فهلا سمعت بولس الرسول يقول بالمسيح الذي كان يتكلم فيه: «ولكن أن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما»؟
أنعتبر كرامة الملائكة مستحقة الاحترام إذا كان أحدهم ينزل من السموات ويغيّر الإيمان؟
ومن ناحية أخرى، تأمل ولخص الكلمات التي ذكرتها:
"لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود" (مل 2: 7).
فإنه يجب أن نعتبر الكهنة أنفسهم كملائكة الرب القادر على كل شيء، إذا كانوا يحفظون معرفة الأشياء الإلهية، ولا يخالفون الناموس، ويعلمونه بأمانة لطالبيه.
فإن كانوا سببًا لعثرة الآخرين، فأي موضع يجب أن نضعهم فيه؟ انه بالتأكيد يجب أن نضعهم مع الرعاة الغرباء.
فإن قلت: بل منهم من يفكرون حسب الأرثوذكسية.
إذن كان أحرى بهم أن يهربوا ويقولوا مع داود النبي: «لم أجلس مع أناس السوء. ومع الماكرين لا ادخل. أبغضت جماعة الأثمة ومع الأشرار لا أجلس. اغسل يدي في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب» (مز 25: 4-6).
يجب أيضًا أن يفكروا في وصية موسى التي تقول: «لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فِعْلِ الشَّرِّ، وَلاَ تُجِبْ فِي دَعْوَى مَائِلًا وَرَاءَ الْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ» (سفر الخروج 23: 2).
يجب أن يستحوا أن يحق عليهم هذا القول: «إذا رأيت سارقًا وافقته ومع الزناة نصيبك» (مز 41: 8).
وكما يقول القديس أغريغوريوس الثاؤلوغوس: لا تكون الروح إلا قائمة بالكتابة الشريرة التي تخطها اليد.
فإذا قلت هي الظروف قد غلبتهم وقد تابوا فيما بعد، لست أنا الذي أرد عليك بل باسيليوس الحكيم هو الذي يتولى ذلك بهذه العبارات موجهة للبعض:
«إن قال البعض أنهم تابوا، فيظهروا توبتهم كتابة بخصوص إيمان القسطنطينية والانشقاق مع الانفصال عن الهراطقة، ولا يخدعوا البسطاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعليهم أيضًا أن ينفصلوا عن الشركة مع من تكون لهم مثل هذه الآراء».
ولكن السماء قد سرت بأن يكون بعضهم قد تابوا توبة حقيقية. والذين في هذه الحالة لا يصيبهم الشجب العام ضد مجمع خلقيدونية، فإنهم بالتوبة قد جعلوا أنفسهم خارجة. كما أنه لا يحسب معهم في الدينونة يهودي أو آري ناب وانتقل إلى الديانة، وكذلك الخارجون عنه: وهكذا الحال بشأن الذين أراقوا دم الصديق أسطفانوس يدانون ولا يحسب بولس الرسول معهم، وهو في نفس الوقت قد اشترك في نفس العمل، لأن توبته تستثنيه من حكم الجريمة.
وأيضًا إذا كان أحد يلعن الذين أنكروا المسيح، فليس بطرس الرسول منهم، مع أنه أنكر لأنه تاب.
إذًا فلا يتخذن أحد الخطايا حججًا وبتصور السفسطات ضد قوانين الكنيسة المقدسة أمرًا هينًا، بحجة المحبة، بل ليتمسك بالقوانين ولا يدع مكانًا للشر، ولا ينظر إلى حجج واهية من هذا النوع، وهكذا يفوز بالحرية.
ولننتبه أيضًا إلى قوانين الكتب المقدسة ومعلمي الكنيسة المقدسة بخصوص الذين انفصلوا عنها، لا تفسد ما لنا ولا نأخذ أيضًا ما لغيرنا، كما يقول أيضًا القديس اغريغوريوس الثاؤلوغوس في مكان ما.
فإن الإنسان ينحني لا لكي يسقط، لكن لكي يقيم مطروحًا على الأرض، كقول بولس الرسول:
«لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين تزيد الشكر لمجد الله» (2 كو 4: 15). الذي له المجد إلى أبد الدهور آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xt86c36