وأخيرًا بقي لنا أن نجيب على هذا السؤال:
هل تصلح كتابات القرون الأولى لنسلك بها اليوم؟
والإجابة على هذا التساؤل هي أن الإنسان لا يتغير من جهة طبيعته أو مشاعره أو نفسيته، وإن تغيرت الظروف المحيطة به ووسائل الحياة وملتزماتها... فلازال الإنسان يحاربه الكبرياء الذي حارب آدم، وتحاربه الشهوة التي خضع لها داود، ولازال الحقد والبغضة والإدانة الخ. كل هذه الأمور باقية بلا تغيير... اللهم إلاّ التقاء النفس مع ربنا يسوع والسلوك كما سلك الآباء الأولين من جهة علاقتهم بالله.
|
|
هذا وإن الله لا يتغير لذلك فإن علاقة الإنسان بالله باقية لا تتغير، وإن تغيرت الظروف والاتجاهات والعادات... لهذا فإن هذه الكتابات لها قيمتها الكبرى العملية خلال العصور.
غير إنني أريد أن أؤكد مرة أخرى أن هذه المقالات بعضها نسكيات، سُجلت لآباء رهبان التقوا بربنا يسوع وأدركوا أن جهاد الإنسان بدون النعمة باطل... وإن التداريب الواردة لا تعني مجرد تنفيذ شكلي لها، أو جهاد ذاتي... إنما جهاد ومثابرة بقوة النعمة العاملة فينا..، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد أكدت بعض النصوص هذا. لذلك يلزم أن تفهم كل نص على ضوء المقال كله، هذا مع مراعاة ضرورة الاسترشاد بأب اعترافك.
هذا وإني لم أضع مقدمات ولا تعليقات راجيًا أن تقرأ كل نص بهدوء وتروٍ... حيث أن هذا الكتاب لا يسجل مجرد عظات منمقة بل اختبارات روحية عميقة لآباء عظماء في الإيمان.
الرب يحول هذا العمل لمجد اسمه القدوس ولبركة نفوس كثيرة.
الإسكندرية في 1966م
(الطبعة الأولى)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a7apah6
