St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-029-Bishop-Isithoros-of-El-Baramous  >   001-Tarikh-MariMorkos-Al-Rasoul
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تاريخ وترجمة مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية - الأسقف الأنبا إيسوذورس (إعداد أ. أمير نصر)

7- سيرة مرقس الرسول من مجلة صهيون | القديس مارمرقس رسول مصر والبطريرك الإسكندري الأول

 

St-Takla.org Image: Emperor Augustus Caesar صورة في موقع الأنبا تكلا: الإمبراطور أغسطس قيصر

St-Takla.org Image: Emperor Augustus Caesar

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإمبراطور أغسطس قيصر

وعندما أسس مجلته الشهيرة "صهيون "عام 1900 م.(1)، نشر الأسقف إيسوذورس في العددين 21 و22 ملخصًا لتاريخ القديس مارمرقس تحت عنوان "القديس مارمرقس رسول مصر والبطريرك الإسكندري الأول"(2)، وهذا هو النص:

 

[لما رحل أبوا يوحنا من أعمال الخمس مدن الغربية من أفريقيا وآتيا إلى أورشليم كان حينئذ يسوع قد بدأ يظهر إلى عالم الوجود وأقلقت أخبار ولادته العجيبة أفكار من سمعها وأنتظر ماذا عسى أن يكون أمره وعلى نوع خاص كبار اليهود.

فان هيرودس ملكهم خاف وارتاع حين سمع من المجوس خبر ولادة الماسيا التي كانت في سنة 42 من ملك أغسطس قيصر إمبراطور رومية وسنة 752 من تأسيس هذه المدينة وسنة 5501 من خلقة العالم على مقتضى حسابنا وسنة 5508 على مقتضى حساب الروم و4504 على مقتضى حساب اللاتين واشترك بهذا الخوف والقلق سكان أورشليم أيضًا.

من الذين تبعوا آثار المسيح وصاروا من أنصار دعوته سمعان الذي دعاه بطرس هذا كان تزوج بابنة برنابا أخي أرسطوبولس والد يوحنا أي مرقس فلذلك كان هذا القديس يتردد كثيرًا إلى بيت بطرس فلما أمن بطرس بالمسيح أمن معه وجذب أباه أيضا إلى دين معلمه الطاهر بمعجزة أظهرها الله على يده وهي أنهما كانا يسيران في طريق الأردن طلع عليهما أسد ولبوة وأخذ يزمجران ويزأران فأيقن أرسطوبولس بالهلاك وبدأ يتوسل إلى مرقس أن يهرب من أمامهما وينجو بنفسه ويدعه عرضة لهما فرثى القديس لضعف أبيه وطمن خاطرة وقال له (أيقن فإن المسيح الذي بيده نسمة كل منا لا يدعهما يفعلان بنا ضرا ثم تنحى قليلا عن أبيه وجثا عل ركبتيه وبسط يديه ورفع نظره إلى السماء وصاح داعيا المسيح بحرقة ودموع قائلا أها المسيح ابن الله الحي الذي نؤمن به نجنا من هذه الشدة وكف عنا شر هذين الوحشين الكاسرين ورد شرهما على رأسهما واقطع أثرهما من هذه البرية قال ذلك والتفت إلى الوحشين وإذا بهما قد انطرحا على الأرض وماتا فمجد الله وأسرع إلى أبيه وبشره بالنجاة فلما رأى أبوه هذه الأعجوبة أمن للوقت بالمسيح.

وقد انتخب المسيح اثني عشر تلميذًا واثنين وسبعين مبشرًا فكان للقديس مرقس واحدًا من هذه العدة الأخيرة وقد لقب بالتوفوروس أي حامل الإله ومن بعد صعود الرب إلى السماء اصطحب مع برنابا ابن عمه وشاركه في مهام الخدمة الإنجيلية وشاطره أتعاب الإنذار باسم المسيح وكان شاول الذي هو بولس ثالثهما.

لكن مرقس خلف عن رفيقيه في برجة بمفيليا من أعمال أسيا الصغرى وعاد إلى أورشليم فشق ذلك على بولس واغتاظ من تركه لهما ولما قصد أن يشترك معهما مرة أخرى في عمل البشرى ورفض بولس قبوله ورضى به برنابا فوقع النزاع بينهما واشتد الخصام حتى افترق أحدهما من أخيه إلى قبرس وأخذ بولس سيلا وسار إلى سوريا.

