St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-021-Sts-Church-Sidi-Beshr  >   002-Hatmeyat-Al-Tagasod-Al-Ilahy
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حتمية التجسد الإلهي - أ. حلمي القمص يعقوب

46- من النبوءات عن ميلاد المسيح

 

ونتعرض باختصار شديد لأهم النبؤات التي حدثتنا عن التجسد الإلهي مبتدئين بنبؤات إشعياء النبي الإنجيلي:

1- "ولكن يعطيكم السيد نفسه آيةً. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (اش 7: 14) وقد استشهد متى الإنجيلي بهذه النبوءة (مت 1: 23) ويقول القديس أثناسيوس " لأنه مَن مِن الأبرار والأنبياء القديسين والآباء البطاركة الأولين، المدوَّنة أسماؤهم في الكتب الإلهية، وُلِد جسديًا من عذراء فقط؟ أو أية امرأة كانت كافية لحمل إنسان بشري بدون رجل؟.. إذًا فمن ذا الذي وُلِد من عذراء فقط؟" (تجسد الكلمة 35: 7) ويقول القديس كيرلس الكبير "فكيف -خبروني- يُدعى الذي وُلِد من العذراء عمانوئيل؟ .. عمانوئيل تعني كلمة الله الذي هو بالحقيقة الله صار مثلنا بسبب الجسد. وقد دعى عمانوئيل لأنه أخلى ذاته، وولد مثلنا وتحدث معنا، لذلك هو الله في الجسد، والتي ولدته بالحقيقة هي والدة الإله، لأنها ولدته حسب الجسد" (1).

ويلوم القديس كيرلس الأورشليمي اليهود لعدم تصديقهم هذه النبوة فيقول " العلة من النافع أن نوجه لهم (لليهود) هذا السؤال: إن أشعياء النبي القائل إن عمانوئيل سوف يولد من عذراء هل هو نبي حقيقي أم نبي كاذب؟.. إن اعترفوا بأنه كان نبيًا حقيقيًا، فإننا نسأل: أليس من الضروري للمسيا إن كان قد أتى أو لم يأتِ بعد أن يُولَد من عذراء؟ فإن قالوا أنه لا يُولَد من عذراء فقد صار النبي كاذبًا أما إن كان لابد أن يُولَد من عذراء فلماذا يرفضون الذي قد أتى بالفعل هكذا؟!!" (2)

St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great of Alexandria, Coptic pope, modern Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great of Alexandria, Coptic pope, modern Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

وما أجمل قول القديس أغسطينوس " فإذا كنا لا نستطيع أن ندرك ميلادك البشري، فكيف نستطيع إدراك ميلادك الإلهي..! من يستطيع أن يدرك أعجوبة الأعاجيب هذه. عذراء تحبل! عذراء تلد‍‍! عذراء تبقى عذراء بعد الولادة!!‍‍‍! ولكن مالا يستطيع العقل أن يفهمه، يستطيع الإيمان أن يدركه، وحينما يقف العقل فان الإيمان يتقدم" (3).

2- "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ" (اش 9: 6). ويقول الأب متى المسكين أن البشرية كانت تمثل أم ثكلى " مصابة في كل أولادها الذين تلدهم، فإنهم يموتون ولا يعيشون، أو كأنهم يولدون ليموتوا سريعًا، أو ربما بأقصى عمق في التعبير أن البشرية كانت تلد أمواتًا أو تلد الموت ذات عنصر اللعنة الأولى!! فكان الفرح بميلاد الإنسان، كل إنسان، فرحًا عابرًا أو كاذبًا يكذبه نواح الموت الشديد والسواد الذي يغطي كل البيت ‍ ولكن جاء اليوم السعيد حقًا في عمر البشرية الذي فيه يولد لنا ولد ونعطى تبنًا من السماء يبقى لنا إلى الأبد.." (4).

