St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   35-Kanoun-El-Iman
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث

24- تألم

 

أهمية إثبات الألم هام جدًا، فلماذا؟

لئلا يظن البعض أن اتحاد اللاهوت بالناسوت في السيد المسيح قد حمي الناسوت من الألم!!

وهنا تكون مسألة الصلب شكلية بحتة! ولا يكون المسيح قد دفع ثمن الخطية للعدل الإلهي حاشا!! إن آلام الصلب حقيقة ثابتة. وعنها تنبأ إشعياء النبي فقال: "رجل أوجاع ومختبر الحزن.. أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصابًا ومضروبًا من الله ومذلولًا. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا.. أما الرب فَسُرَّ أن يسحقه بالحزن، أن جعل نفسه ذبيحة إثم" (أش 53: 3-10).

ومن شدة ألمه على الصليب، قال "إلهي إلهي لماذا تركتني" (مر 15: 34). ومن شدة ما نزل منه عرق ومن دم، قال "أنا عطشان" (يو 19: 28).

St-Takla.org Image: Jesus carrying the Cross, Road of pain صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يحمل الصليب، طريق الآلام

St-Takla.org Image: Jesus carrying the Cross, Road of pain

صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يحمل الصليب، طريق الآلام

لقد تألم السيد المسيح آلامًا حقيقة مبرحة. وقد تركه الآب للألم، وسر أن يسحقه بالحزن. وعبارة "لماذا تركتني" لا تعني انفصاله عنه، حاشا. إنما تعني تركه للألم، دون أن يمنع الألم عنه. لذلك تحتفل الكنيسة سنويا بأسبوع الآلام. وتصوم كل يوم جمعة تذكارا لألم المسيح..

إن السيد المسيح لم يستخدم لاهوته أبدًا من أجل راحة ناسوته.

ليس ذلك في وقت الصلب بل طوال فترة تجسده على الأرض.. حينما هرب من سيف هيرودس إلى مصر. كان يستطيع بقوة لاهوته أن يضرب هيرودس ضربة لا قيام بعدها، لكنه لم يفعل، ولم يستخدم لاهوته. وفي صومه على الجبل، كان بإمكان لاهوته أن يحمي جسده من الجوع. ولكنه لم يفعل، بل قيل عنه أنه "جاع أخيرًا" (مت 4: 2) هكذا احتمل الجوع، ولم يستخدم لاهوته لراحة جسده. وأيضًا لم يحول الحجارة إلى خبز حسب اقتراح الشيطان!!

وطوال فتره تجسده على الأرض، كان يجوع ويعطش، ويتعب ويتألم. ولم يستخدم لاهوته لمنع شيء من هذا عن نفسه. وفي أثناء حمله للصليب إلى الجلجثة (يو 19: 17)، من فرط التعب وقع. وحمله عنه سمعان القيراوني (مر 15: 21). وكان يمكنه بقوة لاهوته أن يحمل الصليب بدون القيراوني! كذلك لم يستخدم لاهوته في منع أو إيقاف كل الذين أهانوه ولطموه (مت 27: 29-31).

وهو نفسه تنبأ -قبل الصلب- عن هذه الآلام:

فقال لتلاميذه "إنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم، ويتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 16: 21) "وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرًا، ويُرْفَض من الشيوخ ورؤساء الكهنة ويقتل. وبعد ثلاثة أيام يقوم" (مر 8:31). "وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيرا ويرذل" ( مر 9: 12) (لو 9: 22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكررها مرة أخرى فقال كذلك أيضًا يكون ابن الإنسان في يومه. ولكن ينبغي أولًا أن يتألم كثيرًا، ويرفض من هذا الجيل" (لو17: 25).

كذلك بعد القيامة، ذكر أن آلامه قد تحدث عنها الأنبياء من قبل، فوبخ تلميذيّ عمواس قائلًا لهما "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي أن المسيح يتألم ويدخل إلى مجده" (لو 24: 25، 26). وقال لتلاميذه أيضًا "هكذا مكتوب، وهكذا كان ينبغي: أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو 24: 46).

آلام المسيح كانت ترمز إليها الذبائح في العهد القديم:

خروف الفصح مثلًا، كان يرمز إلى السيد المسيح، إذ قيل "لأن فصحنا أيضًا، المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو 5: 7). هذا الفصح قيل عنه إنه قيل عنه أنه يكون "مشويًا بالنار" (خر 12: 8). وهذا الشيء رمز للآلام. والمحرقة التي كانت ترمز للمسيح في وفاء العدل الإلهي، وأنها رائحة سرور للرب (لا 1: 9). قيل في شريعتها: "تكون على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح.. والنار على المذبح تتقد عليه. لا تطفأ.. نار دائمة على المذبح، لا تطفأ" (لا 6: 9 - 12). كل هذه النيران رمز للعدل الإلهي الذي يأخذ حقه من المحرقة، حتى تتحول إلى رماد (لا 6: 10).. أي آلام أكثر من هذه في تحقيق الرمز..! ومما يعبر عن آلامه في الصلب، ما قيل عنه في المزمور:

"ثقبوا يدي وقدمي، وأحصوا كل عظامي" (مز 22: 16).

كل هذا المزمور عن آلام الصلب التي وجهت إلى الجسد والنفس. يقول "صار قلبي كالشمع. ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي.." (مز 22: 14 ، 15).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/35-Kanoun-El-Iman/Christian-Faith__24-Pain.html

تقصير الرابط:
tak.la/292r3mb