فيشهد إذا الإنجيل صريحًا بأن مرقس أشترك مع هذين الرسولين في عمل البشرى ولم يشهد كذلك أنه رافق القديس بطرس كما ذهب قوم إلا إذا كان المراد ببابل المذكورة في رسالة (1بط 5: 12) بقوله تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني هي رومية كما يحاول أن يثبت ذلك دكاترة اللاتين (راجع وجه 802 من كتاب تيسير الوسائل في تفسير الرسائل تأليف الخوري يوسف العلم الماروني) فإذا كانت بابل هي رومية فيكون جميع ما قاله أخصام اللاتين بخصوص رومية وصاحبها البابا الروماني مطابقًا لما قاله عنها الروح القدس للرسول يوحنا في (رؤ 18).

St-Takla.org         Image: St Mark - NiccolÒ Di Piero Lamberti - Religious Painting Art - 1410-12 - Marble - Museo dell'Opera del Duomo, Florence صورة: تمثال رخامي يصور القديس مرقس الشهيد، الفنان نيكولو دي بيرو لامبيرتي، 1410-12، متحف ديلاوبرا دومو، فلورنسا

St-Takla.org Image: St Mark - NiccolÒ Di Piero Lamberti - Religious Painting Art - 1410-12 - Marble - Museo dell'Opera del Duomo, Florence

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال رخامي يصور القديس مرقس الشهيد، الفنان نيكولو دي بيرو لامبيرتي، 1410-12، متحف ديلاوبرا دومو، فلورنسا

والذين ذهبوا إلى أن مرقس ذهب إلى رومية قالوا أن بطرس رسمه أسقفًا وأرسله للتبشير في أكويلاسا من أعمال البندقية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولما عاد إلى رومية لم يجد فيها بطرس فطلب إليه أهلها أن يكتب لهم ما بشرهم به هو والقديس بطرس فلبى طلبهم وكتب لهم إنجيله باللغة اللاتينية سنة 45م وظل يدبر كنيسة رمية مدة طويلة إلى أن عاد إليها بطرس فأطلعه على إنجيله فأعجبه ومدحه كثيرًا ثم كتبه مرقس باللغة اليونانية وجاء به إلى أفريقيا سنة 58.

والجميع اتفقوا على أنه كتب إنجيله باللغتين في ذاك التاريخين وجاء إلى أفريقيا من بعد الصعود بخمسة وعشرين سنة وأنه بشر في بلاد الخمس مدن الغربية أولا وأذاع في مسقط رأسه قبل غيره بشرى الخلاص وجذب الكثيرين من تلك الأصقاع إلى الإيمان بقدوته الصالحة وفعل المعجزات.

ثم انتقل إلى ليبيا ثم بلاد الصعيد حيث بشر بالمسيح وهدى الكثيرين إلى طاعته وسنة 61 قصد الإسكندرية التي كانت يومئذ قصبة الولاية المصرية مريدًا أن يجعلها مركز ولايته الرسولية جريا على عادة أصفائه وإخوته الرسل الذين كانوا ينتخبون كل مركز مدني مركزًا لهم بقصد أن يخضعوا ويجذبوا الرأس قبل الأطراف التي تبقى تنجذب بطبيعة الحال وقبل أن يدخل المدينة صلى إلى الله أن يكلل مشروعه بالنجاح ثم دخل المدينة وسار في أزقتها، وبتدبير الله أن حذاءه كان قد تقطع واحتاج إلى التصليح فعرج على دكان إسكاف اسمه إنيانوس وطلب إصلاحه فأخذه الإسكاف منه وبدأ يصلحه وجلس الرسول ينتظره فحدث أن الإسكاف بينما آخذا في ترميم الحذاء دخل المخرز في أصبعه وأدماها فتأوه من شدة الألم صارخا (يا الله الواحد) فبادر القديس إلى جانب من طين الأرض وطلى به الجرح فكف الدم وارتفع الوجع حالًا وشفى الجرح فاندهش الإسكاف من هذه القوة الفعالة.

كما أن القديس تعجب من كونه يدعو إلها يجهله فقال له إذا كنت تيقن أن الإله هو واحد ماذا حملك على أنك تعبد آلهة لا عدد لها.

فلم يقدر أن يجيب على هذا السؤال وأظهر العجز مسلما باحتجاج رجل الله ثم اقتاده إلى منزله حيث قصد أن يصلح له طعامًا ويقبله ضيفا ذلك النهار مقابل معروفه معه فقبل الرسول هذه الدعوة مسرورًا وانطلق معه إلى منزله فلما دخل المنزل دعا الإسكاف أهله وأقاربه وجيرانه وقص عليهم ما جرى فانتهز الرسول فرصة اجتماعهم ووقف في وسطهم خطيبا وفاه فمه جداول مياه التعليم المسيحي الحية.

