أريد أن أكلمكم اليوم عن موضوع "الخفيات والظاهرات".
نحن نصلي بهذه العبارة في:
حيث نطلب من الله أن "ينجينا من الأعداء الخفيين والظاهرين".
حيث نقول: "اغفر لنا خطايانا التي فعلناها بمعرفة وبغير معرفة الخفية والظاهرة".
حيث نطلب من الله: "واغفر لهم خطاياهم الخفية والظاهرة".
طبعًا الخطايا الظاهرة واضحة ومعروفة، ولذلك سنتكلم عن الخطايا الخفية مثل:
فلا أحد يعلم ما هي أفكارك، أي أنها خطايا خفية على الناس.
فالخطايا الخاصة بمشاعر القلب هي أيضًا خطايا خفية. فلا أحد يعلم ماذا في قلبك؟ وما هي شهواتك؟
وأيضًا الخطايا الخاصة بالنيات من الخطايا الخفية. فقد تقول في قلبك عن شخص معين: "هذا الشخص سأنتقم منه"! بالرغم من أنك لم تؤذيه فعليًا، لكن مجرد نيتك من الداخل نية خاطئة، تعتبر من الخطايا الخفية.
ومن الخطايا الخفية، الخطايا المخزنة في العقل الباطن، وأحيانًا من العقل الباطن تخرج أحلام خاطئة.
والأحلام الخاطئة من الخطايا الخفية أيضًا.
فهناك خطايا خفية يقع فيها كل واحد تقريبًا.
وفي المزمور هناك آية لطيفة جدًا حيث يقول: "الهفوات من يشعر بها، من الخطايا المستترة يا رب أبرئني": ونص الآية هو: "اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي" (سفر المزامير 19: 12)، والخطايا المستترة أي الخطايا الخفية.
لذلك لابد للإنسان أن يعرف نفسه كما يقول الحكيم "أعرف نفسك". فيجب أن تعرف نفسك ليس فقط بالنسبة للأشياء التي تعملها وتظهر للناس، بل تعرف ما يحتاج لإصلاح بداخل نفسك وتصلحه وتعَّدله (الخطايا الخفية).
ومن الجائز أن تكون من الخطايا الخفية خطايا الجهل. أي تفعل أشياء خاطئة دون أن تعلم أنها خطايا. فهذه خطايا الجهل. وكلما تنمو في الروحيات تبدأ في اكتشاف خطايا كنت ترتكبها دون أن تشعر بخطئها لأن مستواك كان ضعيفًا، ثم تبدأ تعرف أنها كانت خطايا.
وفي هذا يقول الشاعر:
إذا كانت فضائلي اللائي أتيه بها عدّت ذنوبًا فقل لي كيف أعتذر
أي أحيانًا يكون بداخلك أشياء تعتبرها فضائل، ولكنها في الواقع ذنوب وأنت لا تعلم.
وفي الحقيقة ما لا نعرفه عن أنفسنا أكثر بكثير من الذي نعرفه عن أنفسنا. نحن نجهل أنفسنا وبداخلنا توجد أشياء كثيرة يجب أن نصلحها.
وهناك خطايا مخفية يغطيها البر الذاتي. فهناك أناس يقعون في خطية البر الذاتي، أي يظن الإنسان نفسه أنه بار فيكون بارًا في عيني نفسه فقط. ولكن له خطايا لا يعرفها أو يعرفها ولكنه يغطيها، قد يغطيها بالأعذار، أو بالتبريرات، أو بالكذب.. بأي شيء ولكنها خطايا.. خطايا خفيّة في داخله.
سعيدٌ هو الإنسان الذي يفحص ذاته باستمرار، ويرى ما بداخله من خفيات ويصلحها.
أريد أن أقول لكم كلمة مخيفة عن الخطايا الخفية: فالخطايا الخفية لابد أن يكشفها الله. فهناك كشف في اليوم الأخير، حين تُفْتَح الأسفار، وتُقْرَأ الأفكار وتُعْرَف النيَّات، في ذلك الوقت أين نخبئ وجوهنا؟!
