5- وكان آدم وحواء اجتماعيين، يتعاونان معًا..
حينما كان آدم وحده في الجنة، وجد التعاون والألفة بين جميع حيوانات الأرض "وأما لنفسه، فلم يجد معينًا نظيره" (تك 2: 21). وصعد هذا الاشتياق، أو هذا الاحتياج إلى الله "فأرقع الرب الإله سباتًا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه، وملأ مكانها لحمًا. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم" ( تك 2: 21، 22).
وشعر آدم بهذه الرابطة القوية التي تربطه بحواء، إنها جزء منه، بينهما رابطة دم ولحم وعظم. " فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي، لحم من لحمى. هذه تدعى امرأة، لأنها من امرء أُخِذَت" (تك 2: 23).
6- ونحن نعجب من هذه المعرفة التي كانت لآدم:
* كيف عرف أن حواء، قد أخذت من لحمه ومن عظامه، بينما كان في سبات..؟! هل أخبره الله بما حدث، في ظل علاقة المحبة بينه وبين الله؟ أم كان هذا اللون من المعرفة، من ضمن مواهبه في ذلك الوقت، الذي خلق فيه بوضع فائق للطبيعة..؟!
* كما أننا نعجب بآدم إذ أنه أعطى حواء اسمًا له دلالة وله عمق، فسماها امرأة، أنها من امرء أخذت.
وفيما بعد.. بعد الخطية، حينما ولدت امرأته ابنًا، أعطاها اسمًا آخر: "ودعا آدم اسم امرأته حواء، لأنها أم كل حي" (تك 3: 20). إنها حكمة اتصف بها آدم في إطلاق الأسماء. ولعله استخدام هذه الحكمة ذاتها في تسمية الحيوانات والطيور وكل ذوات الأنفس الحية.
ليت أحد المتخصصين في علوم اللغات، يبحث مع بعض المتخصصين في علوم الحيوان، السر الذي يكمن وراء أسماء الحيوانات، والحكمة التي بها أطلق آدم كل اسم على صاحبة..
* كان آدم أيضًا يعمل في الجنة ويحفظها (تك 3: 15). فمن أين أوتى آدم هذه المعرفة بشئون كل النباتات الموجودة في الجنة، أتراه أيضًا لون من الكشف الإلهي، أو كانت معرفة آدم من نوع فائق لمعرفتنا؟!
7- وقد خلق آدم وحواء بعد أن أعد الله لهما كل شيء.
خلقهما في اليوم السادس، كقمة لمخلوقاته كلها. وخلقهما بعد أن خلق من أجلهما كل شيء كما في القداس الغريغوري. من أجلهما أعد السماء لهما سقفًا، ومهد لهما الأرض كي يمشيا عليها . رتب لهما قوانين الفلك، ووضع لهما الشمس لضياء النهار، القمر لإضاءة الليل . ونظم لهما الطبيعة وأجواءها، وخلق لهما النبات لطعامهما، والحيوانات لخدمتهما. وأخيرًا خلقهما، ليتمتعا بهذه الطبيعة كلها.
وعندما تنتهي فترة إقامة البشرية على الأرض، ويأتي الرب على السحاب، ليأخذ باقي البشر، ويسكن الإنسان في الأبدية، حينئذ ستزول هذه الأرض وهذه السماء اللتان خلقهما الله، لراحة الإنسان ههنا. إذ سيزول غرضهما بانتقال الإنسان إلى جوار الله في أورشليم السمائية.
ما أعظم قيمة هذا الإنسان، الذي من أجله خلق الله كل شيء. آدم صورة الله، أعظم كائن على الأرض في أيامه، نائب الله، المسلط منه على كل الخليقة الأرضية..
8- وكان آدم وحواء سعيدين، يعيشان في جنة:
خلق الله جنة جميلة، لكي يحيا فيها هذا الإنسان سعيدًا "غرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا. ووضع هناك آدم الذي جبله" (تك 2: 8). ويشرح سفر التكوين بعض تفاصيل هذه الجنة، فيقول "وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر. وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة" (تك 2: 9، 10).
كان آدم سعيدًا هو وحواء داخل الجنة. لم يكن هناك ما ينقصهما، ولم يكن هناك ما يعكر صفوهما كان كل شيء حولهما جميلًا وعاشا في اليوم السابع، اليوم الذي قدَّسه الرب، واتخذه للراحة، له ولهما.
وهذه الطبيعة الجميلة الهادئة النقية التي خلقها الله لآدم وحواء، يقول عنها الكتاب "ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/64nwykf