وبينما كان القديس يلقى على الجمهور مبادئ التعليم المسيحي بعبارة مؤثرة وقف إنيانوس وهتف قائلا قد قبلت البشرى وأمنت وأطلب إليك أن تمنحني الصبغة المقدسة وتحسبني واحدًا من عبيد سيدك وتبعه الحاضرون وقالوا بقوله فعمدهم الرسول فكرس لهم مكانا للعبادة ولم تمض مدة حتى ذاع خبر أمر هذه الكنيسة الجديدة في أنحاء المدينة كلها وسبب ذلك هو أن هؤلاء المؤمنين بدأوا يتميزون في التصرف والأخذ والعطاء خشية من أنه بالاختلاط مع الوثنيين فكان ذلك داعيا إلى ظهورهم.

ذلك ما دعى كهنة الأوثان أن يتعقبوا خطوات الرسول ويشددوا في طلبه لينتقموا منه فلما شعر بذلك احتفل بالقداس ورسم سبعة شمامسة وثلاثة قسوس وحث أعضاء كنيسته على الثبات في الإيمان وكرس إنيانوس أسقفًا وسلمه هذه الكرمة ليسقيها ثم بارح المدينة وكان ذلك سنة 64 م.

فطاف بلاد الخمس مدن الغربية وليبيا والصعيد مرة ثانية وشدد كنائسها وثبت أعضائها وعاد إلى الإسكندرية واستعد للجهاد ولمقاومة قوات الجحيم ولقبول الشهادة فوجد فروع كرمته ممتدة وأغصانها مثمرة وأسقفها الجليل إنيانوس اتخذ له مركزًا مشتهرًا في جانب البحر كان معروفا من قديم بمكان مرعى البهائم خصص محلا للعبادة وابتني عدة غرف لأعضاء رعيته فسر الرسول بهذا التقدم.

وكان حينئذ اسم الجليلي موضوع مقت الحكومة الرومانية وتشآمها لأنها كانت تظن أن الجليليين عاملون على اغتصاب المملكة فلما شعرت الحكومة بعودة التلميذ الجليليي إلى المدينة أمروا بالقبض عليه ولما كان القديس يرفع القربان المقدس يوم عيد الفصح المجيد الواقع في 29 برمودة ورعيته مجتمعة معه واتفق أن ذلك اليوم كان عيد سيرابيس الوثني فهجمت عصابة من الوثنيين على معبد القديس المسيحيين وشتتوا شملهم وقبضوا على مرقس وأوثقوه برجليه وجعلوا يسحبونه في ساحات المدينة حتى تقطعت لحمان جسمه وسالت دمائه وكان يغنون ويهللون وهم يجرونه قائلين (جروا التين من دار البقر) يعنون بذلك أنهم وجدوا القديس في المكان الذي يدعى مرعى البقر.

ولما صار المساء وضعوه في سجن مظلم وفى نصف الليل ظهر له السيد ووعده بإكليل الجهاد وفى اليوم التالي الذي هو 30 برمودة سنة 68 م. أخرجوه من السجن وجعلوا يفعلون به كالأول حتى أسلم روحه بيد سيده فجمعوا كومة حطب والقوا الجسد المقدس في أعلاها وأوقدوا فيها النار فحدثت بروق ورعود وأمطرت السماء حتى أطفأت النار فهرب الوثنيون وجاء تلاميذ الرسول ورفعوا الجسد إلى حيث الكنيسة ووضعوه في تابوت.

قال الشيخ الفاضل شمس الرئاسة الأب أبو البركات ابن كبر في كتاب مصباح الظلمة "إن جسده كان لا يزال مدفونًا بالبيعة الشرقية التي على شط البحر بالإسكندرية إلى أن تخيل بعض رهبان الإفرنج وسرقوه وتركوا الرأس وتوجهوا بالجسد إلى البندقية في النمسا (إيطاليا) وهو فيها الآن ونقلت الرأس إلى دار في الإسكندرية تعرف بدار أولاد السكري وهي بها إلى يومنا هذا].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع كتابنا: العلامة الأرثوذكسي الأسقف إيسوذورس ص78.

(2) راجع مجلة صهيون: العدد الحادي والعشرون من السنة الثانية بتاريخ 10 نوفمبر 1901م , والعدد الثاني والعشرون بتاريخ 13 ديسمبر 1901 م.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-029-Bishop-Isithoros-of-El-Baramous/001-Tarikh-MariMorkos-Al-Rasoul/Saint-Mark-the-Apostle-07-Magazine.html

تقصير الرابط:
tak.la/av48fzh