1- السيد المسيح وصف الرسل الاثني عشر بأنهم وكلاء.
وهذا واضح من مثل السهر والاستعداد. لأنه لما قال بطرس: "يا رب. ألنا تقول هذا المثل، أم للجميع أيضًا؟" أجابه الرب: "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده، ليعطيهم في حينه" (لو 12: 42).
أمامنا في هذه الآية: وكيل، وعبيد. والوكيل مقام من السيد على هؤلاء العبيد والسيد نفسه هو الذي أعطاه هذه الصفة وهذه المسئولية، وكلفه بأن يعطى عبيده طعامهم الروحي.
2- إذن هنا تمايز، فليس الكل وكلاء، وليس الكل متساوين..
نقول هذا على الرغم من أن الوكيل هو أيضًا عبد كالباقين، إذ يقول الرب عنه: "طوبى لذلك العبد، الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا" (لو 12: 43). ولكنه متميز عن باقي العبيد، من جهة عمله واختصاصاته، ومسئوليته عنهم أمام سيد الكل الذي أقامه عليهم.
3- فإن كان هذا الوكيل يعطى الطعام الروحي لهذا الشعب في حينه، والشعب باستمرار -عبر الأجيال كلها- يحتاج إلى الطعام الروحي، إذن لابد من وكلاء يستمرون في إعطاء الشعب طعامه، إلى أن يأتي رب الكل -في مجيئه الثاني- فيجدهم يفعلون هكذا..
4- أيستطيع المؤمنون بعد كل هذا، أن يقولوا كلنا وكلاء، ولا فارق؟! لأننا كلنا ملوك وكهنة!! وهكذا يقومون بحركة ثورة وتمرد، لا تتفق مع التعليم الإنجيلي..! أم أنهم في اتضاع قلب، وفي تسليم لتعليم الرب نفسه في كتابه، يخضعون لهذا الوكيل، الذي أقامة الرب على عبيده، وكلفه بأن يعطيهم طعامهم في حينه، وقال عنه إن عقوبة شديدة تحل على هذا الوكيل إن هو أهمل العناية بالناس..؟ (لو 12: 46).
5- على أن الوكالة لم تكن فقط للرسل الاثني عشر. إنما بولس الرسول وكل مساعديه كانوا أيضًا وكلاء.
قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زملائه:
"هكذا فليحبنا الإنسان كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله. ثم يسأل في الوكلاء، لكي يوجد الإنسان أمينًا" (1كو 4:1، 2)
6- هنا سرائر الله. وخدام له وكلاء عليها، على أسرار الكنيسة. وليس الكل وكلاء على السرائر الإلهية. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل قال الرسول هذا في معرض الحديث عن نفسه وعن أبولس (1كو 4: 6).
7- على أن القديس بولس، لم يتكلم عن نفسه كوكيل من جهة سرائر الله فقط وإنما من جهة التعليم أيضًا، لأنه استؤمِن فيه على وكالة.
فقال: إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة على. فقد استؤمنت على وكالة، فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9: 16، 17).
8- إذن لا يستطيع أحد أن يقول مع بولس الرسول: "ويلٌ لي إن كنت لا أبشر"، ما لم يكن قد استؤمن على وكالة.
تقول: وماذا أفعل في الغيرة المقدسة التي في قلبي، من جهة أن يؤمن الناس، فلا بُد أن أكرز لهم؟
أقول لك: حسنة هذه الرغبة ومقدسة، ولكن يجب أن تفعل هذا من خلال الكنيسة. هي ترسلك لتبشر، بعد أن تمنحك إحدى درجات الشماسية..
لعلك تتعجب وتستثقل الأمر، وتريد أن تعمل من خارج الكنيسة بمفردات مستقلًا!! إذن اسمع الحق الكتابي:
"كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟!" (رو 10: 14، 15).
وأنت إذن كيف تكرز إن لم ترسل حسب قول الرسول؟!
على كل نؤجل هذا الموضوع الآن، ونرجع إلى صفة رجال الكهنوت كوكلاء فنقول:
9- لم يطلق لقب الوكلاء على الاثني عشر فقط، وإنما على بولس أيضًا، وعلى مساعديه. وأيضًا على الأساقفة.
فقيل: "ليكن الأسقف بلا لوم كوكيل لله" (تى 1: 7).
السيد المسيح هو صاحب الكرم، أقام عليه وكلاء (مت 20:8) والوكلاء هم الرسل، كما وكل الأنبياء من قبل (أر 1: 10). والرسل أقاموا أساقفة، سماهم الكتاب أيضًا وكلاء (تى 1: 7). وهؤلاء الأساقفة أقاموا قسوسًا وشمامسة.
10- هؤلاء كلهم يعملون باسم الله وسلطانه. لأن التوكيل الذي منحهم إياه، يحمل تفويضًا منه لهم في العمل.
هم يمثلونه على الأرض. لذلك قال لهم: "الذي يسمع منكم، يسمع منى. والذي يرذلكم يرذلني" (لو 10: 16 ) "من يقبلكم يقبلني" (مت 10: 40).
إنهم مفروضون منه، ليكملوا العمل الذي بدأه. لذلك هم أيضًا يدعون سفراء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4zj4f9c