St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   20-Makalat  >   2-Ahram
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام يوم الأحد 23 يناير 2011

باب مفتوح في السماء

 

إذا رأيت جميع الأبواب منغلقة أمامك علي الأرض, ارفع نظرك إلي فوق, فتجد بابًا مفتوحًا في السماء. فمهما ضاقت الدنيا أمامك, ومهما تعقدت السبل وأغلق الناس قلوبهم وأحشاءهم, ودعوت وليس من مجيب وبحثت وليس من صديق حينئذ عليك أن تنظر إلي فوق الباب المفتوح في السماء.

وكذلك في الوقت الذي لا تجد فيه علي الأرض حنانًا ولا عدلًا ولا تجد من البشر معونة ولا سندًا.. حينما يبدو أن كل إنسان قد تخلي عنك أو عجز عن معونتك وقد تركوك إلى مشاكلك وأهملوك ولم يهتموا بك. في هذا الوقت الذي أغلقت فيه أبواب الأرض, لا يبقي أمامك إلا الباب المفتوح في السماء.

إن هذا الباب السماوي مفتوح باستمرار ولكن عيبنا أن لنا عيونا ولكنها للأسف لا تبصر باب الله المفتوح لأن مشكلتنا في كل ضيقاتنا, أننا نتجه فقط إلى المعونة الأرضية! أو نعتمد فقط علي ذكائنا وحيلتنا وعلي الذراع البشرية في مساعدة الناس لنا. نتجه فقط إلى الظروف والإمكانيات, وبسبب هذا كله نقع في الحيرة والقلق والاضطراب ولا نفكر إطلاقًا أن ننظر إلى الباب المفتوح في السماء لكي نطمئن.

St-Takla.org Image: Heaven ladder. صورة في موقع الأنبا تكلا: سلم السماء.

St-Takla.org Image: Heaven ladder.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سلم السماء.

نصيحتي لك أيها الأخ القارئ أنك في كل صباح قبل أن تخرج من بيتك أن تصلي من عمق قلبك أن يفتح أمامك الله كل البواب: أن يفتح أمامك كل القلوب وكل الآذان, وأن يفتح أمامك أبواب الرزق وأبواب الخير وأن تقول له باستمرار اجعل يا رب بابك مفتوحا أمامنا في كل حين.

وأيضا لا تنظر إلى الأبواب المغلقة, إنما انظر دائما إلي المفتاح الذي في يد الله, الله الذي يفتح, ولا يستطيع أحد أن يغلق عليك أن تؤمن من كل قلبك أن الله قادر علي كل شيء, وأن كل شيء مستطاع إذا آمنت بمعونة الله الفائقة الوصف الذي يستطيع أن يغير كل شيء إلى الأفضل وأن تثق بأن الله يحبك ويحب لك الخير وهو قادر علي ذلك ومعونته تفوق الحدود إذن لتكن أنظارنا باستمرار متجهة إلى فوق حيث توجد معونة الله غير المحدودة وليس إلى الأرض حيث كل معونة منها محدودة أو قاصرة.

انظر إلى الباب المفتوح في السماء في كل المشاكل التي تحيط بك وفي كل الضيقات التي تحل بك وحينئذ ستسمع في قلبك صوتًا من السماء يقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (إنجيل متى 11: 28). وكذلك تفعل في كل مشروع تبدؤه فان الله قادر علي أن يباركه, ويسهل لك الطريق كذلك إن مرضت وتعب الأطباء في علاجك انظر أيضًا إلى الباب المفتوح في السماء وأيضًا في الحزن يمنحك الباب السماوي تعزية وفي كل حين تجد أمورك ميسرة.

نلاحظ أن الباب المفتوح في السماء, هو مفتوح بطبيعته حتى دون أن نطلب أن الله تبارك اسمه يفتح أمامنا بابا في السماء بسبب محبته لنا وبسبب حنوه علينا وبسبب نعمته, وذلك لأنه يعرف مدي ضعفنا واحتياجنا وأننا بدونه لا نستطيع شيئا وإذا فتح الله بابه إمامنا, لا يستطيع أحد في الدنيا أن يغلقه لذلك يا أخي إن قام ضدك أعداء كثيرون ثق بأن الله هو أقوي من الكل فالأعداء كلهم قوتهم محدودة حتى الشيطان نفسه محدود في قوته أما الله فقوته غير محدودة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كذلك ثق تماما بأن حياتك هي في يد الله وليست في أيدي الناس.. وثق أيضا بأن الله قادر علي أن ينقذك. ومن خبرتي نري انه كم من فئة قليلة لم تستطع أن تقوي عليها فئة كثيرة بل قالت الفئة القليلة: إن كان الله معنا فمن علينا؟! حقًا إن في هذا عزاء للضعفاء.

علي أن هناك قاعدة مهمة في هذا الموضوع وهي أن نفتح نحن قلوبنا لله فيفتح الرب بابًا في السماء نصعد بأرواحنا إلى السماء بينما أجسادنا لا تزال علي الأرض, حينئذ يفتح الله عيوننا لنري بابه المفتوح, لا نستبق علي الأرض في كسل وتراخ وإهمال, ناظرين أن يفتح لنا أبواب السماء بل نعمل كل ما نستطيعه والباب السماوي يسهل الأمر حتى يصل إلى غايته ونحن في إيماننا بعمل الله لا نعرف متى يفتقدنا الله بنعمته وبعمله ومعونته إنما نعرف أنه لابد سيعيننا كراع صالح يهم برعيته إنما المهم أن نكون مستعدين لعمله معنا ولعمله فينا.

إن إيمانا بالباب المفتوح بالسماء يعطينا باستمرار الرجاء والتفاؤل والأمل ولا نصل مطلقًا إلي اليأس. فاليأس هو من عمل الشيطان لكي يلقي النفس البشرية في القلق والأرق والحزن والضيق بل قد يصل بها أحيانا إلى الانهيار! أما الرجاء في معونة الله فيعطي النفس قوة. ويفتح أمامها طاقة من النور مهما كانت الدنيا مظلمة. والله في محبته يقول للإنسان المؤمن: لا تخف إني لا أهملك ولا أتركك أنا معك باستمرار لأنقذك لذلك فالإنسان المؤمن لا يمكن أن يعترف بالفشل لأنه يثق بأنه في يد الله الحانية والمعينة وما أكثر وعود الله للمؤمنين به.

وكما أن باب الله مفتوح لكل من هو محتاج إلى معونة كذلك بابه مفتوح أيضا لمن يريد حياة التوبة.

بابه مفتوح لكل خاطئ سيطرت الخطية عليه, وحاول أن يتخلص منها مرارا ولم يستطع وكاد ييأس لقد طرق باب ضبط النفس, وباب التداريب الروحية, وكل جهاد شخصي, ومع ذلك كله لم يجد طريق التوبة مفتوحًا أمامه! حينئذ لا يجد أمامه إلا بابًا مفتوحًا في السماء فيقول للرب: تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ" (سفر إرميا 31: 18). أعطني يا رب قوة لأنتصر علي الخطية.. ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ونص الآية هو: "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ." (سفر المزامير 51: 1). حينئذ يعينه الله علي كل عمل البر, ويمحو من ذاكرته ومن قلبه كل الأفكار الشريرة.

نشكرك يا رب علي كل محبتك وعلي بابك المفتوح في السماء الذي بمعونته تفتح أمامنا كل أبواب الأرض.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/20-Makalat/2-Ahram/CopticPope-Articles-234-Heaven-s-Open-Door.html

تقصير الرابط:
tak.la/j8n42aq