تدخل عليه، وبالتالي نفهم سبب كتابته لهذا الحرم الذي كتبه في بداية ذلك الميمر المذكور.

وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصيتين كانت لهما أيادٍ بيضاء في أكثر من مجال وخاصةً في مجال إثراء وتسجيل تاريخ وتطور طقوسنا القبطية، فأثريا بذلك حقل التراث المسيحي المكتوب باللغة العربية بصفة عامة، وحقل الإبداع القبطي في القرن الخامس عشر الميلادي بصفة خاصة.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[21] المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ج.

[22] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج.

[23] المخطوط "72 Lit."، الورقة 64 ظ.

[24] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ.

[25] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج.

[26] المخطوط "286 Lit."، الورقة 46 ظ، 127 ظ؛ المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ظ.

[27] المخطوط "72Lit."، الورقة 52 ج.

[28] حاشية بالطول على جانب الورقة 59 ظ، بالمخطوط "72 Lit."، وكذلك بالورقة 73 ج، من المخطوط "286 Lit.".

[29] المخطوط "286 Lit."، الورقة 194 ج.

[30] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج.

[31] المخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ.

[32] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وهذه الرفات المقدسة لا تزال موجودة بالكنيسة المذكورة حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات.

[33] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج.

[34] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وراجع مقالة للمؤلف بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 229.

[35] سوف يكون موضوع حلقة لاحقة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا عن هذا المؤلف المشهور "المعلم نيقوديموس"، حيث لا يزال البحث جاريًا لحصر إنتاجه الوفير.

[36] راجع الفقرة "هـ"، من البند ثالثًا: أعماله.

[37] L. Delaporte, Catalogue, p. 81-82.

[38] راجع الفقرة "د"، من البند ثالثًا: أعماله.

[39] أي الأب القس برصوم كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة (+ 1324م)، والمعروف باسم "شمس الرئاسة ابو البركات بن كبر"، مؤلف الموسوعة الكنسية الشهيرة مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، وغيرها، والذي حظى باهتمام الدارسين الأجانب والمصريين، راجع على سبيل المثال لا الحصر:

Dom Louis Villecourt o.s.b., Mgr. Eugène Tisserant, et M. Gaston Wiet, «Livre de La Lampe des Ténèbres et de L’Exposition (Lumineuse) du Service (de L’Église) par Abû’l-Barakât connu sous le nom d’Ibn Kabar, Texte Arabe édité et traduit», PO, tome XX, fascicule 4; Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano, Band I-ΙV, 1944-1953; A. Wadi, Abū al-Barakāt Ibn Kabar, Mişbāh al-Zulmah (cap. 18: il digiuno e la settimana santa), Studia Orientalia Christiana- Collectanea 34, Cairo-Jerusalem 2001, p. 233-322.

[40] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 223-225.

[41] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثاني 2005م، بعنوان: "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، ص 242-246.

[42] ستظهر قريبًا دراسة لمُعد هذا المقال، عن هذا الموضوع الهام.

[43] المخطوط ""32 Par.، الورقة 14 ج، والمقصود هنا القوانين الطقسية التي تتلى في أخر الصلوات الليتورجية، مثل: قانون الصوم المقدس: Cwmatoc ke Èematoc...، وقانون الدفنه: Golgo;a Èmmethebreoc.... بينما لا نعرف من هو الشخص المقصود بقوله (بطريقة يونس) أو (يوأنس)، مَن مِن البابوات أو من الأساقفة أو من الكهنه أو من الرهبان الذين حملوا هذا الاسم؟ لعله البابا يوأنس الثامن الشهير بابن القديس الـ80، لأنه أجرى العديد من التعديلات في مجال الطقوس القبطية، التي سوف تكون موضوع حلقة لاحقة من حلقات سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا.

[44] المخطوط ""32 Par.، الورقة 23 ظ، 68 ج، 71 ج.

[45] وهو غير الراهب الشهيد ميخائيل الدمياطي، الذي أستشهد في اليوم الحادي عشر من شهر هتور سنة 994 ش (الموافق السبت 7 نوفمبر 1277م)، ولا نعلم أيهما المقصود في الربع الـ45 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، راجع:

Evelyn White, The Monasteries of the Wadi’n Natrûn, New York, Metropolitan Museum ot Art, Egyptian Expedition, 1926- 33, Arno Press 1973, Hugh Gerard, p. 382? Nabil F. F., V. Mistrih, "Vies inédites, ďaprès un synaxaire manuscript de ľéglise de la Sainte-Vierge al-Damširiyyah au Vieux Caire" Collectanea 39, 2006, p. 263-264; Youhanna Nessim Youssef , Michael "a new martyr according to a fragment from saint Macarius Monastery", Bulletin de La Societe d' Archeologie Copte, Tome XLVI (2007), p. 151-159.