لذلك الإنسان الحكيم يبحث عن الخطايا الخفية من الآن. ويحاول أن يعالجها لأن السيد المسيح يقول: "ما تقولونه في المضاجع يُنادى به فوق السطوح": ونص الآية هو: "لِذلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي الظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي النُّورِ، وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ الأُذْنَ فِي الْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ عَلَى السُّطُوحِ" (إنجيل لوقا 12: 3).
ويقول: ليس خفي إلا ويُعرَف ولا مكتوب إلا ويُسْتَعلَن: ونص الآية هو: "فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ" (إنجيل لوقا 12: 2).
إذن هذه الأشياء الخفية يأتي وقت وتنكشف. فلا بد أن تكتشفها أنت وتتوب عنها بدلًا من أن تنكشف في وقت لا يكون هناك توبة.
نقطة أخرى في الخطايا الخفية. أحيانًا الرجل يظن أنه رجل بحق، ولكن هناك أشياء تكشفه وتُخْرِج خفاياه.
قد تنكشف خفاياه بواسطة المرأة، أو بواسطة المال، أو بواسطة الوظائف والألقاب.
فالمرأة قد تُسَيطِر على عقل الرجل سيطرة كاملة. فبعض الرجال تسيطر عليه المرأة إلى الدرجة التي تجعله يترك حتى دينه من أجلها! مما يدل على أنه: إما أنه ضعيف من الداخل لا يستطيع مقاومة المرأة، أو أن إيمانه ضعيف من الممكن أن يغيره من أجل امرأة.
أتذكر زمان وأنا شاب صغير كنت قرأت كتاب للكاتب الشهير أحمد الصاوي محمد، واسم الكتاب: "المرأة لعبتها الرجل". أي أن المرأة إذا شاءت تستطيع أن تلعب بالرجل. وطبعًا ليس كل الرجال هكذا. والكاتب الشهير/ أحمد الصاوي محمد له كتابين: "المرأة لعبتها الرجل" و"الشيطان لعبته المرأة"؛ أي أن الشيطان يهوى اللعب بالمرأة، والمرأة التي يلعب بها الشيطان تقوم بدورها باللعب بالرجل. فنحن نختبر الرجل هل هو رجل على حق أم لا، عندما يُواجَه بامرأة لها تأثير عليه وجاذبية عليه.
أو نختبره هل هو رجل على حق أم لا، وذلك عندما يُحارَب بالمال ونرى هل سيهتز أمام المال أم لا؟ هل سيغير مبادئه من أجل المال أم لا؟
أو عندما يحارب بمنصب من المناصب أو لقب من الألقاب، فيبدأ يهتز من الداخل.
فكلمة رجل قد تكون كلمة خارجية فقط، والخفيات تظهر بهذه الاختبارات.
نقطة أخرى في الخطوبة والزواج، ففي الخطوبة يظهر الرجل في منتهى اللطف، والتودد للمرأة وطلب رضاها، ويُظهر ذوق رفيع، وبمجرد الزواج تظهر الخفيات في طريقة معاملته. أنا أتعجب عندما تأتي إليَّ بعض الزوجات ويخبرونني أن أزواجهن يضربوهن. كيف هذا؟ أين أيام الحب وأيام الخطوبة وأيام الوِد والهدايا؟! هل كان هذا من الظاهر فقط؟ وكان هناك خفيات؟ المرأة الذكية هي التي تدرك هذه الخفيات عند الرجل، قبل الارتباط به. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكن أحيانًا السيدات يقولون: نار الزوج أحسن من جنة الأب! هل هذا كلام؟! وهل تحتمل هذه المعاملة السيئة؟! والأعجب أن بعض السيدات تكون سعيدة بذلك!!
