St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   06-The-Spirituality-of-Fasting
 

كتب قبطية

كتاب روحانية الصوم - البابا شنودة الثالث

41- تداريب الصوم الخاصة بالتوبة

 

لأن الصوم هو بلا شك فترة توبة. وتداريب التوبة كثيرة نذكر منها:

التركيز علي نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.

St-Takla.org Image: The woman who sinned and Jesus. صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الخاطئة التائبة مع المسيح.

St-Takla.org Image: The woman who sinned and Jesus.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرأة الخاطئة التائبة مع المسيح.

وكل إنسان يعرف تمامًا ما هي الخطية التي يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر في غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالًا للتداريب علي تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صومًا مقدسًا حقًا.

وقد يتدرب الصائم علي ترك عادة ما.

مثل مدمن التدخين الذي يتدرب في الصوم علي ترك التدخين.

أو المدمن مشروبًا معينًا، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاي والقهوة مثلًا. أو الذي يصبح التفرج علي التلفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر علي قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريبًا علي تركه.

وقد يتدرب علي تركه خطية كالغضب أو الإدانة.

وهي من الخطايا المشهورة التي يقع فيها كثيرون. وربما تشمل التداريب مجموعة من خطايا اللسان تعود الإنسان السقوط فيها، فيدرب نفسه في الصوم علي التخلص منها واحدة فواحدة.

وما أسهل أن يضع أمامه آيات خاصة بالخطية.

فمثلًا يذكر نفسه كلما وقع في خطية النرفزة يقول الكتاب "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1:2). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة في المواقف التي يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلًا ماذا أستفيد من صومي، إن أن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟!

أو إن كان واقعًا في أية خطية من خطايا اللسان، يضع أمامه قول الكتاب "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس، سوف يعطون عنها حسابًا يوم الدين" (مت 12: 36) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويقول لنفسه في عتاب: ماذا أستفيد إن صمت صومًا فيه كل ضبط النفس، ثم لم أضبط لساني وقلت لأخي يا أحمق، وأصبحت بذلك مستحقًا لنار جهنم (مت 5: 22).

وكلما تجوع وتشتهي الأكل، بكت نفسك.

وقل لها: حينما تتركن هذه الخطية، سوف أسمح لك بالأكل. هوذا الكتاب يقول "إن الذي لا يعمل لا يأكل" (2تس 3:10). وأنت لم تعملي عمل التوبة اللائق بالصوم، أو اللائق بقلب هو مسكن الله.

وَبِّخ نفسك وَقُل لها: ما فائدة امتناعي عن الأكل، أن كنت لم أمتنع بعد عن هذه الخطية التي تفصلني عن الله، ولا تنفعني صومي كله.

خذ نقطة الضعف التي فيك، واجعلها موضوع صلواتك وجهادك خلال هذا الصوم.

ركز عليها التركيز كله، من جهة الحرص والتدقيق، ومن جهة مقاومة هذه الخطية.

واسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجني يا رب من هذه الخطية. أنا معترف بأنني ضعيف في هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت. ارحم يا رب ضعفي وعجزي. لا أريد أن أنتهي من هذا الصوم، قبل أنت تنتهي هذه الخطية من حياتي. أجمع آيات الكتاب الخاصة وضعها أمامك، لتتلوها باستمرار.

لتكن فترة الصوم هذه هي فترة صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها علي خطاياك. درب نفسك خلال الصوم علي هذا الصراع.

وَقُلْ: ما دام الصوم يخرج الشياطين حسب قول الرب، فليته يخرج مني خطاياي مادام هو مع الصلاة يخرج الشياطين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/06-The-Spirituality-of-Fasting/Rohaneyat-Al-Soum__01-CH5-03-Tadarib-Al-Tooba.html

تقصير الرابط:
tak.la/nx2fcgy