[46] المخطوط ""32 Par.، الورقة 210 ظ.

[47] المرجع السابق، الورقة 147 ظ- 148 ج، 206 ظ- 207 ج.

[48] المرجع السابق، الورقة 148 ج- 150 ج، 208 ج.

[49] المرجع السابق، الورقة 200 ج، 202 ج.

[50] المرجع السابق، الورقة 204 ج.

[51] المرجع السابق، الورقة 207 ج- 207 ظ.

[52] المرجع السابق، الورقة 210 ظ.

[53] المرجع السابق، الورقة 211 ج.

[54] المرجع السابق، الورقة 212 ج.

[55] المرجع السابق، الورقة 213 ظ.

[56] المرجع السابق، الورقة 147 ظ، 148 ج، ومما هو جدير بالذكر أن تذكار شهادة الشهيد إيسيذوروس يوم 19 بشنس، وهو المقصود في الربع الـ41 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، وله أيقونه فريدة محفوظة بكنيسة الشهيد العظيم مار مينا بفم الخليج بمصر القديمة، مع عائلته (والداه الشهدين بندلايمون وصوفيه، وشقيقته الشهيدة أفوميه)، ولعلها تكون هي الأيقونة الوحيدة لهؤلاء الشهداء بمصر حسب علمنا.

[57] مما هو جدير بالذكر أن لهذا الشهيد أبصاليتين أخرتين (غير ما ورد بالمخطوط ""32 Par.)، إحداهما واطس والأخرى آدام، بالمخطوط 8 قبطي (بحيري) بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 238ج- 245ج، ومن المُلفت للنظر أن كاتب الإبصالية الواطس يدعوه في أولها "الشهيد ميخائيل شبيروا الجديد"!!

[58] المخطوط ""32 Par.، الورقة 21 ج.

[59] راجع مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس، القرن الـ15-16 الميلادي" بأسبوع القبطيات الرابع عشر بروض الفرج (تحت الطبع).

[60] راجع المخطوط المذكور، الورقة 11 ج. وإتمامًا للفائدة وللأمانة العلمية، لابد أن أسجل افتراض منطقي قد يرد في ذهن القارئ الكريم بعد أن يقرأ هذا الجزء من البحث، وهذا الافتراض كالآتي: إذا كان القمص جرجس الحكيم قد خدم في جزيرة رودس فترة من الزمان، فمن المنطقي إذن أن يكون الأنبا ميخائيل المعاريجي (خاله)، هو الأنبا ميخائيل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس، والذي كان قد اعتفى من الخدمة وقت كتابة المكاتبة رقم (73) من مخطوط " Theol. 301"، للبابا يوأنس الثالث عشر سنة 1508م، والمشار إليها سابقًا في هذا البحث. ولكن هذا الافتراض المنطقي تتضاءل فرصه حينما نذكر ما قاله القمص جرجس الحكيم نفسه عن خاله كونه أحد أساقفة الوجه البحرى وليس أحد أحبار الكنيسة الخدام خارج مصر، بالإضافة لكونه أسقفًا وليس مطرانًا.

[61] G. Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, p. 129-131.

[62] مما هو جدير بالذكر أن هذا الميمر نُشره بالكامل في كتاب حبيب زيات عن تاريخ بلدة صيدنايا، ص 114-121.

[63] للرجوع لتفاصيل أكثر في هذا الموضوع راجع: مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس القرن الـ15-16 الميلادي" مرجع سابق، كذلك راجع: روبير الفارس، "في أسبوع القبطيات الـ14.. إكليريكي يكشف عن كنيسة للأقباط بجزيرة رودس" جريدة روز اليوسف، العدد 414 الصادر بتاريخ 10 ديسمبر 2006 م، ص 13؛

Robeir al-Faris, "A Coptic church in Rhodes", Watani International, Year 6 Issu 306, 24 December 2006- 15 Kiyahk 1723, p. 4.

[64] حبيب الزيات، مرجع سابق، ص 122.

[65] المرجع السابق، ص 107-109.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-basilous-sobhy/characters/gerges.html

تقصير الرابط:
tak.la/jf52d5v