في الرهبنة مثلًا. الرهبنة هي حياة الوحدة والصلاة. لكن بمجرد أن يتقدم شخص للرهبنة، لا نتركه للوِحدة مباشرة، لئلا نضعه في الوحدة فيغلق نفسه على طباعه الخاطئة، وخطاياه. فلابد أن نضعه في بداية الأمر في المجمع ليتعامل مع الآباء، فيظهر هل عنده غضب أم لا؟ هل يحتمل أم لا؟ هل لو غضب يفقد أعصابه؟ أم يحتفظ بغضبه في قلبه؟ وعندما يفقد أعصابه، هل يشتم؟ هل يضرب؟ ونبدأ نرى الراهب في المجمع كيف يسير؟ فإذا استطاع أن يكشف أخطاءه الخفية، في المجمع ويعالجها نسمح له بالوحدة بقلب نقي وفكر نقي.
أحيانًا راهب يقول ما هذا؟ هل يدخلوني الدير لأشتغل؟ أنا أريد التوحد. فنقول له: يا حبيبي تتوحد بعد أن تتنقى من الداخل.. بعد أن تكتشف الخفيات التي بداخلك وتعالجها.
وأيضًا في الترشيح للكهنوت. هناك خطأ يقع فيه الكثيرين. حيث يكون هناك أحدهم مرشح للكهنوت. ونسأل لماذا رُشح للكهنوت؟ فيقولون: إنه خادم ممتاز. يخدم في الأماكن كذا وكذا وكذا.... إلخ. وكتلة نشاط ويعظ جيدًا ولديه معلومات.
ولكن عندما يرسم كاهن، يجب أن نتعرف على خفياته. كيف نعرف خفياته؟ نعرفها من كيفية معاملته مع زوجته وأولاده في البيت؟ هذه النقطة كثيرًا ما نهمل البحث فيها. لا أدري كيف سنعرف ذلك!
فإذا امرأته قالت: زوجي هذا لا يصلح أن يكون كاهنًا، ستكون الطامة الكُبرى وستتلقى منه العقاب الرادع! ويوجه لها اتهامات بأنها خائنة كيهوذا وغيره من الاتهامات!! ولكن في الحقيقة للتأكد من صلاحية هذا المرشح للكهنوت لابد أن نبحث عن الخفيات. والخفيات هي معاملته في البيت مع زوجته وأولاده. لا يجب أن نسير بالظاهرات.
الإخوة مثلًا. كل واحد يقول عن أخوه "لا يوجد من أحبه أكثر من أخي هذا". ولكن ممكن أن تختبر محبة الأخ بخفيات معينة. فلو تنازع الأخوة على الميراث، فهذه النقطة قد تحول هذا الأخ الذي يدعي حبه لأخوه إلى عداوة وقضايا في المحاكم.
في الصداقة مثلًا، قد تقول صديقي هذا أنا أعرفه جيدًا وأثق به. فيسألوك: هل جربته أم لا؟ إذا قلت لا. إذن أنت لا تعرفه. هل حدث نوع من الاحتكاك بينكما أم لا؟ إذا لم يحدث إذن أنت لا تعرفه. فعندما تحتك بشخص تظهر الخفيات. لكن طوال فترة الهدوء لا تظهر الخفيات. وكما قال السيد المسيح "أي فضل لكم إن سلمتم على الذين يسلمون عليكم؟! لا شيء": ونص الآية هو: "وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟"( إنجيل متى 5: 47).
نحن نقول: "نجنا من الأعداء الخفيين"..
طبعًا أول عدو خفي هو الشيطان. والشيطان يوسوس في الفكر ويوسوس في القلب، ويأتي بمُغريات وأشياء كثيرة. فالشيطان من الأعداء الخفيين هو وأعوانه.
أيضًا مؤامرات الناس الأشرار الخفية والظاهرة. ما أكثر المؤامرات التي ينقذك منها الله دون أن تعرف ودون أن تصل إليك. الله أبعدها عنك دون أن تدري.
هناك أعداء خفيين هم الأصدقاء غير المخلصين. كما يقولون: "في الوش مرايا وفي القفا سلاية"!! سلاية أي شوكة.
من الأعداء الخفيين أيضًا الشخص الذي يكون بوجهين. أمامك بوجه ومن وراءك بوجه آخر. تقابله، يا سلام! ينطبق عليه قول الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
هذا الشخص يكون من الأعداء الخفيين، وإن كان يظهر كصديق.
