السيد المسيح:
إنه وديع ومتواضع
القلب (مت 11: 29) "قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 20)... ومع
ذلك فإنه لما رأى
اليهود قد دنسوا الهيكل. وهم يبيعون فيه ويشترون، "أخرج جميع الذين
كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة
الحمام. وقال
لهم: مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (مت 21: 12، 13)
(يو 2: 14- 16).
أكان ممكنًا
للمسيح -باسم
الوداعة- أن يتركهم يجعلون بيت الآب بيتًا للتجارة؟! أم أنه مزج
الوداعة بالغيرة المقدسة كما فعل. "فتذكر
تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني" (لو
2: 16، 17).
وكما قام
السيد
المسيح بتطهير الهيكل، هكذا وبخ
الكتبة والفريسيين.
حقًا "لكل أمر تحت
السموات وقت". للهدوء وقت، وللغيرة المقدسة وقت. للسكوت وقت، وللتعليم وقت. وقد كان
الكتبة والفريسيون يضلون الناس بتعليمهم الخاطئ. فكان على المعلم العظيم أن يكشفهم،
ولا يبقيهم جالسين على كرسي موسي في المجتمع المسيحي الجديد. فقال لهم "ويل لكم
أيها
الكتبة والفريسيون المراؤون. لأنكم تغلقون
ملكوت السموات قدام الناس. فلا
تدخلون أنتم، ولا تدعون الداخلين يدخلون" (مت 23: 13).
هل كان ممكنًا
-باسم
الوداعة- أن يتركهم يغلقون أبواب الملكوت؟!
الوداعة فضيلة
عظيمة. ولكنها لا تمنع من الغيرة المقدسة. وكذلك لا تمنع من الشهادة للحق، كما فعل
السيد المسيح له المجد.
والشهادة للحق أمر
هام يريده الله. ولعل أهميته تظهر من قول الله على لسان أرميا النبي في العهد
القديم "طوفوا في شوارع
أورشليم وانظروا واعرفوا، وفتشوا في ساحاتها هل تجدون
إنسانًا أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فاصفح عنها؟" (أر 5: 1)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقال الرب
لتلاميذه: "...وتكونون لي شهودًا" (أع 1: 8).
فهل
الوداعة تمنع الشهادة للحق. أمامنا بولس الرسول كمثال.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8cb3yf6