يعجبني ذلك المثل الصيني الشهير الذي يقول: بدلًا من أن تلعنوا الظلام, أضيئوا شمعة. نقول هذا لأن الصحف ازدحمت كلها بأخبار الفساد. حتى أصبحت كلمة الفساد أو الفاسدين هي أشهر كلمة علي الأفواه.
وأول ما تنشره الجرائد بمانشيتات في صفحاتها الأولي, كأنه ليس في بلادنا شيء من الخير! هذا مع كثرة الاتهامات لأشخاص عديدين وكثرة الاحتجاجات من عمال وموظفين علي المسئولين عنهم.
† أما وقد بدأت ثورة شباب 25 يناير, وطالبت بأمور في الإصلاح تحققت غالبيتها, فعلينا أن نبدأ مرحلة من البناء لأن البناء هو العنصر الأساسي في تشييد دولة جديدة قوية هي أول ما نصبو إليه.
وإن كان هناك أشخاص يرقبون الأحداث ويكتبون التاريخ, فأعظم منهم من يصنعون التاريخ, وقد بدأ صنع تاريخ جديد منذ 25 يناير وسوف يكمل بالبناء.
† فمن الأمور التي يجب الاهتمام بها, هي بناء الأمن, بإيجاد أمن قوي يستطيع أن يحرس المواطنين في بيوتهم وأماكن عملهم, خاصة بعد أن انتشرت عصابات الخارجين علي القانون بالنهب والسرقة والحر،ق حتى تطاولوا في ذلك علي أقسام البوليس وبعض المحافظات وعلي محلات الصاغة واقتحام الشقق الجديدة.. وشكا من ذلك محافظ القاهرة, ولذلك علينا حاليًا أن نعيد بناء أو ترميم مراكز الشرطة, ويستقر فيها الضباط وجنودهم ليعملوا.
† نحتاج أيضًا إلي بناء الجيل الجديد أطفالًا وشبابًا ونشر روح المواطنة والأخوة, والتعامل مع الآخر في جو من المحبة, وكذلك نشر الحق والعدل, ومقاومة العنف والتخريب والقسوة وسائر أعمال الفوضى, وبهذا يمكننا بناء الشخصية المتكاملة.
† كما نحث كل المواطنين علي الاشتراك العملي في سياسة بلدهم, وإعداد الشعب للانتخابات المقبلة التي ستنتج أعضاء الهيئة التشريعية في بلادنا، وأيضا انتخابات الرئاسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كذلك بناء علاقات طيبة مع دول الغرب حتى يمكن أيضا عودة السياحة إلي بلادنا كما كانت, وهي مصدر قوي لاقتصاد البلاد كما أنها تدل علي الثقة بسمعة مصر وسلامتها وهدوئها واستقرارها.
† وعلينا أيضا معالجة مشاكل الفقر والبطالة, وليتنا نساعد الشباب علي إقامة مشروعات خاصة لهم فهي تساعدهم علي الرزق, وأيضا ينشغلون بها عن مظاهرات الاحتجاجات وعن الشكوى المستمرة, ونحن في هذا المجال نشكر الدولة علي قرار منح الموظفين والمعاشات 15% من استحقاقاتهم المالية وأيضا رفع المستوي المالي للعمال بحيث لا يقل عن 600 جنيه كحد أدني.
† نحن الآن في مفترق الطرق وهناك آراء متعددة يفكر فيها الكثيرون بل نحن أمام مجموعة من التساؤلات: ماذا نطلب؟
مادامت الثورة الحالية سوف تستمر إلي حين إجابة كل طلباتهم: فما هي باقي الطلبات الأخرى وما مدي الاستجابة لها؟ وإلي متى؟
سؤال آخر عن طلبة الجامعات: إلي متى يستمر تعطيل الدراسة فيها؟ هل هناك تخوف من أن افتتاح الدراسة بالجامعة, يعني افتتاح ثورة أخري من الطلبة بها طلبات لم تعلن بعد؟ وإن كان هذا التخوف موجودا, فإلي متى ستتعطل الدراسة؟
† سؤال آخر عن الأحزاب: ما هي الأحزاب الجديدة التي سوف تتكون وتكون لها شعبيتها, وترشح نفسها لعضوية الهيئة التشريعية ولرئاسة الدولة؟ وماذا سيكون منهجها؟ ثم ماذا عن الأحزاب الحالية هل ستبقي؟ أم تنتهي علي الرغم من شعبية بعضها وشعبية صحافتها التي تعبر عن رأيها؟ وماذا تكون العلاقة بين الأحزاب الحالية والأحزاب الجديدة؟
† ورئيس الدولة المقبل: هل ستكون له اختصاصات قوية تساعده علي حكم البلاد في فترة عصيبة؟ أم تطبق عليه قاعدة يملك ولا يحكم كما في بعض البلاد الغربية.
ثم ما هي خصائص الدولة المدنية التي ينادي بها الكل؟ وماذا ستكون السلطات العامة؟
† والوزراء السابقون وبعض رجال السياسة ممن جمدت حساباتهم ومنعوا من السفر: متى ينتهي التحقيق معهم وتُعْلَن النتيجة؟ والمليارات التي قيل أنها في ثروتهم, هل يمكن استخدام بعضها في إصلاح الحالة الاقتصادية لبلادنا وفي القيام بمشروعاتنا المقبلة؟
ولجنة تقصي الحقائق: متى تنتهي من عملها؟ والمخطئون متى يحاسبون؟
كذلك لجنة إعداد الدستور التي تقرر لعملها عشرة أيام, متى ستقدم قرارها؟ وماذا سيكون؟
† إننا نسأل والملايين أيضا يسألون والمثَل يقول "الخبر اللي النهاردة بفلوس بكره يكون ببلاش".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kb4zbrp