يولد لنا ولد ونعطى تبنًا إشارة للناسوت، ويدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا إلهًا قديرًا إشارة للاهوت، فالرب يسوع ليس مجرد ناسوت بدون لاهوت، وليس هو لاهوتًا بدون ناسوت، ولكنه لاهوت متحد بالناسوت، وناسوت متحد باللاهوت.. هو الله المتأنس، ويقول القديس كيرلس الكبير " ها نحن نسمع أنه يُسمى ولدًا لأنه وُلِد مثلنا. لكنه عندما وُلِد أشارت إليه السماء بنجم لامع فجاء المجوس ليسجدوا له من أقاصي الأرض، وحمل الملائكة الأخبار السارة للرعاة وقالوا لهم {وُلِد لكم مخلص}.. وهو أيضًا المشير الإلهي الذي أعلن لنا عن إرادة الآب الصالحة لأن فيه (في الإبن) سرَّ (الآب) أن يخلص الأرض كلها.. هو بالحقيقة الله وابن الله .." (1).

3- " ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله. ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب" (اش 11: 1، 2) وكتب البابا كيرلس السادس يقول " في سكينة الليل، وفي الوقت المحدد من السنة حيث تصبح مُرُوج الربيع الناضجة أكداسًا، وتضحى الأعشاب الخضراء اللامعة بقطرات الندى وأضواء الشمس قشًا مخزونًا لأيام الشتاء، وقد فارقها جمالها وولت عنها عطورها، في هذا الوقت الذي يتجدد فيه الوادي من وروده الزاهية وأعشابه المتموجة نبت فجأة.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). الغصن.. الذي من أصل يسى ومن عذراء تكللت بالطهر وتذرعت بالنقاء" (2).

4- "قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ».  حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ.  حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ" (اش 35: 4-6).

وعندما أرسل يوحنا المعمدان تلميذيه للسيد المسيح ليؤكد لهما أنه هو المسيا المنتظر قال الرب يسوع لهما " أذهبا واخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما. إن العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يُطهَّرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشَّرون وطوبى لمن لا يعثر فيّ" (لو 7: 22، 23).

ويعلق القديس أثناسيوس على هذه النبؤة قائلًا "فالنبوة لا توضح فقط أن الله يحل هنا، ولكنها تعلن أيضًا علامات ووقت مجيئه فهي تقرن تفتيح أعين العميان وشفاء العرج ليمشوا، والصم ليسمعوا، ولسان الأخرس ليصير فصيحًا، بمجيء الله الذي كان مزمعًا أن يتم. فليقولوا إذًا متى تمت هذه العلامات في إسرائيل، أو في أي مكان من اليهودية حدث أمر كهذا..

إذًا متى حصلت هذه إلاَّ عندما جاء كلمة الله نفسه في الجسد. حينئذ مشى العرج، وتكلم البكم فصيحًا، والصم سمعوا، والعمي منذ ولادتهم استعادوا بصرهم لأن هذا هو نفس ما قاله اليهود الذين شهدوا تلك الأمور إذ لم يسمعوا أنها حدثت في أي وقت آخر {منذ الدهر لم يُسمع أن أحدًا فتح عيني مولود أعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئًا} (يو 9: 32، 33)" (تجسد الكلمة 38: 4، 6).

5- قال موسى "أغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب" (عد 21: 8) وقال الرب "هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل لا تخف لأني فديتك" (اش 43: 1) "أرجع إلىَّ لأني فديتك. ترنمي أيتها السموات لأن الرب قد فعل. اهتفي يا أسافل الأرض أشيدي أيتها الجبال ترنمًا الوعر وكل شجرة فيه لأن الرب قد فدى يعقوب وفي إسرائيل تمجد. هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن" (اش 44: 22-24) " فادينا رب الجنود اسمه. قدوس إسرائيل" (اش 47: 4) فمن هو الفادي؟ هو رب الجنود قدوس إسرائيل، وكيف تم الفداء الذي ترنَّمت به الخليقة؟ انه تم بالتجسد.

6- وفي عقوبة الله للحية أعطى الله الوعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية قائلًا "واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تك 3: 15) ومن هو نسل المرأة هذا إلاَّ الرب يسوع الذي وُلِد بدون زرع بشر؟‍‍


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-021-Sts-Church-Sidi-Beshr/002-Hatmeyat-Al-Tagasod-Al-Ilahy/Inevitability-of-the-Incarnation__46-Prophecies-2.html

تقصير الرابط:
tak.la/acf4g23