St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

25- الخطية مُعَانَدَة للروح القدس

 

روح الله الذي فيك، يريدك أن تحيا في القداسة التي تليق بأولاد الله وهو يعمل فيك للخير والبر. فإن سرت في طريق الخطية، تكون معاندًا للروح...

لذلك يقول الكتاب "وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ" (أف 4: 30). إذن فكل من يرتكب إحدى الخطايا، إنما يحزن روح الله...

ويقول الكتاب أيضًا "لا تطفئوا الروح" (1 تس 5: 19).

إن روح الله عندما يعمل في قلب إنسان. يلهبه بالحب، ويلهبه بالحماس نحو الخير، ويلهبه بالغيرة المقدسة على نشر ملكوت الله... لأن إلهنا نار آكِلَة (عب 12: 29). وكل مَن يحوي الله في داخله إنما يحوي نارًا ملتهبة... لذلك قيل عن الله:" الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب" (مز 104: 4). ولهذا أمرنا الرسول أن نكون "حارين في الروح" (رو 12: 11). لأن كل من يعمل فيه روح الله، لابد أن يلتهب بالحرارة الروحية. أليس أن روح الله عندما حل على التلاميذ الأطهار، إنما حل عليهم بألسنة "كأنها من نار" (أع 2: 3)؟!

St-Takla.org         Image: The Holy Spirit, engraving at the dome of a church, with the four Evangelists صورة: الروح القدس، نقش أعلى قبة كنيسة، ويظهر صور الإنجيليين الأربعة

St-Takla.org Image: The Holy Spirit, engraving at the dome of a church, with the four Evangelists.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس، نقش أعلى قبة كنيسة، ويظهر صور الإنجيليين الأربعة.

لذلك كله، نقول أن من يفعل خطية، إنما يطفئ الروح كقول الكتاب... وإطفاء هذه الحرارة، يقوده إلى الفتور. وإذا استمر في الفتور يصل إلى برودة روحية بحيث لا يؤثر فيه شيء من الوسائط الروحية التي تلهب غيره من الناس...

ومع كل هذا يظل روح الله فيه، ولكن حزينًا وحرارته منطفئة...

ولكن أخوف ما نخافه على الخاطئ أن يفارقه روح الله... كما فارق شاول الملك فبغتهُ روح رديء من قبل الرب (1 صل 16: 14). وهذه الحالة المحزنة هي التي صرخ بسببها داود في صلاته قائلًا "لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني" (مز 51: 11)...

هذه الحالة الخطيرة هي التي يسمونها "التجديف على الروح القدس".

التجديف على الروح القدس، هو الرفض الكامل الدائم لعمل الروح القدس في القلب... من كثرة الشر، يصل الإنسان إلى حالة من قساوة القلب ترفض كل عمل للروح حتى الموت... وحينئذ لا يمكن أن يتوب، لأن التوبة تأتيه نتيجة لعمل الروح القدس فيه، لأن الروح يبكت الإنسان على الخطية (يو 16: 8). وإذ لا يتوب لا يمكن أن ينال مغفرة. لن القديسين قد قالوا "ليست خطية بلا مغفرة، إلا التي بلا توبة". وهكذا قيل إن خطية التجديف على الروح القد س لا مغفرة لها...

لكننا لم نصل بعد إلى هذا الوضع المملوء يأسًا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ما يزال روح الله يعمل فينا للتوبة... فعلينا أن نستسلم لعمل الروح، ولا نرفضه، بعناد...

إن كنا قد أحزنَّا روح الله من قبل، فلا نستمر في إحزانه...

وإن كنا قد أطفأنا حرارته فينا، فلا نستمر في إطفائها...

لا يصح أن نستمر في عناد، لئلا يفارقنا الروح، فنشبه الهابطين في الجب... ليتنا نكره الخطية، التي تعاند عمل روح الله فينا. فإن الخطية خاطئة جدًا إنها فساد للطبيعة البشرية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-025-Opposition.html

تقصير الرابط:
tak.la/7f2v3rx