من هذا النوع، مريم المجدلية: لقد رأت القبر الفارغ، وسمعت بشارة الملاك، بل إنها رأت السيد المسيح نفسه بعد قيامته، وأمسكت بقدميه، وسمعت صوته، وكلفها برسالة... ولكنها مع ذلك قالت ثلاث مرات "أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه" (يو 20: 2، 13، 15). وفي هذا إنكار للقيامة. فما السر في هذا التحول؟ وكيف ضعف إيمانها بعدما رأت المسيح وكلمته؟ (مر16: 9، مت 28: 9).
كانت المجدلية صغيرة في سنها. وقد ضعفت شخصيتها أمام الشائعات التي نشرها كهنة اليهود ضد القيامة. كما ضعفت أمام عدم تصديق التلاميذ أولًا للقيامة (مر16: 11، 13، 14). فبدأت تلعب بها الشكوك والأوهام، ورددت بفمها ما سمعته من شائعات.
لم يستطِع إيمان المجدلية أن يصمد أمام الشائعات وكلام الناس...
فاهتزت من الداخل بسبب التأثير الخارجي الضاغط، وانقادت إليه..!
وكثير من الناس يهتزون من الداخل، ويتحولون عن إيمانهم الأول، عقيدة أو سلوكًا، بسبب استهزاء الناس. وبسبب أن شخصيتهم أضعف من أن تصمد.
إن الله يريد أن تكون شخصياتكم قوية. وكما يقول الرسول:
"مستعدين كل حين، لإجابة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم" (1 بط 3: 15). إن أولاد الله لا يليق بهم أن يكونوا ضعفاء، من النوع الذي يهتز إيمانه، أو تهتز رو حياته، وينقاد لأي فكر خارجي. بل إنهم يعملون بقول الرسول "إذن يا إخوتي الأحباء، كونوا راسخين غير متزعزعين.." (1كو 15: 58).
أيضًا من النوع الذي تحول عن إيمانه بسبب الانقياد: أمنا حواء. فالكلام الذي سمعته من الحية، جعلها تتحول عن إيمانها، وينتهي الأمر بطردها من الجنة!
ما أكثر الذين ينقادون وراء الشائعات ويصدقونها. وما أكثر من يرددون كلامًا عن المجيء الثاني ويصدقه الناس. ويقولون إن (المسيح الدجال) AntiChrist قد ولد، وأنه في ولاية بأمريكا، وأن عمره الآن 17 سنة(1)!! وأن العالم سينتهي في هذه السنة أو غيرها (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)!! وما أكثر التواريخ التي حددها شهود يهوه والسبتيون عن المجيء الثاني، ولم يتم منها شيء...
وقد يضعف إيمان البعض وينقادون وراء مَنْ يَدَّعي الرؤى والأحلام.
ويظنون أن ما يدعيه من الرؤى والأحلام، كلها حقيقية ومن الله! ثم ينخدعون بما يقوله من كلام، ولو ضد معتقداتهم أو مبادئهم الروحية. ولقد حذر الرب من هؤلاء منذ أيام موسى النبي فقال:
"إذا قام في وسطك نبي أو حالِم حلمًا، وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها، قائلًا: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها. فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالِم ذلك الحلم. لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم.." (تث 13: 1-3).
إن الانقياد من الأسباب التي تضعف الإيمان. وكذلك من أسبابه: الخوف.
_____
(1) توضيح من الموقع: وقت كتابة هذا الكتاب عام 1984 م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hz5a5j8