أحدهم قال: "نجني يا رب من أصدقائي أما أعدائي فأنا أعرفهم جيدًا".
ما يقوله في وجهك غير ما يقوله في غيابك. هؤلاء من قال عنهم الكتاب: يلبسون ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة. ثياب الحملان في الظاهرات، وذئاب خاطفة في الخفيات.
ممكن أن يكون هناك شخص في مركز كبير، يقابلوه بعض العاملين تحت إدارته بالتملق والنفاق والرياء.. كلها في ظاهرها أشياء طيبة بينما في الخفيات متعبة.
أحيانًا الأعداء الخفيين يكونون بعض المرشدين الذين يرشدون بطريقة خاطئة! الله قال لبني إسرائيل "يا إسرائيل مرشدوك مضلون": ونص الآية هو: "شَعْبِي ظَالِمُوهُ أَوْلاَدٌ، وَنِسَاءٌ يَتَسَلَّطْنَ عَلَيْهِ. يَا شَعْبِي، مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ، وَيَبْلَعُونَ طَرِيقَ مَسَالِكِكَ" (سفر إشعياء 3: 12). فالكتبة والفريسيون والكهنة والصدوقيون ورؤساء الشعب أيام السيد المسيح، كانوا مرشدين مضلين، لذلك قال عنهم السيد المسيح: "أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة": ونص الآية هو: "اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ" (إنجيل متى 15: 14.). ما أكثر الناس الذين أضاعهم مرشدون مضلون.
قد يكون إنسان مخلص من الظاهر، ثم يحب علاقة أخرى، فينقلب! وتدخل حكاية "مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ" (سفر الأمثال 17: 15).
أو الألفاظ التي ليس معنى أو معناها عكسي. مثل شخص يقول لك عن شخص آخر "فلان هذا الله يسامحه"، وهو في نيته يريد أن يقول "الله يجازيه حسب أعماله"ّ! ربما الكثير منكم يستخدم هذه العبارة..
أو شخص يسيء إلى آخر فيقول له "اذهب الله يسامحك"، وكلمة الله يسامحك هنا معناها "أنا متضايق منك إلى أقصى درجة".
التجربة أيضًا تكشف المخفي فيظهر.
كل شيء مكشوف أمامه. يعلم ما في القلب وما في الفكر وما في النية ولا يخفى عليه شيء.
فنعمة الله تعمل معك في الخفاء. فمن ضمن الخفيات، عمل نعمة الله. وعمل روحه القدوس.
ومن ضمن العمل في الخفاء عمل ملائكته القديسين. يقول الكتاب: "مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ". ( سفر المزامير 34: 7) ويقول: "يرسل ملائكته إليك يحفظونك في كل طرقك": ونص الآية هو: "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ (سفر المزامير 91: 11).
ومن ضمن الأشياء الجميلة في الملائكة وعملهم في الخفاء، أيام إليشع النبي عندما كان الجنود الأعداء يحيطون بالمدينة، وتلميذه جيحزي كان يرتعش فقال إليشع النبي: "يا رب افتح عيني الغلام ليرى إن الذين معنا أكثر من الذين علينا"، فعندما فٌتِحَت بصيرته وجد ملائكة كثيرين موجودة حولهم نجوهم من الأعداء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى): ونص الآية هو: "وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ" (سفر الملوك الثاني 6: 17).
الملائكة تعمل في الخفاء وعملهم قوي. دائمًا الأشياء التي تعمل في الخفاء تكون قوية. لذلك الله أمرنا أن نعمل الخير في الخفاء دون أن يشعر أحد به. وهذه الأشياء التي تعمل في الخفاء يكشفها الله في اليوم الأخير، فإذا هي نور ومجد أمام الناس.
لذلك يقول الله: "بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ،" (إنجيل متى 6: 20) فهي أعمال في الخفاء، ولكنها كنوز تذهب إلى السماء.
البعض لا يحبوا أن يصنعوا كنوزًا في السماء، ولا على الأرض!
العالم الحاضر هو من الظاهرات والحياة الأبدية هي من الخفيات. لأنه ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر هو من الخفيات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/st2x2xk