St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   18-Ma3alem-ElTareek-El-Ro7y
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

59- الحكمة بين الصمت والكلام

 

إنه تدريب مشهور عند الشباب الروحي، أعنى "تدريب الصمت". يريدون به أن يتخلصوا من أخطاء الكلام عملًا بقول الكتاب "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم10: 19). وأيضًا قول داود النبي في المزمور "ضع يا رب حافظًا لفمي، بابًا حصينًا لشفتي" (مز141: 3). وعملًا بقول القديس أرسانيوس الكبير "كثيرًا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي، فما ندمت قط".

ومع ذلك فالإنسان الحكيم يعرف أنه ليس كل صمت فضيلة، وليس كل كلام خطيئة.

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007. صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

والحكيم لا يصمت حين يجب الكلام، ولا يتكلم حين يجب الصمت.

بالحكمة يعرف متى يتكلم؟ وكيف؟ وإذا تكلم... ماذا يكون قدر كلامه؟

وبأي أسلوب يتحدث؟ بحيث ينطبق عليه ما قيل لعذراء سفر النشيد: "شفتاك يا عروس تقطران شهدًا" (نش4: 11). فيخرج من فمه كلام المنفعة، وكلام العزاء، وكلام الحكمة. ويشعر الكل أنه لم يكن هو المتكلم، بل روح أبيه الذي فيه (متى10: 20).

وهكذا يتكلم بميزان، وبروية، وبحكمة، وبفائدة. ولا يندم على كلمة يقولها. ولا يشتاق إلى الصمت الذي يحمي من أخطاء اللسان.

المسألة إذن تحتاج إلى إفراز. ولا يؤخذ الصمت كتدريب بطريقة حرفية خالية من الروح، لأنه ربما يكون في بعض الصمت أخطاء.

والحكيم يعرف تمامًا حينما يجابه بحماقات الناس كيف يتصرف. وهنا يجد الشخص العادي نفسه أمام آيتين: "لا تجاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا تعدله أنت" (أم26: 4).

"جاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا يكون حكيمًا في عيني نفسه" (أم26: 5).

ليس شيء من التناقض بين هاتين الآيتين، وإنما حسب الحكمة يدرك الإنسان متى يجاوب الأحمق، ومتى لا يجاوبه..

إن كانت مجاوبته تجعلك معادلًا له، فالخير أن تصمت ولا تجاوبه.

الحكمة هي الفيصل في الأمر. وبالإفراز تميز أي التصرفين أفضل ومن الجهل أن تعطي تعليمًا واحدًا لكل الحالات.

لا نستطيع أن نقول لك أن تصمت، بينما كلمة منك تحل مشكلة... ولا أن تصمت، إن كان الصمت يمكن فهمه على غير ما تقصد...

كذلك ليس في كل وقت نقول لك أن تتكلم.

ولا يجوز لإنسان أن يقرأ ما ورد في بستان الرهبان وينفذه على نفسه حرفيًا، وبدون إرشاد، وهو ليس من الرهبان، وظروفه الروحية غير ظروفهم..!

ففي أوقات أخرى قد يكون الصمت جهلًا، أو بلادة وعدم حكمة... وقد يكون خوفًا وعدم رجولة.

وبالإفراز تميز كل حالة من الأخرى والمرشد الروحي لا يضع ابنه تحت ناموس، مقيدًا لا يدرك هدفها... إنما هو يمنحه الحكمة والإفراز، ويتركه ليتصرف في كل حالة حسبما تستوجب...

وما نقوله عن الصمت، يمكننا أن نقول ما يشابهه عن فضائل أخرى...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/18-Ma3alem-ElTareek-El-Ro7y/Characteristics-of-the-Spiritual-Way-059-Wisdom-12-Talking.html

تقصير الرابط:
tak.la/t6ps4xh